ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعةالموصل
ذو النون الشهاب الشاعر الموصلي الكبير في القاهرة 1940-1944
وفي مصر تطورت قابلية ذو النون الشهاب الشعرية 1920-1990 ، والتي كانت قد نمت في الموصل.وقد كانت الفترة التي قضاها في مصر 1940- 1944 طالبا في قسم اللغة العربية بكلية الاداب جامعة فؤاد الاول التي اصبحت فيما بعد جامعة القاهرة ، تتسم بالنشاط الأدبي الذي ظهر جليا على صفحات الجرائد والمجلات المصرية من قبل كتاب بارزين يقف على رأسهم الدكتور طه حسين ، والدكتورعبد الوهاب عزام والدكتور حسن ابراهيم حسن والدكتور مصطفى السقا والاستاذ احمد امين والاستاذ عبد الوهاب حمودة والاستاذ امين الخولي والدكتور ابراهيم بيومي مدكور والاستاذ مصطفى صادق الرافعي والاستاذ عباس محمود العقاد والاستاذ محمد مصطفى حلمي .
كان الاستاذ ذو النن الشهاب قد اصبح صديقا للكاتبة الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بيت الشاطئ ) و رأى فيها إنموذج المرأة العربية المسلمة . وقد شغف بالحياة الادبية والشعرية في مصر وانغمس فيها وكثيرا ما حضر مجلس الكاتب الكبير عباس محمود العقاد وانتفع بأدب مصطفى صادق الرافعي .
كان في كلية الآداب – جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة الان )جماعة ادبية ثقافية بإسم (أُسرة شعر ) وكانت تعقد الأمسيات الشعرية كل أسبوع ويلقي فيها اعضاؤها ،وزوارها من شعراء مصر قصائد تدور حول أغراض شتى ، ثم تدور المساجلات .فضلا عن أن الإذاعة المصرية كانت تذيع وقائع المهرجان الشعري السنوي .وكان رئيس ( أسرة شعر ) آنذاك الدكتور عبد الوهاب عزام وهو من تولى منصب اول امين عام لجامعة الدول العربية سنة 1945 ثم خلفه الدكتور شوقي ضيف .وقد شارك الأستاذ ذو النون الشهاب في نشاط ( أسرة شعر ) ، والقى قصيدة رائعة جدا نالت استحسان الحاضرين بعنوان : ( أوطار ) قال فيها :
لاتدفنوني في الزهور فأنني
أخشى عليها الشوكََ من جثماني
هي حرةٌ ، نسج الربيع رداءها
أصفى وأنبل من بني الإنسان ِِ
تزهو بثوب الحسن اجملُ طلعةٍ
من غادة ٍ مكحولة الاجفان
سُعدتُ بأتراب كُسين نضارة
وتنزهت عن عالم متفان
وغدت ترف مع الصبا فيروعني
منها ائتلاق البشر و الهيمانِ
ضحكت لدهر عابس وتنسمت
روح الصبابة فإنتشى المَلَوان ِ
لاتجعلوها عرضة لمعاشر
جعلوا نجي النفس رهن هوان
هي مقلة الارض الحنون تروعكم
بنفائس الاشكال والالوان
يا ضلة العشاق لما بعثروا
اوراقها ...يا ضلة الندمان
ما كان أجدر ان يراعوا عهدها
ويضاحكوها في صباح ثان
*** ***
لاتدفوني في الزهور لعلها
تأسى لفقدي اذ ترى إخواني
ما كنت بالواني ولا بمضيع
عهدا لها ، وانا المحب الداني
إن الفؤاد مع الطيور بقربها
في سكرة الالحان مصطحبانِ
غنيتها لحني وكنتُ معذبا
فتنفس الوجد المطيف الفاني
سعدت اذ حدثها ما اشتكى
فرأيتُ منها العطف ما اشجاني
*******
كيف استواني والزهور بواحة ٍ
في هذه لايستوي الضدان
فالطين يقهرني الى اسفل الثرى
والنور يرفعها على الحدثان
لاتدفنوني في الزهور فربما
انبتت زهرا دائم التحنان *
__________________
*التحنان –الحنين الشديد
4472 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع