داود البصري
في الآونة الأخيرة ، وبعد هبوب رياح التغيير العاصفة ، و تزعزع كل مواقع النفوذ و التمدد الإيرانية في الشرق القديم ، ما فتأ المرشد الروحي الإيراني ( علي خامنئي ) يرسل رسائل التهديد العلنية أو المبطنة لشعوب المنطقة من خلال رجاله وممثليه في وسائل الإعلام ، محددا الخطوط الحمراء ، وراسما خرائط التغيير وفقا لإرادته ورغباته ومصالحه ومصالح نظامه ، وليس وفقا لمصالح الجماهير صاحبة الحق الأول و الأخير في التغيير و الإنعتاق .
لقد أرسل خامنئي من خلال مستشاره ( ولايتي ) خطوطه الحمراء الأولى ضد ثوار الشام الأبطال الذين حذرهم من إسقاط نظام بشار المجرم ! في خروج غريب وغير مقبول عن الحدود الدنيا من مباديء الفكر الثوري الإسلامي الشيعي الذي نعرفه و الذي يؤكد على إنتصار الدم على السيف ؟ فإذا بخامنئي قد قلب الصورة وغير المعادلة و أساء لشيعة أهل بيت النبوة الكرام حينما رسم خطوطه الحمراء بشكل جعله ومرجعيته الإيرانية الخالصة والتي لا تمثل أبدا عموم شيعة العالم الإسلامي يقف لجانب السيف الغاشم وهو يقطع باوصال الأحرار ، بل أنه نتصر ليزيد العصر بشار المجرم إبن المجرم ضد عموم الشعب المنتفض الثائر الذي يتعرض لحملات إبادة ممنهجة لم يمارس عشرها و لا القليل القليل منها ( الشاه ) الإيراني الراحل و الذي جعلت سياسة الخامنئي الشعب الإيراني يترحم عليه رغم مثالبه الكثيرة ولكنه في مطلق الأحوال كان يعلم حدود المأساة ومتى ينسحب من المشهد ؟ اما خامنئي وبنوه و عصبته فقد أعلنوها بأن أي إعتداء على نظام بشار يعني إعتداء على النظام الإيراني ؟ وطبعا هم لا يقصدون محارية الغرب ، بل شعوب المنطقة المبتلية برزاياهم وخبائثهم ، فالنظام الإيراني بحرسه و فيالقه و جيوش مستضعفيه هو جندي مجند في خدمة مشاريع التخريب الدولية في المنطقة ؟ ذلك مايقوله التاريخ وماتقرره وقائع الأحداث ، وبعد خطوط بشار الحمراء وهو ساقط و إن إجتمعت الأنس و الجن على دعمه ، جاءت خطوط ( خامنئية ) حمراء أخرى متعلقة هذه المرة بغرسة النظام الإيراني في العراق و اقصد حزب الدعوة العميل بقيادته الموحى إليها و المدعومة إيرانيا و أمريكيا أيضا!!، حينما رسم الخامنئي خطا أحمرا قانيا أمام إقتلاع و إستبدال نوري المالكي بعنصر آخر من عناصر التحالف الشيعي العراقي حينما رفض الإيرانيون وبشدة ذلك الإستبدال مؤكدين ثقتهم بالمالكي ومجددين دعمه و إعتبارهم إياه خطا إيرانيا احمر... وهو ما يجعل جماهير الأحرار في العراق أكثر إصرارا على مقارعته و إقتلاعه لأنه قد أثبت بالدليل القاطع خطره على السلم الأهلي و مستقبل وحدة العراق و إرتباطه المعلن و الفضائحي بالأجندة الإيرانية الخبيثة التي رسمت من أجل أهداف قومية إيرانية محضة لاعلاقة لها ابدا بمآسي و آلام و آمال شعوب المنطقة وتطلعاتها نحو الحياو الأفضل .
النظام ايراني المتأهب و المتحفز و المتوتر و الخائف من إنتفاضة شعبية إيرانية عارمة يحاول جاهدا تدعيم سلطة حلفائه وخطوطه الدفاعية الأولى في المنطقة ، وهي محاولات سقيمة عقيمة لأنها تحتقر الشعوب ومصالحها و إراداتها ولكونها إنعكاس لرعب النظام الإيراني الداخلي و الذي تترجمه من خلال رسائل تهديد خارجية قليلة الأدب وبعيدة عن اللياقة و المنطق وتدخل ضمن خانة البلطجة السياسية .
لقد ضاقت بالكامل مساحات التحرك الإيراني ، ففي مملكة البحرين تهاوت أحلام نظام طهران في تمزيق المملكة و الهيمنة عليها وفي الشام سيتجرع الإيرانيون كأس السم الزعاف الذي سينهي حلفهم العدواني التخريبي الشرق أوسطي بالكامل أما العراق فهو يشهد حالة نهوض وطني غير مسبوقة لطرد العملاء و الطائفيين وراكبي القطار الإيراني ، فالثورة مستمرة هناك و لا تراجع أو نكوص.. أما خطوط ( خامنئي ) الحمراء فهي مجرد أضغاث أحلام لسطوات همايونية لامحل لها من الإعراب على مستوى الواقع الميداني ، وحيث تتأهب الشعوب الإيرانية لإشعال ربيعها الثوري الذي سيكتسح معاقل الطغيان وعقليات القرون الوسطى ، فلا مقدس سوى الله سبحانه و تعالى ، والله متم لنوره ولو كره الظالمون و المتسلطون و الدجالون حلفاء الطغام اللئام من المتسربلين زيفا ونفاقا ورياءا براية الإسلام ، و الإسلام و التشيع العلوي منهم براء ليوم الدين... سيحترق النظام الإيراني بخطوطه الحمراء... و أنتظروا إننا معكم من المنتظرين.. ولن يفلح الدجالون ، وسيحترقون في معابد نيران حقدهم...
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
729 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع