الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: بنيحيى العزاوي
الحب نبتة سيكولوجية من إنتاج العواطف الجياشة تعطي للخيال قوة زئبقية لتلاطف الذاكرة الانفعالية لكي تعمل بصدق في تخزين الأحداث واللحظات ذات الرائحة الزكية في الطيبة للهيام الفواح بالمسك والريحان ..نبتة لها سمو خاص في الجمال وأريجها من فحيح الفردوس والجنان ...يستنشقها بحاسته السادسة القلب الملسوع بالطقس الروحاني لعالم الغرام ، ثم تراها /النبتة/عين العين الداخلية للعقل فتزكي وتبارك للنبتة السيكولوجية التي نتأت فجأة فتتحول بقدر قادر إلى شجرة يانعة في القلب العظيم الذي مركز الذات..هذه الشجرة المباركة/ أصلها ثابت في إرادة الإنسان ..وفروعها موردة مزهرة في الذات ذات أكمام وجمال وأفنان.. في كل فرع من فروعها مكسو بلون جميل يسر الناظرين وخاصة لمن هو ملسوع بعشق الجمال.. ما أجمل هده الشجرة !!! أصلها ثابت في ذواتنا منذ تكويننا خُلقا مبينا بحسبان,.. ومع صيرورة الزمان... وفي نمونا, تكبر بشكل انسيابي حسب تربية الوالدين والمدرسة التي هي أساس تنوير العقل ومعرفة العلم والسلطان.. ولخدمة الإنسان...الإنسان الكوني هو الذي كان منذ فجر التاريخ والانفجار الأعظم للأكوان... ولازال متواجدا بيننا فيه الذكر والأنثى سبحان من سواه الخالق الرحمن...ما أجمل هده الشجرة التي يعرفها جيدا الإنسان الكوني الشاعر والفنان والمبدع والعالم الروحاني المتمرس في طقوس الأرواح وعالم الجان... ما أروع هده الشجرة في إبداع خلقها وصنعها: مثلها كمثل روعة الخيال وجماله اللامتناهي, إذا سقاها الإنسان بماء الزلال كل يوم من الأيام...ورعاها رعاية دقيقة تعطيه دقة الاستبصار في مجال التأمل في كل الألوان ..ألوان فروعها،زاهية ناعمة فيها فاكهة ورمان ،لا مقطوعة ولا ممنوعة،وأحسن فرع فيها مثمر كوثري الفواكه في اللذة المعسولة في الرشاقة كزهور الأقحوان.. في هذه الشجرة المباركة أيضا، رقم جميل مرقوم..(7). فواح بالمشاعر الجياشة على صفحة القلب الملسوع مرقم بختم مختوم... الفروع كلها ميادة ترقص انسيابيا على مدى الدهر ولا تتوقف، تعزف سانفونية الغرام للقلب العاشق الولهان لكي يمارس مع توأم روحه رقصات باليه من النوع الممتاز ... تسلط البروجيكتوات من نجوم وأقمارمركزة على عين العقل الداخلية لكي ترى رؤية جمال الألوان الخيالية الصنع ثم تستنشق عين العقل روائح الطيب المعطر بالعطر الفواح بأريج المسك والريحان.... ما أجمل هده الشجرة: هي فينا ومنّا والينا..تحتاج فقط الرعاية من حين للآخر لكي تلتقي بشجرة أخرى مثمرة تشبهها في الصفات والمواصفات والتفاعلات في الأخذ والعطاء...ما أجمل الهيام الروحي المشرق بالسحر والأسحار وبهاء الأنوار...هذا الهيام مع توأم الروح الرائع ..كل منا بحاجة ماسة إليه...جميل عالم الغرام وما أدراك من الغرام:هو حب الآخر:/ الإنسان، /الفكر/ المبدأ الجميل/...ما أحوجنا إلى معرفة بديهيات" الحنين الوجودي" للتواصل والوصال مع توأم الروح .."الحنين الوجودي" الذي هو متواجد في عمق أعماق ذواتنا يكفي للإنسان الكوني اتخاذ حركة: "غمزة عين ساحرة" أو حركة: "رومانسية جارحة"أو"كتابة شعر صداح" تنبت بغثة النبتة في القلب لتعطي أكلها لهذه الشجرة المباركة الميمونة المتواجدة في الحال وفي المآل..
الناقد المسرحي المغربي الدراماتورج: بنيحي العزاوي
963 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع