د.محمد الموسوي*
لقد دأبت السلطة العراقية على انتهاج منهجين في سياستها فيما بعناصر منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة المتواجدين في مخيم ليبرتي كلاجئين تحت مظلة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين الذي نقلوا من مخيم اشرف تحت رعاية دولية وبموجب اتفاق بين الامم المتحدة والولايات المتحدة والمنقولين سكان مخيم أشرف من جهة والسلطة العراقية من جهة اخرى تتعهد فيها الاخيرة بالرعاية والحماية والاحترام الكامل وهكذا تعهدت لكنها نكثت بالعهود وكان عهدها مع نظام طهران اكثر قداسة واحترام .
انتهجت السلطة العراقية منهجين .. منهج تقر به امام الامم المتحدة وتخالفه على ارض الواقع بلا ادنى اعتبار لقيم او مواثيق .، ومنهج اخر تقر به وتذعن له امام ارادة ورغبة نظام طهران وهو المنهج القاضي بتعذيب واهانة سكان ليبرتي وقتلهم والتنكيل بهم وهو امر تعلم به الامم المتحدة تماما ويعلم به العالم اجمع وهذا ليس بغريب على السلطة العراقية التي تعامل مواطنيها بمليون مكيال احدهم على اساس عرقي والاخر على اساس ديني والاخر على اساس طائفي والاخر على اساس حزبي والاخر على اساس مناطقي وغيرهم على اساس عشائري واسري وفي اطار المحاباة والموالاة وكثيرة هي اشكال العنصرية والتمييز وكثيرون هم الابرياء في السجون بسبب ذلك .، فما بالك بالابرياء العزل في ليبرتي وقد اوصى الخليفة في طهران بقتلهم وترويعهم.، وهنا قد اهدت الامم المتحدة سكان مخيم اشرف سابقا اهدتهم لنظام طهران على طبق من ذهب عندما نقلتهم الى ليبرتي في شكله المحدد للقمع ووافقت على ان يحمي الجلاد ضحيته .
المتأمل بدقة للواقع في ليبرتي يجده كمعسكر اسر او سجن غير ان المسؤول عن المساجين او الاسرى لا يقوم بواجباته تجاههم من رعاية او حماية.، علما بان سكان اشرف سابقا ليبرتي ليسوا باسرى او مساجين بل هم افراد محميون بموجب اتفاقية جنيف الرابعة وقد تم تفتيش جميع مواقعهم والاعتراف بهم فردا فردا من قبل قوات التحالف الدولي والامم المتحدة كافراد تحت الحماية الدولية وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة واليوم هم لاجئون معترف بهم تحت مظلة المفوضية السامية.
حين كانوا في اشرف كان الحصار الشامل والقتل والتنكيل وقتل المرضى بمنع الدواء والتداوي مستمرا عليهم ولما ارادوا نقلهم وعدوهم بحال افضل ومساحة وواقع افضل والمفاجأة كانت ان المساحة مساحة لا تكفي لسجن عدد بعددهم وان المعاملة هي نفس النمطية وفيها استخفاف واضح وصريح وملموس بالاعراف الدولية ولم يتوقف القتل ولا منع العلاج ولا الحصار ولا التنكيل لكنه اليوم باشراف دولي .، لم يتوقف القصف ولا محاولات الابادة ولا التهديد بالابادة من قبل جماعات موالية لطهران .
استمرارا للنهج اللاإنساني من قبل السلطة العراقية تجاه سكان ليبرتي وبتوصية من طهران يجعل سكان ليبرتي في موقع في غاية الخطورة وغير امن مطلقا كما ان منع السطلة العراقية للادوية والعلاج ودخول المحروقات الى المخيم يعد امرا بالغ الخطورة في صيف العراق غير المحتمل علما ان المحروقات الواردة الى المخيم تستخدم في توليد الكهرباء اللازمة لادامة الحياة فقد منعت القوات العراقية في هذا العام دخول الوقود الى ليبرتي في 13 تموز من هذا العام وفي 14 آب ايضا ولازال المنع مستمرا . إن هذا النهج جريمة ضد الانسانية لم تكن الاولى ولن تكون الاخيرة وهو أمر دأبت عليه السلطات العراقية التي وضعت ارادتها بيد طهران والمستغرب هنا هو موقف الامم المتحدة والمجتمع الدولي الصامت امام هذه الجرائم التي تمارسها السلطة العراقية وافرادها بدوافع سياسية مع افراد تحت حمايتها كلاجئين تابعين للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
مما يثير الاستغراب هو ادانة السلطة العراقية لعصابات داعش الاجرامية الوجه الاخر للعملة .، يمكن لها ان تحارب الارهاب وتمارسه وان تقاوم البغي والظلم وتمارسه.
- تساؤل يطرح نفسه :لماذا تم نقل سكان اشرف الى ليبرتي مادامت نفس الممارسات قائمة ومادامت نفسها النوايا قائمة مفعلة .؟ هل رضخت الامم المتحدة لمطالب عراقية معلنة وايرانية مبطنة ام انها ارادت سلامة اللاجئين ووضعا افضل لهم ..فان كان ذلك فاين هو ؟
- لا يعترض السكان على مشروع التوطين في بلد ثالث في ظل مطالبة السلطة العراقية وبالاحرى فصيل واحد بالسلطة العراقية هو من يطالب برحيلهم وقتلهم والتنكيل بهم .. ولما هذا التناقض المريب تريدون اخراجهم من العراق وتهدد طهران كل من يرغب في استقبالهم وتضع عراقيلا امام توطينهم في بلدان ثالثة (فترى ماذا تريد طهران ..مؤكدا قتل معارضيها.. الم يدرك العالم بعد وفي مقدمتهم الامم المتحدة مدى خطورة اوضاع اللاجئين في ليبرتي)
*كاتب وليبرالي ديمقراطي عراقي
788 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع