((هل أنصف شارلس دولفر في كتابه "البحث والأختفاء"بمعلوماته الفنية أوالأستخبارية بشأن التفتيش في العراق، وهل ما كتبه هو صحوة ضميرأم ماذا؟))
كان كثيرُ من المراقبين ورجال السياسة والأعلام في الدول الغربية يعتقدون بأن مافعلته فرق التفتيش عن أسلحة الدمار في العراق مقبولاً،
وكانوا يعتبرون العراق مداناً نظراً لتأثير وسيطرة القوى الكبرى الغربية على مجريات الأمور، وكان ذلك من خلال الغطاء ألأعلامي والسياسي والأستخباري الذي تم الترويج له لسنوات عديدة سبقت العدوان العسكري الفعلي في آذار عام 2003، ولهذا كنا نقول دوما بأن الحقيقة غائبة بفعل ماكنات القوى المحركة والمالكة لزمام التأثير في المساحة التي كانوا يتحركون عليها ويتحركون منه، في حين كان دور القوى الاخرى كالروس والصين أشبه بالغائب وغير المؤثر، والدول العربية وجامعتها العتيدة لم تكن بأحسن منها، ولهذا كان العراق يتحرك بمفرده وسط هذه التاثيرات والممارسات، ولكن عندما غزا بوش وبلير العراق، فهم المراقبون بأن بوش لم يكن مهتماً بالديمقراطية وأنما حلمه ومحافظوه الجدد لغزو العالم والسيطرة عليه خوفاً من تنامي الصين وقدراتها التصاعدية، انه حلم من الصعب تقييم نتائجه، ساعدهم بذلك من يحلم للعودة لعالم الأستعمار القديم بأشكالات جديدة الى وهو بلير وأمبراطوريته القديمة، وألا كيف نفسر قيامهم بمهاجمة بلد له حضارة قديمة مثل العراق بذرائع بائسة وزائفة حول اسلحة الدمار وأيواء القاعدة ومساندتها، انهم كانوا يعيشون في عالم خيالي، وستتم محاسبتهم بعد أن ظهرت الحقيقة وظهر من ينادي بذلك من كتاب وسياسيون وأعلاميون وقانونيون بعد أن تحرك وازع الضمير للقسم منهم بعد أن صدرت الكتب التي أصدرها من كان مسؤولا أو مشرفاً عن التفتيش في العراق مثل بليكس والبرادعي ودولفر وبتلر والقائمة تطول حتى من قبل مخابرات الدول الضالعة في أحتلال العراق، وسيستمر ذلك بأزدياد حتى تتحقق المحاسبة من خلال ادارة دولية ورجال قانون في اوربا وامريكا لتقديمهما للمحاكمة ليكونوا أمام الحق وأمام التأريخ الذي، كتبنا عن بلكس والبرادعي وبتلر وكاي وريتر وكالوجي، لنتطرق في مقالتنا عن تشارلس دولفر مستشارمدير المخابرات المركزية الأمريكية والذي كان يدعي بأنه موظف في وزارة الخارجية بشكل مهني وعلى القارء معرفة دوره في عمليات التفتيش في العراق لا سيما وأنه من قاد بعد كاي في2004 أكبر عملية للتفتيش والتي خلصت بأن العراق خالي من أي نوع من أسلحة الدمار الشامل، لو اخذنا جانبا من الكتاب الذي أصدره في تشرين ثاني 2009 والمعنون( البحث والأختباء) ومقالة كتبها نفس المؤلف بعد سنة او اكثر تحت عنوان( العراقي الذي عرف أكثر من اللازم) لماذا وزير النفط لا يزال في السجن، وفي حينها كتب كثير من العلميين والكتاب العراقيين والعرب، ومنهم كاتب المقالة عن سبب عدم أطلاق سراح المعتقلين السياسين والسلطة كانت تحت اشراف الأمركيون الذين كانوا لا زالوا يحتلون بلدنا؟.
أصدر تشارلس دولفر كتاباً بعنوان (الأختباء والبحث) البحث عن الحقيقة في العراق تشرين اول2009، كذلك يتضمن بعض من ما احتواه تقريره عام 2004 الذي ترأسه والذي سمي في حينه مجموعة دراسة العراق الذي كان يضم 1700 من الخبراء والمفتشين العسكريين والمدنيين من مختلف المؤسسات المختصة المخابراتية منهم وأغلبهم كانوا أمريكان، ولنعطي صورة واضحة عن مؤلف الكتاب وبالتالي ندخل بالتفاصيل لما استخلصناه وما هو ردنا على بعض مما ورد فيه.
تشارلس دولفر: المستشار الخاص لمدير الأستخبارات المركزية، عمل نائبا للرئيس التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الخاصة بالعراق (أونسكوم) بعد كالوجي من 1993 حتى انتهاء عملها عام 2000. خلف ديفد كاي المستشار الخاص للشؤون الإستراتيجية المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل العراقية في كانون الثاني 2004 لمجموعة مسح العراق، وكان مسؤولا عن توجيه السياسة العامة للبحث عن أسلحة الدمار الشامل بالعراق، كما عمل دولفر كباحث في السياسة العامة بمركز وودرو ويلسون للدارسين والباحثين الدوليين، شغل قبل 1993 منصب نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون السيطرة على التسلح وشؤون الدفاع المتعددة الأطراف. ومن 1990 إلى 1992 كان مسؤولا عن الشؤون التجارية الخاصة بالدفاع بصفته مدير المركز التجاري للدفاع ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون السياسة العسكرية. وهو خريج جامعة كونيتيكات وحاصل على الماجستير في العلوم من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، رئيس مجموعة مسح العراق التي اجرت التحقيق في نطاق اسلحة الدمار الشامل والتي كانت فريدة من نوعها وأكثر دقة مخابراتية منظمة يمكن لدول عديدة الاستفادة وذلك لتنوع اختصاصت عامليها، اساليب عملها، التنوع لجنسياتها وخبرة اكثر من جهة استخبارية وعلمية تقنية.
لندرج ملاحضاتنا بشكل مهني وموضوعي لكوننا عشنا مرحلة التفيش وعايشناها بكل ابعادها وكما يلي :
1_ بغض النظر عن المواقف التفصيلية التي يتخذها مؤلف هذا الكتاب تشارلز دولفر من الأزمة العراقية وتطوراتها خلال العقدين الماضيين، فإن أهمية المعلومات التي يقدمها من خلال كتابه تتمثل في كشف الكثير من الحقائق التي بدا أن أطرافا عديدة تعمل على طمسها سواء كانت على الصعيد الأميركي، أو حتى على مستوى دول أخرى لعبت دورا فاعلا في تصاعد الأوضاع في العراق ووصولها إلى مرحلة الغزو
2- ان عنوان الكتاب لايمثل بشطره الأول الا محاولة لتسليط هالة من التشويق للقاريء بعيدا عن جوهر ما أحتواه الكتاب من سرد مبرمج وقصصي حيث لم يكن الأختباء الاجزاً بسيطا ولمرحلة بدايات التفتيش نظراً لضرورات أملتها فترة بداية التسعينات، ولهذا فأن الشطر الثاني فيه وجهة نظر مقبولة، وان من يطلع على الكتاب بكل تفاصيليه يراه مليئاً بأساليب الخداع والحسابات الخاطئة في تقدير العراق وقيادته الميدانية، والأفتراضات الخاطئة التي بدورها ساهمت في تقيمات خاطئة لجهل في وزارة الدفاع الامركية وابتعادها عن اساليب العمل المخابراتي واهمال جانب ما يحرك ماكنة وزارة الخارجية ولهذا يمكن تسمية الكتاب بوجهة نظرنا (الخداع الأمريكي للبحث عن الحقيقة في العراق) وليس الختيلة بمفهومنا الدارج.
3- اِن من يقرأ الكتاب ويتمعن به يرى دولفر في سرده للوقائع يلاحظ بانه من المع وأذكى ضباط المخابرات على ارض الواقع ويكيف تحليلاته بما يتلائم بما يريد أن يقنع به الأخرين سواء ذلك كان حقيقة أم خداع، ألم يمضي أكثر من 25 عاماً في وكالات اللأمن القومي للحكومة الأمريكية؟ انه ضالع في عمليات وضع السياسات والعمليات والمخابرات في الشرق الاوسط وهنا في هذه الفقرة نتحدث عن حالة مما ذكرها مغالط فيها الى وهي: ذكر دولفر بأن التفكير بالتجسس ضمن فرق التفتيش واللجنة الخاصة بدأ عام 1995 بعد هروب حسين كامل عندما رفض قبول المترجم السوري الذي يعمل مع اللجنة الخاصة بأعتبار ان المخابرات العراقية قد استطاعت تجنيده، هذه الحالة قد حصلت أثناء لقاء حسين كامل مع ايكيوس وزفريرو في عمان، وهذا التوقيت غير صحيح لأن المخابرات زرعت عناصرها مع بدايات عمل فرق التفتيش وخير دليل ماقام به ديفد كي وكالوجي في عام 1991 وما بعده، ألم تلتحق بعملك في بداية 1993 ياسيد دولفر وتبوءك لمنصب نائب الرئيس التنفيذي بعد زميلك روبرت كالوجي الذي كان يدعي بانه اكاديمي وتابع لوزارة الخارجية وهو بالحقيقة مستشار للمخابرات الأمريكية، ألم تكن تدير عمليات التفتيش وأنت لا تملك أية خلفية علمية تتطلبها مهنية عمليات التفتيش ومناقشاتها العلمية والفنية؟، أليس بوجودك سمحت للأجهزة الاستخبارية الامريكية والبريطانية من ألأزدياد بالتوغل في فرق التفتيش أضافة الى أدخال عنصراً آخراً الا وهو استخدام الأجهزة ومعدات التصوير والتنصط هذا حدث من عام 1993 – 1994 وبمذكرات مسلمة الى أيكيوس، اسمح لي ان أهنئك لأنك بطل زرع المخابرات في فرق التفتيش، وانت الآن في كتابك تعترف وتؤكد بأن اللجنة الخاصة قد ساعدت بمعلوماتها المقدمة الى الجانب الأمريكي في اعمال العدوان نهاية عام1998 بعد سحب المفتشين، وما بعدها الغزو الذي حصل في عام3003.
4– إن سياسة ألتشكيك هي أخبث وسيلة في العلاقات الدولية ولكن المخابرات الأمريكية وظفتها دائماً لما يتماشى ومصلحتها القومية، وهنا أود أن أتطرق الى ماذكره دولفر بأن رموز عراقية وبأكثر من فصل في كتابه بأنها صديقة للولايات المتحدة الأمريكية قسم منها توافاه الله والأخر مشتت، انها اساليب زرع روح الشك، انها اساليب اعطاء رسالة حول أمكانية وقدرة وجبروت امريكا، انها رسالة لأقناع عناصر للعمل معها ليس للعراق وأنما لدول أخرى، أنها منهجية عمل لسنين طويلة، انا هنا وبحكم معرفتي بعناصر من ذكرهم أؤكد وطنيتهم، بعض منهم قد سجن والأخر في المنفى، كم من الأساليب استخدمتها مخابرات بلدك بحق موفدينا والكاتب منهم لأساليب تغير من مسارات تفكيرهم ولماذا لحد الان بقوا على مواقفهم؟ ألم تحاولو مع أثنين أو أكثر من قادة برامج ماتسمونه بأسلحة ألدمار الشامل وكيف كانت أجابتهم بالرفض أولاً والأخبار عنها ثانياً، أن من أتجه معكم خضر عبد حمزة الذي جاء أليكم مهرولاً غي منتصف التسعينات وبمساعدة الجلبي وهو نكرة ومعلوماته كانت سطحية ولم تكن ذا قيمة أكثر من ما تعرفه فوق التفتيش النووية، بعد الاحتلال الدكتور مهدي شكر غالي، أذكر لنا غيرهم وحتما سيكونون نكرة مثلما حدث من فبركات رافد الجنابي حول المختبرات المتنقلة والتي وظفتها مخابرات بلدك ومن ساعدها بذلك وجعلت من كولن باول يطرحها أمام مجلس الأمن في 2003 وهو نادم الآن حسب ما صرح به وكنبه في كتابه، أننا نعرف من بقى شامخا ومن ظل على الطريق وهم قليلون جداً، لهذا انا وزملائي من عمل في برامج العراق نستهجن ولا نؤيد ماذكرته، يا سيد دولفر ان قصصك رائعة ولكنها غير قابلة للتصديق حول لقائك المستمر بالعراقين وما أبلغوك؟.
5- تؤكد بأنه من الدروس المستفادة لمجتمع الاستخبارات أن هناك عدم رؤية واضحة لما بعد الحرب والسبب هو ابعاد المشاركة الفعلية لجهاز المخابرات وسيما ان لها عناصر في الداخل في حين ان تقارير المخابرات عام 2002 يفيد (ان العراق واصل برامجه لأسلحة الدمار الشامل متحديأً قرارات مجلس الأمن ولا توجد قيود ما يمنع العراق من التواصل الى سلاح نووي خلال فترة عقد من الزمن، شأنه شأن الصواريخ ذات المدى البعيد وهنا التساؤل لم لم يختارك بلكس في لجنة الانموفيك؟ الجواب بسبب فضيحة عمل المخابرات في لجان التفتيش التي نشرتها صحفكم مثل الواشنطن بوست وغيرها وهنا تساؤل أَخر لماذا بعد خروجك من اللجنة الخاصة وعودتك بعد الأستقالة منها الى الولايات المتحدة وكان ذلك بعد عام2000 وضعت خطة وكأنها خارطة عمل للتحرك والأتصال ليس فقط لرموز برامج العراق النووية، الكيميائية، البايولوجية والصواريخ بل تعداها لتشمل وزارة الخارجية والنفط والمخابرات وبعض من الدوائر القريبة للرئيس العراقي حتى شملت خطتك الموفدين اللذين يحضرون المؤتمرات العلمية وغيرها؟ ماذا تسمى هذا العمل؟ الم يكن عملا مخابراتيا تجاوز مايسمى بأسلحة الدمار الشامل، استمر عملك هذا منذ 2000 وحتى بعد الأحتلال عندما بدأت بأستجواب بعض من الرموز الامنية والعسكرية وغيرها وهم بعيدون كل البعد عن اسئلة الدمار الشامل هذا حدث قبل تكليفك بأدارة لجنة مسح العراق عام 2004 بعد استقالة ديفد كي وتقريرك سمي بتقرير المخابرات المركزية.
6- بالرغم من عدم معرفتي الدقيقة بك الا من خلال الاجتماعات المشتركة مع الجانب النووي والتفيش المشترك واحد اجتماعات نيويورك هذه المعرفة وقراءة كتابك يتبين كم انت متمرس كمحقق من ذوي الخبرة ومتابع جيد تشاطر د.بليكس عندما كان مديرا عاما للوكالة حينما صرح (بأن تدمير الأجهزة والمعدات ليس بذات قيمة، لأن العلم والمعلومات في عقول حامليها) ان احتواء وتصفية العقول هو هدف المخابرات الأمريكية، جاء ذلك نتيجة اجتماع باريس عام 1993 للمخابرات الامريكية بحضور قسم من فرق التفتيش ويحتمل انت من حظر هذا الاجتماع والتي نشرته صحيفة اللموند في حينها، لهذا انت مارست شتى انواع التحقيق ما عدا ما ذكرته بأنك لم تقبل بأن يمارس التعذيب بواسطة محاكاة الغرق (هذه حسنة لك ان كانت كما ادعيت) التي امر بها تشيني مع اسرى الحرب بظمنهم احد رجال المخابرات العراقية وأدعائك ان امر التعذيب الجسدي فقط مصرح به لعناصر الارهاب الدولي، وهنا نود فقط لتعزيز مبدأ التصفية ان نشير لمقالة كتبها كريستوفر كارسون في 21/6/2005 ما نصه (ان ماغاب عن دولفر بأن ما يقل عن تسعة علماء استجوبو من قبل مجموعة مسح العراق خمسة منهم اغتيلو وقسم اخر استطاع الهروب).
7- لماذا لا تعترف بأن خروج اللجنة الخاصة والوكالة الدولية من العراق نهاية 1998 كان خطأ تتحمله الولايات المتحدة بعد لعبت الدبلوماسية العراقية والفنية دورا بأمكانية اقناع دول عديدة منها اعضاء في مجلس الامن بأن العراق قد اوفى اكثر متطلبات قرارات مجلس الامن وسريان خطة المراقبة بشكل مستمر في حين انت تسميها الاستخدام الذكي لرشاوي العراق لصفقات النفط من خلال الامم المتحدة مما حدى بالجانب الامريكي عرقلة اي انفراج للتقليل من شروط الحصار بضمنها ماطرحه كوفي عنان حول العقوبات الذكية وفيها تذكر اسماء بارزة في روسيا على انها استفادت من الرشاوي العراقية دون ذكر اسماء اخرى منها اوربية، التشكيك صفة مخابراتية يا دولفر.
8- أحدى انتقاداتك وهي جديرة بالملاحظة حيث تقول بأن امريكا خسرت الكثير بسبب عدم وجود سفارة لهم في بغداد بل كان الاعتماد على الأمم المتحدة من خلال لجان التفتيش مما سبب غياب المتابعة والتحليلات الدقيقة بالاضافة الى امكانية اللقاءات مع الرموز العراقية المؤثرة في الداخل بغية كسبهم كما انتقدت السياسة الأمريكية التي وضعت أموالنا في ايدي المعارضة العراقية مجموعة الجلبي التي ثبت افتقارها للمعلومات الدقيقة ولا تتمتع بشعبية تذكر داخل المجتمع العراقي.
9- الم تعلم مصير اثنتين من المواد الحسّاسة التي كان العراق يمتلكها في السابق المشمولتان بالرقابة من قبل الوكالة الدولية للطاقة مخزونة بمخازن القعقاع، محكمة ومقفلة بختم الوكالة ودائرة الرقابة الوطنية العراقية، وهما مادتان شديدتا الانفجار، وهاتان المادتان هما HMX و RDX المعروفتان بقوتهما التدميرية العالية، حيث تبلغ قدرتهما التدميرية أو شدة انفجارهما بحدود 10 اضعاف شدة انفجار او القدرة التدميرية لمادة TNT وكميتهما الأجمالية336طناً، ألم تتأكد حين التحقيق مع أحد كبارمسؤولي برامج العراق في سجن كروبر بأن هذه المواد كانت في المخازن قبل الأحتلال، وأنت تعلم أن أيران قد سرقتها، فلماذا سمحت قوات الأحتلال بالتغاضي عن سرقتها ولماذا لم تذكر ذلك في كتابك بصراحة وأنت قد بينت ذلك لمن كنت تحقق معه بأن أيران ربما قد سرقتها لأنها تحتاج لها ولبرنامجها النووي التسليحي؟.
10- كنت مصيباً بانتقادك لمنهجية عمل الادارة الامريكية من حيث التركيز بأن البنتاغون لا يؤمن لدور وزارة الخارجية، القيادة المدنية في وزارة الدفاع لا تثق في وكالة المخابرات المركزية والبعض لايتحدث للبعض الاخر بل ان بعضهم يكره البعض الاخر وان الحرب لم تكن شعبية بالرغم من ان العراق كان محاصرا حتى من قبل جيرانه واشقائه وليس لديه حليف يقف معه، هنا على المنصفين ممن يبحثون عن الحقيقة الأستفادة من هذه المعلومة المهمة لمحاسبة بوش والمحافظين لما حل بالعراق وذلك للأستفادة لما يحويه الكتاب من سرد ووقائع داخل الادارة الامريكية والتي تدين افعالهم.
11- انا مشدوه بانك تعتقد بأن بيتلر كان دمية بيد الامريكان، ألم تكن نائبه؟ وانت وغيرك من قادة المفتشين كانوا يعلمون بذلك، وبسبب التحرك الدبلوماسي العراقي أمكن أقناع اعضاء دائمون في مجلس الأمن على ما كان يطرحه العراق من تبعية بتلر لكنهم لم يصرحوا بذلك للظروف السائدة في ذلك الوقت ولكنهم ساعدوا بازاحته، انك من المؤمنين بمبدأ الشيطان يكمن في التفاصيل فكيف تفسر رؤية الخداع وان من يحلل كتابك يتوصل ان الخداع مبدأ امريكي والعراق يشغل حيزاًصغيرأً من هذا المفهوم، كما اتعجب بانك شككت بديفد كي عندما استقال من منصبه عام 2004 وقال قولته الشهيرة (اننا على خطأ) بما يتعلق بأسلحة الدمار الشامل، انت توصلت لنفس النتيجة ولكن حجتك لمعرفة الحقيقة وأية حقيقة تعني، ألم تشكك بسكوت ريتر الذي ابدى صراحته عندما تجاوزت تعليمات مخابراتكم ما يناط به من مسؤليات مؤذية للعراق وشعبه وامنه.
اين الخداع؟ ان الخداع هو تضليل لعمل مخابراتي منظم ابتدأ منذ فترة طويلة ويستمر حتى الان، لقد حققت ما تبغي اليه لوصولك الى رموز العراق واستطعت بفضل الاحتلال ان تجلس وتحقق معهم بعد ان كنت انت وغيرك يتوسل اللقاء بهم، بقى تساؤل اخير لماذا تأخر كتابك من الاصدار لمدة تسعة اشهر لأنني اتصور لضرورات قد تؤثر في غايات وعمل مخابراتكم بحيث حذفت معلومات منه.
ألم تسمع ماقاله سكوت ريتر تعليقاً على أعلان البيت الأبيض بعد الأطلاع على تقريرك أمام مجلس الشيوخ(ظهر تقرير دولفر عام 2004 أن العراق كان قد أوقف جميع الأبحاث المتعلقة بالأسلحة النووية في عام 1991، وأوقف كذلك البحوث المتعلقة بالأسلحة الكيميائية والبيولوجية في عام 1995، كما أن أسلحة الدمار الشامل في العراق كانت قد دمرت أو شحنت إلى خارج البلاد)، ريتر الذي شغل مركز رئاسة فرق التفتيش عن الأسلحة العراقية المحظورة، فقال (بأن إعلان البيت الأبيض إنهاء عمليات البحث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق وضع نهاية لأبشع شكل من أشكال الخداع الدولي في الأزمنة الحديثة)،هذا الإقرار الأميركي، بأن العراق لم يكن يحوز أسلحة دمار شامل، لم يكن الإقرار الوحيد الذي بيّن زيف الإدعاء الأميركي بل عززه أيضاً، اعتراف كولن باول والذي كان يشغل منصب وزير خارجية أميركا قبيل الحرب وأثناءها وبعدها، بأن الصور والوثائق التي قدمت لمجلس الأمن الدولي وتبرز حاويات قيل أنها تحتوي أسلحة دمار شامل، أو معدات ذات صلة كانت مركبة ومفبركة،
انه من المثير ما جاء باعترافك بانكم لم تعملوا بمنهجية لمعلومة البحث الا ما يتعلق بالاسلحة الكيميائية ومديات الصواريخ وانكم تصرفتم مثل الاطفال لكرة القدم والمزح مع الجماهير مجرد لاعبين لمطاردة الكرة.
قلنا بأننا سنكون مهنين وموضوعين في تطرقنا لماتميز به السيد تشارلز دولفر، وهنا تجدر الأشارة بأنه في تقريره المقدم الى مجلس الشيوخ لنتائج التحقيق النهائي لبرنامج أسلحة الدمار الشامل في العراق لمجموعة وكالة الاستخبارات المركزية لمسح العراق، شمل مرفق يفيد بشكل قاطع أن لم يعد هناك أي غرض في اعتقال هؤلاء العراقيين الذين اعتقلوا بسبب صلتهم هذه البرامج كان، وأن هؤلاء الأفراد لا يشكلون أي خطر على المجتمع العراقي بل وكثيرا منهم تكنوقراط موهوبين للغاية ويمكن أن يساهموا في خدمة بلدهم، وأوصى بأطلاق سراحهم، ومع ذلك لم يتم أطلاق سراح البعض منهم ألا في عام 2006، وعاد وكتب مقالة في عام 2010 في الفورين بوليسي بعنوان(العراقي الذي عرف أكثر من اللازم) لماذا وزير النفط لايزال في السجن وكان الأحتلال لازال في العراق، ومع ذلك أيضاً لم يطلق سراح الدكتور عامر العبيدي الا في عام 2012 بعد أن قضى أكثر من تسع سنوات في السجن.
اننا نود ان نؤكد بان العراق لم يتخطى قرارات مجلس المن بل تعايش معها، صحيح كانت فترة قصيرة في اوئل التسعينات للأخفاء لضرورات عدم ازدياد اذية العراق بعد ماحصل نتيجة حرب الخليج، ونود هنا ان نبين بان اساس اخفاء مكونات التخصيب ومكانه وعمله عن فرق التفتيش ليس هدفه العودة للعمل به، وانما الاخفاء والتدمير ماهو إلا لأبعاد العراق عن مزيد من العقوبات والأذى وخشية قرارات جديدة يصدرها مجلس الأمن بحجة عدم إمتثال العراق. ولكنه بعد انكشاف بعض برامجه تعامل بشكل موضوعي وملتزم وما اطول كفاحهم وصبرهم اللامحدود وسيشهد التاريخ بذلك، ومن الله التوفيق.
سرور ميرزا محمود
4659 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع