سائحة

                                          

                            هُدى أَمّون

سائحة

ما هذا العالم؟ ما هذه التكنولوجيا والتطوّر الذي سلب حياتنا؟ متى وصلنا إلى هنا؟ يمشون، ورؤوسهم في شاشات هواتفهم. ينشرون مشاعرهم كالكتاب المفتوح على مواقع التّواصل. ويغضبون عندما يسمعون ذلك من أحدهم. فيبحثون عن الواشي بهم من بين الآلاف. وهم مَن ساهموا في نشر معلوماتهم وما يخصهم. لكنّني لست مثل جميع من في الأرض. لا أظهر مشاعري عبر مواقع التواصل الِاجتماعيّ. لا أحزن، وأفرح عبر رموز التطوّر. لم يغدر بي جميع من حولي، ويعرضوني للإهانة. لم أدخل في حالة يأس وكآبة. لا أتحدّث حديث العقلاء. أومَن يعدّون أنفسهم عاقلين، وعقولهم وحدها الراقية. الرقيّ صفة مكتسبة، وليست موروثة، كما يظنّون. أنا إنسانة، تسلك دربها من غير خوف.لا أعتمد الأساليب. فلا وجود للأساليب في بلاد العندليب. إن كانت الأساليب تعتمد على العناوين؛ فمرحبا بك يا أهوال الزمان. لست متهوّرة، ولست متأنيّة. ولكنّني على ثقة تامّة بأن كلّ الدّروب الّتي سأسلكها ستضيف لي معنًى لحياتي. فإن أخطأت الاختيار، يومًا؛ فهنالك درس سوف أتعلّمه. فما الحياة إلّا محض تجارب واختبارات. وتحطيمي ليس بيد أحد، ولا في تلك السّهولة. فلست جرّة ماء. إنْ أوقعني احدٌ،فلا أنكسر.لست تحفةً فنيّة، يتمّتحطيمي في لحظة غضب. لا أعاني من ضيق في قلبي، حتّى أشعر بالحزن. لم تحطّ التّعاسة عليّ، ولم تسكن في قلبي، بعد أن تركت قلوب البشر. عذرا، ولكنّ قلبي ليس مكانًا للإيجار، أو مقهًى، يدخله العابرون. لست طيّبة القلب ولا صاحبة قلب متحجّر. فأنا في المنتصف دائما. فخير الأمور أوسطها. لا أقع في المتاعب بسبب طيبة قلبي، وحسن ظني في الّذين من حولي. فالمشكلة عند الأشخاص الّذين لا يفرقون بين الطّيبة والغباء. وإنْ كنتم أكثر الأشخاص طيبةً وحسنًا، فتلك هي إحدى مشاكلكم. فأنا لا أحبّ لعب دور الضحيّة، أو حتّى عيشها؛ لأنّ البقاء دائمًا للأقوى والأذكى. لا أطمع في أن أكون عند حسن ظنّكم، وإنما أتجوّل في إحدى المدن الجميلة!

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

936 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع