جزيرة العواطف

 

جزيرة العواطف
بمناسبة عيد الحب
مؤيد الناصر

يحكى أنه في وقت من الزمان

كانت هناك جزيرة تقطنها جميع العواطف والأمور المعنوية.. السعادة , الحزن , المعرفة وكل العواطف بما فيها الحب

وفى أحد الأيام علمت جميع العواطف إن الجزيرة ستغرق ، وهكذا أصلحت جميعها قواربها وراحت تغادر الجزيرة .. لكن الحب هو الذي بقي وحده.. حيث أراد أن يبقى حتى آخر لحظة ممكنة .. وحينما راحت الجزيرة تغرق فعلياً ، قرر الحب أن يطلب المساعدة

كانت الثروة تمر بالقرب منه في قارب فخم
فقال الحب : " أيتها الثروة ، هل تستطيعين أن تأخذيني معك ؟
 
فأجابته الثروة وقالت :" لا، أنا لا أستطيع .. فهناك الكثير من الذهب والفضة معي في القارب.. وليس هناك مكان لك

فقرر الحب أن يسأل الأناقة والخيلاء ، التي كانت تمر بالقرب منه في قاربها البديع

فقال الحب :" أيتها الأناقة ، من فضلك أعينيني

فأجابته الأناقة :" إنني لا أقدر أن أساعدك ، فأنت كلك مبتل ، وقد تفسد أناقة قاربي

وكان الحزن قد اقترب لحظتها من الحب ، فقرر الحب أن يسأله المعونة فقال " أيها الحزن ، دعني أذهب معك

فرد عليه الحزن قائلا : " أيها الحب ، إنني حزين جدا ، حتى إنني أريد أن أبقى بمفردي مع نفسي

ومرت السعادة أيضا لحظتها بالحب، ولكنها كانت فرحة جداً ، حتى أنها لم تسمع أصلاً الحب وهو يناديها

وفجأة سمع الحب صوتا يقول :" تعال أيها الحب ، سآخذك أنا معي

وكان صاحب الصوت شيخاً متقدما في الأيام , أحس الحب بالفرح والنشوة حتى أنه نسى أن يسأل هذا الشيخ عن اسمه

وعندما وصلوا لليابسة ، مضى الشيخ في طريقه
وشعر الحب كم هو مدين لهذا الشيخ ، فسأل المعرفة ، وهى الأخرى عجوز متقدمة في الأيام ، " ترى من الذي ساعدني ؟

فأجابته قائلة :" لقد كان الزمن

فقال الحب متسائلاً : " الزمن ؟ "
ثم عاد وتساءل قائلا " ولكن لماذا أعانني الزمن ؟

ابتسمت المعرفة في وقار و حكمة عميقة وأجابته :
"لأن الزمن وحده ، هو القادر أن يفهم كم عظيم هو الحب !!!! ..
 مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ نار المحبة و السيول لا تغمرها

 

 

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

869 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع