سعاد عزيز
أهم خطر يهدد السلام و الاستقرار
تزداد المشاهد الدموية المثيرة للإشمئزاز والتقزز تکرارا ومعها تزداد هجمة الافکار المتطرفة الاقصائية التي ترفض الآخر وتصر على فرض إملائات وإتجاهات محددة، فمن مشاهد الذبح الجماعية لتنظيم داعش الارهابي ومرورا بحفلات الذبح والجلد والرجم لجماعة النصرة الارهابية وإنتهائا بحملات الشنق الجماعي العلنية ورش الاسيد على النساء في إيران، هذه الممارسات الوحشية المناقضة والمتضادة مع کل القيم والمبادئ والافکار الانسانية، تحاول تزامنا مع الفکر الديني المتطرف أن تجعل من نفسها بديلا للثقافة والحضارة الانسانية وتفرض نفسها کأمر واقع.
المنطقة تزداد إحتقانا وتجهما والسلام والامن والاستقرار يتراجع فيها بشدة للوراء، جيوش الظلام التي صارت تنتشر في أرجاء عديدة من المنطقة وهي تعتقد بأنها بمنطقها الظلامي البربري المعادي للحياة والتقدم، سوف يتمکن من إيقاف عجلة التاريخ وتوقف التغيير والتطور والحضارة، ومع أن هناك مسحة وشئ من التشاؤم واليأس لدى البعض خصوصا مع عدم تمکن الحملة الدولية ضد تنظيم داعش من تحقيق النتائج النهائية المطلوبة لحد الان، لکن وفي نفس الوقت، فإن هناك أيضا ظواهر ومظاهر وأحداث تبعث على الامل والتفاؤل والثقة بالمستقبل، خصوصا بعد أن شهدت المنطقة حصول تطورات إيجابية ضد التطرف و الديني و الارهاب من جانب دولتين مهمتين في المنطقة هما مصر و السعودية و کبح جماح التغلغل الايراني المشبوه في اليمن من خلال عملي عاصفة الحزم بالاضافة الى تطور نوعي في الوعيين العربي و الاسلامي تجاه مخططات النظام الايراني.
تزامنا مع التطورات الإيجابية ساردة الذکر، فقد حدث تطور نوعي آخر من خلال الانتفاضة الشجاعة الاخيرة للشعب الايراني في 28 ديسمبر/کانون الاول الماضي، والتي أکدت رغبة الشعب الايراني في التخلص من النظام الذي يحکمه و إقامة نظام سياسي جديد لايعتمد على الدين کوسيلة من أجل تحقيق الاهداف و الغايات وهو تطور لابد للمنطقة و العالم أن تأخذها بعين الاهمية و الاعتبار الخاص لأهميته من مختلف الجوانب، فإن المنطقة تشهد أيضا تململا وتضجرا واضحا ومکشوفا من المد الظلامي الدموي الذي بدأ يجتاح دولا في المنطقة، وصارت الاصوات تتعالى أکثر من أي وقت آخر مطالبة بمواجهة هذا المد الذي يعادي کل ما هو انساني وحضاري والحيلولة دون تحقيقه لأهدافه المشبوهة، والعمل على المساعدة والتشجيع على نشر ثقافة التسامح والحوار والتواصل الانساني والاسلام الوسطي الاعتدالي، وهنا يجب أن نشير أيضا الى الکفاح والنضال الفکري السياسي الدؤوب الذي تقوم به منظمة مجاهدي خلق بطرحها للإسلام الديمقراطي المؤمن بمبدأ الحوار والتسامح والتعايش ورفض الاقصاء وإلغاء الآخر، ان العمل الجماعي في المنطقة مع إيلاء أهمية وإهتمام خاص لدعم النضال الذي تخوضه هذه المنظمة ودعم تطلعات وطموحات الشعب الايراني من أجل الحرية والديمقراطية، لأن واحد من أهم وأکبر قلاع الفکر الظلامي هو النظام الاستبدادي الديني القائم في إيران، وان الانتصار للفکر التسامحي والاعتدالي في هذا البلد يعني بالضرورة التمهيد لإنهيار وتلاشي هذا الفکر المتطرف المعادي للإنسانية وبذلك يزول أهم خطر يهدد السلام والامن والاستقرار في المنطقة.
861 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع