عباس العلوي
التنظيمات المسلحة < المليشيات > !
بداية يجب ان يكون معلوما للجميع / أنا لاأقصد بالمليشيات الحزبية او التنظيمات المسلحة الاخرى الحشد الشعبي المبارك الذي انطلق بفتوى الجهاد الكفائي للمرجعية الدينية ولولاه لأصبح العراق كله خبرا من الاخبار !
الحرامي يخاف من ظله /عيونه تتطاير يمينا وشمالا / لايدخل في جوفه هواءٌ نقي / تصعقه الكوابيس في نومه القلق / طرقة الباب المفاجئة كل يوم تخنق عروقه / واذا جاء المحذور وكشف المستور انهارالذئب وصار خروفا / هذا هو حال احزاب دولة البطيخ التي نفخت في بوق الشعائر الدينية واتخمت بطونها بمال نجس / وكم من وزير ومسؤول هرب تحت جنح الظلام بالبعير الملطوش الى اوربا ودول الجوار بتغطية حزبية قذرة ؟
حرامية الهوش يعرفون حرامية الدواب / وجب على كل بهيمة أن يحتاط لنفسه من غدر اخوة يوسف الصديق / او من غضب الشعب المطحون في الساعة الموعودة / لابد اذن من مافيات مسلحة تجيد فن الاختطاف والتصفية الجسدية كي لايضيع < الجَمَل بما حَمل > بطرفة عين !
شهادة اقولها للتاريخ فقط
في المرحلة الاخيرة من حياة الشهيد الراحل اللواء قيس المعموري < قائد شرطة الحلة > طارد دون هوادة في محافظته الارهاب التكفيري والجريمة المنظمة والخلايا السرية التي لاتعرف غير لغة الاغتيال / حتى لقب بصياد الخارجين عن القانون / وبمهارة ومهنية القائد الغيور على وطنه / كشف الستارعن كثيرمن المخابىء المكدسة بالسلاح / شعر الناس على اثرها بنوع من الامن !
في مساء يوم 2 / 12 / 2007 كنت جالسا مع مجموعة من الاصدقاء في بغداد / نتابع على احدى القنوات الفضائية اخبار العراق / واذا بالشهيد المعموري يستعرض كدسا للسلاح مخبأ بطريقة ذكية في احدى جوامع الشيعة / تأكد فيما بعد انها تابعة لحزب الدعوة قال بغضب شديد : حتى انتم تخبؤون السلاح والحكومة والجيش والشرطة بأيديكم ؟ على الفور انتفض احد الجالسين معنا
متأثراً قال : ليش يا معموري هذا الكلام / حفرت قبرك بيدك / والله بعد اليوم لن يتركوك سالما ؟!
فعلا وما أن مضى اسبوع واحد فقط وتحديدا في يوم 9 / 12 / 2007 اعلن عن اغتيال المعموري بعبوة ناسفة زرعت بالقرب من محطة وقود البو عجاج في الحلةً / وهكذا مضى شهيدا عراقيا وطنيا مضرجا بدمه الشريف !
في الكاظمية التي تعتبر واحدة من معاقل الصدريين / اقمت في احد فنادقها مايقرب السبعة اشهر بين عامي 2007 و 2008 كانت في وقتها خارج سلطة الدولة / الحاكم الفعلي لها حازم الاعرجي شقيق بهاء الاعرجي / يتجول كل يوم في شوارع المدينة كالطاووس محاطا بشلة من هتلية جيش المهدي / يأمر وينهي دون ان يسترجي احد من عامة الناس عصيان اوامره!
كانت تلك الايام مخيفة وبالذات للعراقي المغترب / ووسط غبار الشك والريبة يشعر انه غريب
< كصالح في ثمود > تراقب حركاته عيون سقط المتاع ليس حفظا على حياته او حياة الناس / انما ليكون هدفا للأختطاف او القتل او الابتزاز/ ولولا رحمة الله والعناية الشخصية التي تلقيتها من الراحل الدكتور حسين علي محفوظ والشيخ الراحل اسماعيل الخالصي / لكنت اثرا بعد عين !
في مساء احد الايام اوقعني الصديق /عالم الاجتماع العراقي الدكتور عز الدين ابو التمن في مَقلب كدت أن اذهب فيه / حينما اتصل بي هاتفيا وقال : الفضائية العراقية طلبت ان تجري معي لقاءا تلفزيونيا / اعتذرت بسبب ارتباطات عاجلة / وقلت لهم عليكم بالاستاذ العلوي الذي يقيم حاليا في الكاظمية / فهو خير من يملأ هذا الفراغ ! وما ان اغلقت الهاتف / رن جرس < العراقية > طلبوا مني بألحاح ان احضر هذا اللقاء / لم افلح في الاعتذار / قالوا سنبعث لك سيارة خاصة ونوفر لك الاحتياطات المطلوبة / كنت اتوقع ان اللقاء التلفزيوني الذي سينطلق في الساعة التاسعة مساءَ / يدور حول الشأن السياسي والفصل السابع الذي يعاني منه العراق / لكن ما ان مرّت الدقائق الاولى من الحوار / فاجأني مقدم البرنامج بسؤاله عن رأيي في احداث الشغب التي تقوم بها عصابات جيش المهدي في الكاظمية والبصرة / يالهول المصيبة !!
الاجابة على هذا السؤال بشكل صريح / يعني شيئاً واحدا فقط / اني سأقوم بحفر قبري بيدي !!
لم يكن لي من خيار وانا اتحدث على الهواء مباشرة غير ان اعوم فوق هذا السؤال / ناشدت
< الحكومة والأفراد والمليشيات > الحفاظ على الامن لأنه ضرورة قصوى تهم الجميع / واخذت فيما بعد / ارفع واكبس في الكلام / مرة اثني على هذا وذاك ومرة اقدح في هذا وذاك / وباللهجة العامية العراقية < اشك واخيط > الى ان انتهى اللقاء على هذا الحال / وما ان خرجنا من الاستوديو سألني المذيع : استاذ انا من كل هذا الحوار لم افهم عليك ؟ هل انت مع الحكومة ام مع المليشيات ؟ اجبته : وهو المطلوب / لأني لو اجبتك على ما تريد سأكون بعد ساعة واحدة في القبر !! وانا في طريق العودة / هاتفني الدكتور عز الدين ابو التمن فرحا قال / برافو .. برافو عليك يااستاذ العلوي / تألقت في هذا الحوار وخلصتني من هذه الورطة !
في خلال تواجدي بالمدينة المقدسة كان الخطف والاغتيال السياسي يجري بمعدل تصاعدي يوما بعد آخر ووراء هذا الستار يقف حازم الاعرجي/ اصبح المرور في جسر الائمة الرابط مع الاعظمية نوعا من الانتحار / فهناك تنتظرك مليشيات انصار السنة وفيلق عمر / تمارس القتل على الهوية !
35 مليشيا حزبية متهتكة تحولت الى < دولة داخل دولة > مازالت تنفذ اوامر قادتها في الخطف والتصفيات الجسدية والقاتل مجهول معلوم / ضحاياها الكفاءات العراقية من الاطباء والقضاة و اساتذة الجامعات والمدراء العامين في الدوائرالحكومية !
ليست داعش وحدها التي تعتاش على النفط المهرّب وسرقات البنوك والمصارف الاهلية / عفاريت كردستان والقطط السمان في المنطقة الخضراء الذين يلطمون في المجالس الحسينية امام الكاميرات / يمارسون نفس الدور / وما يجري ايضا في البصرة وموانئها من فضائح تحت سمع وبصر المسؤولين لايحتاج الى تعليق !
اكتفي بهذا القدر من الحديث عن المليشيات / الخوض في تفاصيلها تأخذ مجلدات / رحم الله شاعرنا الكبير الراحل ملاعبود الكرخي الذي سبق زمانه صوّر لنا في هذه < الرباعيات > مايجري علينا في يومنا الحاضر .
قيـــم الرگـــــاع مـــن هاي اللحه
اتشوفه هيبه وعنده لحيه امسرحه
يشتم ابـــــــــلا خجل وبلا مستحه
مــــــن ايحس المقعد اشويه اندحچ
قيم الرگاع من ديرة عفچ
برلمان اهل المحابس والمدس
عگـب ماچانوا يدورون الفلس
هســــه هم يرتشي وهم يختلس
ولو نقص من راتبه سنت انعقچ
قيم الرگاع من ديرة عفچ
اتشوف واحدهم امعگل بالوقــار
وبالاصل تاريخه اسود كله عــار
ابظرف ثلث اسنين مليونير صار
ايريد عالوادم ايعبرله چلچ
قيم الرگاع من ديرة عفچ
گمت ما اعرف حماها امن الرجل
ياهو التكضه اهو ايمثل العــــــدل
وگمنه نستورد الشلغم والفجــــــل
لان كلها ضلت اتدور ودچ
قيم الرگاع من ديرة عفچ
وللحديث بقية
السويد في :15/ 4 / 2016
4749 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع