طرق علاج الأمراض النفسية عند العلماء والأطباء العرب والمسلمين

                                                 

                 الدكتور محمود الحاج قاسم محمد
               باحث في تاريخ الطب العربي الإسلامي
                         طبيب أطفال - الموصل

طرق علاج الأمراض النفسية عند العلماء والأطباء العرب والمسلمين

1 – الحث على العودة لحضيرة الإيمان : 

لقد دلت الدراسات النفسية الحديثة على أن للإيمان قيمة عظيمة على صحة الفرد النفسية والعقلية
والعلاج الروحي ( النفسي ) الإسلامي كان سباقاً في التأكيد على ترسيخ دعائم الإيمان وحفظ التوازن الكامل بين الروح والمادة أو بين النفحة الإلهية والشهوة الحيوانية .
فالمرضى الذين يحسون القلق والحيرة والاضطراب النفسي والعصبي نتيجة للخواء الروحي المرير سرعان ما تصفوا نفوسهم وتطمئن وتسموا عواطفهم عندما تعمر قلوبهم بالإيمان ويعودون لحضيرة الدين ومظلته.
يقول ابن القيم : (( من الأدوية التي تشفي من الأمراض … من الأدوية القلبية
والروحانية ، اعتماده على الله والتوكل عليه … والتذلل له ، والصدقة والدعاء والتوبة
والاستغفار ، والإحسان إلى الخلق ، وإغاثة الملهوف ، والتفريج عن المكروب . فإن هذه الأدوية قد جربتها الأمم … على اختلاف أديانها ومللها … فوجدوا لها من التأثير في الشفاء ما لا يصل إليه علم الأطباء … وقد جربنا نحن وغيرنا من هذا أموراً كثيرة ، ورأيناها تفعل ما لا تفعل الأدوية الحسية … فإن القلب متى اتصل برب العالمين ، وخالق الداء والدواء … كانت له أدوية أخرى غير الأدوية التي يعانيها القلب البعيد منه … وقد علم أن الأرواح متى قويت وقويت النفس والطبيعة تعاونا على دفع الداء وقهره )) .
2 – تطميـن المـريـض وتشجيعـه :
اهتم الإسلام بإدخال الطمأنينة على المريض وزيادة أمله بالشفاء ، قال الرسول  : (( لكل داء دواء ، فإذا أصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل )) رواه مسلم قال ابن القيم في قوله 
(( لكل داء دواء )) تقوية لنفس المريض والطبيب وحث على طلب ذلك الدواء والتفتيش عليه . فإن المريض إذا استشعرت نفسه أن لدائه دواء يزيله ، تعلق قلبه بروح الرجاء ، وبرد من حرارة اليأس … ومتى قويت نفسه انبعثت حرارته الغريزية … فقهرت المرض ودفعته . وكذلك الطبيب إذا علم أن لهذا الداء دواء أمكنه طلبه والتفتيش عنه )) .
ولقد لفت رسول الله (ص) الانتباه إلى ناحية هامة جداً في زيارة المريض سواءً كان الزائر طبيباً أم قريباً أم صديقاً وهي ألا يتكلموا بما يثير مخاوف المريض أو يأسه بل عليهم أن يفعلوا ما يطيب نفسه ويدخل عليه السرور والأمل بالشفاء .قال  : (( إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأمل ، فإن ذلك لا يرد شيئاً وهو يطيب نفس المريض )) .
ولقد سن  للزائر أن يدعو للمريض ، وفي الدعاء له قول خير وتطييب لنفسه وتنبيه له بالالتجاء إلى الله تعالى مزيل البأس ومالك الشفاء .يقول ابن القيم في تفسيره للحديث السابق (( وتفريج نفس المريض ، وتطييب قلبه ، وإدخال ما يسره عليه له تأثير عجيب في شفاء علته وخفتها . فإن الأرواح والقوى تقوى بذلك ، فتساعد الطبيعة على دفع الأذى )) .
3- الإيحاء النفسي وعلاج الوهم :
يعني الإيحاء النفسي تطمين المريض ورفع معنوياته والإيحاء إليه أنه سيتماثل للشفاء في القريب العاجل ، وفي أغلب الأحيان يكون ذلك من دون استعمال الأدوية وإذا استعملت فإنها يراد بها الإيحاء بأنها العلاج لعلة المريض عند عدم توفر العلاج الناجع وللإيحاء فوائد ثلاثة هي :
أ – فائدة الإيحاء في الأمراض العضوية : هي عزل العنصر النفسي الذي يزيد في المظاهر المرضية ويشوش الصفحة السريرية على الطبيب وإذا كان المرض مفقود الدواء فإن الإيحاء يخفف الأعراض المرضية ، وتدعى الوسائط المخففة أدوية أيضاً في الاصطلاح الطبي .
ب – فائدة الإيحاء في الأمراض النفسية : وهذه فائدة أعظم وأجل حيث يعتبر تشجيع المريض أدنى مراتب المعالجة الروحية في الأمراض النفسية ،أما الإيحاء فإنه يعتبر من أدويتها القيمة وخاصة في القديم .
ويتطلب الإيحاء في معالجة الأمراض أن يبدي الطبيب وضعية تأكيد وثقة وسلطة مهنية
وعطف ، تشجع التفكير الإيجابي للمريض ، فالمريض بسبب احترامه للطبيب وثقته به يميل
لقبول الفكرة التي يعرضها عليه اعتقاداً منه بأنه سيحصل على النتائج التي يتنبأ بها الطبيب على
سبيل المثال عند استعماله ما نسميه (( الأدوية الغفل ( الدواء المموه Placebo ) وهي أدوية غير فعالة لكن لها تأثيراً إيجابياً نفسياً يعزز التوجيه الإيجابي للمريض نحو الشفاء . وهذه الأدوية تساعد حوالي 20 – 60 % من المرضى أن يتماثلوا للشفاء )) .
وقد لجأ الأطباء العرب والمسلمون إلى الإيحاء النفسي كطريقة علاج ويتضح ذلك من قول الرازي : (( ينبغي للطبيب أن يوهم المريض أبداً الصحة ويرجيها . وإن كان غير واثق بذلك . فمزاج الجسم تابع لأخلاق النفس )) . كما يقول : (( لا توهم العليل إن به مالينخوليا لكن إنما تعالجه من سوء الهضم فقط وساعده على كثير من رأيه وألهه وفرّحه وأشغله عن الفكر… ))
ويقول الدكتور مصطفى السباعي في كتابه أخلاقنا الاجتماعية ضمن فقرة أوقاف غريبة :
(( لقد سمعت وأنا في طرابلس أن فيها وقفاً لاستئجار اثنين يذهبان كل يوم إلى المستشفى يقفان بجانب المريض يتحدثان بكلام خافت يسمعه المريض من حيث يوهمانه أنهما يتكلمان سراً .
فيقول أحدهما للأخر ما رأيك في هذا المريض اليوم كيف حاله ؟ فيقول الآخر إني أراه اليوم أحسن منه بالأمس ، فوجهه مشرق وعيونه متألقة ، ثم ينصرفان وقد سمع المريض كلامهما بعد أن أوحيا إليه ما يعتقد في نفسه التقدم نحو الشفاء )) .
وكمثال إلى معالجة الأطباء العرب لمريض بالوهم ، يروى أن الطبيب أبا البركات هبة الله عالج شاباً كان يعتقد أنه يحمل دناً على رأسه فكان يتحاشى السقوف الواطئة والازدحام ويسير برفق ولا يدع أحداً يدنو منه لئلا يقع الدن وينكسر . فأمر أبو البركات أحد غلمانه من غير علم المريض بأن يوهم أنه ضرب الدن الذي فوق رأس المريض وأمر غلاماً آخر أن يرمي دناً وراء المريض بذات الدقيقة . وقد نجحت الحيلة وشفي المريض .
ومثال آخر على معالجة مريض آخر بالوهم يقول إسحاق بن عمران : (( هناك من يتوهم أن لا رأس له كمثل ما رأينا قريباً من القيروان ، فأثقلنا رأسه بقلنسوة من الرصاص وجعلناها على رأسه في محل الخوذة حينئذ صح عنده أن له رأساً )) .
4 - آراء الرازي والبلخي في معالجة حالات الوسواس ( Obsession ) :
استعمل الرازي في ذلك طريقة حل فكر المريض وهي لا شك طريقة صحيحة في العلاج النفسي يقول الرازي : (( كان رجلاً شكا إليّ أن أعالجه من مرة زعم سوداوية فسألته ما يجد فقال أفكر في الله تعالى من أين جاء وكيف ولد الأشياء . فأخبرته أن هذا فكر يعم العقلاء أجمع فبرئ من ساعته وقد كان اتهم عقله حتى إنه كاد أن يقصر فيما يسعى من مصالحه وغير واحد من هؤلاء عالجته بحل فكره ))
ويقول البلخي عن علاج وسواس الصدر وأحاديث النفس بأنها من أقوى العوارض تأثيراً على الإنسان .ومما يختص به أصحاب الوسواس الرديئة أنهم ضحايا سوء الظن في أمور أنفسهم ، فيخافون مما لا خوف منه ، وإذا أعرض لهم أمر له وجهان تصوروا ما هو أصعب وأخوف دون ما هو أسهل وأرجى ، وذلك حتى في الأمور الخاصة بأبدانهم ، فهم لا يميلون إلى حسن الرجاء والأمل في السلامة .
ثم يوصي طبيبنا من تعرض له هذه الوساوس أن يجدّ في التخلص من الآفات البدنية
(( وأن يؤمن بالله تبارك وتعالى الذي جعل لكل داء يعرض للأبدان والأنفس دواء )) وإذا قوبل الداء بدوائه فإنه إما أن يزيله بتمامه ، جسمانياً كان أو نفسياً ، وإما أن يقلل من غائلته أو زوال بعضها خير من بقاء كلها وتركها تتمادى في الازدياد …والأدواء النفسانية تتداوى (( بالأسبقية النفسانية )) وهي تتلخص في المواعظ والفكر ، وهو يحاول أن يصف العلاج لدفع الوسواس .
هناك علاج من خارج النفس ، وهو أن يتجنب المريض الوحدة والانفراد ، كيلا تتسلط عليه وساوسه لأن الوحدة (( تهيج على الإنسان الفكر وأحاديث النفس )) (( واستحب للإنسان أن يكون معاشراً للناس مشتغلاً بمحاورتهم )) . وعلى المبتلى بالوسواس (( أن يتجنب الفراغ ، فإنه نظير الوحدة في مضاعفته … فمتى لم يكن له شغل من الخارج مالت نفسه إلى الاشتغال بشيء من الداخل ، وهو التفكير )) .
أما الوسائل التي يمكن أن يستعين بها المريض من داخل ذاته فمنها أن يعد فكراً يقاوم بها وساوسه فيصير كمن يحاج خصماً له … ويجب أن يكون على بال الإنسان دائماً أن الكثير مما يروعه ويخيفه … كالكوارث والأوبئة والحروب ، ربما لا يصل إليه شيء منها ، وإنما هو سوء ظن ناشئ عن حالة بدنية عليه أن يطلب علاجها أو من وسواس (( الشيطان المتكفل بالإضرار به في أسباب أولاه وأخراه وإذن فليصرف تفكيره عما لا محصول له ، وليجاهد الهواجس بقوة عقله )) .
ومما يستطيع به الإنسان أن يطرد الهواجس وسوء الظن أن يعلم أن الله تبارك وتعالى جعل لكل حال خلق من الكائنات الحية من صلاح أو فساد أسباباً ومقدمات (( وأن هذا هو الأصل ، فإذا تحرز الإنسان من الآفات التي تأتي من خارج ودبر أمور حياته في غذائه وسائر أموره فإنه يحيا سليماً إلى المدة المقدرة له .
والبلخي يريد أن يبعث الثقة بالحياة في نفس الإنسان وأن يفتح له أبواب الأمل والتفاؤل .
5 - المعالجة الأنسلينية المعدلة( Modified Insulin treatment ) والتحليل النفسي في معالجة الأمراض النفسية عند ابن سينا : يقول الدكتور علي كمال عن المعالجة الأنسلينية المعدلة ، بأن هذا النوع من العلاج يستهدف زيادة الوزن الجسمي لمقاومة الانفعالات النفسية التي تتغلب على المريض عند نحوله الشديد وأن قيام ابن سينا بعلاج أحد مرضاه بهذه الطريقة التي تعين اتجاهاً في مفهوم الأمراض النفسية يعتبر ضرورة لازمة في كثير من الحالات وهو استعمال المادة في علاج الأمراض النفسية ، سبق يعترف به علماء النفس .وخلاصة القصة بأن أحد المرضى اعتقد بأنه بقرة ورفض أن يأكل الطعام طالباً القصاب ليذبحه ، وقال ابن سينا له بأنه فعلاً بقرة ولكن القصاب لا يذبح بقرة هزيلة فعليه أن يأكل لكي يسمن ثم سوف يذبح ، ولما استمر المريض بتناول الغذاء وتحسنت صحته نسي ما كان يتوهم منه بأنه بقرة فشفي من حالته )) .
وقد اتخذ ابن سينا التحليل النفسي أسلوباً جديداً من أساليب العلاج الطبي وقد مارسه ممارسة ناجحة ويظهر ذلك جلياً في القصة التي رواها العروضي السمرقندي أنه عرض على ابن سينا ، ابن أخت شمس المعالي قابوس وقد أعيا الأطباء أمره ، فلما رآه ابن سينا وخاطبه ، تبين أن مرضه الحب – وأعراض هذا المرض شبيه بأعراض الكآبة – وبمقارنة ازدياد سرعة نبضه عند ذكر الزقاق والدار التي تسكن بها محبوبته استنتج اسمها وأمر بتزويجها له فشفي .
ومن الواضح من هذه الرواية أن ابن سينا استعمل طريقة التحليل النفسي للوصول إلى سبب الانفعال الوجداني وما اتصل به من عاطفة كامنة كما أنه استعمل الطريقة ذاتها كوسيلة علاجية ،وبهذا طريقته قريبة تمام القرب إلى الطريقة الحديثة في العلاج والتحليل النفسي كما أن ابن سينا سعى بطريقته إلى إثارة انفعالات جسمية ، واستدل منها على وجود ارتباط سببي بين التغيرات الجسمية ( تسرع النبض ) وبين ورود العامل المسبب لها . وبهذا يكون ابن سينا على بعد زمانه عن العصر النفسي المعاصر قد أدرك عدة مبادئ وقواعد أساسية في علم النفس في النواحي الديناميكية التشخيصية والتحليلية والعلاجية .
6 - معالجة حالات هستريا من قبل الأطباء العرب والمسلمين :إن معالجتهم للعديد من حالات الهستيريا تدل على معرفتهم الدقيقة بطبيعة هذا المرض وإدراكهم تأثير الانفعالات النفسية على الجسم . نذكر فيما يلي بعضاَ من تلك الحالات وبشكل موجز ولمن يود الإطلاع على تفاصيل تلك الحالات يمكنه مراجعة المصادر التي اعتمدنا عليها :
‌أ - معالجة ابن بختيشوع لجارية كانت تعاني شلل وظيفي في يدها وكان ذلك بأن أمسك ثوبها كأنه يريد أن يكشف جسمها ، فاسترسلت أعضاء الجارية من شدة الحياء ، وبسطت يدها لترده فبرئت .
‌ب - حالة أخرى قال الرازي : (( رأيت ذلك عرض بغتة لجارية من صداع شديد فساعة نطلت خف ما بها وكان لها أن لم تتكلم البتة)) .ويقصد أنها لحظة ما مسح رأسها بالدواء بدأت بالكلام بعد أن كانت قد امتنعت عن الكلام .
‌ج - وهناك قصة أخرى عالج فيها أحد الأطباء العرب زوجة أمير من الأمراء كانت مصابة بحالة فالج وظيفي أقعدها مع احتباس النطق ، حيث ألبس الطبيب ابنته لباس الرجال وكأنها مساعده وطلب من الأمير أن يقوم هذا المساعد بتدليك جسم المريضة في غرفة بعيدة ولوحدها رفض الأمير في البداية إلاّ أنه رضخ في النهاية وقامت ابنة الطبيب بتدليك جسم الزوجة بشكل مريب ومراوغتها مما جعل المريضة تذهل عما يلجم حركات أطرافها ويعقد لسانها من اضطراب نفسي فقامت مستغيثة ولطمت بيدها وجه الشاب وركضت نحو النافذة وهي تصرخ وبذلك شفيت وغضب الأمير في البداية من تصرف المساعد إلاّ أنه لما علم الحقيقة كافأ الطبيب وابنته وعجب بذكائه .
‌د - هناك قصة مشابهة للقصة السابقة ولا نعلم إن كانت هي نفس القصة وبرواية أخرى أم أنها غيرها . حيث يروي ابن سينا في كتاب (( المبدأ والمعاد )) في معرض حديثه عن إمكان وجود أمور نادرة عن النفس (( حالة جارية في أحد قصور السامانيين ، كانت عاجزة عن الانتصاب ، وكانت حظية عند الملك ، فطلب من الطبيب تدبيراً يشفي بلا مهلة فلجأ إلى التدبير النفساني فأمر أن يكشف شعرها فما أغنى ، فأمر أن تكشف بطنها فما أغنى ، فأمر أن تكشف عورتها فنهضت فيها حرارة قوية أتت على الريح الحادثة تحليلاً فارتجفت سليمة مستقيمة )) .
ومؤدى هذه الحالة والأسلوب الذي استخدم في علاجها أن هناك عوامل نفسية تكمن وراء عجز هذه الجارية عن الانتصاب ، وأن محاولة كشف عورتها كانت بمثابة الصدمة الكهربائية التي تستخدم الآن لتحريك المخ وتنشيطه وإيقاظ الجهاز العصبي .
7 -استعمال الرجة أو الصدمة في الأمراض العقلية Electro Convulsive Therapy ECT)) : المعروف أن من أهم وسائل التقدم العلاجي في القرن العشرين هو استعمال الرجة أو الصدمة للأمراض العقلية … وقد بدأ هذا العلاج في العقد الرابع من هذا القرن … لاحظ أحد الأخصائيين في الأمراض العقلية أن المرضى المصابين في المستشفى بمرض الشيزوفرينيا لا يصابون بالصرع فتأمل الأمر واستنتج بأن المرضين متضادين – وعلى ذلك فإذا أعطي المريض دواءً صارعاً فإن ذلك يؤدي إلى شفائه – وهكذا بدأت المعالجة الصارعة للأمراض العقلية ، وبعد خمس سنوات استعملت الكهرباء كبديل عن الدواء الصارع لإحداث عين الغرض .
والآن لنعد إلى الطبيب الرازي فقد عثرت في الجزء الأول من كتاب الحاوي وفي معرض التحدث عن علاج المالينخوليا قوله : (( …… وفي باب الصرع علاج عجيب لمرضى المالينخوليا )) ، والمالينخوليا مرض أطلقه الأطباء العرب على حالات مرضية مختلفة منها الشيزوفرينيا والكآبة في مفهومها الحديث .
7- النقد للذات ( ومعالجة الأعراض النفسانية كالحزن والخوف والغضب والوساوس…) : يبدأ الأطباء وعلماء الفلسفة والأخلاق مداواتهم النفوس بالكلام في بيان فضل العقل ومدحه والدعوة إلى قمع الهوى وردعه ويطلبون من المرء أن يعرف عيوب نفسه . نجد هذا التأسيس عند الرازي في كتاب الطب الروحاني وعند الماوردي في كتابه أدب الدنيا والدين وابن حزم في كتابه الأخلاق والسير في مداواة النفوس وابن مسكويه في كتابه تهذيب الأخلاق .
وهم يرون في بيان ذلك ، على حد تعبير الرازي (( اعظم الأصول )) لما يريدونه ، وهذا طبيعي لأنه لا سبيل إلى مداواة نفس الإنسان العاقل بإزالة أمراضها إلاّ على أساس من التبصر والمعرفة بأمور هامة من القيم التي يعقلها الإنسان ويؤمن بها .
وكلام هؤلاء الأطباء والعلماء كثير ومتنوع ، وسنذكر نماذج من مداواتهم لبعض الآم النفوس وأمراضها .
‌أ - آراء أبو زيد البلخي في رياضة الأنفس وإعادة الصحة إلى النفس : يتحدث البلخي عن طريقة حفظ الصحة للنفس بأنها تكون بصيانتها عن المؤثرات الخارجية التي يسمعها الإنسان أو يبصرها فتقلقه وتضجره وتحرك فيه أعراض الخوف أو الغضب وعن المؤثرات الداخلة فيه مثل التفكير فيما يؤدي إلى تلك الأعراض التي تشغل قلبه وتشتت فكره . ويذكر البلخي للتخلص من ذلك طريقين :
أولاً : على الإنسان (( أن يشعر قلبه وقت سلامة نفسه … ما أسست عليه وجبلت عليه أحوال الدنيا في أن أحداً لا يصل فيها إلى تحصيل إرادته ونيل شهواته على سبيل ما يتمناه ويهواه من غير أن يشوب ذلك ليستطيع احتمال ما هو أعظم )) .
ثانياً : وعلى الإنسان (( أن يعرف بنية نفسه ومبلغ ما عندها من الاحتمال للأمور الملحة الواردة عليه ، فإن لكل إنسان مقداراً من قوة القلب أو ضعفه وسعة الصدر أو ضيقه )) .
(( والإنسان إذا دبر أموره بحسب ما يطيق فإنه يصل إلى سلامة النفس وراحة القلب ، وإن فاته الكثير من الآمال والرغائب التي يركب البعض لأجلها المخاطر ويغرر بنفسه وينتهي إلى ضيق الصدر وقلق النفوس والضرر في البدن .
أما عن إعادة الصحة إلى النفس ، فإنه يكون بتسكين هياجها ،… والإنسان لا يستطيع أبداً أن يحفظ على نفسه سكونها بحيث لا يهيجها هائج من الأعراض النفسانية لأنها من دنياه في دار هموم وأحزان ومحل نوائب ونكبات ، ولا يزال يرد عليها من حوادث الأمور ونوازل الخطوب ما يقع بخلاف محبته وضد إرادته . ولذلك يجب على المرء في مصالح نفسه أن يتعهدها حتى لا يهيج بها شيء ، وإذا هاج منها شيء بادر بتسكينه ، وكذلك معالجة النفس … إنما يكون بشيء
روحاني يجانسها ……. )) .
(( معالجة النفس … إما أن تكون بشيء من داخل ، وهو فكرة يثيرها الإنسان من نفسه فيقمع بها ذلك العارض ويسكن الهائج ، وأما أن تكون بشيء من خارج ، وهو كلام يعظه به غيره فينجع فيه ويعمل في تسكين الهائج وإصلاح الفاسد من قوى نفسه )) .
فالدواء من الخارج بالعظة والتذكير والإقناع قد يكون أنجع وأعظم تأثيراً (( لأن الإنسان أولاً : يقبل من غيره أكثر مما يقبل من نفسه ، وذلك أن رأيه في كل الأحوال مغلوب بهواه ، وأحدهما ممتزج بالآخر .
ثانياً : إن الإنسان في وقت اهتياج عارض من الأعراض النفسانية به مشغول بما يقاسيه من ذلك العارض مقهور على عزمه ورأيه مفتقر إلى من يلي عليه تدبير أمره )) .
(( ومع ذلك لا يستغني الإنسان في مداواة نفسه عن وصايا فكرية يجمعها في نفسه في وقت صحتها وسكون قواها ويستودعها قوة الحفظ في ذات نفسه ليخطرها على باله ويعظ بها نفسه إذا لم يكن عنده واعظ وذلك كما يحتفظ المحتاط في الأعراض البدنية بأدوية يودعها في خزائنه ليتناولها إذا عرض له أذى بدني ولم يكن بقربه طبيب )) ( ص 281 – 287 ) .
والأمراض التي يريد طبيبنا معالجتها في كتابه هي : الغضب ، الخوف ، الفزع ، الحزن ، الجزع ، وسواس الصدر وأحاديث النفس ( وقد سبق ذكر آراءه حول معالجة الوسواس ) والمقام يضيق عن وصف العلاج لبقية الأمراض .
‌ب - أراء ابن مسكويه في علاج الأمراض النفسية : لقد طرح ابن مسكويه آراءه في العلاج النفسي عندما استعرض بعضاً من الحالات النفسية الشاذة ( كالتهور والجبن والافتخار والمراء واللجاج والتيه والاستهزاء والغدر والحسد وحب الانتقام والغضب مبتدئاً بأسبابها ثم كيفية علاجها ، ومن بين تلك الحالات نذكر :
الخوف : وهو على إحدى حالتين :
الأولى : هو ما كان سببه سوء اختيارنا وجنايتنا على أنفسنا . وهو لهذه الحالة يحدد علاجاً مناسباً بقوله : (( ينبغي أن نحترز منه بترك الذنوب والجنايات التي نخاف عواقبها ، ولا نقدم على أمر لا تؤمن غائلته )) .
إذ تفسر حالياً بأنها حالة انفعالية داخلية طبيعية يشعر بها الإنسان في بعض المواقف ، ويسلك فيها صاحبها سلوكاً يبعد عادة عن مصادر الضرر .
الثانية : هو ما يعرض من توقع مكروه وانتظار محظور …….. والتوقع والانتظار يكونا للحوادث في الزمان المستقبل وهذه الحوادث يمكن أن تكون على الأوجه التالية :
الحوادث الممكنة وهي بالجملة مترددة بين أن تكون وبين أن لا تكون لذا يجب أن يفكر فيها ، بأنها ستكون فيشعر الخوف منها ويتعجل مكروه التألم بها وهي لم تقع بعد ولعلها لا تقع أما الأوجه الأخرى فهي الحوادث الضرورية ……. وتشمل الهرم وما يرتبط فيه من مصاعب ، فعلاج الخوف منه أن نعلم أن الإنسان إذا أحب طول الحياة فقد أحب لا محالة الهرم الذي قد ينتج عنه ، قلة الحركة وبطلان النشاط .
وإذا ما عدنا إلى ما يقدمه علم النفس المرضي حالياً فإنه يحاول تفسير الحالة الثانية من الخوف بأنها حالة القلق النفسي الذي يتضمن شعوراً بالتهديد من شيء غير واضح المعالم في العالم الخارجي . أو بمعنى آخر انفعال مركب من الخوف ، وتوقع الشر والخطر أو العقاب يختلف عن خوف من خطر محتمل غير مؤكد الوقوع ، وخوف من المجهول وكذلك لأنه انفعال مؤلم نشعر به حين لا نستطيع القيام بشيء تجاه موقف مخيف يتهددنا بالخطر وعلاجه يقرب من الفكرة التي قدمها ابن مسكويه إذ يقوم الأخصائي بطمأنة المريض وتفسير علاقة ظروفه وانطباعاته بحالة مرضية حتى تصبح مفهومة لديه .
الحـزن : يعّرف ابن مسكويه الحزن بأنه ألم نفسي يعرض لفقد محبوب أو فوت مطلوب ، وسببه الحزن على المقتنيات المادية والاستزادة من الشهوات البدنية والحسرة على ما يفقده منها ولعلاجه يجب أن نعلم بأن جميع ما في عالم الكون غير ثابت ولا باقٍ وأن لا نطمع في المحال ، ومن كانت حالته هذه فسوف لا يحزن لفقد ما يهواه ولا لفوت ما يتمناه .
وترتبط حالة الحزن التي فسرها ابن مسكويه بحالة الكآبة النفسية التي تضم شعوراً باليأس لأي فقدان أو تهديد بالفقدان مثل حالة وفاة في الأسرة أو ضائقة مالية أو فشل في الدراسة .
ج – رأي ابن هبل في علاقة الجن بمرض المالينخوليا :يقول ابن هبل (( وقد ذكر بعضهم أن الماليخوليا يكون عن الجن بأن يخالطوا الأرواح فيغيروا مزاجها ، إلا إنا نحن نرى الإنسان يتغير مزاجه فنقصد علاجه ونروم صلاحه سواءً كان تغير المزاج عن الجن آو الخلط ،ولما يذكر عن الجن نظائر يتوقف العقل عن تكذيبه وتصديقه لعسر الوقوف على السبب الموجب في الروح الكدودة والظلمة مع سوء المزاج ))
9- معالجة الأمراض النفسية بالوسائل الترفيهية الاجتماعية ( كالسفر وتبديل البلد والتماس الفرح والتنزه : مارس الأطباء العرب والمسلمون هذه الطرق على اختلاف أنواعها في معالجة الأمراض العصبية والعقلية ، وذلك بغية إخراج المريض من حيز اللاشعور إلى حيز الشعور .
يقول الرازي : (( إذا أزمن بالمريض المرض وطال فانقله إلى بلد مضاد المزاج لمزاج علته … فكثيراً برئ خلق كثير من المالينخوليا بطول السفر ويقول في علاج نفس المرض في الحاوي : (( فإني رأيت الفراغ أعظم شيء في تولده . وينبغي أن يعالج هذا الداء بالأشغال فإن لم يتهيأ فبالصيد والشطرنج والغناء والمباراة فيه )) .
ومن الوسائل الترفيهية التي ابتدعها الأطباء العرب والمسلمون في العلاج النفسي ، هو تخصيص من يقوم بزيارة المرضى في البيمارستان والقيام بأعمال تدخل السرور والبهجة على نفس المريض من ذلك ما رواه أبي الصلت أمية بن عبد العزيز الأندلسي ( 328 – 470 هـ /
1077 – 1133 م ) .(( ومن طريف ما سمعته أنه بمصر منذ عهد قريب رجل ملازم البيمارستانات يستدعي للمرضى كما تستدعى الأطباء ، فيدخل على المريض فيحكي له حكايات مضحكة وخرافات مسلية ، ويخرج له وجوهاً مضحكة ، وكان مع ذلك لطيفاً في إضحاكه وبه خبيراً وعليه قديراً . فإذا انشرح صدر المريض وعادت إليه قوته تركه وانصرف ، فإن احتاج إلى معاودة المريض عاده إلى أن يبرأ أو يكون منه ما شاء الله )) .
وركز ابن بطلان في معالجة المصابين بالمالينخوليا على ضرورة الاعتناء بالمريض حتى تزول ظنونه وذلك بالكلمات الجميلة الأنيقة وبالحيلة المنطقية والمواساة والموسيقى والتنزه في الهواء الطلق والغابات والبساتين الزاهرة ويحرص على التنقل من المكان الذي وقعت الإصابة ونصح بالأجواء التي تميل إلى الحرارة وتقل رطوبتها وبالابتعاد عن الأماكن المتعفنة .
وتذكر وقفية المستشفى النوري بحلب أنه كان يخصص لكل مصاب بالأمراض النفسية خادمين ، ينزعان ثيابه كل صباح ، ويحممانه ويلبسانه ثياباً نظيفة ، ويحملانه على أداء الصلاة ، ويسمعانه القرآن الكريم من قارئ حسن الصوت ، ثم يفسحانه في الهواء الطلق ، ويسمعانه الأصوات الجميلة والنغمات الموسيقية الطيبة .
10- عـلاج الأمـراض النفسيـة بالموسيقـى : وقد مارس الأطباء العرب معالجة الأمراض بالموسيقى لاعتقادهم بأنها تخفف ألم الأسقام والأمراض عن المريض . واستعملوا الألحان المختلفة في المستشفيات حيث أن كل لحن وإيقاع له أثره الخاص في النفس ، وأن بعض النغمات يجب أن تخصص لأوقات معينة من النهار وعند الليل وعند الشروق والغروب ومما يروى عن الكندي معالجته لابن جاره التاجر الذي أصيب بالسكتة بالموسيقى ، وكيف أنه استفاق بعد فترة من عزف خاص أمر الكندي بعضاً من تلاميذه بالقيام بذلك .
ويقول ابن بطلان (( فموقع الألحان من هذه الصناعة موقع الأدوية من الأبدان المريضة وأفعالها في النفوس ظاهرة )) . ويقول ابن طرخان الحموي ( 659 – 720 هـ ) في كتابه ( الأحكام النبوية في الصناعة الطبية ) في باب السماع والاستماع (( السماع المطرب طب للأنفس الإنسانية وراحة للقلوب البشرية ،وغذاء لأكثر الأرواح وهو من أجلّ أنواع الطب الروحاني وسبب سرور الإنسان وبعض الحيوان …. )) .
وقد وجد الأطباء بالمغرب والأندلس ( في القرن الخامس عشر الميلادي ( أن كثيراً من الأمراض العصبية والعقلية تخف وطأتها إذا عولجت بالموسيقى الرقيقة الهادئة المطمئنة وحيث كانت الأجواق الموسيقية تعزف بنغماتها في سيدي فرج في مدينة فاس فتشرب النفوس المرضى وتهدأ أعصابهم ويقل توترهم وتلين نفوسهم ، ويختار لهم أرق الألحان ويجتنبون الموسيقى الصاخبة التي تثير الأعصاب (( كان أرباب الطرب يحضرون كل أسبوع مرة أو مرتين مستهدفين شرح الصدر وإنعاش الروح وتقوية ضربات القلب وإعادة وظائف الأعضاء الجسمية إلى حالتها الطبيعية )) .
وكانت مارستان قلاوون ( 1281 م) تعزل المؤرقين من المرضى في قاعة منفردة يشنفون فيها آذانهم لسماع ألحان الموسيقى الشجية أو يتسلون باستماع القصص يلقيها عليهم القاص ، وكان المرضى الذين يستعيدون صحتهم يعزلون عن الآخرين .

 

- الجوزية ، شمس الدين محمد بن أبي بكر ابن قيم : الطب النبوي – دار العلوم الحديثة ، بيروت ، مكتبة الشرق الجديد ، بغداد ، الطبعة الأولى ، ص 7 .
- المصدر نفسه : ص 8 .
- المصدر نفسه : ص 12 .
- المصدر نفسه : ص 12 . وعن رواية الحديث يقول ( رواه الترمذي وابن ماجة وهو ضعيف إلاّ
أنه صحيح المعنى ) .
- المصدر نفسه : ص 92 .
- النسيمي ، الدكتور محمود ناظم : المعالجة الروحية عند العرب في الجاهلية وفي الإسلام – من أبحاث المؤتمر السنوي للجمعية السورية لتاريخ العلوم ، 1978 ، ص 343 .
- جواد ، الدكتور عبد الله محمد : الطرق العلاجية القديمة هل تبعث من جديد – الطبعة الأولى 1988 ، ص 79.
الرازي ، أبو بكر محمد بن زكريا : الحاوي في الطب ، مطبعة دائرة المعارف العثمانية – حيدر آباد - الدكن 1967 ، ج 2 ص 129 .
- السباعي ، الدكتور مصطفى : أخلاقنا الاجتماعية - المطبعة الجديدة ، دمشق 1956 ، ص 23 .
- ابن أبي أصيبعة، موفق الين أبي العباس أحمد بن القاسم :عيون الأنباء في طبقات الأطباء ، إصدار دار الفكر – بيروت 1956 ، ج 2 ص 297 .
- عمار ، د. سليم : حول مقالة إسحاق بن عمران – مصدر سابق .
- الرازي : الحاوي ط 2 ، ج 1 ، ص 123 .
25 – البلخي : مصالح الأبدان والأنفس ( مصدر سابق ) ص 543 – 563 .
- كمال ، الدكتور علي : مقال أثر العرب في الطب النفسي ، مجلة المهن الطبية العراقية ج 1 ، نيسان 1964
ص 37 .
- للإطلاع على القصة بكاملها يراجع كتاب جهار مقالة للعروضي السمرقندي ، ( مصدر سابق ) ص 85 .
- تفاصيل القصة في جهار مقالة : للعروضي السمرقندي .
- د. علي كمال : كتاب النفس انفعالاتها وأمراضها وعلاجها ص 349 – 350 .
- للإطلاع على القصة بأكملها يراجع كتاب : طبقات الأطباء : ابن أبي أصيبعة ج 1 ص 127 .
- الحاوي : ج 1 ص 258 .
- عيسوي : د. عبد الرحمن – الإسلام والعلاج النفسي الحديث – دار النهضة العربية للطباعة والنشر – بيروت ، ص 102 .
- مقال الدكتور علي كمال : ص 40 – 41 .
- أبو ريدة : الصحة البدنية والنفسية في الإسلام – البحث السابق ، ص 647 – 648 .
- ابن مسكويه : تهذيب الأخلاق ، دار الكتب العلمية – بيروت ط 1 ، ، 1988 ، ص 171 – 172 .
- د. محمد الزيادي : أسس علم النفس العام ص 348 – 479 .
- المصدر نفسه .
- المصدر نفسه .
- د. علي كمال : محاضرات الصحة النفسية للسنة الدراسية ، الكلية الطبية – جامعة بغداد 64 – 1965 .
- ابن مسكويه : تهذيب الأخلاق ، ( مصدر سابق ) ص 180 .
- د. محمود الزيادي : أسس علم النفس العام ( مصدر سابق ) .
-البغدادي ، مهذب الدين ابن هبل : كتاب المختارات في الطب ، الطبعة الأولى –حيدر آباد الدكن ، السنة
1363 هـ، ج 3 ص 40 .
- الرازي ، أبو بكر محمد بن زكريا : كتاب المرشد أو الفصول – تحقيق الدكتور ألبير زكي ، مجلة معهد المخطوطات العربية ، مجلد 7 ، ج 1 ، 1961 ، ص 116 .
- الرازي : الحاوي – ج 1 ، ص 112 .
- أبي الصلت ، أمية بن عبد العزيز الأندلسي : الرسالة المصرية ، المجموعة الأولى من نوادر
المخطوطات ، تحقيق عبد السلام هارون ، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ، 1951 ، ص 74 .
- عمار ، الدكتور سليم : البحث السابق .
- العد ، الدكتور إحسان صادق : الطب النفسي عند العرب والمسلمين – مقال مجلة
العربي ، العدد 333 ، 1986 ، ص 58 .
- يراجع تفاصيل القصة : القفطي ، جمال الدين أبي الحسن : تاريخ الحكماء – مكتبة
المثنى ، بدون تاريخ ص 376 .
- حمارنة ، الدكتور سامي خلف : فهرس المخطوطات العربية المحفوظة في المكتبة البريطانية – دار النشر للجامعات المصرية 1975 ، ص 11 .
- النسيمي : الطب النبوي ( مصدر سابق ) ج 1 ، ص 74 .
- الدباغ ، محمد بن عبد العزيز : مقال ( فراغ يجب أن يملأ ) مجلة دعوة الحق ، العدد 9 – 10 ، السنة 58 ، 1961 ، ص 29 .
- ابن شعرون ، محمد بن أحمد : مظاهر الثقافة المغربية – ص 224 – 225 .
- الشطي ، الدكتور شوكت : موجز تاريخ الطب عند العرب – ص 37 – 38 .

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

840 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع