عبدالرضا حمد جاسم
المقدمة :
العملية السياسية في العراق حالياً ناتجه من أن عناصرها المتنفذة ولدت لنطفٍ زُرعت في أرحام غير نضيفه وترعرعت مسلوبة الإرادة في معظمها في أحضان دول ومنظمات لها مواقف مختلفة من النظام السابق ومن الشعب العراقي ومن تاريخ العراق ومن تأثير العراق سابقاً ومستقبلاً..
كان تأثير بلد المولد او بلد الرضاعة و الاحتضان على الكثير من التشكيلات والمنظمات واضحاً وهذا منطقي جداً لأنها لم تتصل بواقع سياسي حر في بلد المنشأ وإنما في أقبية مخابرات وكان توجيهها وتمويلها يخضع لميزانيات وبرامج تلك الأجهزة هذا طبعا الا ما ندر(المتنفذين اليوم)..
انتقلت هذه التشكيلات التي عاشت مرعوبة مع من عاد بها إلى المكان التي هجرته منذ سنوات طويلة لتجد نفسها أجسام غريبة في محيط وجدته جديداً مختلف عن أخر صوره عالقة في مخيلتها عندما هربت من العراق فكان كل واحد منها تنظيم كان أو أشخاص يتلفت حوله عسى أن يجد ما يتفق معه فكان القاسم المشترك لها او لهم هو لنلتقي تحت أبسط قواعد الالتقاء الممكنة لتجد لنفسها عوامل البقاء رغم الاختلاف وتترك الباقي للمستقبل وما ستسفر عنه الأيام وما يجود به الراعي الأمريكي وما يخطط له وهذا لا يمكن أن يؤدي إلى التقاء لا الآن ولا في المستقبل وقسم اخر لملم ما يستطيع من بقايا الماضي المتنا ثره هنا وهناك في الداخل والخارج واعاد الاتصال بها و ليس في ذلك من عيب او قصور بسبب شدة الهجمة عليها سابقاً.
ارتأينا أن نقسم الموضوع إلى قسمين حسب الموقع و على ما جرى وما يجري وكما يلي:
أولاً: خـــــــــــــــارج العــــــــــــــراق:
نتكلم هنا عن كيفية وأسباب وجود من تواجد في الخارج بشكل عام وسريع
لقد تعرض الوضع السياسي العراقي لعملية تفتيت منظمه ومستمرة للتنظيمات والحركات والشخصيات الوطنية والتقدمية تزايدت عنفاً وخبثاً خلال فترة استلام البعث للحكم في تموز عام 1968 خلفت انكسارا نفسياً حاداً لدى التنظيمات وقواعدها وأنصارها مما تسبب في تشققها أفقياً وعمودياً وقطع الصلة بين القيادات وقواعدها وأرض عملها.
لقد كانت خطة السلطة لضرب الحركات السياسية تتلخص بما يلي:
منع او تحجيم تحركها في الشارع و بالذات مع الشباب لأنهم الشريحة التي تمد التنظيمات بالحيوية والتجدد واطلق لذلك الشعار(نكسب الشباب لنظمن المستقبل) الذي تم تطبيقه بقوه كبيره(ترهيب بالمضايقات الشخصية والعائلية وترغيب من خلال الرياضة والدراسة والبعثات والتعيينات ) ومنع التنظيمات من العمل في القوات المسلحة والكل يعلم ان في العراق نظام الخدمة الإلزامية التي تعني ان كل مشتغل في السياسة عليه الانقطاع عنها خلال فترة الخدمة العسكرية ولما كانت في احيان كثيره فتره طويله مع خدمة الاحتياط والحروب واصدر لذلك قرار يُعدم بموجبه كل من يخالفه. ....تشكيل نقابات وجمعيات واتحادات مهنيه بالظاهر حزبيه بالمضمون ....نقل الولاء من العشيرة والطائفة والدين والوطن والقومية الى الولاء للحزب(حزب البعث)والقائد(صدام حسين) ويعتبر كل مخالف مندس تطبق بحقه عقوبة الاعدام... رافق ذلك إقامة التحالف مع بعض الاحزاب والتيارات ثم كشف المستور من تنظيماتها ونشاطاتها وتهيئة الظروف للانقضاض عليها وتحطيم بناها التحتية بكل عنف وقسوة ليكون عبره في وقتها وللمستقبل.
بدأت تلك العملية التفتيتيه بتحالف المضطربين مع الجنرالين إبراهيم عبد الرحمن الداوود وعبد الرزاق النايف عشية انتقلاب17تموز1968 ومن ثم إقصائهما بعد ثلاثة عشر يوماً مما يدل على أن الإقصاء مبّيت والتحالف مؤقت...رافق ذلك و منذ اليوم الاول تفتيت الجيش و نقل ولاءه من الولاء للعسكرية والوطن الى الولاء للحزب وتم ذلك بعدة طرق.
ثم بداء التحرك باتجاه شخصيات وطنيه ديمقراطيه مثل عزيز شريف وأمثاله لاختراق الحركة الوطنية والحركة الكردية ومحاولة حل القضية الكردية والتحالف معها ...سبق ذلك أطلاق سراح معتقلي (انتفاضة الغموكَه) وإعادة المفصولين السياسيين توج ذلك بمعاهدة التعاون والصداقة مع الاتحاد السوفييتي لغرض كسب المعسكر الاشتراكي بالاعتراف بدولة المانيا الديمقراطية بهذه الأفعال اقترب نظام الحكم الجديد من المنظمات العالمية مثل مجلس السلم العالمي والاتحادات العمالية والطلابية والنسائية العالمية وحركات التحرر الوطني وحركة عدم الانحياز وبالذات مع نجاح قرار تأميم النفط الذي اوجد للعراق موقع سياسي محلي و عالمي متميز عند القوى المحبة للخير و كذلك موقع اقتصادي مؤثر بعد ان ترافق النجاح برفع القدرة الشرائية للمواطن والخطة الانفجارية والتوجه لتصنيع البلد ومحو الأميه وغيرها من الاعمال الكبيرة المؤثرة..
قبل ذلك واثنائه انجز بيان 11آذار1970 الذي يمثل الحل الامثل وحده للقضية الكردية على امل ان تنفذ بنوده في11آذار عام 1974و رافق ذلك إقامة الجبهة الوطنية والقومية التقدمية بقيادة البعث الذي أصبح جماهيرياً محلياً وعالمياً هو قائد الحركة السياسية في العراق باعتراف كل الفعاليات السياسية العراقية وهذا ما كان يريده البعث ليصبح هو المحرك والموجه والمخطط والممثل لها في كل المحافل السياسية الخارجية وهذا أنجاز هائل حصل عليه البعث وأكثر مما كان يحلم به وبالذات بعد تجربته عام 1963,
لقد تم تحييد كل التيارات والحركات السياسية وكشف قواعدها وتنظيماتها بتأثير هامش الحرية الذي حصل وقت ذك وقد تصرفت الأحزاب بروح الثقة ومحاولة تعزيزها بعكس البعث الذي تحرك بخبث للقضاء على تلك التنظيمات أو قص أجنحتها وتركها تقبل بما يريده البعث و يخطط له...في مسيره الهدف منها تذويبها جميعها في حزب البعث لذلك اطلق صدام مقولته المشهورة(كل عراقي هو بعثي و ان لم ينتمي)...رافق ذلك ما يقدمه البعث الذي يدير الحكومة و يقودها امتيازات و مناصب وهبات واكراميات لقادة تلك التنظيمات... (حسن العلوي في كتابه دولة المنظمة السرية حيث قال:بعد توقيع التحالف بين البكر وعزيز محمد صدرت تعليمات مشدده للكادر المتقدم في حزب البعث بكتابة خطط لتفتيت الحزب الشيوعي العراقي والقضاء عليه).
سبق ذلك إعدام مجموعه من التجار من أصول يهودية وإيرانيه فيما عرفت ب(جماعة عزرا ناجي زلخا) وعُلقت جثثهم في ساحة التحرير لإرهاب الشعب وهتف البكر بالجماهير المحتشدة والتي حشدها البعث صائحاً....ماذا تريدون.....فجاء الجواب الذي أعده البعث هادراً...إعدام الجواسيس
لتكون تلك العملية وما رافقها من إخراج أول عمليه علنية لإرهاب الشعب حصل من خلالها البعث على تفويض مطلق بإعدام كل من يريد إعدامه ... بحجة التجسس الجاهزة او التأمر والتي استمرت حتى سقوط النظام.
فشكلت ما تسمى أو سميت بمحاكم الثورة سيئة الصيت والتي أصدرت عشرات آلاف قرارات الإعدام بحق أبناء الشعب العراقي الأبرياء(لأن حتى من ثبت أنه مذنب فهو ضحية بريئة)
لحد هذه اللحظه هرب الكثير من التجار والسياسيين والمفكرين والمجرمين إلى خارج العراق بكل الاتجاهات إقليميا ودولياً.
ثم بداء البعث بتصفية حساباته مع رموز الحكم السابقين والشخصيات التي يريد التخلص منها من وزراء ورؤساء وزارات وضباط وسياسيين كما حدث لمجموعة الدكتور عبد الرحمن البزار وما تبعها من إعلان الكشف عن محاولات انقلابيه أدت إلى هروب الكثير من المسؤولين السابقين والموظفين العموميين والكفاءات
ثم انتقل النظام لتصفيه أجنحته لبعضها حيث تحرك الجناح المدني بقيادة صدام حسين قبل فوات الأوان كما كان يتصور معتبراً من تجربة تشرين ثاني عام1963 لينقض على الجناح العسكري بطرده لحردان التكريتي(وزير الدفاع برتبة فريق طيار ركن) ومن ثم اغتياله في الكويت وإبعاد صالح مهدي عماش(وزير الداخلية برتبة فريق ركن وهو عض وقيادي في البعث) سفيراً إلى أن مات وأجهز على الجناح العسكري بعد ما سميت في حينه (مؤامرة ناظم كَزار...مدير الامن العام ) وما رافقها بخصوص حماد شهاب وسعدون غيدان(وزيري الدفاع والداخلية) وعضو القيادة القطرية المدعو محمد فاضل مسؤول الخط العسكري
ثم تفرغ لتنظيف الخط المدني من معارضيه مثل اغتيال عبد الكريم الشيخلي وهروب صلاح عمر العلي وحوادث السيارات التي قضت على مجموعه مهمة من الكادر المتقدم للحزب واغتيال فليح حسن جاسم وزير الصناعة و عضو قيادة حزب البعث.
شعر النظام انه استطاع إرهاب الشعب وبالذات مع سكوت عالمي غريب على ما يجري وأصبح النظام أقوى فبداء بإعاقة تطبيق بنود بيان 11 آذار الذي أبتدئها مبكراً بمحاولته اغتيال الملا مصطفى البر زاني بتلغيمه لرجال دين
لقد تمكن البعث من اختراق الحركة الكردية وقام بإنشاء تنظيم سري وعلني وقيامة بتبعيث الشباب الكردي مستغلا أطروحة الحزب القائد وشن حمله إعلاميه ودعائية في الداخل والخارج مستعيناً بحلفائه في الجبهة الوطنية والمنشقين من الأكراد ومن أستطاع كسبهم ....وتهيأ لإتمام معاهدة الجزائر عام 1975 بأشراف وصياغة ودعم (كيسنجر) أدت إلى اكتساح الجيش للمنطقة الكردية وهروب عشرات الآلاف من الأكراد أشخاص وتنظيمات ...بعدها قامت السلطة بتفعيل نشاط المتعاونين معها وأقامت لهم تنظيمات شكليه هزليه الغرض منها تفتيت الحركة الكردية كنا نتندر عليها بالعبارة التالية: (الحزب الكردستاني...كذا...لصاحبه حزب البعث العربي الاشتراكي).
وبعد استقرار الأمور نسبياً في شمال العراق تفرغ النظام لما تبقى له من حلفاء وهو الحزب الشيوعي العراقي الذي ساهم عسكرياً في أحداث 1975 الحربية في شمال العراق لدعم القوات الحكومية
وبعد أن فقد الشيوعيين حليفاً مهماً لهم هو الحركة الكردية واختراق أجهزة السلطة لصفوفه وانكشاف تنظيماته شن النظام حمله إعلاميه منظمه ومتصاعدة ضد الحزب بدأت بسلسلة مقالات في صحيفة التآخي ...ركز النظام حملته على المناطق البعيدة عن العاصمة وبالذات في البصرة مع عمليات اغتيال لكوادر الحزب وبعض قياديه في خطوه أراد منها النظام معرفة ردات الفعل محلياً وعالمياً حيث يتمتع الحزب بعلاقات جيده مع المنظمات العالمية والعربية وجد بعضها النظام أنها ردات فعل محتشمة خافته خجولة على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية ...وجد ذلك النظام إن الوضع ملائم للانقضاض لأن أصحاب المبادئ فضلوا عليها المصالح التجارية التي أقامها النظام مع دول المعسكر الاشتراكي واتفاق المعسكر الغربي مع ممارسات النظام
حينها أنقض البعث بكل قسوة وقوه ووحشيه على حلفاء الأمس من قيادات وقواعد وأنصار حيث أعدم العشرات وأعتقل الآلاف واغتال الكثير وخطف وغيب المئات وترك البلد كل من تمكن من ذلك وأجبر الكثير على إعلان البراءة وأجبروا على الانضمام لصفوف البعث حيث تم تشكيل تنظيم خاص أطلق عليه (الصف الوطني) تعرضوا خلاله لعمليات غسيل دماغ بشعة.
هذا الهروب والقمع أدى إلى تشقق الحركة الوطنية او السياسية العراقية.... ولما كانت هذه الحركة تضم في صفوفها كل الطيف العراقي ومن كل مناطق العراق.... هذا التشقق في المجتمع العراقي و شموله لكل العراق... وما رافق المسيرة في الخارج سواء بالنسبة للأشخاص أو التنظيمات أدى إلى التشظي واللجوء إلى الحلقات الأضيق من طائفة وعشيرة ومدينه وقوميه و تساقط الكثيرين من الاشخاص وكذلك تغيير قناعات البعض.
ومنذ العام 1968 ومع الحملات السابقة كانت هناك حمله منظمه ضد رجال الدين في ضوء إنشاء الدولة العلمانية بدأت بقتل الكثير منهم في محاولة اغتيال الملا مصطفى البارزاني أعقبتها الكثير من عمليات الاعتقال بتهم الطائفية والعمالة والانقلابات والاندساس في صفوف البعث منها اغتيال الشيخ البدري والسيد الصدر أدت إلى هروب العديد من رجال الدين لتشكل فيما بعد تشكيلات سياسيه دينيه...والمضايقة العنيفة لممارسة الشعار العاشورائية التي دفعت النظام لمحاكمات صوريه ادت الى اعدام العديد من ممارسيها و منها المحكمة التي تكونت من ثلاثة من قيادات حزب البعث وهم(عزة مصطفى رئيساً وعضوية حسن العامري و فليح حسن الجاسم)الاخير اعترض على احكام الاعدام ...تم طرده من وزارة الصناعة والقيادة و من ثم اغتياله..
أستقر الوضع لصالح حزب البعث الذي أصبح يتمتع بقوه عسكريه كبيره مع قوه ماليه هائلة بعد تأميم النفط مصحوب بدعم إقليمي ودولي قل نظيره حيث تفرد البعث بالسلطة وكان دور صدام حسين في ذلك كبيراً حيث بدأت صوره تنتشر وترافق صور رئيس الدولة وقيادة البعث(عفلق و العيسمي والبكر وصدام).... واستطاع من ترسيخ مؤسسات خاصة به لحل مشاكل المواطنين(مكتب شكاوى المواطنين) ومتابعة أمور الجيش بعد أن أصبح مسؤول عن المكتب العسكري ومنحه البكر مجبراً رتبة فريق أول ركن وفرض سيطرته على الأجهزة الأمنية والحزبية حيث بداء بالضغط على البكر وعزله تدريجياً إلى أن عزله تماماً في مسرحية تسليم الراية من الأب إلى الابن في تموز عام 1979 ليقوم بإعدام من أعترض على ذلك من رفاقه(مذبحة قاعة الخلد....واعدام القياديين محمد عايش وغانم عبد الجليل و عدنان الحمداني وغيرهم) ومعهم المؤيدين لهم من مدنيين وعسكريين بمذبحه تعمد صدام حسين إخراجها بهذه البشاعة لتكون درس للآخرين أدت إلى هروب العديد من معارفهم وأنصارهم .
ثم بدأت حملة الإعداد للحرب مع إيران بدفع أمريكي سعودي وبدأت الحرب التي استمرت ثماني سنوات حصل خلالها من الإعدامات والتصفيات والإهانات للقيادات المدنية والعسكرية تسببت بهروب البعض...واعتقال واعدام العديد منهم.
ثم احتلال الكويت وطرد الجيش العراقي منها وما رافق ذلك من اختلاف مع السلطة عليها أو على المسروقات ومن ثم الحصار ومارافقه من حملات الاعتقالات والإعدامات وهروب الكثير ممن تمكن من قاده سياسيين وعسكريين وتجار ورجال دين ورياضيين ومفكرين وحملة الشهادات....كذلك هرب من اختلف مع النظام على السرقات ومن صدرت له الأوامر من أجهزة المخابرات التي يرتبط معها ومن كان يبحث عن موقع عندما قربت ساعة القصاص ومن الطامعين بالوراثة على عرش العراق الذي سيفرغ ومن هرب من حبل المشنقة في اللحظة الأخيرة
فأصبح في الخارج الوطني والعميل. السارق والنزيه... السياسي واللص... الشريف والقذر بكل الأعمار من رجال ونساء و من هرب بعد انتفاضة اذار1991 بأعداد كبيره الى الخارج.
مما تقدم نجد أن كل شرائح المجتمع قد تعرضت للاضطهاد والقمع في مرحله معينه فكان لكلٍ منها سبب للهروب ...تَجّمَعَ أصحاب تلك الأسباب ليشكلوا ما حسبوها تنظيمات سياسيه وتشكلت تنظيمات للعشائر والطوائف والملل لأن كل مجموعه تريد الانفراد بمصالح جماعتها وكانت كردستان وما حصل فيها وانشاء منطقة الحضر الجوي لتكون ملاذ آمن استطاعت فيه المعارضة التي كانت لها بقايا او التي تم تجميعها من بعض الحركة ولو بحذر شديد وتحت اندساسات ...التقت تحت تأثير ذلك الملاذ ومن يحمونه اقليمياً و دولياً في ظروف قاسية خطره حذره متقلبه تصحبها انعدام للثقة وقدرة النظام على اختراقها.
لذلك نلاحظ لكل سبب اضطهاد تنظيم وحسب مراحل الاضطهاد ففي كل مرحله هربت مجموعه تتهم من هربت بعدها بمساندة النظام في اضطهادها الأكراد يتهمون البعثيين والشيعة يتهمون السنه والشيوعيين يتهمون البعث و الاسلاميين والملكيين يتهمون الجمهوريين والتقدميين يتهمون الرجعيين والتركمان يتهمون العرب والأكراد والمسيحيين يتهمون المسلمين والصابئة يتهمون الجميع واليزيديين يتهمون الآخرين والمدنيين يتهمون العسكريين وهكذا
وقد ركب موجة المعارضة شخصيات عسكريه كانت قد ساهمت مساهمه فعاله في قتل الشعب العراقي على اختلاف ملله ونحله ولما كان الاضطهاد مصحوب بأنهار دم وهتك حرمات وسلب أموال وممتلكات وإهانات و تهجير وسحب واسقاط الجنسية وتسفيرات بالجملة كما حصل للأخوة الكورد الفيلية وقمع عسكري كما حصل للشعب الكوردي وللمنتفضين في الجنوب وإعاقات مستديمة لا يمكن أن تمحى واغتصاب أعراض لذلك فأن التسامح مستحيل وبناء الثقة صعب جدا لأن الكل يريد الثأر والإقصاء ومحاسبة المتسبب كل بالدرجة التي يقررها او يرغب بها ...لهذا فأن هذا الخليط العجيب لا يمكن أن ينسجم سواء كأشخاص أو تنظيمات
الكل يتوجس من الكل والكل يتحوط للمستقبل والكل يتحرك للثأر والقصاص وتأمين جانبه وتأمين سند اقليمي أو دولي او كليهما مع تبعات مخابراتية و مصالح دول و شركات واجتهادات دينيه و فكريه...
محنتهم واضطهادهم و القسوة عليهم ما وّحدتهم....فلن توحدهم الكراسي و المال السائب والفساد فمن لم يوحده مستقبل الوطن والشعب لن توحده الارتهانات و السرقات والتقوقعات .
ثانيــــــــا: داخل العراق
لنجعل عام 1958 هو سنة الأساس حيث كان سكان العراق بحدود ستة ملايين نسمه أصبح في عام 2003 بحدود خمسه وعشرين مليون وعلى افتراض غير واقعي أو علمي بأن كل الستة ملايين لايزالون على قيد الحياة فان الزيادة في السكان هي بحدود (19)مليون إي بنسبة76% كلهم ولدوا بعد أن هرب من هرب خلال تلك ألسنه
وفي عام 1968 كان سكان العراق كان بحدود ثمانية ملايين نسمه فان الزيادة في السكان عام2003 هي (17) مليون إي بنسبة67% لا يعرفون من هرب خلال الفترة ما قبل 1968
وفي عام 1978 كان السكان بحدود اثنا عشر مليون نسمه فأن الزيادة هي (13) مليون فأن نسبة52% لا يعرفون من هرب قبل ذلك
وبنفس السياق فأن نسبة30%لايعرفون من هرب قبل عام 1988 وهكذا
مما تقدم يظهر أن القوه الفاعلة في المجتمع العراقي(الشباب) لا تعرف من هو فلان كأشخاص وما هو تاريخه ولماذا هو في الخارج وماذا يفعل هناك وماذا قدم لشعبه ووطنه وبالذات خلال فترة الحصار الجائر أخذين بنظر الاعتبار تطّير العراقيين من كل من له ارتباطات خارجية وكرهه لصفة العمالة..
لذلك و مع الانفلات الامني و غياب الدولة لجاء الناس الى ما يوحدهم ويحميهم فكان الشارع الذي يسكنون لحمايته ثم العشيرة التي هي السند مع تفتت الدولة ثم التقت العشائر تحت خيمة الطائفة وبتأثير رجال الدين ثم التقت مجاميع حول من اصبح قائدا او وجيها والقسم الاخر التف خلف من يصلي خلفه او من يقلده من رجال الدين
ولما كانت القناعات متعددة والاهداف متعددة والاشخاص متعددين لذلك كانت الانشقاقات التي تقودها الاجتهادات ودخل بين كل ذلك الاعمال الإرهابية والقتل و الذبح لتدخل الدماء والثارات والتحوطات وغيرها. فأصبح لكل مجموعة شخص مقدس تتبعه حد الموت والفتك بالأخر.
لقد كان الشعب تحت عملية التبعيث لعشرات السنين وتحت ظروف الحصار والحروب وعسكرت المجتمع فكانت أجيال كأمله لم تشاهد إلا صوره واحده ولم تسمع إلا رأي واحد(الغالبية اصيبت بالتوحد السياسي تحت تلك الضغوط) يضاف إلى ذلك فأن الكثير من الشخصيات والتنظيمات قد قطعت كل علاقة لهم بالوطن وحتى عوائلهم الذي لم يتمكنوا من الاتصال بهم خلال عقود طويلة وهذا يعني أنها من غير قاعدة جماهيريه إلا ما ندر لذلك فقد كانت حساباتهم تتم على أساس أخر صوره بقت عالقه في تصورهم عندما غادروا العراق فكانت حساباتهم خاطئة وكانت الاستشارات التي قدموها لأسيادهم كارثيه
لقد كانت المعارضة مريضه نقلت أمراضها إلى الداخل الذي كان مريضا واستفحل فيه المرض بعد الاحتلال... عندما عادت خائفة من بعضها ومن حلفائها فكانوا فاشلين وصار البلد فاشلاً وما توافقت عليه المعارضة أو ما جمعها سابقا هو:
1.جميع التنظيمات ولدت وأعيد ترتيبها في بيئة غير بيئتها وتربت في أحضان الآخرين وكل وليد يتأثر بوالديه والظروف التي عاش فيها
2.تكّون البعض منها من تجمع لأشخاص لا يجمعهم هم الوطن وإنما أسباب طائفيه وعرقيه فكان فيها من كل الاتجاهات السياسية
3.ولدت وهي تكره بعضها وتحقد على بعضها وتحاول تهميشه وإلغائه
4.ولدت خائفة من محاولات تعرضها للاختراق من قبل السلطة والغير ويلعب الشك في عقول القائمين عليها حتى وصل حد التصفيات الجسدية بظن الاندساس
5.ولدت فوقيه ولإعلاقه لها بأرض الوطن ولا تحمل تصور أو برنامج سياسي سوى ما يتعلق ببقائها وحصولها على الامتيازات
أن الكثير من الشخصيات لا يملكون سوى رتبهم التي هربوا بها أو مواقعهم السابقة التي هربوا وتركوها والآخرين أكلتم السنين وترهلوا سياسياً وصحياً ومنهم من ولد في خارج العراق ومنهم لا يملك سوى أسم عائلته الذي كان يوماً يتصوره رنان ومنهم تجار الحصار وسراق قوت الشعب وهناك من دون شك شخصيات وتنظيمات محترمه حاولت التصدي للوضع ومحاولة وضع الحلول لكنهم اقليه غير قادرة أن تغير الحال
الخاتمة:
وصلت كل تلك المجموعات وهي مرتبكة لأتعرف حجمها الحقيقي ولا تعرف عمق الحفرة المملؤة بالدماء التي قفزوا إليها ليغرق قسم منهم وتشبث الناجين بما كان ممكن وما قدم لهم من عون ....ناس أرعبهم الفراغ وما يحيط بالفراغ فلجأ كلٍ منهم إلى من يعرفهم من عشيرة أو طائفه أو قوم لا للتشاور معهم وإنما لطلب الحماية فوجد العامة من الناس أن القادمين الكثير منهم أشباه رجال يتخبطون من لحظة وصولهم إلى اليوم
اما ما ذهب اليه الاخرين اي البعثيين السابقين فهو المقاومة التي رفعوها بوجه المحتل و بوجه النظام الجديد وهذا متوقع واستنجدوا بكل من يستطيع ان ينفعهم في ذلك او ينفذ لهم ذلك من اشخاص ودول ومجاميع عراقية وغير عراقيه عشائرية و دينيه ودخلوا تحت عباءاتها و دخلت تحت عباءتها
فهذا يمثل المقاومة الشريفة وذك يمثل اهل السنه والجماعة وذك يمثل علماء المسلمين واخر يمثل الوقف السني وهكذا...ثم حصل ما حصل من تداخل و تدخلات وانتهت الى فتح المسالك لهم بدخول الحياة السياسية فتقدموا و تقدمت اليهم احزاب و تنظيمات كانت قد ساهمت بالاحتلال. فكانوا اكثر الجهات المرغوبة للسيطرة عليها من خلال اسماء و شخصيات حظيت بدعم امريكي اقليمي لمحاولة ايجاد حل لتهدئة الوضع الامني الذي اضطرب بقوه واعادة التوازن اليه كما يتصورون...ثم كانت الصحوات وافرازاتها و تابعيتها المحلية والإقليمية...فظهرت دعوات اعادة النظر بقوانين حل الجيش والأجهزة الأمنية واجتثاث البعث و قانون الارهاب...ولم يتقدم احد بشكل وطني لمراجعة الدستور وما نتجه عنه
استمرت الشكوك والظن والتزاحم والتربص و الوقوف بغير حيادية مع امور الوطن...وهذا ما ملموس اليوم مع وفره ماليه وغياب رقابه فعم الفساد وصارت له مؤسسات ...وانشغلت المجاميع السياسية والاشخاص المتنفذين بالسرقات وارشى ونهب المال العام رافقه اضطراب امني خطير و مستمر.
الخلاصة الان ليس هناك ما تجتمع عليه الاحزاب والقوى و الشخصيات والتيارات...لا وحدة الوطن ولا العلم و لا النشيد الوطني و لا التقسيمات الادارية و لا اليوم الوطني و لا الاحتلال و لا الموقف من دول الجوار و لا العلاقات الدولية
لكنهم جميعا يشتركون بالفساد والافساد
628 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع