من الاحتياجات العامة للمجتمع العراقي الربط الجوي للمركز بالمحافظات وهو حق طبيعي لهم وخصوصا لبلد مثل العراق المليء بالموارد البشرية الفائقة القدرات والموارد المالية التي تفوق موارد جميع دول المنطقة وبعض الدول الأوربية ,
لذلك تبرز الحاجة إلى فكر تخطيطي يدرس نشاط هذا المجال الحيوي ويضع الحلول الخاصة بها ,لكي لا يحُرِمً مواطنينا في جبال قلعة دزة وغيرهم من سكان الجبال العالية من خدمة وصول الطبيب الطائر وتسويق فواكههم اللذيذة لأبن مدن الوسط والجنوب , وكذلك البدوي الذي يعيش في صحراء البادية الغربية من وصول الخدمات إليه, لهذا كله أصبحت الحاجة ملحة وبشكل فوري ان تبادر الحكومة العراقية لتأسيس نشاط خدمة جوية تشمل أعمال خدمات نقل الركــــــــاب والبضائع وكذلك حماية الطرق السريعة وبما تحتويها من أبــــــــــراج نقل الطاقـــــــة الكهربائية والاسيجة وأسعاف المرضى ونقل المساعدات الطبية المختلفة وايضا الخدمات المقدمة بمجال الزراعة حيث تستعمل الطائرات الخفيفة لبذر ورش المحاصيل الزراعيـــة والخضروات وتسويقها بالسرعة الممكنة والتكاليف المناسبة .
أفتتح العالم في بداية العشرينيات من القرن الماضي التدخل الأصطناعي في تمطير الغيوم بواسطة الطائرات ليصل إلى تحدي تعديل المناخ وفي هذه الأيام يقوم البريطانيون في محاولة تكوين الغيوم, وتعمتد هولندا في تصدير منتوجاتا الزراعية على شبكة واسعة من الطائرات توصل الألبان واللحوم والزهور والمنتوجات الحرفية الريفية بما يوفر لإقتصادها مليارات الدولارات .وحتى الدول الافريقية الفقيرة مثل كينيا أسست وحدة الطبيب الطائر لإيصال خدماتها الصحية إلى القرى الي لا يمكن الوصول المناسب لا بالطرق الأخرى لوعورة الطرق وكثافة الغابات وخطورتها استخدمت لذلك (8-7) طائرات سسنا صغيرة في المشروع.
ان التنقل جواً أصبحت كلفته المادية أوفر قياسا بأجور النقل بالسيارات بل تكون في بعض الأحيان أقل من الحافلات الصغيرة (الكيا) حيث أن المعدل الآن للتنقل بطائرة صغيرة بمحركين هو 2.67$ لكل ميل بحري (1852متر) لخمسة عشر راكب أي 145 دينار/كم/راكب وبطائرة النقل المتوسط بطائرات B737-300 هو 120 دينار كم/راكب (الأرقام الحالية مع إضافة تأمين المخاطر ضد الحرب والبالغة تقريباً (0.0071) , ولنتخيل كم الخدمات الذي ستقدمه هذه الطائرات للدولة وللمواطنين من تواصل للأطراف بالمركز وتسريع التطور المتبادل وتقليل الفوارق بينهما , كم من المرضى مات في النواحي البعيدة وطبيبه في المدن يشكو قلة المراجعين في عيادته, وكم هي المواهب الذكية التي دفنت في الأصقاع البعيدة دون أن تصل لمكانها الطبيعي الذي يأخذ بيدها إلى التألق, وكم هي الأراضي الخصبة التي أُهملت لعدم إمكانية الوصول لها واستزراعها وكم هي المنتجات التي تستحق أن تنقل بالطائرة ذبلت في مواطنها دون أن تسوق إلى مراكز استهلاكها العطشى إليها .
أما حسابات الطاقة التصميمية للطائرات الخفيفة والمتوسطة على إنجاز (500ـ1000) ساعة طيران سنوياً وتكون اقتصاديا كلفة ساعة الطيران أقل كلما شُغلت أكثر لارتباطها بالكلف الثابتة ، فمثلاً إذا شغلت طائرة السسنا C172 لمدة 250 ساعة سنوياً ستكون الكلفة 67 دولاراً , فمثلا اذا كان عدد الركاب المتاح للطائرة الواحدة 10 راكب تكون الطاقة الإجمالية (75000) ساعة طيران ونستطيع نقل (750.000) راكب لمسافة 300 كم خلال السنة لم ننتج منها أي شيء . اذا الصورة العلمية الصحيحة للخدمات التي ستقدمها الى المجتمع والاقتصاد والرفاهية والتقدم وكم هو مقدار الدفق في شرايين المجتمع نحو الحياة الأفضل .
أكتضاض المدن بالناس وتدافعوا بالمناكب على البطالة والشظف والضوضاء ومدن الصفيح القذرة رغم الحلم الرومانسي البدوي الكامن في أعماقهم (على ذمة المرحوم الأستاذ علي الوردي) فالنفس تواقة للفلاة ولمن تركز الخدمات الحضرية في المدينة أكثر إغراءا ولردم هذه الهوة كنا نحتاج لاستخدام عدد قليل من الطائرات الصغيرة والمتوسطة والتي كانت موجودة ومركونة في كثير من مطاراتنا ولا تعرف العقول المتحجرة كيف تحويلها إلى بنائه للحياة كنا نستخدم ملايين السيارات الصغيرة والمتوسطة وكانت هذه المعادلة مطلوبة في الطيران أيضاً .
علم الطيران من العلوم المهمة بحياة الملايين من البشر على ارض المعمورة, ونجاح عمل الطيران يجب أن يكون تجارياً وليس حكومياً وأثبت أنه من أنجح الاستثمارات في تاريخ الطيران " الاقتصادي الخاص " ، كما أنه من أربح القطاعات وهو دائماً في مقدمة استرجاع الادخار, في ماليزيا مثلا هناك شركة حكومية وشركة خاصة تحت مسمى «إير إشيا»، وقد بدأت عملها مع «العربية» منذ خمس سنوات ولديها الآن 120 طائرة وعائداً اقتصادياً مهماً للمستثمرين، سواء في ماليزيا أو خارجها، كما شغلت مطارات كثيرة كبيرة وصغيرة، وهناك بالمقابل الشركة الحكومية تنتظر من الحكومة أن تدعمها كل سنة وأن توظف وتسرح موظفين، أن التجارب في العالم أثبتت أن الشركات الجوية الخاصة تعمل بشكل جيد ومربح أكثر من الحكومية.
ألم يحين الوقت لنرى مثل هذه الشركات عندنا في العراق الجديد ونبدأ بداية عملية صحيحة لخلق مجتمع عراقي مرفه وينعم بالعيش الرغيد حاله من حال باقي المجتمعات في العالم..
سؤال اطرحه والاجابة ل؟؟؟؟؟؟؟ محبي العراق والعراقيين.
894 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع