المواطن في الشرق الاوسط هو حكم للصراع بين ..

                                 

                       سلام جبار عطية

المواطن في الشرق الاوسط هو حكم للصراع بين خصيتيه..

لم تعترف جامعة طهران بالبكالوريوس الذي حصلت عليه في الادب الفارسي من جامعة دوشنبة في طاجيكستان فاجبرتني على إعادة مشروع تخرجي ثمّ النجاح كشرط لقبولي ضمن طلبتها للحصول على الماستر في الادب.
طهران في ازقتها الجميلة وسواقيها التي تحيط بالشوارع منحدرة من كرج الى ورامين كانت تاسر مذاقي...فاتجول طربا لنغم مقاهيها السنتية (الفلكلورية) وشايها الذي ترى فيه انعكاس وجه صديقك لخفته.
 لكن شيئا لم يستوقفني هناك اكثر من شعارات جدرانها.
كنت شغفا للمقارنة بين الشعارات التي ساقها لنا صدام حسين وبين شعارات جدرانها..
ففي العراق كان قد خرم آذاننا شعار حرب حرب حتى النصر, وها انا الان اقرا (جنگ جنگ تا بيروزي)!
في العراق كان البعث يسوق لنا عن لسان صدام بان الشهداء اكرم منا جميعا, وها انا الان اقرا (شهدا از همة افضلترند)!
كنّا نقراء على الجدران بان طريق تحرير القدس يمر عبر عبادان, والان امر على جدران مكتوب عليها (راه آزادى قدس از كربلا ميگذرد)!
في العراق كان الجيش الشعبي جيش ثاني , وهناك قرات (بسيج ارتش دوم ماست)!
بل كان للقلم والبندقية فوهة واحدة وهي ايضا هناك (مداد وتنفگ يك صداست)!
كان لدينا الفنان كالسياسي, ولديهم (هنرمند همچون سرباز در جبه)! وان عبارة الحرب المفروضة هي عينها عبارة (جنگ تحميلى)! وايضا عملاء امريكا هي (مزدوران امريكاست)!
كنت اتعجب لوحدة الشعارات وتطابقها , وكإن المتصارع في الحلبة واحد, والشعب واحد والقائد واحد
فصدام حسين المجيد الذي يختمون مقولاته بعبارة قائد الامة لاتختلف عن عبارة (رهبر أُمّت) التي تختم بها مقولات روح الله الخميني!
وشعار من عمرنا على عمرك ياصدام هو نفسه شعار (جانم فداي رهبرم)!
شعرت حينها باننا شعوب معتوهة تختلف مع نفسها لتقتل نفسها من اجل اشياء لاتختلف عليها اصلا, بل تشترك بها! فشعار انا عبد الله المؤمن هو ذاته شعار (من بنداى مؤمن خدا هستم)! والله في العلم العراقي هو (الله) في العلم الايراني!
حتى ان كلمة الدجال مكتوبة على جدران البلدين باللفظ والكتابة العربة ذاتها.. الآيات .. الاحاديث .. الروايات ..
العجيب ان روح الله الخميني وصدام حسين المجيد هم إخوة! استنادا الى شجرة  نسبهم التي تمر بموسى الكاظم(ع) عبر الحسين(ع) لتنتهي بعلي ابن ابي طالب(ع)!
خلف تطابق الشعارات كنت اسير بين شروخ وطرق نيسمية ضيقة لكنها جميعا ترتقي لتصل الى طاحونة في اعلى القمة, تُمسك تلك الطاحونة بكل خيوط دُمى الشرخ الاوسط وتُجبر كل مواطن فيه بان يوحّد شعار الصراع بين خصيتيه!    
سلام جبار عطية.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

748 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع