جابر جعفر الخطاب
الآمـال الـراحـلـة
في رثاء ابنتي آمال التي رحلت إلى جوار ربها مساء يوم عرفة وفي ليلة العيد بعد صراع مرير مع المرض وهي في الثلاثين من عمرها وتم إخفاء الخبر عني حتى اكتمال مناسك الحج رغم شعوري الخفي بوقوعه
شيعتُ يومك ِ بالأشجان ملتفعا وعدت استوطن الأحزان والوَجعا
وعدت أحمل قلبا من فجيعته ضاق الفضاء عليه كلما اتسعا
شيعت ُ يومك ِ عن بُعد ٍ وقد طفحت بي َ الهواجسُ تـُنبيني بما وقعا
وكان بي هاجسٌ دوما يؤرقني بين الحجيج فألقى عنده الفـَزعا
في ارض مكة والأرواح خاشعة والقلب يهفو إلى بغداد منخلعا
وإذ جنحت ُ لأفكاري أرى قلمي يخط ُ سطر رثاء حائر دمعا
لمـا نعتك لي الأنـباء باكـيـة ً أحسستُ أن فؤادي مني َ انتـُزِعا
آمالُ يا زهرة العمر التي ذبلت آمال يا أملي الغالي الذي صُرعا
حملت قلبا نقاء الحب يسكنه بين الأنام وحب الخير قد جمعا
هذي هداياك عندي من سيحملها إليك ِ والموت حبل الوصل قد قطعا
أترحلين وما زال الشباب على أبـوابه يمنح الأيـام مـرتـبـعا
لكن شبابك مـا رفت نسائمه ُ ولا ضياء لهُ في حالكٍ ِِ سطعا
هبت عليه رياح الموت عاتية ً فطوحت بالربيع الحلو فاقـتـُلعا
العيد غاب فلم يطرق منازلنا كأنه برحيل منك قد فُجعا
للناس في العيد أحلام ٌ ملونة ٌ يستحضرون لها الأفراح والمتعا
واخترت ِعيدك ِ ما بين القبور عسى أن تهربي من عذاب طال وارتفعا
وكم عليل ٍ يرى في الموت أمنية ً ومستقرا من البلوى ومنتجعا
تركتِ لي ( كـَرَما ) تغزو نواظرهُ أستار حزن ٍ على سيمائه طـبعا
ما عاد يغمره نبع الحنان ولا روض الفؤاد الذي في زهوه رتعا
أتحرمين َ نسيم العيش يائسة ً يا كوكبا في سماء الروح قد طلعا
ودعت فيك الشباب الغض تنهشه ُ مخالب ُ الداء لا طب ٌ له ردعا
جفت عروقك من طب ومختبر ٍ ولم نجد فيهما خيرا ومنتفعا
صبرتِ صبرا رهيبا لا حدود له مدى سنين وصارعت الردى جزعا
كان القضاء وشيكا في إرادته ولا مرد لأمر الله إن وقعا
لا عشتُ بعدك يوما لا أراك ِ به ِ فقد تضعضع صرحُ العمر وانصدعا
مكة المكرمة ....فندق منى كونكورد
6/ 10 / 2015
1182 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع