الرئيس التركي سيوقع خلال زيارته إلى الكويت عدة اتفاقيات لتوسيع الشراكة في مختلف القطاعات، بما في ذلك الاستثمار والطاقة والدفاع والتجارة والنقل.
الرئيس التركي يرى في الاستثمارات الأجنبية حلولا لأزمات بلاده الرئيس التركي يرى في الاستثمارات الأجنبية حلولا لأزمات بلاده
ميدل ايست اونلاين:أنقرة - يبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان غدا الثلاثاء جولة جولة تشمل الكويت وقطر وسلطنة عمان ينتظر أن يركز خلالها على استقطاب استثمارات خليجية ضمن مساعيه لإيجاد حلول لتنفيس الأزمات الاقتصادية والمالية التي تعاني منها بلاده.
وقال رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية برهان الدين دوران اليوم الاثنين، في تدوينة على منصة "إن سوسيال" إن "الجولة ستشهد تقييم العلاقات الثنائية بكافة أبعادها، وبحث سبل تطوير التعاون القائم بين أنقرة والعواصم الخليجية الثلاث".
كما ستتخلل الجولة مشاورات حول التطورات الإقليمية، والملفات الدولية، بحسب دوران. ومن المقرر أيضا توقيع اتفاقيات مختلفة على هامش الجولة مع مسؤولين البلدان الثلاث "بهدف ترسيخ أرضية العلاقات الثنائية".
وينظر إلى الجولات الخليجية المتتالية لأردوغان كجزء من مسار تحول في السياسة الخارجية التركية يهدف إلى تصحيح المسار الاقتصادي عبر تعميق الشراكات الإستراتيجية مع القوى المالية الكبرى في المنطقة.
وأدى الرئيس التركي في يوليو/تموز 2023 جولة خليجية شملت السعودية والإمارات وقطر وتوجت بتوقيع صفقات بمليارات الدولارات في مجالات الطاقة والدفاع والاستثمار.
وتحتاج تركيا إلى تدفقات نقدية أجنبية كبيرة، مثل الاستثمارات المباشرة، لتمويل العجز في ميزان المدفوعات ودعم احتياطيات البنك المركزي من العملة الصعبة، بالإضافة إلى تخفيف الضغط على الليرة التركية التي عانت من انخفاضات قياسية، والمساهمة في السيطرة على معدلات التضخم المرتفعة.
كما تسعى أنقرة لتمويل مشاريع البنية التحتية العملاقة ومشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وتعتبر الفوائض المالية الضخمة لدول الخليج المصدر المثالي لذلك.
ولا يقتصر الأمر على ضخ الأموال، بل يهدف أردوغان إلى إقامة شراكات استراتيجية طويلة الأمد في قطاعات تركية ذات ميزات تنافسية عالية. وكانت تركيا أبرمت صفقات ضخمة مع دول خليجية، مثل صفقة الطائرات المسيرة مع السعودية في 2023.
ويسعى أردوغان لتحويل العلاقة من مجرد سوق استهلاكي إلى شراكة في الإنتاج والتكنولوجيا، مع ربط التكنولوجيا التركية برأس المال الخليجي.
وبشأن جدول أعمال زيارة الرئيس التركي إلى الكويت، أوضحت السفيرة التركية لدى الكويت طوبي نور سونمز أن القضايا المدرجة تشمل ملفات التعاون الثنائي والإقليمي على حد سواء، مشيرة إلى أن المحادثات ستتناول سبل تطوير التعاون في مجالات الدفاع، التجارة، الاستثمار، الطاقة، النقل، الثقافة، والتنمية المستدامة.
وأردفت "سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي ستوفر إطارًا قانونيًا أوسع للشراكة في مختلف القطاعات، بما في ذلك الاستثمار والطاقة والدفاع والتجارة والنقل. وستُسهم هذه الاتفاقيات في دعم رؤية الكويت 2035 من خلال تعزيز النمو المستدام وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي.
كما أفادت بأن التطورات الإقليمية، وعلى رأسها الأوضاع في فلسطين وسوريا، ستكون من أبرز القضايا المطروحة للنقاش، مؤكدة أن البلدين يتقاسمان مواقف متقاربة إزاء هذه الملفات، ويوليان أهمية خاصة لتوحيد الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
وحول مستوى التنسيق بين البلدين في القضايا الإقليمية والدولية، شددت السفيرة التركية على أن "أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن تركيا القومي"، وأن أنقرة تولي شراكتها مع الكويت أهمية استراتيجية بالغة.
واستطردت قائلة "نؤمن بأن الملكية الإقليمية هي السبيل الأمثل لمعالجة جذور الأزمات وتحقيق حلول مستدامة للتحديات التي تواجه منطقتنا. ونحن نُثمن الدور الريادي الذي تضطلع به الكويت، بصفتها الرئيس الحالي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في دعم الحوار وتعزيز الأمن الجماعي".
كما شددت السفيرة التركية على أن اللقاءات المرتقبة بين قيادتي البلدين ستعزز المصالح المشتركة وتوطد التنسيق حيال القضايا الملحّة في المنطقة، مشيرة إلى استعداد تركيا لتكثيف التعاون في المحافل الإقليمية والدولية لمواجهة التحديات السياسية والإنسانية الراهنة.
واختتمت السفيرة سونمز بالتأكيد على أن زيارة الرئيس أردوغان إلى الكويت تمثل محطة تاريخية جديدة في مسار العلاقات الثنائية، وتؤكد الإرادة المشتركة للبلدين في ترسيخ السلام، وتعزيز الشراكة، ودعم التنمية الإقليمية المستدامة.
987 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع