سعاد عزيز
سوط الانسحاب يلسع ظهر الاقتصاد الايراني
على الرغم من التصريحات المتشددة ذات النبرة الحادة الصادرة من إيران على أثر الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي، الى جانب تصريحات أخرى تسعى للتقليل من أهمية التأثيرات و التداعيات السلبية لهذا الاتفاق، لکن لم يطل المقام بالمسٶولين الايرانيين حتى طفقوا يطلقون التصريحات التي يعترفون بالتأثيرات القوية لهذا الانسحاب على الاقتصاد الايراني المتهالك.
علاء الدين بروجردي، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، و المقرب من تيار المرشد الاعلى، أكد أن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي ألقى بظلال سلبية على الاقتصاد المحلي، إضافة إلى سوق العملات الأجنبية، بعد تجاوز الدولار الأمريكي حاجز الـ7000 تومان إيراني، وسط عجز حكومي إزاء حل تلك الأزمة. أما فرزانه بافي المدير التنفيذي بمنظمة الطيران المدني الإيراني، فقد أشارت من جانبها الى مدى ضعف حالة النقل الجوي في بلادها، مؤكدة أن الأزمات ستتزايد حال توقيع عقوبات أمريكية جديدة. مضيفة بأن أوضاع الطيران الإيراني في حالة يرثى لها، معتبرة أن كلا من الدولتين الجارتين العراق وأفغانستان تتمتعان بمستوى أفضل من بلادها في هذا المجال علما بأن هذه الاعترافات إن هي إلا البداية خصوصا مع توالي إنسحاب الشرکات الاوربية رغم إن أوساطا سياسية أخرى أشارت الى أن قطاع الطيران المدني في ايران بات يواجه خروجا محتملا من الخدمة بالتزامن مع إلغاء التصاريح الممنوحة لشركة بوينج الأمريكية لبيع طائرات للشركات الإيرانية.
المهم و الجدير بالملاحظة و الانتباه إن الشعب الايراني لم يعد يبحث عن الحقيقة من خلال تصريحات القادة و المسٶولين الايرانيين و وسائل الاعلام الحکومية فقد سئم من لفلفلة الحقائق و التمويه عليها، ولذلك فإنه يبحث عنه من مصادر أخرى والملفت للنظر هنا إن وسائل إعلام المعارضة الايرانية ولاسيما تلفزيون الحرية للمقاومة الايرانية قد صار مصدرا مهما للحصول على المعلومات خصوصا بعد أن ثبت مصداقيتها على أکثر من صعيد، ولاسيما بعد أن صارت مصدرا يتم الاعتماد عليه من جانب وسائل إعلام دولية مرموقة.
سوط الانسحاب الامريکي يلسع ظهر الاقتصاد الايراني ولم يعد بالامکان إخفاء مقدار و درجة التأثر من جراء ذلك، وهذا السوط سوف يضاف إليه سوط الاحتجاجات الشعبية الايرانية و النشاطات السياسية المتزايدة للمقاومة الايرانية وبالاخص التجمع العام للمقاومة الايرانية الذي سيتم عقده في 30 من الشهر الجاري، والذي سيلسع ظهر الاوساط الحاکمة في طهران، لکن الموضوع لايقف أو ينتهي هنا، بل سيبقى الحبل على الجرار وهکذا دواليك، والسٶال الى متى ستبقى طهران تتحمل ذلك؟!
818 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع