في الذكـرى العاشــرة لوفــاة: الاستاذ الدكتور( مازن عبد الحميد كاظم السامرائي)

المهندس صلاح الأمين

في الذكـــرى العاشـــرة لوفــــاة:الاستاذ الدكتور( مازن عبد الحميد كاظم السامرائي)1362 هـ -1942 م

ولد الأستاذ الدكتور مازن عبدالحميد في حي الأعظمية ببغداد عام (1942) وهو سيد سامرائي حسيني النسب من الأب والأم، والده المرحوم الأستاذ الدكتور عبد الحميد كاظم وزير المعارف (التربية) في العهد الملكي والمخطط الأول للنهضة التربوية والتعليم في العراق الحديث ووالدته السيدة الفاضلة والتربوية المعروفة أسما الآلوسي، وجده الأكبر لأمه العلامة المعروف أبو الثناء الآلوسي.

تخرج من الثانوية سنة 1959 بمعدل يؤهله الانضمام الى البعثة العلمية. فاختار المملكة المتحدة لدراسة الهندسة الكهربائية وحصل على درجة البكالوريوس من جامعة لندن وقد اكمل دراسة الماجستير في جامعة آستن ومن ثم حصل على الدكتوراه في جامعة نوتنغهام سنة 1971.

عاد الى العراق لخدمة الوطن الحبيب وباشر بتنفيذ الأفكار التي اكتسبها خلال سنين دراسته في بريطانيا نحو تحقيق نهضة متميزة في دراسة مختلف فروع الهندسة فترة البناء والنهوض وخصوصا عندما توفرت الموارد اللازمة بعد تأميم النفط سنه 1972.

وتم تعيينه رئيسا لقسم الهندسة الكهربائية في جامعة بغداد من عام 1974 لغاية 1975. وقد أنشأت الجامعة التكنولوجية عام 1973م, بعدما كانت كلية الهندسة التكنولوجية ووسيق ذلك كانت تحت اسم المعهد الصناعي العالي الذي اسسته منظمة اليونسكو.

تم اختياره رئيسا لقسم الهندسة الكهربائية فيها (بدرجة عميد كلية) وعلى مدى يزيد على عشر سنين من 1975 ولغاية 1988 عمل على جعله من أقسام الهندسة المتميزة ليس على مستوى العراق وحسب وانما على المستوى العربي والعالمي أيضا.

في عام 1973م ، التحقنا كدفعة جديدة من الطلبة المقبولين بعد اجتيازنا امتحان البكلوريا للصف السادس القسم العليمي وكانت الدراسة في الجامعة يومها الدراسة للسنة الاولى عامة(تدرس كل مواضيع الهندسية بجميع الاختصاصات ).

وبعد ان سنة تم توزيعنا حسب اختيارنا للاقسام المتوفرة في الجامعة وقد اخترت قسم هندسة السيطرة والنظم وهو قسم جديد استحدث عام 1974م.

وخلال دراستنا كنا نشاهد المرحوم دكتور مازن عبد الحميد وهو شخصية تجعلك تهابه وتحترمه في نفس الوقت ولا انسى انه كان يبتسم ويسلم على أغلب الذين يصادفهم بطريقه وهو ذاهب من بناية قسم الكهرباء الى رئاسة الجامعة.

وكان يلعب الرياضة ويداوم عليها في ملعب الجامعة والذي يتوسط مبانيها وكان يلبس اللباس الرياضي ذو اللون الاخضر واعتقد كان له لباس اخر هو باللون الاحمر.

وحول جعله قسم الكهرباء عندما كان رئيساً له من الأقسام الهندسة المتميزة في العراق اتذكر ان بعد زيارة رئيس الجمهورية احمد حسن البكر رحمه الله وكان حينها الدكتور طه تايه النعيمي رئيس الجامعة خصص ميزانية للجامعة للاستفادة لتطويرهاز

وفي حينها الدولة العراقية ووزراروة المالية كل سنة تطلب جرد بما تم بخصوص الميزانية المخصصة واذا كانت هناك اموال غير مصروفة تسترجع للوزارة.

في اجتماع لمجلس الجامعة لرؤوساء الاقسام مع رئيس الجامعة ومعرفة كل قسم ومصروفاته من المنحة المالية. اغلب الاقسام لم تصرف ما خصص لها من ميزانية الا جزء منها.

هنا رفع الدكتور مازن عبدالحميد يدة وطلب من رئيس الجامعة وبموافقة الاخوة رؤوساء الاقسام اذا امكن ان تدور تلك الاموال الغير مصروفة لقسم الكهرباء!!

فتمت الموافقة بالاجماع. وهنا بدأ الدكتور مازن عبد الحميد باستيراد وتحديث كافة الاجهزة العلمية لقسم الكهرباء اضافة الى التأثيث الفاخر وكذلك نصب اجهزة التكييف في أغلب المختبرات وأجزاء القسم. وهذا يكتب له السبق في جعله قسم الكهرباء في الجامعة من أقسام الهندسة المتميزة ليس على مستوى العراق وحسب وانما على المستوى العربي والعالمي أيضا.

وهناك امر اخر سمعته من احد اعضاء الكادر التدريسي للقسم وكان حول نظافة المرافق الصحية للقسم وكان ذلك امر مميز لقسم الكهرباء.
ففي احد الاجتماعات مجلس الجامعة لروساء الاقسام مع رئيس الجامعة المرحوم الدكتور طه تايه التعيمي تململ رؤوساء الاقسام حول كون مرافق قسم الكهرباء نظيفة ومرتبة مقارنة بما في باقي الاقسام.....
فرد المرحوم عليهم بالقول انه في اول يوم استأجر سيدة للنتظيف في القسم ومن ضمنها المرافق الصحية، انه بنفسة لبس كفوف وعلمها بنفسه بطريقة تنظيف المرافق الصحية.

وفي عام 1987م، اختير من قبل الدولة العراقية بعد ان قرر إنشاء جامعة متميزة للنخبة للهندسة والعلوم فتم تأسيس جامعة صدام للهندسة والعلوم وكان رئيس الجامعة الدكتور نامق الجبري وأختير الأستاذ الدكتور مازن عبد الحميد ليكون عميدا لكلية الهندسة ثم ألحقت بها كليتي الطب والحقوق فأصبحت جامعة النهرين لتخريج نخب من الطلبة المتميزين في فروع الهندسة والعلوم والطب والحقوق. وقد سميت القاعه الزرقاء في الجامعة بأسمه رحمه الله.

وهنا لا انسى ابدأ تفضله علي حيث ارسل علي وطلب من ان ارافقه الة جامعة التهرين واذا كنت موافق على اعارتي معه لكلية الهندسة ووافقت بالطبع حيث كنت اعمل معيداً في قسم العلوم التطبيقية.

وعملت قريباً من الدكتور الذي كان يعمل لساعات طويلة واغلب الاحيان كان يخرج بعد انتهاء االدوام الرسمي وبدأنا بتجهيز الجامعة واستلام الابنية المخصصة لها من الشركة المنفذة وتجهيز المختبرات والاقسام بالكتب والمناهج والمختبرات العلمية ومتطلبات الدراسة وكانت ايام عمل كخلية النحل لا نشعر بالوقت الا عندما نصل بيوتنا في الليل....

ولقد كان كريماً ومقدراُ للاعمال وللصداقة والقربة منه، فقد تفضل علينا ان تذهب معه الى مزرعته التي تقع على اطراف بغداد وهي كزرعة صغيرة وكانت جميلة وقصينا وقتأ جميلاً كنا مع الاستاذة وعوائلهم وكان الطعام لذيداً.

اذكر حادثة حصلت في عام 2001 حيث ان ابنية الجامعة تقع على الجزء الشمالي لموقع جامعة بغداد وهي تحاذي شوطئ نهر دجلة. وفي احد الايام ذهب بعض الطلبة لضفة النهر وسقط وتوفي غرقاً وهو من عائلة حلية كريمة. فأخذ الدكتور مازن عبدالحميد كاظم سيارات الجامعة والكادر التدريسي والطلبة وطلب منا الذي يرغب بالذهاب للعزاء، وذهبنا للعزاء وأداء الواجب وقدم للعزاء مبلغ مالي وعند العودة دعا كل الذين ذهبوا لوجبة العشاء وقراءة الفاتحة على روح الطالب ....هكذا كانت أخلاقه رحمه الله واسكنه فسيح جناته

واستمر عميدا لكلية الهندسة في جامعة النهرين من عام 1988 ولغاية عام 2002. ولخبرته المتميزة فقد تم تكليفه بانشاء كلية أخرى في جامعة النهرين هي كلية هندسة المعلومات (مؤسس الكلية))كان عميدا لها من عام 2002 ولغاية 2004.

ونظرا لما كان يتميز به من علم موسوعي وقابليات أدبية وثقافية عامة فقد تمت تسميته ليصبح عضوا في المجمع العلمي العراقي عام 1996 اضافة الى عضويته في العشرات من الجمعيات واللجان العلمية داخل العراق وخارجه.


لقد كان لنشاطاته الدؤوبة والمتميزة وتفانيه في خدمة العلم والعلماء في العراق أثر واضح على صحته فطلب احالته على التقاعد، وقد أحيل على التقاعد بناء على طلبه سنه 2005.

ولم تكن نشطاته الادارية والتربوية لتثنيه عن العطاء البحثي الثري فقد عرف بعلميته المتميزة وعلمه الغزير إذ قام بنشر العشرات من البحوث العلمية الرصينة المحكمة على المستويين المحلي والعالمي بالاضافة الى تأليف ونشرالكتب والاشراف على العديد من رسائل طلبة الدكتوراه والماجستير.

كان مؤمنا ملتزما ووطنيا مخلصا. كما كان ذا فكر مستقل. كان محبا للشعر والأدب وله محاولات شعرية منذ عهد الصبا ولكن مواهبه الأدبية والشعرية قد تفجرت في نهاية تسعينات القرن الماضي حيث انتجت قريحته الملهمة عطاءً ثرا نظما ونثرا. وربما كان للقائه بالشاعر الأستاذ الدكتور جميل الملائكة شقيق الشاعرة نازك الملائكة حافـزا لمجاراة فطاحل الشعراء في تلك الأيام فقد أطلق العنان لموهبته الشعرية التي تفتقت عن العشرات من القصائد الرائعة وله ديوان لاشعاره ما يمكن أن يضاهي دواوين الشعراء.

ذلكم هو الأستاذ الدكتور مازن عبدالحميد كاظم السامرائي الأكاديمي والمربي الفاضل والباحث العلمي المتميز والمهندس الطموح وأحد أعلام ورواد نقل وبناء التكنولوجيا في عراق المجد والحضارة.

ولا انسى فضله ووتفضله بعد سنوات افترقنا عنه في عام 1995م، والتي ودعته فيها تاركاً العراق الى الاردن ساعياً للهجرة للغرب. وكتابة توصيته لي في موقع Linkden والتي كتب بها عني الاتي:

Mazin Kadhim


Mazin KadhimMazin Kadhim
· 1stFirst degree connection
Professor at The University of JordanProfessor at The University of JordanOctober 7, 2013, Mazin was Salah’s clientOctober 7, 2013, Mazin was Salah’s client

A very experienced and hard working chief engineer. Although specialised originally as a control and systems engineer, he is well experienced in IT, Computer Technology and General engineering requirements. He has a very pleasent character, and should be an assent to any establishment.

(24) Salah Yahya | LinkedIn
https://www.linkedin.com/in/salah-yahya-a13649b/

وهذه ذكريارت جميلة لفقيد عزيز لا يعوض رحمه الله برحمته الواسعه أشرف وانقى انسان ورجل ذو شخصيه علميه راقيه يمتاز بحبه لعمله ويحب الموظفين العاملين بصحبته رجل ذو سخاء وكرم.

هذا ما تمكنت من جمعه وما سمعت عنه من مجموعة من أصدقائه ومحبيه. وبعد هذه المسيرة الحافلة والتفاني في خدمة العراق العزيز والانجازات التي نسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناته، وافاه الأجل المحتوم في مدينة عمان في 15 /10/2015م، ودفن بمقبرة سحاب/ الاردن، عن عين قريرة راضية مرضية. غفر الله له وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

رحمه ،الله، تعالى.

المصادر
ـــــــــــــــــــــــ
1. مـجــيد ملــوك السامرائي، السيد الشريف عبد العظيم الحسيني، دار اليازوري العلمية، للنشر والتوزيع، عمان/ الاردن، 2022. صص 41-49 . منشور على موقع – نـيل وفـرات،
https:// http://www.neelwafurat.com ،

2. مقالة بقلم الأستاذ الدكتور خالد عبدالحميد الخطيب (رئيس قسم الكهرباء في جامعة صدام للهندسة)
خالد عبد الحميد الخطيب، الأستاذ الدكتور مازن عبد الحميد، مؤسس كلية هندسة المعلومات بجامعة النهرين، بغداد، 2020. نسخة محفوظة، موقع الكلية،
https://coie-nahrain.edu.iq/?fbclid ،

جامعة النهرين/ كلية هندسة المعلومات - .Al-Nahrain University/COIE

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

873 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع