ضرغام الدباغ
تطور الوجود الإسلامي في ألمانيا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراسلات :
Dr. Dergham Al Dabak :
Tel: 0049 - 30 – 66 302 184 / E-Mail: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
دراسات ـ إعلام ـ معلومات
العدد : 132
التاريخ : / 2018
أولاً : الإسلام في الرايخ الثالث
Islam im Dritten Reich
David Motadel / Andreas Main
Deuzsche rundfunk : 20.02.2018
أندرياس ماين / ديفيد موتاديل
موقع الإذاعة الألمانية
ترجمة : ضرغام الدباغ
(الصورة : جنود مسلمون في الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الثانية)
ديفيد موتاديل " من أجل نبي وقائد " كتاب صادر في شتوتغارت / 2017
هتلر لا يمكنه أن يقف مع المسيحية، ولكنه بواسطة الإسلام يمكنه أن يكسب شيئاً. النظام النازي سمح لمئات الألوف من المسلمين أن يجندوا وأن يقاتلوا إلى جانب ألمانيا وراء ذلك كانت " حسابات عسكرية " يقول المؤرخ دافيد موتاديل، أما الدوافع الآيديولوجية فقد كانت ثانوية الأهمية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نص حوار أجراه الصحفي أندرياس ماين مع المؤرخ البروفسورديفيد موتاديل .
أندرياس ماين :
الآن هنا الأمر يدور عن نحالف تحالف يستحق الملاحظة، تحالف بين النازيين والمسلمين. وفي هذا بحث مؤرخ شاب، أسمه ديفيد موتاديل، ولد عام 1981 في دورتموند / غرب ألمانيا، من والدين إيرانيين ــ ألمان بجذور في الكثير من المعتقدات. وهو اليوم يعمل كمدرس في إنكلترا كأستاذ للتاريخ العالمي في كلية لندن للاقتصاد. وكتابة حول التحالف بين النازي والمسلمين ظهر أولاً في الولايات المتحدة وإنكلترا، وبعد ثلاث سنوات أيضاً في ألمانيا بعنوان " النبي والزعيم. العالم الإسلامي والرايخ الثالث ". (1)
إيان كيرشو : أحدى أهم الباحثين في النازية الذي وصف بأنه ممتاز، وبهذا المعنى قامت دار النشر بتقديمه وعرضه، والنقد الذي نشر في ألمانيا كان في مجمله إيجابياً، ولا يسعني إلا أن أضيف : هذا كتاب يجمد الدم في العروق . مثير للغاية، لأنه رصين وواقعي ، وأنا الآن على اتصال مع ديفيد موتاديل، أهلاً ومرحباً بك موتاديل
ديفيد دولتاديل : أهلاً بك سيد ماين .
ماين : يا سيد موتاديل، دعنا نبدأ من البداية. نازيو اليوم يكرهون على حد السواء : اليهود، والأقوام الصفر، والذين لونهم بني، والسود، والمسلمين أيضاً. وهم بذلك يقفون على النقيض من قادتهم الأصليين. قادة النازيون الأوائل فيما يسمى بالرايخ الثالث كانوا معجبين بوضوح بالمسلمين ..ياله من عالم متناقض ؟
موتاديل : نعم بعض أصدقاء النازيين، وابتداء هتلر وهملر كانا معجبان بالإسلام حقاً. وقد أعربا عن إعجابها هذا مراراً وعلناً. وهذا يعني على سبيل المثال : عندما كان هتلر طوال سنوات الحرب ينتقد الكنيسة الكاثوليكية، كلن يقارن بنفس الوقت مع الإسلام كمثال مضاد إيجابي. وهذا يعني أنه يعتبر الكاثوليكية كدين ضعيف، ويمتدح الإسلام ويصفه بالقوة. ولديهم معنويات المحارب، وهذا يشير بوضوح إلى إعجابه بالإسلام.
" البراغماتية حيال الإسلام "
ماين : يبدو وكأنه من المستبعد تماماً : أن يكون ديكتاتوراً عنصرياً على طريق الحب والود مع الإسلام، كيف تمكن النازي من ذلك مع أفكارهم العنصرية ..؟
موتاديل : قبل الحرب العالمية الثانية، أعرب هتلر ومثله بالطبع هملر وآخرين من قادة النازي الكبار دائماً عن قلة احترامهم أو ازدرائهم لشعوب حيال : الهنود والعرب. أما خلال الحرب فقد أظهر النظام النازي ويا للدهشة البراغماتية،. ومن حيث المبدأ، طالما أن الأتراك والإيرانيون والعرب لم يكونوا يهودا ًوقبل اندلاع الحرب استبعدوا من سياسة التميز العنصري الرسمية، وبعد أن تدخلت حكومات القاهرة، طهران، وأنقرة وكانوا يريدون التأكد أن القوانين العنصرية الألمانية لا تمس أو تؤثر على مواطني بلدانهم، وخلال الحرب أظهر الألمان براغماتية مماثلة حيال المسلمين في مناطق البلقان، أو الأتراك في الاتحاد السوفيتي.
وإجمالاً كانت هناك أسباب استراتيجية / براغماتية وليس مشاعر أو محفزات آيديولوجية، التي جرت خلال الحرب وراء المحاولات المحاولات لكسب المسلمين إلى جانب " المحور "، لذلك فالإسلام كان في نهاية المطاف بالنسبة للنظام النازي، وسيلة لبلوغ غرض.
الحسابات العسكرية " تعبئة المسلمين ".
ماين : قبل أن ندخل في المزيد من التفاصيل في هذه السياسة البراغماتية، وفي بداية هذه الصفحة يطرح هذا السؤال : من كان أكثر، المسلمين للنازيين، أم النازيين للمسلمين ..؟
موتاديل : بالطبع لا يمكننا أن نعمم ذلك على أي صفحة. على المرء أبتداء أن يأخذ بنظر الاعتبار، أنه في ذروة الحرب العالمية الثانية، أي في الأعوام 1941 / 1942 حيث تقدمت القوات الألمانية في مناطق سكانها من المسلمين في البلقان، وشمال أفريقيا، والقرم والقفقاس وكانت بذلك تقترب من الشرق الأوسط وأواسط آسيا، أي المناطق التي تضم غالبيتها مسلمين، ومنذ ذلك الوقت صار بوسع المرء أن يلاحظ أن برلين بدأت تنظر إلى الإسلام بأن لها أهمية خاصة.
وحاول نظام النازي بشكل متزايد، أن يعبأ المسلمين ضد الأعداء المشتركين، ضد الإمبراطورية البريطانية، وضد الاتحاد السوفيتي وأميركا واليهود. وكان السبب الرئيسي في هذه السياسة، هي الطبيعة البراغماتية، لأن القوات الألمانية تقاتل في مناطق تواجه سكانها المسلمون .
وفي نفس الوقت، (وربما هذا هو الأهم) تراجع وسوء الموقف العسكري عام 1941، وكانت استراتيجية الحرب الصاعقة (Blizkrieg) تفشل ولا سيما في الاتحاد السوفيتي وتقع القوات الألمانية تحت المزيد من الضغط. وبنفس الوقت كان يتصاعد قتال الفدائيين (المقاومة السوفيتية) في جميع الأرجاء التي تقع تحت الاحتلال الألماني في كافة أ{جاء القارة الأوربية. وكانت برلين تبذل المساعي لكسب حلفاء في تحالفات عسكرية قصيرة الأمد، والمسلمين كانوا ضمن هذه المساعي. وكسب حلفاء مسلمين من خلال سياسة إسلامية ذكية، كانت إحدى هذه الفرص وتعبئة قدارتهم للدعم.
" يهود يقدمون أنفسهم كمسلمين "
ماين : حتى الآن كانت هذه مقدمات المحادثة، وسنواصل الحديث يا سيد دافيد موتاديل لكل هؤلاء الذين لا يريدون أن يصدقوا : كم كانوا قريبين لبعضهم القيادة النازية، والشخصيات الإسلامية المعتبرة. وعندنا بعض المقاطع من كتابك، وبجانبي السيد راينر ديفيتاال يقرأ لنا لهاينريش هيملر الذي كان إلى جانب مواقعه الأخرى، قائداً لفرق (SS) في كانون الثاني ــ يناير 1944 كان يقول في ساحة معسكر القوات السيليزية لدى أستقبله مجموعة من الضباط المسلمين البوسنيين :
ــ " لقد كان واضحاً ما كان على المسلمين في أوربا وفي كل العالم أن يفصلوا الألمان عن سائر العالم. نحن لدينا أهداف مشتركة، وليس هناك أساس متين حصين للحياة المشتركة، كالأهداف المشتركة والمثل العليا المشتركة. ألمانيا لديها منذ 200 سنة لم يكن بينها وبين المسلمين أدنى احتكاك ".
ماين : ثم واصل هملر حديثه ، الألمان والمسلمين لديهم أعداء مشتركين " البولشفيك، الإنكليز، وهم دائماً أبداً مدفوعين من اليهود الذين يحركونهم ". وبعد بضعة أيام وفي اجتماع للمسئولين الدائرة السياسية للأعراق التابعة للحزب الاشتراكي الوطني الألماني / النازي، يقول هملر :
ــ " لابد لي من القول ليس لدي شيئ ضد الإسلام. الذي سحب لي في هذه الفرقة أفراد منه، وأنا أعدكم وأقسم أنك إذا قاتلتم ويسقط بعضكم في القتال، هو دين عاطفي ومثالي للجندي ".
ماين : أن عدم أكتراث هتلر بالدين هو أمر معروف بما فيه الكفاية، وقد أكد مراراً وتكراراً إعجابه بالإسلام، وبكلماته كانت تبدو هكذا " أن المحمدانية (الإسلام) معجب بها قبل السماء ".
ماين : ديفيد موتاديل، أنتم أشغلتم لما يقرب من العقد من السنوات مع هذا الموضوع وحواشيه، أن رؤية النازيون للإسلام كان بصفة عامة أحادية الجانب، رؤية كانت تجد التغطية النظرية بالواقعية، ولكنها كانت في نفس الوقت رؤية مشوهة، في أي نقطة كانت متلائمة، وفي أي نقطة لم تكن كذلك ؟ .
موتاديل : أنه يصلح في المقدمة ولا يصلح في المؤخرة (يريد القول أن الواقعية في الحرب، ولا تصلح في المؤخرة ، السياسة العامة / المترجم). وخلال سنوات الحرب والاحتكاك كان يحدث دائماً وأبداً، ومحاولات النظام النازي، كسب المسلمين كحلفاء، لم تكن في اغلب الأحيان متدرجة. السياسة الألمانية كانت مصممة وموجهة في برلين من بيروقراطيين، وربما من بعض قيادات النازي التي كان لها غالباً القليل من الفطنة والعلاقة مع ما يدور في الجبهات. (2)
2. يريد موتاديل القول أن السياسة الألمانية لكسب المسلمين كانت سياسة تمليها مصلحة القوات الألمانية في الجبهات التي فيها أغلبية سكانية مسلمة، أما السياسة الحقيقية الألمانية فلم تنطوي في جوهرها على رؤية تحالف مع المسلمين كتحالف استراتيجي.
وكمثال معروف على ذلك، الذي تحدثت عنه في كتابي بإسهاب، هو أنه في الأشهر الأولى التي تلت بدء غزو الاتحاد السوفيتي، أن قوات (SS) المشاركون ضمن قوات الغزو، قامت بإعدام الآلاف من المسلمين من الجنود الأسرى رمياً بالرصاص، لأنهم كانوا (الألمان) لأنهم كانوا يفترضون فكرة أن كل رجل مختون هو يهودي، وهذا أدى في النهاية أن راينهارد هايدريش رئيس مكتب الأمن المركزي للرايخ يصدر أوامره لرجاله وقواته في الجبهة الشرقية أن يكونوا أكثر حذراً.
ومع ذلك، في مناطق الجبهة وجد الألمان من هم عل الديانة الهيتروجينية (Heterogene) وأعراق من السكان، ومن بينهم أيضاً مسلمون غجر، أو يهود تحولوا إلى الإسلام. إذن فقد حاول الكثير من اليهود في المناطق المختلطة، أو المناطق الإسلامية / اليهودية إنقاذ حياتهم وذلك بالادعاء أنهم مسلمون. وفي مدينة سراييفو وحدها التي تعد مركز البلقان وفي الأشهر الأولى للغزو الألمان لتلك المناطق، بين نيسان ــ أبريل تشرين الأول ــ أكتوبر / 1941، تحول نحو 20 % من اليهود إلى الإسلام، أو إلى الكاثوليكية، ، وأغلبهم إلى الإسلام لأسباب مختلفة ، ومن بين تلك هو الختان الذي يشتركون فيه مع المسلمين، وآخرين نجحوا بالهرب متنكرين كمسلمين، إذن فإن الكثير من النساء والرجال أختبؤا وراء الإسلام. (2)
" المسلمون لم يضطهدوا كمسلمين "
ماين : كل المسلمين الذين صاروا ضحايا للنظام النازي، لم يصبحوا ضحايا لأنهم اضطهدوا كمسلمين.
موتاديل : كلا، المسلمين عوملوا ليس كاليهود، ولم يتعرضوا للاضطهاد والملاحقة بسبب دينهم، وبالطبع فإن هذا فرق مهم يجب أن نلاحظه.
ماين : البحث عن حلفاء من قبل النازي، كما هم وصفوا ذلك وذكروه، وبوسع المرء أن يكتب عن ذلك صفحة كاملة، النظام النازي كان يبحث عن جنود يسدون الثغرة بالجبهات.
موتاديل : بالتأكيد، فقد كان الجيش وفرق (SS) يجندون منذ عام 1941 عشرات الألوف من المتطوعين المسلمين، بما فيهم : البوسنيين، ألبان، وتتار القرم، والمسلمين من القوقاز، ومن أواسط آسيا. وكانوا يأملون من هذا المبدأ أن يوفروا بذلك أرواح ألمانية، ومن أجل تعويض الخسائر على الجبهة الشرقية، وفي نهاية المطاف أستخدم الجنود المسلمون في كافة الجبهات، فقد قاتلوا في ستالينغراد، وفي وارسو، وختاماً غي الدفاع عن برلين.، إذن في كل مكان. (3)
" في حفلات العرس نحو 250,000 مسلم في خدمة النازي ".
ماين : كم كان عدد الذين قاتلوا في المقدمة، في الجيش أو في قوات (SS).
موتاديل : نعم، الأرقام هنا تتراوح بشدةـ ولا توجد إحصائيات واضحة، ففي مراحل الذروة بلغت نحو 250,000، إذن عشرات الألوف كانوا يقاتلون في الجيش وفي ((SS) ومما يستحق الانتباه، أن هؤلاء المجندون كانت قدمت لهم تنازلات دينية.
الطقوس والممارسات الإسلامية، كما على سبيل المثال الصلاة، والنحر الشرعي (الذبح الحلال). والنحر هو مثال واضح لأن النحر الشرعي مثل موضوعة مهمة في معاداة السامية في ألمانيا. ومنذ الفرن التاسع عشر خناك مناقضات تدور حول الذبح الحلال والتي كانت موجهة بالطبع ضد اليهود. وهكذا كان أيضاً في القوانين الأولى التي أصدرها النظام النازي عام 1933 ، في قانون ذبح الحيوانات ، إذ منع النحر على الطريقة الإسلامية, ولكن هذا المنع تم رفعه من القانون في عام 1941، من أجل إطعام الجنود المسلمين في الجيش الألماني وفي قوات (SS)
" كل الدول المتحاربة كانت تسعى لتجنيد المسلمين ".
ماين : من أجل أكمال الصورة، ينبغي علينا القول ، أن لبس النظام النازي وحده من جند المسلمين، بل وحتى الأعداء أيضاً.
موتاديل : نعم، بل وفي أواخر الحرب بلغت درجة، أن كافة القوى المشتركة في الحرب، كانت تحاول وتسعى لتجنيد المسلمين في صفوفها، بما في ذلك البريطانيون والفرنسيون، وحتى السوفيت. إذن النظام النازي لم يكن الدول الوحيدة التي حاولت أن تجد الدعم من العالم الإسلامي.
ومبكراً، في عام1937، كان حاكم إيطاليا بنيتو موسوليني قد أعلن نفسه حامياً للعالم الإسلامي. واليابان الطرف الآسيوي لتحالف المحور بذلت جهوداً مماثلة من خلال انتهاج سياسة إسلامية في آسيا ضد بريطانيا، وهولندة، الصين والاتحاد السوفيتي، وكذلك فعل الحلفاء. (4)
ودعا الأمريكيون في دعاياتهم، بعد هبوط قواتهم في شمال أفريقيا، إلى الجهاد ضد قوات رومل (الفيلق الأفريقي). وحتى بريطانيا انتهجت مثل هذه الدعايات. وحتى الكرملين / الاتحاد السوفيتي الذي كان قد عرض المسلمين إلى القمع الدموي في الفترة ما بين الحربين العالميتين، إذ أن ستالين (زعيم الاتحاد السوفيتي) من خلال تشريعه لقوانين الأديان عام 1927، قمع الإسلام وسائر الأديان الأخرى في الاتحاد السوفيتي، ولكنه غير سياسته هذه عام 1942.
وعلى هذا الأساس (في الاتحاد السوفيتي) شيدت المساجد الجديدة، ونظمت مؤتمرات إسلامية، وقام مفتي المسلمين في الاتحاد السوفيتي "عبد الرحمن رسولوف " الذي أطلقت عليه وسائل الدعاية الألمانية النازية " المفتي الأحمر "، بتوجيه النداء الشعوب الإسلامية في الاتحاد السوفيتي إلى الحرب المقدسة ضد الغزاة الألمان.
وابتداء ينبغي أن لا ننسى، أن الكثيرين من المسلمين، وهناك 20 مليون من المسلمين الذين يعيشون في الاتحاد السوفيتي، كانزا يبدون نتيجة القمع الستاليني الدموي، القليل من التعاطف مع الإسلام حيال هذه السياسة الستالينية الجديدة، وفي نفس الوقت كان النظام النازي يسعى، في المناطق الإسلامية التي أحتلها من الاتحاد السوفيتي (مناطق القرم والقفقاس) انتهاج سياسة إسلامية ذكية. (5)
وأعاد المحتلون الألمان بناء المساجد ومدارس تعليم القرآن التي كانت قد تعرضت للتدمير، على أمل تقليص النفوذ السوفيتي في تلك المناطق. وهذه ظاهرة نراها في كل مكان، . وحتى في المناطق الإسلامية الأخرى، انتهجت هكذا سياسة إسلامية كهذه، وهذا يعني أن رجال الدين قد وظفوا في هذا المجال.
وتسييس الدعاية الألمانية، كما جاء في القرآن، والأوامر الدينية، كمفهوم الجهاد، الداعية إلى تحريض المسلمين على العنف ضد الحلفاء، وبنفس الوقت صدرت التعليمات للجنود الألمان في هذه المناطق (الإسلامية)، بالتعامل الحسن مع المسلمين.
" الشكر لله ولأدولف هتلر "
ماين : السيد دافيد موتاديل، الذي يدرس في لندن كأستاذ للتاريخ الدولي، وفي يقدم غي الإذاعة الألمانية ضمن برنامج " يوماً بعد يوم "، وبكتب عن الدين والمجتمع في كتابه " للنبي والزعيم ". السيد موتاديل لقد نظرنا حتى الآن بشكل رئيسي إلى هذه الظاهرة بنظارة الحزب النازي، الآن دعنا نرتدي نظارة الإسلام، كيف كان رد فعل الجانب الإسلامي حيال ذلك على ما عرضته من مواقف التي يمكن قراءتها من حيث الجنود في جبهات القتال من الجنود المسلمين في الجانب الألماني، التي أقتبس منها السيد راينر ديلفينتال وهي رسائل من تتار القرم تعود لعام 1942.
" شطراً لله ولرودلف أفندي ..! إننا بحالة جيدة، إذا كان الله يحمينا، فإننا سوف لن نصمد ليس لسنة، بل لعشرة سنوات من الحرب. الله وأدولف أفندي قد يمنح يمنحان الجيش الألماني القوة، لنحصل على النصر. إننا ندعو من الله أن يمنح الصحة لأدولف هتلر، ليلاً ونهاراً لله الحمد، فنحن سرعان ما تحررنا من البلاشفة المجرمين، الذين طاردونا من بلادنا كالكلاب " .
" سياسة الإسلام الألمانية تنقصها المصداقية "
ماين : السيد موتاديل، كيف يمكن لكم أن تلخصون الأمر، إلى أي مدى يمكن أن نقدر تأثير الدعاية الألمانية وكم أثمرت في الجانب الإسلامي.
موتاديل : نعم ، فهذه الرسائل تظهر بصفة خاصة طبعاً، أن بعض الجنود حقاً وفعلاً وضعوا كل آمالهم على ألمانيا، وقد أظهروا وهو مثير للاهتمام، التزاماً قوياً بالدين.
وعلينا بالطبع أن نقرأ خطابات الموقف هذه في الميدان هذه بحذر. فمن جهة لم يكن هناك بين الجنود المسلمين شك، بأنهم كانوا قد اعتادوا على مدى عقود في الحياة العيش في مدن تحت الرقابة البوليسية في الاتحاد السوفيتي، في نوع من الرقابة الذاتية. والقليل ممن كتبوا الرسائل عاشوا لما بعد الحرب، وكان على الجنود أن يدركوا أن الألمان يقرأون رسائلهم. والرسائل التي قيمتها أنها قد كتبت من كانت قد كتبت خصراً من تتار القرم، وخلال فترة من الحرب كانت في مرحلة تميزت بانتصارات عسكرية ألمانية. وهنا من الصعب نسبياً، الاستدلال بأن هذا هو موقف جميع المسلمين في ألمانيا.
وبصفة عامة يمكننا التثبت، أن غالبية المجندين المسلمين الذين قاتلوا في الجيش الألماني لم تكن لديهم بواعث دينية. والكثيرون منهم جندوا في معسكرات الأسر، وغاية معظمهم هو الخلاص من الجوع والأوبئة في معسكرا الأسر والكثيرون منهم كانوا يأملون أن يرتدوا الثياب العسكرية الألمانية والنجاة من الحرب.
عموماً، كانت الدعاية الألمانية أقل نجاحاً من تلك التي حققتها الدعاية البريطانية حيال المسلمين. وبعبارة أخرى أنهم بدأوا في هذه المساعي متأخرين (1941 / 1942). وكن الموقف العسكري قد طرأ عليه تغير، وألمانيا لم تعد قوية كما كانت في بداية الحرب، كما أن السياسة الألمانية بنفس الوقت بدأت تفتقر إلى المصداقية بدرجة ما .
وقد أدرك الكثير من المسلمين، أنه أساساً قد تم زجهم في العمل وأن دعمهم مطلوب فقط في سياق الحرب، وبالتالي فإن علينا أن نلاحظ أن عشرات الألوف من المسلمين قاتلوا في صفوف الجيش الألماني، وأن الكثير من المسلمين وضعوا آمالهم في الجاني الألماني، على أنهم سيتحررون يوماً.
" الموضوع الحساس الذي يمكن تسيسه وتحويله بسهولة إلى أداة "
ماين : أريد القول هنا بكل صراحة، لقد أردت في غضون ذلك، لأسباب تتعلق بالدقة، أن أقرأ كتابك مرة أخرى بتركيز على بعض المقاطع، ولكني لم أتمكن أكثر من قراءة كل التفاصيل ، وحتى الشروح والهوامش، 150 صفحة مادة قوية ومركزة.هل أنت دقيق لهذه الدرجة لأن تخشى أن يكون هناك مؤرخون معاصرون يشكون في بحثك ..؟
موتاديل :
نعم، هذا الموضوع حساس، لأن العلاقات بين المسلمين واليهود وأيضاً تاريخ المسلمين في ألمانيا وهو موضوع تعرض للتسيس من جميع الجوانب، ومن جميع الأطراف.واستخدمت كأداة. ومن هنا كان مهم بالنسبة بأن أقوم ببحث عميق وواضح، ومن يمكن تقرير أن بحثاً علمياً وهو مصدر عمل للباحثين .
" الدعاية الإسلامية لمفتي القدس في برلين ".
ماين : وعلى الأقل ربما على وعي من حقيقة أن هناك كان هذا التحالف الذي يستحق الملاحظة بين المسلمين والنازي. وكيف توضحون ذلك أنه كان مختلفاً عن العلاقة بين النازيين والكنيسة، ولا يعرف عنها إلا القليل بالنظر للعلاقة مع المسلمين في العالم.
موتادل : نعم، هذا في الحقيقة مدهش. فعلى الرغم من أن المسلمين كانوا إحدى أكبر المجاميع السكانية، الذين واجهتهم القوات الألمانية في جبهات الحرب.، والآن على المرء أن يقول، أن مؤرخي الحرب العالمية الثانية في العشر سنوات الأخيرة أبدوا اهتماما متزايداً بعلاقات ألمانيا مع العالم الإسلامي. وقسم كبير من المنشورات التي نقوم أو قمنا بها، تتعامل مع العالم العربي ولا سيما تعاون مفتي القدس.
ماين : محمد أمين الحسيني .
موتادل : بالضبط، نعم.
ماين : إنه رجل مشهور، لأنه نال إعجاب ادولف هتلر كمفتي القدس الأكبر. فهو كان أهم المتعاونين. نعم أمين الحسيني كان الرجل القوي في فلسطين،في فترة ما بين الحربين،. وفي عام 1921 سمته إدارة الانتداب البريطاني في فلسطين " كمفتي للقدس „، ولكن على الرغم من ذلك، سرعان ما أصبح العدو الأقوى لنظام الانتداب البريطاني في فلسطين والأهم للهجرة الصهيونية إلى فلسطين.
خلال الحرب العالمية الثانية جاء إلى برلين وساهم بالدعاية الألمانية / الإسلامية. ونشاطات الحسيني في برلين جرى البحث فيها بشكل موسع. و إحدى مشكلات هذه الدراسات في سيرته، كانت في المبالغة بقوة تأثيره في برلين. وفي النهاية كان نفوذه قد أصبح محدوداً للغاية، وهدفه كان مركزاً بقوة على الحصول على ضمانات ملموسة للعرب، وفي المقام الأول لكي ينال من الألمان اعترافا باستقلال فلسطين وهو ما لم يحصل عليه، وتوقف عند هذا الحد.
وكانت مقترحاته في برلين بدرجة أساسية كانت ناجحة تلك التي كانت تتفق وتلائم الأهداف الألمانية، ولكنه كان أداة دعائية مهمة بأيدي الألمان في العالم العربي. وكانت خطاباته برامجه الدعائية في الإذاعة الألمانية تسمع في العالم العربي، وتمنح السياسة الإسلامية الألمانية المعادية للسامية لمحة جديدة.
" الدين يمكن أن يستخدم كأداة سياسية "
ماين : ما لذي يمكن أن نتعلمه، سيان، إن كنا مسلمين أو يهود، أو مسيحيين، أو أو غير دينيين، وعندما ننظر نحن إلى هذا التحالف بين السياسة والدين، الذي نناقشه نحن منذ 20 دقيقة.
موتادل : ما لذي يمكن أن نتعلمه، نعم، الدين هو سهل جداً، وكذلك يمكن تسيسه، حتى لأغراض التدليس والاحتيال غير الدينية، وهذا بالضبط ما حاوله النازيون، وغير النازيين أيضاً، بل وأيضاً غيرهم من القوى العظمى خلال الحرب، وليس فقط، الإسلام حاولوا استخدامه كأداة، بل وأيضاً خلال الحرب الباردة عندما حاول الغرب مساعدة الحركات الإسلامية المناهضة للشيوعية. وهذه الحكاية التي انتهت بدعم المجاهدين في أفغانستان، حيث قام الأمريكيون بتزويد المجاهدين ليس فقط بصواريخ ستينغر " Stinger Rocket" (صواريخ مضادة للطائرات تطلق من الكتف)، بل وأيضاً مارسوا لهم الدعاية الدينية. (6)
ماين : التقيمات التي قدمها السيد ديفيد موتاديل الذي يعمل كمدرس (بروفسور) للتاريخ العالمي للأديان، في مدرسة لندن للاقتصاد. وكتابه " للنبي والزعيم " . العالم الإسلامي والرايخ الثالث صدر عن دار نشر كارل كوتا (Karl Cotte) ب 568 صفحة ويباع ب (30 يورو)
السيد كارل موتاديل، شكراً لأنكم وجدتم الوقت لتزورونا في استوديوهاتنا في دار الإذاعة وشكراً لأنكم تقاسمتم معنا العلم والمعرفة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش أولاً :
1. الفوهرر ــ الزعيم (Führer)، هو لقب هتلر الرسمي، والرايخ الثالث ــ الامبراطورية الثالثة (Dritte Reich) هو أسم الدولة الألمانية بعد الحرب العالمية الأولى.
2. أنظم بعض اليهود للكاثوليكية، ولكن أغلبيتهم صاروا مسلمين لأسباب مختلفة، من بينها بسبب الختان.
3. قوات وفرق (SS) هي من قوات النخبة وتابعة لوزارة الداخلية، وتتميز بحسن التسليح والتدريب والشراسة في القتال وخدمة النظام.
4. المحور : أسم أطلق على تحالف ألمانيا وإيطاليا واليابان في الحرب العالمية الثانية مقابل "الحلفاء" .
5. ربما كان المسلمون في الاتحاد السوفيتي أن هذه السياسة مؤقتة، وأن النظام سيعود لقبضته الحديدية بعد الحرب وهو ما تحقق فعلاً.
6. لاحظ أن التدليس والاحتيال واستخدام الدين لإغراض سياسية نفعية، معروفة بوضوح في أوربا، وهذا الوضوح والوعي هو نتيجة للتجارب الطويلة في التحالف والتخالف بين مؤسسة الحكم (وملوك وقياصرة وأمراء ورؤساء)، وبين المؤسسة الدينية (بابوات وكرادلة وقساوسة)، وإخضاع هذه العلاقة للدراسة والنقد وهو لم يحدث بعد في مجتمعاتنا العربية بعد بهذه الدرجة من الوضوح على الأقل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثانياً : هتلر والعرب والإسلام
(الصورة : الحاج أمين الحسيني في مقابلة مع هتلر)
فقرات مجتزأة من تلفزيون روسيا اليوم (RT) برنامج رحلة في الذاكرة : هتلر والعرب والإسلام. من الوثائق المرفوع عنها السرية حديثاً، من تقديم الإعلامي خالد الرشد.
https://www.youtube.com/watch?v=wb1QJkAvAsY
*****************
ـــ بيير شرومبف ــ بيرون، (طبيب فرنس كان يعيش في القاهرة وتعاون مع الاستخبارات الألمانية مطلع الأربعينات) :
كانوا في العالم الإسلامي ينسبون لهتلر قوة خارقة، وهم على قناعة هنا بأن لديه جنياً يقول له كيف ومتى يجب أن يتصرف، كما أنهم يعتبرون هتلر المسيح المنتظر المرسل لمحاربة اليهود.
ــ أدولف هتلر :
تذكر كلماتي يا بورمان، فأنا أنوي أن أصبح متديناً جداً وأن أصبح شخصية دينية. وسأصبح عما قريب حاكماً عظيماً للتتار. قد بدأ العرب والمغاربة بذكر أسمي في صلواتهم. (1)
ــ إن فكرة ربط الفوهرر بالمهدي المنتظر غير ممكنة لأن المهدي يجب أن يكون من سلالة النبي محمد. ولهذا نقترح ربط صورة هتلر بالمسيح عيسى لأن المسلمين يؤملون بالقدوم الثاني للمسيح في نفس قترة ظهور المهدي الذي سيقتل برمحه المسيح الدجال.
فقرة من كتاب :
ــ يعتبر التقيد بالنظام في كل شيئ مبدأ واضحاً كل الوضوح من مبادئ الاشتراكية القومية وعلى الرغم من أن النظام في القرآن لم يذكر بشكل مباشر إلا أنه من الواضح أن العديد من سوره وآياته مع ذلك تشير إلى النظام بالذات.
ــ أدولف هتلر :
فقدما الألمان الذين كانوا يسمونهم في شمال أفريقيا بالبربر، وفي آسيا الصغرى بالأكراد، وكان أحدهم كمال أتاتورك رجل أزرق العينين لا يمت بأي بصلة للأتراك.
ــ أدولف هتلر :
ترى هنا وهناك بين العرب رجالاً ذوي شعر أشقر وعيون زرقاء. وهم أخلاف قبائل الفاندال (ا القبائل لجرمانية الشرقية) الذين استولوا على شمال أفريقيا. ويمكن أن نرى الشيئ نفسه في قشتالة وفي كرواتيا أيضاً. الدم لا يهدر.
ــ أدولف هتلر :
لو أن العرب انتصروا آنذاك (في موقعة بواتيه)، لكان العالم الأوربي اليوم مسلماً، ولفرضوها على الشعوب الألمانية ديناً أهم شيئ فيه هو نشر الإيمان الحقيقي بالسيف وإخضاع جميع الشعوب الأخرى له. وهذا المبدأ متأصل في دماء الألمان ولو تحقق ذلك لما تمكن الغزاة بسبب قصور عرقهم من الصمود طويلاً ومقاومة السكان المحليين الأكثر.
ــ العرق الألماني أكثر تحملا للبرد والأقوى منهم جسدياً، ولو أ‘تنقوا الإسلام ولأصبح على رأس هذا الجزء من الإمبراطورية الإسلامية في نهاية المطاف ليس العرب بل الألمان المعتنقين الإسلام. إن مشكلتنا بشكل عام في أننا نحن الألمان لا ندين بالدين المناسب. فالدين الإسلامي كان من الممكن أن يناسبنا أفضل بكثير من المسيحية. فلماذا علينا أن ندين بالمسيحية المتميزة بالطاعة والخمول.
ــ هاينريخ هملر :
كان النبي محمد يعرف أن أغلبية الناس جبناء وأغبياء للغاية. ولهذا وعد كل محارب يقاتل بشجاعة ويسقط في المعركة بنساء جميلات، ويمكنك أن تستسخف الأمر وأن تسخر من ذلك، ولكن النبي أعتمد في ذلك على حكمة قديمة. فالدين يجب أن يتكلم بلغة البشر.
ــ هاينريخ هملر :
يجب القول إنني لست ضد الإسلام بشيئ، لأنه يأتيني بمقاتلين ويعدهم بالجنة إذا قاتلوا وقتلوا في المعركة. إنه دين عملي وجذاب جداً بالنسبة للجنود.
فقرة من كتاب :
ــ ظهرت في السياسة الألمانية في سورية تلك المعضلة نفسها التي كانت سمة من سمات السياسة الألمانية على الصعيد العربي ككل. كان جوهرها يتلخص بضرورة الاختيار بين رغبة المحافظة على مكانة ألمانيا في العالم العربي وتوطيدها، وترتيب تعاون مع القوميين العرب والاستفادة من الحركة العربية في الصراع ضد بريطانيا. من ناحية ومن ناحية أخرى عدم الرغبة بالإقدام على مجابهة مع الدول الحليفة لألمانيا بسبب القضية العربية وبالدرجة الأولى مع إيطاليا وحكومة فيشي الفرنسية. والأكثر من ذلك كانوا على استعداد استعمال المسألة العربية كفرق عملة أو ورقة مقايضة في العلاقة مع الدول الأخرى وذلك كثمن للتحالف المحتمل معها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هوامش ثانياً :
1. مارتن بورمان : أحد المساعدين الرئيسيين للزعيم أدولف هتلر. أختفي ولم يعثر له على أثر، تردد أنه قتل خلال الاحتلال السوفيتي للعاصمة برلين.
(الصورة : من أحدث المساجد في مدينة كولن)
ثالثاً : تأريخ الإسلام في ألمانيا
من الموسوعة التاريخية : Geschichte des Islams in Deutschland
ترجمة : ضرغام الدباغ
يبدأ تاريخ الإسلام في ألمانيا مع التواجد الأول للجماعات الإسلامية منذ القرن الثامن عشر. والاتصالات بين العالم الإسلامي والامبراطورية الرومانية للأمة الألمانية كانت قد بدأت مع زيارة مبعوثي المسلمين إلى الحاكم الفرانكي كارل الكبير في مدينة أخن عام 788. وأقامت ألمانيا علاقات دبلوماسية أوثق مع دول إسلامية، ثم مع الإمبراطورية العثمانية، ولكن المسجد الأول بني علي التراب ألماني كان عام 1914. ومنذ عام 1945 بدأ تسجيل زيادات كبيرة في عدد السكان المسلمين، وتصاعدت منذ أعوام الستينات، وذلك أساسا عن طريق الهجرة من البلدان الإسلامية، غالبيتهم من تركيا، أي ما يعادل حوالي نحو 5 ٪ من السكان .
العصور الوسطي، عصر النهضة والعصور الحديثة المبكرة
بعد الاتصالات الأولي بين الخليفة هارون الرشيد وكارل الكبير (شارلمان) (أنظر وجود الإسلام في فرنسا) في النصف الثاني من القرن الثامن، والعهد العربي القصير الأجل علي جزء من سويسرا التي كانت تنتمي في ذلك الوقت أو الدوقية السوابية (أنظر وجود الإسلام في سويسرا)، وفي النصف الثاني للقرن العاشر. (أنظر الإسلام في سويسرا)، في النصف الأول من القرن 13 الإمبراطور في عهد القيصر فريدريك الثاني التي كانت ثقافيا تحت النفوذ الإسلامي (انظر الإسلام في إيطاليا). وفي معركة تاننبيرغ (Tannenberg) (1410)، تعرض الأمر تعرض النظام الألماني للضرب ليس فقط من البولنديين والليتوانيين، بل أيضا من التتار الليبيين البولنديين. وأخيرا، في النصف الثاني من القرن الخامس عشر، بدأت نفوذ المسلمين الأتراك في النمسا. وفي منتصف القرن السابع عشر تسببت عاصفة التتار في شرق بروسيا بسقوط العديد من الضحايا.
بعد الدفاع عن الحصار الأول في العام 1529، عاشت مدينه فيينا عام 1683 الحصار الثاني من قبل العثمانيين. وقد طبع الخوف من الخطر الذي يشكله الأتراك (Türkennot) الحياة في جميع أنحاء أوروبا. وقد شاركت في المساعدة والدفاع عن الإمبراطورية الرومانية المقدسة. ووجد اسري الحرب المسلمون أنفسهم في مختلف المناطق أو عادوا إلى وطنهم. وكان ارث هذه العملية الأتراك في ألمانيا كانت في أفضل الحالات في المدافن. وأقدم المقابر هي للطفل الذي يبلغ ستة أعوام ويسمى مصطفى نحو عام 1689 وكذلك حميد وحسن في المقبرة الجديدة لمدينة هانوفر عام 1691.
القرنين الثامن عشر والتاسع عشر
شهد عام 1701 قدوم أول دبلوماسي عثماني، عزمي سعيد مكتوبجي أفندي، إلى الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وكانت مناسبة هذه الزيارة هي تتويج فردريك الأول في 18 / كانون الثاني ــ يناير / 1701 في قصر قلعة كونيغسبيرغ (Königsberger Schloss)،. وولده فردريك فيلهام الأول ملكاً على بروسيا، تسلم من دوق كورلاند عشرون من كبار الأسرى الأتراك كهدية لفوج الحرس الخاص.
وبعد أن علم محمد سليم عبد الله أن فردريك فيلهام أصدر مرسوماً عام 1731 يسمح به بإقامة مسجد لهؤلاء المسلمين في أسطبل الحرس الخاص في مدينة بوتسدام، " كأول جامع في ألمانيا "، تبع ذلك تأسيس أول جمعية إسلامية على الأرض الألمانية. ولكن اللاهوتي توماس ليمين يكتب ينفي هذه الرواية في كتابة له بقوله أن أحد مؤرخي ذلك العصر أن الأسرى المسلمين لم يحتجزوا هناك إلا لوقت قصير. وفي أعمال صموئيل غيرلاخ (1711ــ 1786) التي طبعت عام 1883 في بوتسدام، جاء فيها :
" أن الأسرى الاثنان والعشرون من كبار الأسرى الأتراك، الذين وقعوا بأيدي دوق كورلاند في الحرب، التي كانت قد جرت بين الروس والأتراك، وهذا الدوق قدمهم كهدايا لملكنا، الذي أمر بأن يصلوا في إحدى غرفه الخاصة، وكان يجالسهم ويتحدث معهم، ومن يعلم ماذا فعل الملك بعد..! وماذا كان سيحدث لو مكثوا مدة أطول، فعم عادوا أحراراً إلى وطنهم محملين بالهدايا.
وقد أعترف خلف الامبراطور فردريك فيلهام الأول الكبير، في إجابته على سؤال على طلب مدينة فرانكفورت / ماين، عام 1740، فيما إذا حقوق المواطنة الكاثوليكية أمراً متاحاً في دولة بروتستانتية، وتتاح فيها الحريات الدينية :
كافة الأديان، هي على قدم المساواة، وإذا أراد الناس يعملون سيكون ذلك بوسعهم، وإذا جاء أتراك ووثنيين ويودون أن يكونوا ضمن سكان البلاد، فسوف نقوم ببناء الجوامع والكنائس.
في الجيش القيصري الروسي، سرت عام 1760 إشاعة أن السلطان / الخليفة التركي سيعقد صداقة مع البروسيين وشن حرب مقدسة ضد روسيا. وحقاً، عقد الملك البروسي مع مبعوثي السلطان التركي في معسكر بونتسلفيتز عام 1761 اتفاقية تحالف عسكرية بعد أن كانوا في حالة عداء،.وهذه أدت أن العديد من الجنود المسلمين الذين يخدمون في الجيش الروسي، أنتقلوا للخدمة في الجيش البروسي.
ومن هؤلاء تم عام 1762 تشكيل فرقة أطلق عليها (فرقة البوسنيا) وعددهم نحو 1000 رجل. وقد جرى تكثيف الروابط بين هذه المجاميع، ولكنها لم تتواصل طويلاً على أساس التعامل بالمثل، ولم تشهد العلاقات الدبلوماسية والعسكرية قفزة مهمة قبل القرن التاسع عشر. ومنذ عام 1763 تواجد في برلين مبعوث عثماني دائمي، وفتحت عام 1877 سفارة ألمانية في أستامبول، وأيضاً بعثة عسكرية ألمانية في الإمبراطورية العثمانية باشرت نشاطها في خدمة الجيش العثماني ولا سيما في عهد المستشار بسمارك.
أقتبست العمارة الألمانية في القرن الثامن عشر بعض من أنماط العمارة الشرقية. وفيما يسمى „ بالحديقة التركية " في منتزه الأمراء كارل تيودور الذي أقيم في حديقة قصر شفايتسنغر (Schweitzinger) بناء ما أطلق عليه " مسجد " الذي لم يكن مكاناً للصلاة، بل كان تعبيراً عن تنوير وانفتاح واستشراق أكثر منه مسجد، وكما غيرها من الأبنية ذات الطابع الشرقي، لم تستخدم. ووفقاً ما ذهب إليه محمد سليم عبدالله، أن المكان أستخدم بين عامي 1870 /1871 كمكان أتخذها أسرى الحرب السوافيين (Zuven) والأتراك كمكان للعبادة. (1)
وفي 29 / تشرين الأول ــ أكتوبر / 1798، توفي المبعوث التركي الثالث على عزيز أفندي. وقدم الملك البروسي موقعاً لدفنه. أعقب ذلك تبديل للموقع، والموقع الجديد أسس الموقع الذي أصبح المقبرة التركية في كولومبيا دام وتستخدم حتى الوقت الحالي كمقبرة للمسلمين في برلين.
وحارب المسلمون ــ البروسيين الألمان، في حملات فردريك الكبير وفي المعركة التي دارت بالقرب من المدينة البروسية آيلاو في 7 / 8 ـ شباط ــ فبراير / 1897 ضد جيش نابليون.
القرن العشرين حتى عام 1945
قام مؤسس النظام الصوفي الدولي، حضرت عناية خان، عام 1910 بسفرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتوقف في برلين التي جعلها محطة في سفرته.
وكمركز إعلامي لأخبار الشرق، ومع بداية الحرب العالمية الأولى، كان قد تأسس معسكر الهلال في بلدة فونسدورف (Wünsdorf) بالقرب من تسوزن (Zossen) بالقرب من العاصمة برلين، التي جرى فيها احتجاز نحو 30,000 ألف شخص معظمهم من المسلمين كأسرى حرب. ومع قليل من النجاح جرت محاولة لحمل الأسرى على التحول إلى الجانب الألماني. وهذا جرى بدرجة أساسية من خلال صيام الأسري ولتمكينهم من صيام شهر رمضان. وخللا عام 1914 / 1915، وفي معسكر الهلال جرى تشييد المسجد الأول على الأرض الألمانية.
وبعد الحرب العالمية الأولى، بقي عدد من المسلمين المنفيين واللاجئين في برلين في المقام الأول، وبسبب الخشية من خطر الانهيار، تم تشييد مسجد من الخشب عام 1924، وقد أغلق هذا المسجد عام 1925 / 1926 ثم جرى تهديمه، ولم يبق ما يذكر به سوى أسم الشارع " شارع الجامع " (Mosche Stra e) وقبور بعض الجنود.
وفي المرحل اللاحقة، تأسست بعض الجمعيات، وشكلت أساساً لوجود المسلمين في ألمانيا. في عام 1918، تأسست " جمعية دعم الطلاب المسلمين الروس "، وجمعية " مساعدة المسلمين الذين يعيشون في ألمانيا "، ولكن هذه الجمعيات لم تتمكن من تحقيق أي شيئ، وفي السنوات اللاحقة غرقت في عدم أهميتها وجدواها.
وفي عام 1922 وصلت الإرسالية الأولى للطائفة الأحمدية إلى ألمانيا / برلين، ممثلة بمولانا صدر الدين، من أجل تأسيس بعثة نموذجية للجماعة الإسلامية في ألمانيا ولكي يتقربوا من السكان. الألمان. وفي عام 1922 قام التابعين للأحمدية بتأسيس „ الجمعية الإسلامية / برلين، وكان إمام المسجد هو مولانا صدر الدين الذي بدأ عام 1939 بعد ظهرت لأول مرة ترجمة القرآن إلى اللغة الألمانية وصلت إلى أيدي المسلمين، وأنظم المتحولون إلى الإسلام من الألمان إلى هذه الجمعية، لإسلام الأحمدية.
في عام 1924 جرى تشييد جامع في برلين ما يزال قائماً حتى اليوم من تبرعات الطائفة الأحمدية (جامع فيلمسدورف) الذي أطلق عليه في ذلك الوقت " مسجد برلين " (Berliner Mosche) وفي نفس الوقت صدرت في الفترة بين 1924 و 1940، الصحيفة الإسلامية الأولى وأسمها " الأنباء الإسلامية " (Moslemische Revue) .
تبع ذلك في عام 1924 تأسيس جمعية " عبادة الله الإسلامية " . التي أسست في عام 1927 مؤسسة التقوى، منهجها بحسب الشريعة الإسلامية المعهد الإسلامي ــ برلين. وبحسب تقاليد المعهد تأسس معهدان آخران " المعهد الإسلامي في برلين، والمعهد المركزي الإسلامي في برلين الذي عكس عدم وحدة الرأي داخل الجماعة الإسلامية في تلك المرحلة.
وفي 30 / أيار ــ ماي /1930، وبإيحاء من محمد نافع جلبي، تأسست الجمعية الإسلامية الألمانية، التي أصبحت فيما بعد الجمعية الإسلامية الألمانية. وكان هذا أساساً مجرد إعادة تسمية الجمعية الموجودة في شارع برينر، التي تسمى اليوم " الجمعية الإسلامية / برلين ". ومن ناحية أخرى، ينبغي أن من ناحية الانفتاح على المتحولين (من الألمان من يعتنق الإسلام)، أن يكون الولاء لألمانيا.
كان محمد نافع جلبي، طالباً سورياً في الجامعة التكنولوجية في شارلوتنبورغ / برلين، كان الشخصية الأبرز بين المسلمين في ذلك الوقت في ألمانيا، وفي ظروف غير واضحة لقي حتفه، وجثته وجدت في صيف عام 1933 على ضفة بحيرة في منطقة بحيرات غرونفالد / ضواحي برلين (Grunewald)، وكان في تلك الأوقات كان عدد المسلمين في ألمانيا يناهز 1000 مسلم.، بما فيهم 100 من الألمان المتحولين إلى الإسلام.
في 31 / تشرين الأول ــ أكتوبر / 1932 تأسست جمعية كانت فرعاً للمؤتمر الإسلامي العالمي، في برلين، التي كانت قد سجلت في 31/أيارــ ماي/1933 في المحكمة المحلية ببرلين ليشترفيلده (Lichterfelde). وهذه الجمعية أتحدت مع " منتدى الإسلام " كأول جمعية إسلامية تعليمية على الأراضي الألمانية. التي هي اليوم تابعة المعهد المركزي الإسلامي ــ الأرشيف. الألماني.
أما في عام 1986 تأسس المجلس الإسلامي كوريث شرعي للمؤتمر الإسلامي العالمي/ الفرع الثاني، برلين. ومن بين الأعضاء المؤسسين للمجلس الإسلامي " الجمعية الصوفية " والجمعية الإسلامية جماعة النور، والمؤتمر العالمي الإسلامي/ الفرع الألماني، الذي اتحد مع المؤتمر العالمي الإسلامي / ألمانيا (التقليد البروسي القديم).
في عام 1939 تأسس في برلين المعهد الإسلامي، وفي 21 / أيلول ــ سبتمبر / 1941. أسس الصحفي المصري كمال الدين جلال في مطعم (Berliner Kindl) في شارع كورفوستندام (Kurfürstendamm) المعهد المركزي الإسلامي / برلين، الذي تحول لاحقاً إلى المعهد المركزي الإسلامي ـ الأرشيف الألماني. والذي منذ عام 1981 الذي يقع مقره في (Soest) وجلال يعمل فيه بأصم بشير سفيان شأنه شأن معظم العاملين في المعهد المؤسس حديثا، وكذلك كان يعمل صحفياً في وزارة الخارجية. وفي عام 1942 أصبح المعهد له شخصيته المستقلة كجمعية مجازة.
وبالمقارنة مع اليهود، لم يتعرض المسلمون في عهد الدولة النازية، لم يتعرضوا للملاحقة والاضطهاد الديني. وكان يوجد في جميع معسكرات الاعتقال سجناء عرب مسلمون، ولكن أعدادهم بسبب عدم وجود بحوث تاريخية بهذا الموضوع. في مجال السياسة الخارجية بحث النازيون وسعوا في إطار العداء المشترك مع الاستعمار البريطاني، بأقامة التحالفات مع بعض الشخصيات الأصولية المسلمة. (2)
وفي حزيران ـ يونيه / 1941 تلقى البريطانيون ضربة في العراق حين قام رئيس الوزراء العراقي رشيد عالي الكيلاني بانقلاب . وبعض تلك الشخصيات كان حمد أمين الحسيني، الذي هرب إلى برلين، حيث وصلها في 6 / تشرين الثاني ــ نوفمبر / 1941، ومارس الحسيني الدعاية المعادية للسامية بالاتفاق من المضيفين (الجهات الألمانية) : لليهود الذين كانوا الأشد عداوة . للمسلمين. الذين كانوا وبتأثيرات " اليهودية العالمية " التي أطلقت العنان للحرب العالمية الثانية. (3)
وفي إطار هذه المساعي سافر الحسيني عدة مرات إلى البوسنة للقيام بتجنيد أفواج من المسلمين في قوات (SS) ومن ذلك وحدات من البوسنين في فرق جبلية. وفي عام 1943، تمرد نحو 800 من جنود (SS) البوسنيين، والقي القبض غليهم بسبب ذلك، مما تسبب في غضب هينريش هيملر وهياجه، فأطلق زعمه أن هناك روابط آيديولوجية بين النازية والإسلام. (4)
في أيار ــ ماي / 1945، هرب الحسيني بصورة غير شرعية إلى سويسرا، والقي القبض عليه هناك وأقتيد إلى من هناك إلى فرنسا التي كانت قد تحررت من قبضة ألمانيا النازية، وبمساعده رسمية تمكن من الوصول إلى القاهرة، ومن هناك إلى لبنان. وشخص الحسيني كان يستغل اليوم من قبل اليمين المتطرف، في الدعاية، بأن الإسلام والنازيون كانوا قريبين لبغضهم، واليوم كقاعدة، العداء للإسلام، واليمين المتطرف، لا علاقة لهم بفكر وأيديولوجية النازي، وإجمالاً فإن تاريخ المسلمين في عهد النازي قليلاً ما بحثه المؤرخون، وبحسب ما تم التوصل إليه يوجد بين المسلمين في تلك المرحلة ضحايا، كما يوجد متعاونون.
التاريخ منذ 1945
بعد انتهاء الحرب، تمكنت الجماعة الإسلامية الاحمدية، بدون مخاطر من مواصلة إرسال البعثات والمبشرين المنسحبين إلى ألمانيا، والمبعوثين الأوائل من الأحمدية جاؤا مع المحتلين البريطانيين إلى ألمانيا وعبر سويسرا. وفي عام 1946 وحتى 1961 أسس المبشر الأحمدي الشيخ ناصر أحمد من سويسرا، أول دار مبعوثية في ألمانيا. وفي آب ــ أوغست / 1955، جددت جماعة الأحمدية تسجيل الجمعية في هامبورغ.
في عام 1954 نشرت ترجمة القرآن المصححة، التي أبعدت كلياً الترجمة التي قام بها إمام برين صدر الدين. والطبعة الألمانية الأولى للقرآن التي أصدرتها الجماعة الإسلامية الاحمدية، والتي عند نشرها عام 1954 أشادت بها جامعة الأزهر في القاهرة، ووصفت الترجمة بأنها ممتازة .
وفي عام 1957، شيد أول مسجد في ألأماني بعد الحرب العالمية الثانية في مدينة هامبورغ (مسجد فاضل عمر). وفي عام 1057، أعادت جماعة الاحمدية إعمار أقدم مسجد في هيسن / فرانكفورت، وحجر الأساس لكلا المسجدين بعد الحرب، أرسي الحجر الأساس فيهما من قبل رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة السابق السير محمد ظفر الله خان.
في السنوات التي سبقت أعوام هجرة العمال إلى ألمانيا من البلدان الإسلامية، كان الإسلام وحتى أعوام السبعينات والثمانينات، كان الإسلام ممثلاً من خلال جمعية الاحمدية، ويدار من قبلها. إذ كانت الجمعية الوحيدة العاملة دون انقطاع، منذ أعوام العشرينات من القرن العشرين، فاعلة وتنشط في ألمانيا.
ومع تكاثر أعدد المنظمات للعمال الأجانب والهجرة من بلدان إسلامية أخرى، في أعوام السبعينات، والثمانينات من القرن العشرين، كما تأسست عدة روابط وجمعيات إسلامية.شكلت هذه الجمعيات منظمات سقفية (جامعة) وهذه الجمعيات والاتحادات والمنظمات المتزايدة ورفضهم للجماعة الاحمدية سياسياً وإعلامياً.
وفي الولايات الألمانية، قام أعضاء في جمعيات ببناء مساجد بمأذن وقباب، وطهرت العديد من المساجد في الفناء الخلفي للبنايات،(لا تطل على الشارع العام) . وفي عام 1978 تأسس في المركز المسيحي ــ الإسلامي فرانكفورت / ماين للاجتماعات واللقاءات، وكمركز توثيق (CIBEDO)، الذي يخدم فكرة اللقاء والحوار المسيحي الإسلامي.
والإسلام الحديث مجزأ إلى عدة مجاميع وفي جمعيات محلية مستقلة، وقد سجل الاتحاد التركي الإسلامي كهيئة دينية عام 1984 كجمعية مسجلة، مع ادعاء بأنه يمثل معظم المسلمين الأتراك. وأنها ممولة من الدولة التركية وتدار من قبلها. ولكن واقعياً فإن أقلية من المسلمين الأتراك أنظموا إلى الجمعية، وتتراوح التقديرات بين 15% حتى 20% من المسلمين الأتراك.
بعد الهجمات الإرهابية في 11 / أيلول ــ سبتمبر / 2001، انتقلت وجهات نظر الإسلام الراديكالي إلى اهتمامات الإعلام، وسوف يعتبر السكان من غير المسلمين، لاحقاً أن الإسلام يعتبر تهديداً وخطراً. وجرت تظاهرات ضد بناء من المساجد، ولاسيما حين الشروع ببناء أول مسجد في شرق ألمانيا، برلين، هاينرسدورف، التي قادت إلى احتجاجات أيضاً.
نشأت بعض الجمعيات الوهابية السلفية، وهذه جرت مراقبتها من قبل الأمن الألماني، ومنعت أولى تلك الجمعيات ابتدأ من 1993 من قبل وزارة الداخلية الاتحادية.
وكأول رئيس للجمهورية في ألمانيا الاتحادية، أكد الرئيس كريستيان فولف (Christian Wulf) بمناسبة الذكرى العشرون للوحدة الألمانية، " أن الإسلام ينتمي إلى ألمانيا ". وفي 2015 كررت المستشارة أنغلا ميركل (Angela Merkel) هذا التأكيد بكلماتها " الإسلام ينتمي لألمانيا دون شك ".
في عام 215 أعترف بالاحمدية كممثل للحقوق العامة، ومساوية بالحقوق مع الكنائس المسيحية في الحقوق والسياسة.
وفي عام 2013، بدأ بإعطاء أولى الدروس الإسلامية في مدارس ولاية هيسن,
وفي عام 2015 شارك نحو 35,000 ألف مسلم في يوم الكنيسة في مدينة كارلسروه بمناسبة إقامة معرض المدينة .
(الصورة : المسجد (Mosche im schlossparl von) الذي يجمع بين العمارة الإسلامية والأوربية )
ــــــــــــــــــــ
هوامش ثالثاً
1. السوافين : هم العرب الجزائريون المسلمون الذين كانوا يحاربون ضمن الجيش الفرنسي، أطلق عليهم الألمان هذه التسمية التي لا يعرف بالضبط لماذا وكيف، وعلى الأرجح هو تحوير لكلمات باللغة العربية.
(3) الحكومة النازية توجهت بالدعاية في الشرق الأوسط على أساس العداء للإنكليز الذين كانوا يستعمرون أقطار عربية، وتوفقوا في إقامة علاقات ليست قائمة على أساس ديني، بل على أساس العداء للإنكليز، على أمل أن ينالوا شيئاً من مصالحهم.
3. هذه الفقرة مجانبة للصواب، الحسيني لم يمارس الدعاية ضد السامية، لأنه هو بنفسه سامي العرق، ولكن دعايته كانت مركزة ضد الإنكليز الذين كانوا لا يخفون نواياهم بتهجير اليهود إلى فلسطين. ونبرة العداء للسامية وحتى لليهودية كدين، ليست نبرة عربية أو إسلامية.
4. لا شك أن هذا الزعم من قائد (SS) هو بغرض تهدئة نفوس المسلمين الثائرين لزجهم في معركة لا مصلحة لهم فيها. وأن الغرض النازي كان هو كسب مجندين كوقود للجبهة لا غير.
1379 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع