شيئاً فشيئاً بدأت تتضح ملامح الوضع الفيلي في انتخابات مجالس المحافظات القادمة ..
فبعد ان اغلقت مفوضية الانتخابات الباب امام تشكيل الائتلافات الانتخابية لانتهاء الفترة المقررة لذلك يوم امس 20 كانون الاول 2012، وبعد ان نادى الكثيرون بضرورة الاسراع بتشكيل جبهة فيلية موحدة مكونة من الكيانات المصادق عليها في المفوضية ، تلك الدعوات التي لم تلقَ آذاناً صاغية ( كما كنا نتوقع ) ، باتت ملامح الكوتا الفيلية اكثر وضوحاً الآن ، فبعد النجاح الذي حققه الحزب الديمقراطي الكردستاني (غريمي السياسي ) في واسط من خلال اختيار شخصية معروفة للجميع باستقلالها ليكون مرشحهم في واسط ، عاد البارتي مجدداً ليفعلها ولكن في بغداد هذه المرة .
تتناهى الى اسماعنا هذه الايام بعض التسريبات عن اختيار البارتي لأسم معين وهو شخصية فيلية مستقلة في بغداد ليكون مرشحهم المستقبلي في المنافسة على مقعد الكوتا ، ولو صحت تلك الانباء فيالها من بشرى حين يكون هذا الشخص الخارج من عمق المأساة الفيلية ممثلاً لأهله المظلومين ويحجز المقعد الفيلي في مجلس محافظة بغداد ، هذا الشخص الذي عانى سنين من السجن في نكرة السلمان وابو غريب ، وهو ذلك الليبرالي المنفتح المعتدل الذي تتمازج في شخصيته الطيبة البغدادية الفيلية والخبرة الاوربية المتقدمة والاختصاص العلمي المرموق .
عبارة الحسم المبكر التي اخترتها عنواناً لهذه السطور لم تأتِ من فراغ ، فقائمة التآخي انتهجت الاستقلالية في تقديم المرشحين ، ولأتكلم بدقة اكثر فاقول ان البارتي هو وحده الذي انتهج ذلك وحسم امره وجلس على التل ينتظر اعلان النتائج فقط ، اما الاخوة في الاتحاد الوطني الكردستاني فلا زالوا لغاية هذه اللحظة يتخبطون للأسف في اختيار مرشحهم الذي به تكتمل قائمة التآخي التي لا يحق لها سوى ترشيح اثنين فقط كونها تتنافس على مقعد الكوتا ، والتعليمات تنص على ان عدد المرشحين يجب الا يتعدى ضعف عدد المقاعد في الدائرة الانتخابية الواحدة ، وبما ان المخصص للفيليين في بغداد وواسط هو مقعد واحد فقط ، إذن المرشحين سيكونون اثنين او واحد على اقل تقدير ، ولكن المتوقع ان تقدم التآخي مرشحين اثنين في كل دائرة انتخابية احدهما من البارتي والاخر من الاتحاد .
موقف الاتحاد الوطني لغاية هذه اللحظة هو تغييره لمرشحه في واسط عدة مرات كان آخرها مساء الامس ، فبعد ان كان مرشحهم الاول احد الاعزاء من آل القطبي الكرام ، غيروه بآخر من مركز الكوت ليكون مرشحهم طيلة العشرة ايام الماضية ، ثم عادوا مجدداً ليغيروه يوم امس الى مرشح آخر من قضاء الصويرة ، اما في بغداد فلم يكادوا يستقروا على مرشح صباح الامس حتى عادوا ليغيروه في الظهيرة من جديد الى شخصية نسائية سبق وان شاركت في انتخابات مجلس النواب الاخيرة وحصلت على مئة وسبعة واربعين صوتاً لا غير، وعلى هذا القياس ليس من المستبعد ان يعيدوا الكرة مرات اخرى الى اليوم الاخير في فترة تقديم المرشحين .
لنلقي نظرة الان على الاخوة في الكيانات الفيلية الاخرى ، كما ذكرت في مقالي الاخير ان المؤتمر الوطني العام للكرد الفيليين ومنظمة السلام وكتلة العهد هم الكيانات الثلاثة الاخرى التي تمت المصادقة عليها في المفوضية ، المؤتمر والسلام حسما امرهما ايضاً واختارا الدخول في ائتلاف مع دولة القانون ، وبهذا فقد تركوا المنافسة على مقعد الكوتا ، ولم يبقى سوى كتلة العهد التي يبدو انها لم تحسم امرها لحد الان حسب ما هو مؤكد عندي استناداً الى اثباتات رسمية لدي نسخة منها ، ولكني على كل حال لا افترض قيام الاخوة في كتلة العهد بالمنافسة على مقعد الكوتا ، ولكن حتى لو حصل ذلك ومع جل احترامي للأخوة في هذه القائمة ، فلا اعتقد ان بمقدورهم منافسة قائمة التآخي ، اما باقي اخوتنا الفيليين المرشحين عن القوائم الاخرى من غير القوائم الكردية ، فانا اعرفهم شخصياً واتمنى لهم الفوز بمقعد من المقاعد العامة التي تتنافس قوائمهم عليها .
المعطيات اعلاه حسمت الخارطة الانتخابية مبكراً جداً ، ويتضح لنا من خلالها لمن سيكون مقعدي الكوتا القادمين في مجالس المحافظات ، ولم تحصل مثل هذه الحالة سابقاً ، الامر الذي يجعلني اقول وبكل ثقة مبروك للأخوة المرشحين المستقلين ضمن قائمة التآخي ، واذكرهم انهم سيكونان تحت مطرقة اهلهم الفيليين ، فلا يتصورا ان هذا منصب قادم سيأخذوه وينتهى الامر ، فترشيحاتهم جاءت بعد دراسات للواقع وللشارع الكردي في بغداد وواسط ، وبعد اجتماعات وجهود ومناقشات علنية وخاصة ، وجاءت تلك الترشيحات من اختيار اهلهم لهم ، وعلى ذلك فهم مطالبون من الان ان يعدوا دراساتهم عن كيفية خدمة الشارع الكردي الذي سينتخبهم وليعلموا انهم من الان تحت عدسة المجهر الفيلي الذي لا يرحم .
عصام اكرم الفيلي
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
21 كانون الاول2012
706 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع