علي الزاغيني
(المرأة - الرجل ) الحب ما بعد الزواج (٦)
السعادة الحقيقية لاوجود لها ولكن الانسان يعرف كيف يصنع هذه السعادة اذا ما اراد , السعادة لا تاتي بالامنيات وانما بخطوات مدروسة ربما تكون بها مجازفة حقيقية وهذا يعتمد على الثقة بالمقابل الذي نسعى لنكون سعداء معهم وهذه السعادة لابد ان تدوم طويلا حتى لا نصاب بخيبة امل او منغصات تجعلنا نندم طويلا على تضحياتنا .
لم تقوم بتحضيرات و مستلزمات زواجها كما يتطلب الامر كما كانت تقوم بتهئية اخواتها اللواتي تزوجن قبلها وانما اكتفت بحفلة بسيطة وانتهى الامر وربما بدون ابتسامة او دمعة وانما مجرد دمية دون مشاعر تم نقلها لمكان اخر , هذا ما تحدثت به السيدة ( ن) التي استمر زواجها تقريبا ( 10) سنوات تقريبا وبعدها انفصلت عن زوجها بعد ان انجبت منه ( 3 اطفال ) , بعد صراع مع الذات ومع زوجها وعدم تقبلها فكرة زواجها منه على الطريقة التقليدية ( الاقرباء ) استمرت حياتهما بمنغصات ومشاكل لانهاية لها , لكن الزوج كان دائما ما يتجاهل جميع مشاكلها مرغما من اجل اطفاله وعدم هدم عائلته ولكن على مايبدو ان عنادها واصرارها على عدم تكملة مسيرة حياتها معه هي الحل فكان لها ما ارادت وانتهى كل شئ بلمح البصر وكأن شئ لم يكن لتبقى العائلة مشتتة بين الضياع والهزيمة وفقدان الحنان العائلي كما كان يتمنى الزوج .
ليس بالضروري ان يكون الحب قبل الزواج هو الاساس لنجاح اي زواج ولكن الاهم في الحب ان ياتي بعد الزواج وفق ما يخطط له الزوجين بتفاهم واحترام وتقديم التنازلات الضرورية من اجل بناء عائلة يمكن ان يكون لها بصمة في المجتمع , السيدة (ن) تضيف في رسالتها انها لم يكن لديها الاستعداد بالزواج منذ البداية ولكن ضغوط ذويها واصرارهم على تزويجها من احد اقربائها بسبب حالته المادية الجيدة و الذي كان بدوره يكن لها الحب وافقت على الزواج مرغمة ولكن هذا الزواج لم يكتب له التوفيق حسب رائيها على الرغم من توفير جميع وسائل الراحة من قبل زوجها من اجل سعادتها واطفالها ولكن قلبها لم يكن له الحب يوما ولكنها تحترمه كزوج وانسان ورب اسرة وتحاول ان تقوم بخدمة عائلتها على احسن ما يكون .
تضيف في رسالتها السيدة (ن) ان الفوارق بينها وبين زوجها اوصدت جميع ابواب استمرار الحياة ومنها التحصيل الدراسي كونها حاصلة على شهادة جامعية بينما زوجها خريج الدراسة المتوسطة وهذا بحد ذاته سبب في تفاوت المستوى الثقافي ودائما ماتكون خجولة امام صديقاتها بسبب المستوى الثقافي والدراسي رغم الحالة المالية للزوج جيدة ولكن على ما يبدو ان هناك صراع دائم بين القلب والعقل وفي النهاية استجابت لنداء القلب وطوت سنوات من الصراع والعذاب النفسي حتى تتجنب امور اخرى كالخيانة الزوجية وتحافظ على كرامتها وتحافظ على حضانة اطفالها .
الانفصال (الطلاق) كان الحل الامثل للسيدة (ن ) بعد ان اختارت طريقا اخر بعيدا عن الشبهات وما اختاره القلب هو سعادتها وسعادة الزوج حتى يطوي صفحة الماضي ويختار لنفسه زوجة اخرى يكمل معها مشوار حياته او ما تبقى منها وتكمل حياتها مع اختارته شريكا لحياتها بارادتها بعيدا عن الضغوطات , لو درسنا ماتوصلت لوجدنا انها امرأة شجاعة وذكية وتمتلك من الجرأة ما لاتمتلكه غيره من النساء وانها بقمة الشجاعة والارادة لانها اختارت الطريق الصحيح , على الرغم من ان اطفالها سيظهر عليهم تأثير الانفصال ولكن مع مرور الزمن سوف ستكون لهم شخصيتهم ويكونون على علم بشجاعة وتضحية الام من جهة والأب من جهة اخرى .
936 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع