"الشاهنامة" أطول قصيدة في التاريخ لم تتحرر من عقدة الشعر العربي

          

         ملحمة الفرس التي انتهت عند معركة القادسية

شكسبير الإيراني لم ينج من فخ التعصب المذهبي والشعوبية ومعاداة العرب.

العرب/حكيم مرزوقي:يُعدّ شاعر الشاهنامة أبوالقاسم الفردوسي (ت 1020 م) أحد أقدم الشعراء الذين كتبوا باللغة الفارسية، وذلك في محاولة لمنافسة اللغة الغربية التي كانت تهيمن بثقلها الحضاري والأدبي على المنطقة. ورغم مفاخرة الفرس إلى اليوم بهذه الملحمة فإنهم يغفلون ما تحتويه من تعصب ومهاجمة للعرب بأشكال عنصرية وهو ما وقعت في فخه الملحمة على الرغم من أهميتها الأدبية.

الغريب أن الحضور الفارسي، وعلى شهرته، في المشهد الأدبي والفكري، عبر التاريخ، تتجاذبه نزعتان متناقضتان أشد التناقض: الأولى موغلة في النرجسية ومغازلة الذات إلى حد الانغلاق والشعوبية المريضة المتمثلة في معاداة الآخر، والثانية ذاهبة نحو الانفتاح وداعية لكسر الحواجز عبر فضحها لشتى أنواع التقوقع القومي والمذهبي كما يحدث في العصر الحاضر.

ولا ينكر الأدب العربي فضل العنصر الفارسي في إغناء المدونة الإسلامية على مراحل متفرقة من التاريخ، وحين كانت لغة القرآن هي العنصر الجامع بين مختلف الآداب والفنون التي تصاهرت ضمن إمبراطورية إسلامية واحدة، لكن الشعوبية الفارسية ظلت تطل برأسها في كل مرحلة يصاب فيها الجسد العربي بالوهن والتقهقر.

وأول ما سنحت الفرصة لظهور الفارسية كلغة أدب، كان أيام السامانيين (389 - 999) الذين اشتهروا بالعمل على إحياء القومية الفارسية بعد أن خمدت إثر الفتح الإسلامي ثم جاءت الدولة الغزنوية، فازداد الميل إلى هذه النزعة وضوحا، ونظم الفردوسي منظومته الشهيرة “الشاهنامة” التي تبلغ حوالي ستين ألف بيت من الشعر، كاشفا فيها أمجاد الشعوب الإيرانية وقد وشحها بقصص وسير لأبطال وشخصيات ملحمية ارتبطت بتاريخ الفرس مما جعلها حديث الناس وموضوع مسامراتهم وأغانيهم.

العنصرية والأحقاد
امتزج في “الشاهنامة” الواقع مع التاريخ مع المغامرة، والشعر بالنثر والأغاني، مما جعلها أقدم وأطول قصيدة في تاريخ البشرية، فحجمها يبلغ 7 أضعاف ملحمة هوميروس كما يقول الدارسون والمتخصصون.

ما قصة هذه الملحمة التي مازال يتباهى ويفاخر بها الإيرانيون أمم العالم، حتى أن ساستهم المعاصرين لا يتوانون عن إهداء نسخ أنيقة منها إلى قادة العالم كرمز لـ”عراقة الأمة الفارسية” تيمنا بـ”مهابهاراتا الهند” و”أوديسة اليونان”، رغم مضمونها الأسطوري المتناقض مع ما يدعونه من عقيدة إسلامية؟

أين تقف حدود الخيال الأسطوري والتصور الميثيولوجي في مدونة ترشح أحقادا عنصرية ونزعات شعوبية تتعرض للشعوب المجاورة بالإساءة كقول مؤلفها في حق العرب “من شرب لبن الإبل وأكل الضب.. بلغ الأمر بالعرب مبلغا أن يطمحوا في تاج الملك”، وذلك في نزعة استعلائية تنتقص من شأن العرب وتعلي من مقام الفرس كسادة تاريخ، في الوقت الذي تعرضوا فيه للهزيمة والإهانة.

هل صحيح ما قاله أحد الدارسين العرب “لولا شاهنامة الفردوسي لهلكت لغة الفرس” أم أن الملحمة نفسها، وعلى الرغم من موسوعيتها وتعصبها للغة الفارسية، مليئة بالمفردات العربية التي لا تستقيم لغة الفرس من دونها؟

ما الذي جعل فن كتابة الملحمة يبدو منقوصا وشبه غائب عن المدونة الشعرية رغم هذا الكم الهائل من قصائد الفخر والحماسة والفروسية؟ وهل أن الأمر يتعلق بمجرد النقص في الكتابة والتدوين أم أن الأمر يتعلق بمسألة حضارية تشمل جميع أنواع النشاط البشري؟

كتاب الملوك
“الشاهنامة” تعني فيما تعنيه “كتاب الملوك” أو “ملحمة الملوك” وهي لم تتوقف عن إخبار الأخبار وإنما تطرقت إلى صنوف شتى من المعرفة الإنسانية كالفلسفة واللغة والعبرة والعشق والفلسفة والتاريخ. وتجاوزت هذه الملحمة الحدود الجغرافية والتاريخية لبلاد فارس، مما جعلها تتصف بالكونية وتعلن نفسها بديلا عن سفر الخلق والتكوين كما هو الشأن بالنسبة إلى كبرى الملاحم في التاريخ البشري على غرار “جلجامش” ومثيلاتها من تلك المعنية بالأسئلة الوجودية الكبرى.

وحين يسأل المرء عن صاحب هذه الملحمة المرعبة يقال له إنه الفردوسي، هكذا وباختصار شديد مثلما تنطق كلمة هوميروس، في الثقافة الإغريقية. الحقيقة أنه لا يُعرف عن حياة هذا الرجل الكثير، عدا أنه مسلم شيعي، اسمه هو أبوالقاسم منصور بن حسن بن شرف شاه، وُلِد في مدينة طوس، إحدى مدن خراسان شمال شرق إيران، في النصف الأول من القرن الرابع الهجري، وانتمى لعائلة دهقان، وهي من أكبر ملاكي الأراضي، ما ساعده على تكريس حياته لشِعره، تزوَّج مرة واحدة وأنجب مرتين.

أما عن لقب "الفردوسي"، فلا نمتلك رواية يقينية عن الوسيلة التي امتلكه بها، البعض قال إنه تحلَّى به بسبب امتلاك عائلته بساتين يانعة كالفردوس، وآخرون ذكروا أن السلطان محمود توَّجه به بسبب جزالة ألفاظ شِعره.

ويذكر المؤرخون أن الفردوسي حقَّق شهرة شعرية كبيرة في زمنه، أهلته ليتلقى تكليفا من الملك الساماني منصور الأول أواخر القرن التاسع، بتأليف ملحمة تختصر تاريخ البلاد القديم بين دفتي كتاب، وتحكي تاريخ 4 آلاف سنة عاشتها الأمة الفارسية منذ فجر التاريخ وحتى الفتح الإسلامي، وهي المهمة التي حاول تنفيذها الشاعر الفارسي الشهير أبومنصور الدقيقي، لكن القدر لم يسعفه الفرصة بعدما توفي عقب نظمه ألف بيتٍ فقط من “الشاهنامة” الخاصة به حكت قصة صعود الحكيم/ النبي زرادشت.

ويحكي الفردوسي أن الدقيقي ظهر له في المنام وحثَّه على استكمال مسيرته انطلاقا من الألف بيت التي وضعها، لاستكمال مهمته في حفظ التاريخ الفارسي والزرادشتي، لكن الثلاثين عاما التي قضاها في الكتابة، لم تمكنه من استكمال ملحمته التي غدت حديث الناس ونسجت حولها القصص والخرافات، كما تأثرت بها أمم مجاورة مثل المغول والترك والطاجيك، واستلهمت منها أعمال فنية كثيرة مثل لوحات الفنانة الإيرانية شيرين نشأت.

ويعتبر الكثيرون أن مكانة الفردوسي في الثقافة الإيرانية لا تقل أبدا عن مكانة شكسبير عند الإنجليز ولا هوميروس عند اليونانيين، لأنه تمكَّن من الحفاظ على الثقافة الفارسية من الضياع في عصر كادت اللغة العربية تكتسح فيه كل شيء.

وعن مكانة هذه الملحمة في تاريخ البشرية، يقول المستشرق الإنجلیزی إدوار كوویل “الفردوسي وجد بلده تقریبا دون أدب، فسلَّم إلیه الشاهنامة التي لم یستطع الأدباء من بعده سوى تقلیدها، دون أن یتفوق أحد علیها. إنها ملحمة بإمكانها أن تنافس كل أثر، ولا نظیر لها في آسیا بأسرها”.
ويذهب كتاب ودارسون إلى تشبيه الفردوسي بكورش الأكبر، أحد ملوك إيران الذين تحدث عنهم في ملحمته وحكم البلاد قبل الميلاد بـ500 عام، إذ يقول عنه الشاعر والمترجم الأميركي ديك ديفيز “يتمتع الفردوسي بمكانة بين الإيرانيين تُماثل مكانة كورش الأكبر، إنه يحظى بالاحترام والتكرم لدرجة أن البعض نسب إليه الفضل في إنقاذ اللغة الفارسية من النسيان”.

أما “الوحش” الذي كان يتربص باللغة الفارسية في نظر هؤلاء جميعا فكان اللغة العربية وما تمثله من سطوة بلاغية وثقافية، إلى جانب كونها لغة التعبد. وتبقى الفارسية بين فكي كماشة ثقافية تمثل اللغة الهندية واحدة من هذين الفكين إلى جانب اللغة العربية، وذلك لتفردها بمخزون حضاري عجزت بلاد فارس عن منافسته، خصوصا على مستوى الشعر الملحمي.

وفي هذا الصدد تقول الباحثة نهال حمدي في أطروحتها “يزدجرد الثالث في شاهنامة الفردوسي”، إن إيران من أكثر البلاد التي اشتهرت بالشعر القصصي وتدوين التاريخ، وترعرع على أرضها الكثير من الشعراء الذين راجت قصائدهم، ويرجع ذلك إلى المخزون القصصي الهائل لدى الإيرانيين، والذي استقوى جزء منه من الهنود بحُكم انتمائهم جميعا لذات الجنس الآري، لكن الهنود سبقوهم إلى رواية القصص ومزجها بالأساطير والخرافة.

    

وبقيت اللغة العربية وفنونها عقدة شعوب بلاد فارس فيتحينون الفرص للإطاحة بها إلى أن دانت السُّلطة للسامانيين عام 819، فسعوا لإحياء ما يعتبرونه مجد أمتهم الفارسية، بعد أن استقلوا بها عن الحُكم العربي فترة التقهقر العباسي، وأرادوا بعث الهوية الإيرانية من تحت الأنقاض مُجددا، فأعلنوا إعادة الاعتماد على الفارسية كلغة رسمية للدولة مع تنقيتها من أي ألفاظ عربية، وأحيوا العادات والتقاليد الإيرانية القديمة، وسعوا بكل السُّبُل لزيادة معدلات ضخِّ القومية الإيرانية في شرايين الدولة. وكانت “الشاهنامة” للفردوسي حصيلة هذا الجهد والمثابرة في تحقيق حلمهم.

الحكمة شعرا

هضم الفردوسي المعروف بذاكرته الوقادة، كل أساطير وحكايات المنطقة، وخص شعوب فارس بهذه الملحمة التي صاغها شعرا حاول قدر الإمكان أن ينقيه من الشوائب العربية لكنه لم يستطع، فالعرب، وبإقرار ضمني منه، هم سادة من قال الشعر وأبدع في صوره على مستوى الجرس الإيقاعي الذي تأثر به كثيرا رغم التزامه بالشكل الفارسي المعتمد على التثنية والتربيع أحيانا.

وظل تعصبه الفارسي مسيطرا على كل فقرة من مؤلفه الضخم الذي خلط فيه قصص الأقدمين والمحدثين، كذلك كانت خلفيته الشيعية المتحيزة تطل في كل مقطع، فيحشرها حشرا في نوع من التزاوج مع العقيدو الزارادشتية التي يعتبرها الديانة القومية الأولى لشعوب المنطقة، ولا يتوانى من إقحامها في مقطعات كثيرة وحكم قديمة للأسلاف.

تأثر الفردوسي بـ”الأفستا”، وهو أول كتاب يضم أجزاء من أساطير الفرس القديمة، يتجاوز عمره الثلاثة آلاف عام، ويُعدُّ أقدم وثيقة تاريخية مكتوبة تعكس المراسم والأفكار والطقوس الدينية للمجتمع البدائي الإيراني، وصوَّر الملوك بحالة من القدسية رفعتهم إلى مرتبة الآلهة كأحد أشكال التأثر بالأساطير الهندية واليونانية، ووُصف هذا العمل بأنه “الكتاب المقدس للديانة الزرادشيتة”.


وبخلاف هذا العمل، يؤكد الدارسون أن الفردوسي اطلع أيضا على عدد من الشاهنامات النثرية كشاهنامة أبي المؤيد البلخي وشاهنامة أبي منصوري التي وُضعت في زمن مُعاصر لحياته.

وتزخر ملحمة الفردوسي بعدد من القصص الكلاسيكية ذات الحيثية الكبيرة في العقلية الفارسية مثل قصص حب خسرو وشيرين، بيزهان ومنيزه، وأساطير البطل رستم، وانتصارات مزعومة في التاريخ الغابر للأمة الفارسية.

رصدت الشاهنامه تاريخ أكثر من 50 ملكا (منهم 3 نساء) تبادلوا حُكم فارس، بداية من السلالة البشداديان الأسطورية التي وضعت أول بذور الحضارة الفارسية وحاربت قوى الشر، وحتى الساسانيين السلالة التي حكمت إيران وصنعت منها إمبراطورية عُظمى وأنهاها ببزوغ الدولة الإسلامية من الجزيرة العربية، فكان آخر ملك فارسي عبَّر عنه هو يزدجرد الثالث الذي ذهبت دولته في معركة القادسية على يدي الصحابي سعد بن أبي وقاص وجنوده، الذين وصفهم الفردوسي بأنهم “جيوش الظلام”.

ويمضي صاحب الشاهنامة الفارسية في شعوبيته التي تساير الموجة الحاقدة ضد العرب حتى يتوقف عند بيتين شعريين جاءا على لسان رستم قائد الجيوش الفارسية قال فيهما:

قد بلغ الأمر بالعربي من شرب لبن الإبل وأكل الضباب/ إلى الطموح إلى تاج الكيانيين فأفٍّ لك يا فلك السماء.

وبقيت هذه الملحمة الفارسية، وعلى الرغم مما يعتريها من مغالطات تاريخية وأحقاد عنصرية، راسخة لدى الفرس يفاخرون بها بين الأمم. ولم تجرأ الثورة الخمينية على الرغم من ادعائها تمثل أخلاقيات الإسلام، على حجب الشاهنامة أو منعها من التداول بل زادت في التفاخر بها والاعتزاز مغلبة في ذلك النزعة القومية على المسألة الدينية.

عاش الفردوسي حياة مضطربة بين أمراء وولاة كثيرين، منهم من أغدق عليه العطاء ومنهم من قطّر عليه بسبب أهواء سياسية وميولات مذهبية متضاربة، لكنه وبحلول القرن الـ14، اعتاد كل ملك فارسي جديد أن يأمر بكتابة نسخة جديدة من الشاهنامة، تُوضع فيه حكاياته وقصصه، وتُزوَّد برسوم يقوم بها أفضل خطاطي العصر.

وهو ما أدى لزيادة حجمها الأصلي من 50 ألف بيت إلى 60 ألف بيت تقريبا وشيوع عدد كبير من الاختلافات بين النُّسخ المتداولة، كما أن هذا الطقس منحنا كما كبيرا من المخطوطات المُصوَّرة لهذا النص المُدهش، التي ظهرت في العصور المغولية والتيمورية والصفوية، والقاجارية انتشرت في المتاحف والمكتبات في جميع أنحاء العالم، في روسيا، والقاهرة، وإسطنبول، وبرلين، وبومباي، وطهران، وطشقند.


في العام 1838 ظهرت ترجمة الشاهنامة إلى الفرنسية، وهي الأولى بأي لغة غربية، واعتمدت على المقاربة بين 35 مخطوطة وبلغ حجمها 7 مجلدات. هذه النسخة الفرنسية اعتمدت عليها النسخة الإنجليزية الأولى التي قام بها المترجمان وارنر وآرثر وإدموند وارنر وظهرت إلى النور عام 1905 وبلغ حجمها 9 مجلدات. وفي العام 1966 ظهرت نسختها الأولى باللغة الروسية.

ولقد تأثر بها العديد من كبار الأدباء الأوروبيين مثل الشاعر الفرنسي لامارتین (1790 - 1869) الذي قدم شرحا لقصة رستم، إحدى قصص الشاهنامة، كما أشاد بها الشاعر الألماني غوته.

ما لا يختلف عليه النقاد والمؤرخون هو أن الشاهنامة تعتبر أعظم إنجاز أدبي وملحمي في تاريخ بلاد فارس، ووصفها معاصروه من العرب بـ”القرآن الفارسي”، وذلك لكثرة ما مجدها الناس واحتفى بها الحكام وبالغوا في تكريمها.

ولا ينكر أحد أن الشاهنامة تعد من أنفس ما جادت به قريحة صاحبها، وتتضمن قيمة أدبية وتاريخية كبيرة، إلا أنها تبالغ في تمجيد الأمة الفارسية على حساب غيرها من الأمم، وتتعرض للعرب بشيء من التطاول والازدراء مما ينال من بعدها الإنساني ويفقدها وجاهتها الأخلاقية إذا نظرنا إليها كإرث ثقافي تمتلكه البشرية جمعاء.

هذه القيمة التاريخية لم تمكن الشاهنامة من الإفلات من فخ البروبغندا السياسية إذ تروي مدونة المكتبة البريطانية أن الباحث الإيراني مجتبى مينوفي (1903 - 1976) الذي عمل لصالح “بي.بي.سي” خلال فترة الحرب الكونية الثانية، محررا للصحيفة الموالية للحلفاء روزجار آي نوا، وعندما طلب منه تقديم المشورة لعمل حملة دعائية فعالة في إيران تخدم الرؤية البريطانية، اقترح استخدام الرسوم والقصص من ملحمة الشاهنامة لمناشدة الشعب الإيراني وحثه على بغض دول المحور.

تم العمل بنصيحة مينوفي، ورسمت الصور عام 1942 من قبل كيمون إيفان مارينجو (1904 - 1988).

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

682 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع