حسرات - قصة قصيرة

بقلم جابر رسول الجابري

24/02/2018 المملكة المتحدة

حسرات - قصة قصيرة

يا حسرة على العراق الحق فيه مغتصب

والناس فيه تبعثروا وطوائف فيه الشعب

مباحة ابوابه وعرينه لكل من هب و دب

في غفلة والذل أصبح واصلا فوق الركب

سمعت يوما قصة قديمة عجب العجب

سأتلو منها عليكم الذكر لعله الآن وجب

يحكى أن ديكا صاحب كلبا شديد الوقب

لا يخن الكلب صحبة ولا الديك عنه غرب

فكانا كلاهما ظل لصاحبه أينما حل وهب

عسعس الليل فاعتلى الديك شجرة ووثب

وتوسد الكلب أرضها ونام كل كيفما ورغب

وما أن تنفس الفجر وبان له شرخ وعسب

حتى صفق الديك بجناحيه وللصياح سهب

سمعه ثعلب تبع الأثر وعند المكان إقترب

فوجده فوق شجرة فقال له في تدين وأدب

جزاك الله إنزل نصلي الفجر جماعة وحزب

قال له الديك بشراك و ما أنا لدعواك عزب

أوقظ إمامنا النائم هنا عند شجيرات العنب

فالتفت الثعلب فإذا به كلب فوهن ثم هرب

ابتعد مسرعا يطوي الارض الى غاره إنقلب

صاح الديك به مناديا من ترك الصلاة رسب

ويحك إرجع للصلاة لا تكن شبيها بأبي لهب

أجاب الثعلب لقد نقضت وضوئي وإخترب

وعساي أن اجد ماءا لأتوضأ فأبطل السبب

فقهقه الديك ثم راح ينشد الشعر و طرب

تغزوا الثعالب من لا حارس له أو الحسب

وتنفر الضواري من صوت الاسود الخلب

إياك تأمن من باع الوطن ثم المال نهب

هم ثعالب لا أمان لهم ولا سقيا ولا وطب

فرقوكم في كل دين وفِي العرق والنسب

دستورهم قتل وتهجير فحل فيكم غضب

ياحسرة على العراق يا حسرة على الشعب 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

959 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع