فلاح ميرزا
الوسائل الاعلامية والمعلوماتيه التى تمتلكها الدول الغربية وعلى راسها الولايات المتحدة وضعت الدول الاخرى امام ذهول حقيقى ولكنه فى واقع الحال ذهول مصطنع بحيث جعل من الدول الاخرى فى وضع لاتستطيع ان تعمل شىء امام هذه الماكنة الاعلامية التى لاتتوقف ابدا بالترويج لها
وهى بالتاكيد وسيلة من وسائل غسل الادمغة لتغطية الفشل الذى تواجهه فى سياستها الخارجية والاقتصادية خارج حدودها الاقليمية وداخل مجتمعها الحائر بين تسديد الديون المتراكة عليه نتيجة ارغامة على اقتناء الاجهزة الالكترونيةوالعلمية واجهزة اللاتوب بحيث اخذت الجزء الكبير من تفكيره نحو مستقبله الغامض وبالتاكيد فان التوجه هذا فى التعامل مع العالم الخارجى لايعنى ان الدول الكبيرة الاخرى لاتفهم هذه السياسة التى تتزعمها الولايات المتحدة والمليئة بالاخطاء بل لانها تدرك بان تلك الاخطاء ستضعها فى مقدمة الدول التى سوف يكون لها شان فى مستقبل العالم فى حدود هذا القرن الذى سوف لم يعد امريكيا بامتياز كما تتدعى , لذلك نراها تستخدم بين الحين والاخر اساليب علمية ذات طابع معقد لارهاب المجتمع الدولى من خلال كشفها عن بعض النتائج التى توصلت اليها علميا لها علاقة بالعلوم الجينية لها علاقة بالنبات والحيوان واخيرا الانسان مما يدفع الاخرين للتخوف من استخدامات تلك النتائج لارهاب العالم ولقد ساهم الفشل الذى تلقته قوتها العسكرية الهائلة فى غزوها للعراق امام مقاومة العراقيين بعد ان شاهدوا بام اعينهم كذب الادعاءات التى روجتها لاحتلاله
التاريخ صناعة شانه شان الصناعات الاخرى ولكنه صناعة ليست متاحة للجميع لكونه يختلف فى مواصفاته من عصر الى اخر ومن يجيد التعامل معه فانه سيفوز فى النهاية ولو عدنا قليلا الى الوراء وامعنا النظر بما فعله الاقوام فى زمن الجاهلية ووضعنا اصبعنا على ماجاءت به الرسالة السماوية ورسولها محمد (ص) قبل 1400 عام لوجدنا ان التاريخ الذى صنعه العرب فى ذلك الوقت يفوق على ماكان يعرف للاقوام الاخرى والتى سبقتهم بقرون ولكنهم لم يجيدوا التعامل معه فى وقت لم يكن هناك ذكر لقوم كانوا يتواجدون ماوراء البحار او المحيطات ولم يعرف عنهم شئ لحين اكتشاف قارتهم وعرفوا بالهنود الحمر وحاليا الامريكان وبقراءة سريعة للتاريخ الذى صنعه العرب فى ذلك الزمان لوجدنا انهم كانوا قد فاقوا على غيرهم من الاقوام فى العلوم والمعرفة والعدالة والحقوق ولاسياب لم يستطيع احد ان يعطيها وصفا صحيحا تردت صناعتهم الى الوراء واصابها فايروس العقم فى حين جاء الدور للاخرين و اخذوا مكانهم وبدؤا بصناعة تاريخ لشعوبهم و الكرة الارضية والتى عرف اليوم بتاريخ العلوم التكنلوجية والاختراعات الالكترونية التى شغلت عقول البشر واستحوذت على كل اوقاتهم وبتعبير ادق القفزة النوعية والفطرة الوراثية فى تحويل قناعات الناس وميلهم الى استخدام تلك الاجهزة فى حياتهم اليومية كبديل لكل الوسائل الاخرى التى اصبحت عد يمة الفائدة وكان ( اللاب توب والموبايل والانترنت والقنوات الفائضية) شئ من الخيال الذى تقربت من خلالها امم وشعوب بعضها الى البعض وسرعان ما شكل هذا التحول رغم اهميته وغزة تيقض لكثير من الناس وبدء الصراع المعرفى بين الناس يتحول بسرعة الى قرصنة لما لم يكشف عنه المخترعون من معلومات والتى اشغلت بال الذين يمتلكون اجهزة اكثر دقة واوسع علم وبالتاكيد فان محاولة التعرف على خيوط وخطوط تلك الاحهزة سيكون من الخطورة بمكان لما قد يوصل الاخرين عن الخطط السرية الموضوعة للقضايا الدوليه المهمة والتى تتزعمها دول متقدمة كبرى وكذلك التعرف على الوسائل المستخدمة من عمليات لغسل ادمغة الشعوب عن طريق سياسات ذكية فى الاسلوب والوسيلة سواء باستخداماتها لوسائلها المادية والصناعية المتفوقة فيها على الاخرين او بالوسائل الااخلاقية التى اتصفت بها فى طريقة تعاملها مع شعوب العالم وخصوصا العالم العربى بتغليب ظاهرة القتل وفرض انظمة حكم استبدادية تحت مسميات غريبة ( حقوق الانسان والديمقراطية والحرية) علما لو رجعنا قليلا الى الخلف لوجدنا بان كثير من هذه الدول قد صنعت من قبلها , ورغم ان كثيرمن تلك الانظمة لاتؤمن حاليا بالطريقة التى تعالج بها امريكا الاوضاع الدولية مثل ( روسيا والصين واليابان ودول اخرى)الا ان الموضوع ايضا خرج عن سيطرة اهؤلاء او حتى عن سيطرة الادارة الامريكية لاسباب اهمها ان الولايات المتحدة اصابها تغيرات فى البنية السكانية والجغرافية خلال العقود الماضية من الزمن ونتيجة للحروب التى خاضتها مع الاخرين دفاعا عن حلفائها دون ان تتلقى ثمنا سريعا لهذا الموقف ولجوء كثير من العلماء والخبراء واصحاب الاموال اليها الى جانب التطور السريع الذى شهده الاقتصاد الامريكى وكذلك التقدم الهائل فى حقول الصناعات الكهربائية والمكانيكية والالكترونية مما ساعد ذلك على نشوء نظريات وافكار جاءت اليها من عقول ممن استوطنوا فيها وهم من غير الامريكيين (اوروبين وروس ومن الصين وغيرهم) ولكونهم كذلك فانهم وتحت دوافع نفسيةارادوا ومن خلال تلك النظريات التى وضعوها للسياسة الامريكية ان يوقعوها تحت واقع متازم مليئ بالالغام والمشاكل السياسية مع الاخرين وخصوصا بعد انتصارها على المانيا فى الحرب العالمية الثانية وبزوال المرحلة التى شغلتها كثيرا وهى سقوط الاتحاد السوفيتى ومعسكرها الاشتراكى وحلف وارشو وشعور الادارة الامريكية وخصوصا الذين من اصل غيرامريكى يهودى بنشوة الانتصار على هذا المعسكر والذين اصبحوا ذو شان فى تحديد مستقبلها فى العالم فيما بعد وبالاخص دول الشرق الاوسط التى تسبح بالنفط والمواد الاولية والمتعطشة للبضاعة الامريكية التى فاقت على غيرها من الصناعات الاخرى ( السيارات والاجهزة الكهربائية والعلمية والطبية واخيرا الالكترونية) الامر الذى شجع تلك الادارة ان تتحول فى طريقة التعامل مع انظمة المنطقة وخصوصا الوطنية منها بدء بمصر والجزائر والعراق واخير ليبيا وسوريا وبالاسلوب الذى وضع تلك الانظمة فى خندق المواجهة عن طريق زجها بمشاكل حدودية مع جيرانها وسياسية باختلاف عقيدة كل نظام الى جانب تباين وجهات نظرهم حول موضوع فلسطين والاحتلال الاسرائيلى للاراضى العربية فجاءت فرصة سقوط برجى نيويورك فرصة لاحتلال العراق واسقاط نظامه الذى اتهم بالعمل مع المنظمات الارهابية وبسقوط العراق جاء الدور للاخرين حيث تساقطوا تدريجيا مثل قطع لعبة الدومبنو والذى اطلق عليه بالربيع العربى وبعقلية هؤلاء ماسكى الادارة الامريكية وهم اصلا غير امريكيين والذين اقنعوا حلفاء امريكا بان القرن الحالى سيكون امريكيا بامتياز الا ان واقع الحال سيكون العكس لان العقلية تلك التى روجت لهذا المنطق لاتؤمن به ولانها اقنعت الاخرين بما جاء حول الموضوع فى القراءت التلمودية وقد يكون للزمن القادم دليل فكل العلوم والتكنلوجيا التى كشفت عنها المخترعات الامريكية الاحيرة والتى اذهلت عقول الناس وانستهم الدراسة والكتاب والبحث العقلى وحولت البشر الى الة وربوت وموبايل وا نترنيت وصفائح الكترونية وارقام سوف لن تتمكن فية فى اقنا ع العالم باحقيتها فى خلق الفوضى والاضطراب فالتاريخ الذى تحاول ان تصنعه وتخدع به الاخرين سوف لن ينقذها من الفخ الذى ستقع فيه وهو فى كل الاحوال سيجلب لها صورة سوداء قاتمة وبذلك فانها جنت على نفسها وعلى تاريخها
722 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع