اهمية الرمز الثقافي : البحث عن سرفانتس / دون كيشوت

                                          

                             د. مؤيد عبد الستار

                              

                               

ميغيل سرفانتس مؤلف  رواية  دون كيشوت ، كان اسيرا  ، لدى القراصنة الجزائريين /  المغاربة . اطلق سراحه بعد  سنوات  بمساعدة هيئة دينية  دفعت  فدية مالية لتحريره من الاسر .

بعد 400 عاما من وفاته ، يبحث علماء الاثار الاسبان عن  رفاتـه و بقايا عظامه حسبما جاء في الصحف الاسبانية الصادرة بالانجليزية في مدريد التي اطلعت عليها خلال زيارتي الاخيرة لها ، اذ سيبدأ العلماء الكشف والبحث بواسطة اشعة الرادار داخل التربة ، في قلب العاصمة مدريد .
حين توفي ميغيل سرفانتس  بتاريخ 23 نيسان 1616، كان له من العمر 69 عاما ، طلب دفنه قرب داره ، علما ان تاريخ وفاته يصادف  تاريخ وفاة  وليم شكسبير ايضا.
ان الحي الذي دفن فيه سرفانتس مازال معروفا  ، ولكن قبره لم يعد معروفا ، للقرون التي مرت على رحيله والتغيير الذي طرأ على المباني والتوسع في البناء .
يقول المؤرخ فرناندو دي برادو الذي كافح طويلا من اجل الحصول على رخصة البحث عن رفاة سرفانتس ( نحن على ثقة باننا سنتمكن من العثور على مكان ضريحه ، فنحن اليوم نمتلك التكنلوجيا التي تساعدنا على البحث وان ذلك لن يكون صعبا ) .

               

                    منحوتة دون كيشوت في احد شوارع مدريد


الخطوة الاولى ستكون بالمسح الراداري وتصوير الارض والتربة التي تحت الكنيسة في القسم القديم من مكان دفنه ،  وفحص الجدران التي بجوار الكنيسة  .
سيكون ذلك باشراف لويس افيال الذي عمل على كشف عشرات المقابر التي تعود للحرب الاهلية الاسبانية ، واذا تم تحديد المنطقة والكشف عن قبره ستكون الخطوة التالية  العمل على العثور على عظامه ، والتي سيكون من السهل التعرف عليها نظرا للعلامات الفارقة والجروح التي تعرض لها سرفانتس حين كان جنديا .
هرب سرفانتس الى ايطاليا حين كان عمره 21 عاما ، وحارب كجندي في المعركة البحرية ليبانتو عام 1571 التي دمر فيها الاسطول الاسباني الغزو العثماني لغرب اليونان .
 تؤرخ سجلات  تلك المعركة  على اصابة سرفانتس في صدره وذراعه اليسرى التي جعلته معاق اليد طيلة حياته .
ان الاصابة التي على ذراعه وشلل يده اليسرى والعلامات البينة على القفص الصدري والجراح التي على ضلوعه تجعل من السهل معرفة و تحديد رفاته .
كما نعرف من خلال صورة شخصية  له – لوحة بورتريت -  ان له انفا  معقوفا ، اضافة الى ذلك فانه كتب قبيل وفاته ان  ستة اسنان فقط بقيت  في فمه .
يضيف دي برادو : ان البحث قد يستمر بضعة اشهر ، ولكننا نتوقع الحصول على نتيجة اواخر العام الحالي ، وتعتقد حكومة  مدينة مدريد التي تمول المشروع بميزانية قدرها مائة الف يورو ، ان الكشف عن رفاة سرفانتس يساهم في تطوير السياحة في مدريد .
ويقول بيدرو كورال مستشار الثقافة : حان الوقت لاسبانيا ان تبحث عن اديبها العبقري الذي يعد أب  الرواية الحديثة ، ويضيف قائلا : لايوجد تأكيد قاطع على النجاح في العثور على رفات سرفانتس ، ولكن يجب علينا ان نحاول .


  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

934 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع