ماجد عبد الحميد كاظم
م/ قراءات في صحف عراقية قديمة
تضمن العدد 61 من جريدة الرافدان الصادرة في بغداد في يوم الجمعة 16 شعبان المعظم سنة 1340 الموافق 14 نيسان سنة 1922موضوعا يخص الوضع الصحي في مدينة بغداد بعد ظهور عدة اصابات بمرض الطاعون وكيفية تعامل السلطات الصحية معه وادناه الاقتباس.
منشور صحي
الى حضرة مدير جريدة الرافدين المحترم.
بعد التحية-- بالاشارة للكتاب الذي نشرتموه في صفحات جريدتكم الغراء تاريخ 11 الجاري والذي ذكرتم فيه بانه قد شكى اليكم الكثيرون من ارباب العائلات ان الجرذان و البراغيث كثرت كثرة هائلة في منازلهم ان هذه المعلومات هي مهمة وارغب ان ابين لحضرتكم بانه لم تصلني شكايات كهذه ولا الى دائرة البلدية.
ان مرض الطاعون منتشر الان في المدينة والمعلومات التي تردني من هذا القبيل هي مفيدة لي للغاية وفي غضون العشرة ايام من هذا الشهر لقد اخبرونا بان 11 اصابة من داء الطاعون و10 من هذه الاصابات كانت قد توفيت.
ومن هذه الاصابات 7 كان قد عثر عليها بعد الوفاة ومن هنا بيان بانه يحدث اصابات كثيرة من هذا المرض في المدينة ولم يخبرونا عنها.
وان الذين ينقلون العدوى هم الجرذان في منازلنا والتي لانشك بانهم يكثروا الطاعون.
وبقي ان نقول لماذا تكثر الجرذان في المنازل خصوصا في هذا الوقت.
ان وجود الطاعون بين الجرذان على وجه العموم تكاثر الوفيات بين الجرذانوعليه فأن
كل جرذ ان مصطاد ،ان كان متوفى او وجد حي يجب ارساله الى الى دوائر البلدية للكشف عليه.
ان البراغيث التي تنقل اليها العدوى من الجرذان هي كافية لنقل العدوى الى الجنس البشري.
اذا وجد جرذان ميت في داخل الدور يجب ان ترفع بملاقيط ولا يلزم ان تمس بالايادي وايضا يجب تغطيتها حالا بالنفط او المطهرات.
اذا وجد جردان ميت داخل الدور ان ادارة الصحة ستطهر الدار بالمطهرات وان هذه الدائرة ستسر كل عمل من هذا القبيل اذا طلب منها اجراؤه وايضا يجب اخبار هذه الدائرة عن اي اصابة مشتبهة بالطاعون كي نتمكن من منع انتشاره.
ان 11 اصابة التي حدثت في هذا الشهر كانت في محاليل متفرقة من المدينة (الشرقي) ومن المحتمل ان المرض منتشر في جميع انحاء المدينة.
وحسب فكري انه في الوقت الحاضر لايوجد حاجة ماسة للتطعيم العمومي بمصل ضد الطاعون واذا اقتضت الحاجة الى التطعيم سأنبه الجمهور بواسطة الصحف المحلية.
وفي اثناء هذا الوقت يجب اجراء ما يأتي :
(1) اصطياد الجرذان.
(2) تبليغ دائرة الصحة في كل دائرة من دوائر البلدية اذا وجدوا جرذان داخل منازلهم وان مأموري دائرة الصحة يوزعون مصائد الجرذان وطعامات السم في منازلهم وحولها .
(3) تطهير منازلهم من كل شيئ يحتمل ان تأوي اليه الجرذان.
(4) ان يخرجوا كل يوم حميع فراشهم وينشروها في الشمس كي تقتل البراغيث.
(5) ان يمزجوا المطهرات بالماء لغسل الغرف ويمكن الحصول على هذه المطهرات مجاننا من مستودع دائرة الصحة الواقع في محلة الميدان هذا ما لزم عرضه ومتم سيدي.
الطبيب ت.ب هيكز
رئس ادارة الصحة العامة في مدينة بغداد
انتهى الاقتباس
ما ذكر اعلاه من اقتباس رسالة - رئيس ادارة الصحة العامة في مدينة بغداد- يدل على مدى التزام سلطات الاحتلال في ذلك الوقت بمسؤولياتها في ادارة البلد الذي احتلته وعدم اغفال شكاوى الاهالي واحترام الصحف المحلية .
وتقبلو تحيات معد - قراءات في صحف عراقية قديمة -
ماجد عبد الحميد كاظم
981 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع