بقلم الدكتور ابراهيم الخطاط
مشروع علمي يسهم في صنع المستقبل للعراق؟
مقدمة: قل أن ابتلى شعب في هذا العصر بالمحن والنكبات كما ابتلي العراقيون، خاصة خلال العقود السبعة أو الثمانية الماضية. فلقد تكالبت عليهم الطائفية (الحزبية والدينية والقومية) وظلم الحكام وكيد الغرباء وقيم النفط المقلوبة، لتحولهم إلى مجموعات متنافرة تنشد تدمير بعضها بعضاً بدون رحمة أو رادع. وبينما البشرية حولهم تتقدم في كل المجالات، تحولت نسبة كبيرة من العراقيين إلى لاجئين عاطلين يائسين وأرامل وأيتام ومعاقين، يستجدون لقمة العيش والدواء والملجأ، داخل بلدهم أو خارجه. وهذا المشروع العلمي البيئي ينادي الضمائر وكل قيم الخير الكامنة في النفوس مما طمسه الظلم والهوان واليأس، لنحمي أجيالنا الحاضرة واللاحقة من الإنقراض، ولنعود إلى ما كنا نحسنه عبر التأريخ وهو صنع الحضارة الأنسانية وإرساء قيم الأخلاق. إن عوائد هذا المشروع يمكن استعمالها كنواة لرعاية مساهمات الإختصاصيين المغتربين قبل فوات الأوان وكذلك لبناء مؤسسات للتعليم والصحة وجامعات يمكن نقلها إلى العراق في الوقت المناسب.
موجز لإطار المشروع: هو حل هندسي مربح لم يستطع أحد أن يتحداه، يعالج لأول مرة مشكلة تدمير غابات العالم. وهذه المشكلة المستعصية مسؤولة عن خُمس (بضم الخاء) كمية الغازات التي تسبب تغير المناخ في العالم. أن معالجة تغير المناخ يعني عادة ضريبة بالغة الكلفة لا تقدر عليها حتى الدول الغنية المتقدمة. أما في هذا المشروع فإن الكلفة الباهضة تتحول إلى رصيد اقتصادي بيئي دائم وأساس متين لقطاع صناعي وتجاري عريض يدعم نهضة علمية وانتاجية ويرفد عملية البناء التحتي. إن الأعداد الكبيرة من العراقيين المشتتين في الغربة يمكن أن تتحول إلى بناة وطن ينقلون إليه ما بنوا حين يعود الى النفوس رشدها وتدرك ما فعلته الطائفيات المتعددة بها وببلدها. كما أن البطالة واليأس المتفشيين في عراقيي الشتات يمكن أن تُستبدل بفرص للعمل الفريقي الخلاق الذي يعيد إلى الإنسان احترام النفس والشعور بلذة الإنجاز بدلاً من مهانة البطالة والضياع. إن هذا المشروع يمكن أن يُعرّف خارطة طريق لإعادة بناء الإنسان والوطن بعيداً عن النفط اللعين وقيمه التدميرية - خارطة قد تفيد منها شعوب شقيقة وقعت في أفخاخ مماثلة.
ملخص المشروع: طريقة هندسية بسيطة لتوصيل عناصر هيكل إنشائي (لبناية أوجسر) ببعضها بأسلوب يُمكِّن من استعمال جذوع الأشجار الصغيرة كعنصر إنشائي في هياكل متينة لمختلف أنواع الأبنية والجسور. هذه الطريقة البسيطة تحقق ثلاثة أمور هامة من بين أخرى:
أولاً: قلة الكلفة، باستعمال مادة شبه مجانية تمثل أكثر من 90% من خشب العالم (جذوع الأشجار الصغيرة) كمادة إنشائية مرموقة، تُضيّع حالياً، بينما يجري تدمير الغابات للحصول على ما تبقى من خشبها الناضج ذي الكلفة العالية والنوعية الهندسية الواطئة.
ثانياً: البساطة، بحيث يستطيع شخص واحد أو اثنين من تصنيع هيكل جسر أو بناية باستعمال جهاز لحام ومعدات بسيطة أخرى (مشابهة لما في دكان "بنجرجي")، ومن ثم تجميع الهيكل دائمياً أو تفكيكه لنقله إلى مكان أواستعمال آخر.
ثالثاً: تمكين استعمال أحدث طرق التحليل والتصميم التي توصل إليها العلم الهندسي، وهذه سابقة لم تكن ممكنة قبل هذا لأن التحليل والتصميم الهندسي لمادة الخشب لم يتقدم منذ عقود عديدة ليستفيد من استعمال الحسّابة(الكومبيوتر).
إن للمشروع امتدادات واسعة في مجال البحث العلمي والهندسي الجامعي والصناعي، ولعل في هذا دعم لفكرة إنشاء جامعة عراقية في المهجر تفيد من مؤهلات المغتربين قبل أن يطويهم الزمن. غير أن أكبر إمكانيات المشروع الأولية هي الإستعمالات التجارية الواسعة التي تفتح أبواب الرزق للكثيرين. في العراق مثلاً يتحول خشب القَوَغ (بفتح القاف والواو) وقصب الأهوار إلى مواد إنشائية ممتازة تغني عن الكثير من الحديد والخرسانة، وتخلق قطاعاً اقتصادياً ونهضة إنشائية ومعمارية تتحدى مواهب العراقيين.
خطة التنفيذ: الكاتب مستعد لزيارة أي تجمع عراقي يتحمس لفكرة المشروع وتقديم شرح كامل للمنجز منه لحد الآن، ومن ثم تنظيم خطة بسيطة بإمكانيات محدودة جداً، بشرياً ومادياً، لتجربته فعلياً في أكثر من مكان. يحتفظ الكاتب بهيكل جسر بطول عشرة أمتار (ناقصاً الأجزاء الخشبية البسيطة) وهيكل كامل لقبة كروية بقطر ستة أمتار استعملتا تكراراً في أمريكا لأغراض تعليمية وتدريبية. الإثنان يظهران في الرابط الثالث المرفق أدناه. تقدر القيمة التجارية للإثنين ب 20 إلى 50 ألف دولار وربما أمكن بيعهما لتمويل المشروع في البداية. كما تتوفر كافة الأجهزة الضرورية لتصنيع هياكل جسور ومبان بأي حجم، ويمكن نقل هذه الأجهزة بسهولة إلى حيث الحاجة إليها. كل العراقيين، مهما كانت مؤهلاتهم وخبراتهم وأعمارهم يمكن أن يساهموا في المشروع بطريقة أو بأخرى، خدمة لأجيالهم القادمة وللإنسانية، ولكن الحاجة الأولية هي لفني يجيد اللحام الكهربائي.
خلفية الكاتب ومؤسسة العلم المستديم:المهندس إبراهيم الخطاط كان من الأوائل في كافة امتحانات البكلوريا العراقية وتخرج من الإعدادية المركزية في بغداد. ثم حصل على درجات في الهندسة المدنية والإنشائية (بكلوريوس، كاردف، بريطانيا) وفي الرياضيات الهندسية (ماجستير، جامعة ولاية كنزاس، الأمريكية)، وفي الهندسة الميكانيكية (ماجستير ودكتوراه، جامعة ستانفورد، الأمريكية). له خبرة متنوعة عبر نصف قرن في أربع قارات كباحث علمي وأستاذ جامعي ومهندس استشاري. المشروع الحالي هو استعمال لبحثه الخاص بشهادة الدكتوراه. مؤسسة العلم المستديم هي الإطار القانوني والعلمي والإستشاري لهذا المشروع، وهي مؤسسة علمية هندسية خيرية رسالتها استخدام الإستدامة البيئية، من خلال العلم، كأداة مربحة للتطوير الإقتصادي والإجتماعي، بدلاً من أن تكون ضريبة باهضة عليهما. المؤسسة يديرها متبرعون منهم الكاتب، إيماناً بأهدافها الخيرة.ويأمل الكاتب ان تكون المؤسسة إرثاً من بعده يفيد منه شعب العراق حينما ينهض من كبوته.
روابط للمعلومات الإضافية من الشبكة العالمية
أولاً: موقع مؤسسة العلم المستديم:
www.sustainablescience.org
ثانياً: ملخص مصور عن المؤسسة:
www.sustainablescience.org/BrochureA.pdf
ثالثاً: جسر وقبة مصنوعتان حسب تقنية "هامش" (الهيكل الإنشائي الخفيف مسبق الشد)، يسهل تجميعهما وتفكيكهما ونقلهما:
www.sustainablescience.org/BridgeDome.pdf
رابعاً: مقالة مصورة، من تإليف الكاتب، نشرت في المجلة العالمية للهندسة الإنشائية عن جسور جمّعها أطفال المدارس في أمريكا كفعالية تربوية بيئية. المقالة تشرح "وصفة" أساسها المجتمع المحلي لتعاون القطاع العام مع مؤسسات البحث العلمي والجامعات والتعليم ومع القطاع الخاص، لتحقيق أهداف التنمية من خلال الإستدامة البيئية:
www.sustainablescience.org/SEIfeb08.pdf
خامسأ: جائزة الإبتكار الأولى للشركات الصغيرة في بريطانيا عن تقنية "هامش":
www.sustainablescience.org/Toshiba-90.pdf
سادساً: جائزة التقنيات المستديمة في مسابقة عالمية (52 بلداً) للتصاميم نظمتها دار النشر الخاصة بمطبوعات وكالة الفضاء الأمريكية، عن "جسور المستقبل المستديمة" المذكورة في "رابعاً" أعلاه:
www.sustainablescience.org/TechBriefs-2010.pdf
إبراهيم الخطاط
الگاردينيا:الأستاذ الدكتور /ابراهيم الخطاط:
871 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع