في ظل لجة الفوضى العراقية القائمة وإختلاط الرؤى الطائفية بالوضع السياسي العراقي المريض الذي افرز واقعا سياسيا مريضا وملتهبا وعامر بكل أسباب الإحتقان ثم الإنفجار ،
تسنى لواحد من أعرق الأحزاب والجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط التسلل للسلطة تحت واجهة الديمقراطية المزيفة التي منحها الإحتلال الأمريكي للعراق دون توفر الشروط الموضوعية والضمانات الحقيقية لقيام مشروع ديمقراطي صلب وحقيقي يتجاوز تاريخ وشكل القمع التاريخي في العراق ، فوجود حزب كحزب الدعوة الإسلامية الذي تأسس بمباركة ودعم من نظام الشاه الإيراني الراحل أواخر خمسينيات القرن الماضي ثم تطور ميدانيا بعد مجيء النظام الديني لحكم إيران عام 1979 وخاض معارك دموية وإرهابية بدعم و تغطية إيرانية واسعة هو بمثابة دعم للإرهاب ، فذلك الحزب كان له سبق الصدارة في تخطيط و تنفيذ العمليات الإرهابية الإنتحارية القذرة في الشرق ! ، وهذا الحزب ضم جماعات وأشخاص تحولت ممارساتها الإرهابية لتكون مدرسة لكل أجيال الإرهاب القاعدي اللاحق ، كما أن هذا الحزب أنجب من بين صفوفه من الدعاة قيادات إرهابية فاعلة أثبتت حضورها الميداني في تفجيرات بيروت والكويت في ثمانينيات القرن الماضي ثم تحولت اليوم لتكون قيادات فاعلة في عصابات الإرهاب والتخريب الإيرانية في المنطقة ، وقضية الدور الإرهابي الدولي لحزب الدعوة ليست مجرد فبركات ودعايات مغرضة فقط بل أنها حقيقة ميدانية راسخة ، فالمانيا مثلا كانت قد أدرجت إسم حزب الدعوة ومنذ محاولة إغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح عام 1985 في قوائم الجماعات الإرهابية ولم ترفع إسم الحزب حتى اليوم من تلك القائمة رغم أنه حاكم العراق لدرجة أن نوري المالكي خلال زيارته لبرلين عام 2008 كان قد طلب من المستشارة الألمانية إنغيلا ميركل رفع إسم الحزب من قائمة الإرهاب إلا أنها صمتت ولم تعلق على الطلب الحكومي العراقي ومازال حزب الدعوة إرهابيا في نظر الألمان وهم كذلك فعلا!!. ، وقد حاول السفير العراقي السابق في برلين وهو الدعوي علاء الهاشمي فعل المستحيل لرفع إسم حزبه إلا أنه لم يتمكن.. والأسباب والموجبات معروفة فالألمان لايمكن رشوتهم أبدا مهما كانت المغريات!.
وسأسرد أمام نواظر القراء الكرام شطرا من المعلومات المؤرخة والموثقة لطبيعة وتاريخ إرهاب أهل حزب الدعوة الطائفي الفاشي ..
بعد نهاية الحرب العراقية / الإيرانية في صيف عام 1988 وبطريقة لم يحقق معها النظام الإيراني هدفه الرئيسي في قيام الجمهورية الإسلامية على النمط الإيراني في العراق ، دخلت الأحزاب الطائفية العراقية كالدعوة والمجلس الإيراني الأعلى وبقية التشكيلات الأخرى في أزمة فكرية وبنيوية مريرة وشهدت يأسا وإفلاسا تميز بهروب الكوادر والقيادات نحو منافي اللجوء وإنعدام الأمل بالمستقبل وترتيب أوضاع بيتها الداخلي من خلال قرارات تحاول إمتصاص الهزيمة المرة ، وفي عام 1989 قررت قيادة حزب الدعوة التخلي عن أطروحة فقيه ومفكر الحزب الذي كان آية الله كاظم الحائري المقيم في قم وقررت التخلي عنه مما أغضبه وقرر بعدها الرحيل لبيروت والعيش هناك الأمر الذي أخاف قيادات الدعوة كثرا نظرا لحجم الأسرار التي يحملها حول التنظيم الدعوي ، فصدر قرار بإغتيال الحائري ومن ضمن المشاركين في إتخاذ القرار كان جواد المالكي ( نوري ) وكذلك الشيخ عبد الحليم الزهيري ، ولكن المرجع اللبناني الراحل السيد محمد حسين فضل الله علم بأمر الإغتيال فأرسل من يحذر قيادة الدعوة من مغبة القيام بتلك الخطوة الحمقاء الأمر الذي دفع الحزب لإعتماد السيد فضل الله كفقيه للحزب بدلا من الحائري الذي أصبح فيما بعد مرشد التيار الصدري!.
في عام 1993 وبعد إشتداد الخلاف بين النظام الإيراني ومرجعية السيد فضل الله وقيام الإيرانيين بإطلاق جملة من الدعايات الموجهة ضد فضل الله قام بعض رجال الدين العراقيين المرتبطين بإيران بالمشاركة في الحملة وكان من بينهم السيد ياسين الحسيني الذي أقام في دمشق ودبر حزب الدعوة خطة لإغتياله عن طريق بلطجي مأجور وكذلك كان الحال عام 1996 مع الشيخ جلال الدين الصغير الذي طعن بسكين من قبل قتلة إستأجرهم حزب الدعوة وطمطمت المخابرات السورية تلك الفضيحة!!.
حزب الدعوة.. والكويت..!
الجميع يعلم بأن حزب الدعوة كان يقف خلف التفجيرات المروعة التي حدثت في الكويت يوم 12/12/1983 وكان من ضمن المتهمين والمتورطين الهاربين من العدالة الكويتية المدعو أبو مهدي المهندس وكذلك المدعو هيثم محفوظ عبد الكريم والذي كان متورطا أيضا في محاولة إغتيال الشيخ جابر رحمه الله عام 1985 ! ، وطبعا المهندس كان قد أنتخب لعضوية مجلس النواب العراقي عام 2005 قبل أن يهرب لإيران بعد أن قرر الأمريكان إعتقاله ثم عاد لاحقا ليترأس خلايا فيلق القدس الحرسي الإرهابي الإيراني ، أما زميله الإرهابي هيثم محفوظ ( كربلائي ) فهو حاليا قيادي في فيلق القدس ويرأس شركة للمجاري في كركوك هي واجهة للفيلق وقد حصل مؤخرا على عقد مقاولة هناك بقيمة 330 مليون دولار!، ولحزب الدعوة والكويت ثأر قديم لن تمحوه الأيام بل ينتظر الفرصة المناسبة لإعادة إحياء ذلك الملف الإرهابي الساكن حاليا..
بعد إحتلال العراق وتدميره إستغل حزب الدعوة بفكره الإنتقامي وعقيدته الفاشية الفرصة ليمارس حملة واسعة من التصفيات الجسدية ضد مخالفيهم في جرأة وإمتهان للفكر الشيعي العلوي النقي الذي لايقر أساليب الغدر والقتل ، ولكن الخلايا السرية الموجهة شخصيا من مكتب المالكي مارست عمليات الإغتيال التي طكست ملفاتها وضاعت كأشياء كثيرة ضائعة في عراق اليوم... سنظل نلاحق ممارسات وملفات حزب الدعوة الإرهابي خدمة للحقيقة والتاريخ....
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
907 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع