زيد الحلي
مقترح طرحته رابطة المصارف العراقية الخاصة في السنة المنصرمة في مؤتمر اقتصادي واسع المدى ، رعاه د. حيدر العبادي رئيس الوزراء ، أخذ مسراه في اروقة اجتماعات اقتصادية مهمة في مجلس الوزراء بعيدا عن الاضواء ، حتى رأى النور ، واصبح حقيقة واقعة حين اعلن د. علي العلاق محافظ البنك المركزي العراقي مساء الثلاثاء الماضي عن اطلاقه ، لتبدأ اجراءات منح قروض ميسرة لتنفيذ مشاريع متوسطة وصغيرة لعموم المواطنين ، بسقف مالي قدره ترليون دينار قابل للزيادة .
لقد غطت وسائل الاعلام ، هذا الحدث ، لكن الذي لفت انتباهي هو المتابعة الحثيثة التي جعلت من المقترح ، قانوناً ، في وقت قياسي بينما هناك عشرات من المقترحات المفيدة في العديد من القطاعات ، بقيت حبيسة الادراج ، لأن من اقترحها لم يسعى الى متابعتها بجد ومسؤولية .
في حفل اعلان الشروع بالعمل في مبادرة منح القروض للمشاريع المتوسطة والصغيرة البالغة ترليون دينار ، الذي اقامته رابطة المصارف الخاصة في العراق وحضره مسؤولون في البنك المركزي العراقي ونواب ووزراء ورئيس هيئة الاستثمار ، تمنيتُ ان تُدرس موضوعة كيفية تحويل ( المقترح الى فعل) وان يكون الاستاذ وديع الحنظل ، رئيس الرابطة محور هذه الدراسة .. لقد اكد هذا الرجل صحة القول ( السفينة بربانها ) حيث لم يكل ابدا من المتابعة الحثيثة مع اركان رابطة المصارف الخاصة المتمثلة بموظفيها الدؤبين ، ومع من بيدهم القرار في مجلس الوزراء والبنك المركزي حتى تحقق حلمه بمد يد العون لآلاف المواطنين من خلال اقراضهم أموالاً تصل الى خمسين مليونا لكل مشروع ، بواسطة البنوك الخاصة لأنشاء مشاريع متوسطة وصغيرة .
لستُ هنا بكاتب مديح ، لكنها الحقيقة التي يجب ان تقال ... ان وجود رجل اعمال بثقافة السيد الحنظل ، وبعد نظره في المسائل الاقتصادية ذات الطبيعة المجتمعية ، ضرورة لاسيما في المرحلة الراهنة ، ورغم انه تسلم مهام رابطة المصارف الخاصة في العراق ، في ظرف عصيب ، لكنه اصر بصبر وأناة على السير في طريق اثبات وجود المصارف الخاصة كشريك مهم في عملية التنمية الوطنية .. واصبح للرابطة صوتاً مهما على الصعيد منظمات المجتمع المدني في العراق وخارجه ، وترفض ان تكون واجهة صورية بالاسم فقط ، ولعل حضورها المتميز في الندوات والمؤتمرات الاقتصادية ما يدل على صواب نهجها في المشاركة الفاعلة في التنمية .
كم اتمنى ان تحذو بقية المنظمات والنقابات والجمعيات حذو رابطة المصارف الخاصة ، في تأكيد ذاتها وخدمة من تمثلهم ..
تحية لجميع من وضع شعاراً : خدمة الوطن تاج على رؤوس الشرفاء.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
439 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع