محمود الوندي
الى متى ينتظر الشعب وعودهم الكاذبة
تشهد العديد من المدن العراقية تقصيرا أمنيا وخدمياً وتسيبا فيما يخص محاربة الجريمة ومكافحة المخدرات بأنواعها وأشكالها، التي تحوّلت إلى خطر يهدّد تماسك المجتمع واستقراره، كما تشكو العراقيون من قلة الخدمات الحياتية والإنسانية وأنتشار الفقر والمرض في ظل غياب واضح للسياسات الاقتصادية الوطنية التي من شأنها أن تقدم تلك الخدمات للمواطنين ومعالجة الفقر وتقديم الرعاية الصحية. وتقلل من معاناة العوائل الفقيرة.
خمسة عشر عاما والعراقيين ينتظرون ويتأملون .. بعد تغيير النظام السياسي في العراق ولسوف ينتعمون بدولة ديمقراطية وحكومة تخدم الشعب وتلبي حاجاتهم الاساسية وتنتهي مأساتهم مع تغييرأحوالهم المعيشية. حيث أنتظروا مفاجآت تدفعهم لتصديق الوعود التي كان عبد المهدي قد أطلقها. ليفتح ذلك عهداً جديداً في تغيير نهج الحياة السياسية العراقية عند تشكيل حكومته. بإن الأسماء التي ترُشح لمنصب الوزارات بحسب الاختصاصات عبر النافذة الإلكترونية. بل إن "عبد المهدي جاء بعكس ما قاله ووعد به تماماً، "فهذه ليست سوى ضحك على الذقون واستخفاف بالعقول". ومعتبراً أن الحكومة الحالية لا تختلف عن سابقتها.
فالكابينة التي قدمها عبد المهدي لم تكن بمستوى طموح الشعب العراقي، أي لا جديد في تشكيل الحكومة العراقية, لمعالجة جراح السنوات الماضية، والمساهمة في شفائه التي تعمقت بفعل الاحداث والكوارث التي تعانيها وعانته ابناء الشعب بعد دخول الدواعش الى العديد من المدن العراقية .. ونعود الى موضوعنا الرئيسي أن "التشكيلة الوزارية الجديدة" هي مخيبة للآمال، لأن أغلبية الوزراء الذين صوّت البرلمان بالموافقة عليهم هم أقرباء زعامات سياسية؛ إذن فان تشكيل الحكومة الجديدة لا تخدم العراقيين كسابقتها. بل أخطر من حكومات محاصصة، هو تدشين عهد جديد لـ "حكومات الأقارب". هنا تبين وتؤكد، فإن حكومة جديدة هي أكثر هشاشة من الحكومات السابقة.
فالالية التي اعتمدها عبد المهدي في اختياره لوزراء حكومته الجديدة غير منصفة وغير عادلة، كما لم يتم اختيارهم وفقا للمهنية. لإن أغلب الأحزاب المتنفذة ترغب في توزيع المناصب وفق المحاصصة لسيطرة على الوزارات في تشكيلة جديدة بحجة حسب المستحقات البرلمانية. الطامعة بالمناصب سعت الى فرض نفسها من جديد، ولذلك مارست أنواع الضغوط لتدفع الامور على سكة المحاصصة ذاتها، التي ارهقت الشعب والبلد بمساوئها وتداعياتها الكارثية".
إن الشعب يتحمل جزء أكبر من هذه الكوارث التي تلحق به، لأنه ساكت ونائم وعايش عن التأملات والوعود الكاذبة .. اذا لم ينهض الشعب ويستيقظ من سباته ليضع نهاية للفاسدين والخادعين، فان الفقر والمرض سوف تعصف بالعراق ويهلك الأخضر واليابس. وعليه إن يواصل الاعتصامات والاحتججات ويضع حدا للظلم التاريخي الذي تعرض له العراقيين قرابة 16 سنة على الاحتلال الأميركي للعراق بفعل الفساد الحكومي والحزبي.
892 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع