سعاد عزيز
هل إن إيران بحاجة الى التغيير؟
هل إن إيران بحاجة الى التغيير؟ وإذا کانت کذلك، فما هو نوع وحجم التغيير؟ ومن يطالب بالتغيير؟ بعد مرور 4 عقود على تجربة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في الحکم، وبعد أن مر بعدد کبير جدا من التجارب وواجه أحداث وتطورات مختلفة ناهيك عن ظروف وأوضاع متنوعة على مختلف الاصعدة، ومع إتفاق بين مختلف المراقبين والمحللين السياسيين من إن الاوضاع في إيران متأزمة بصورة عامة وإن النظام يعيش في دوامة من جراء ذلك، فإن طرح تلك الاسئلة صار لها مايبررها خصوصا عندما نبحث في الاجابات الممکنة عليها.
هناك تهالك في المدارس والمستشفيات الايرانية وتقصير ملفت للنظر في الخدمات العامة وبطالة منتشرة بصورة غير عادية تتجاوز ال30% وسوء الاوضاع المعيشية وإن أکثر من نصف الشعب الايراني يعيش تحت خط الفقر، هذا الى جانب تزايد نسبة الادمان على المواد وتزايد التفکك الاسري وإرتفاع نسبة الجرائم بصورة غير مسبوقة وعدا کل هذا فإن البنية التحتية الايرانية هشة وقد أثبتت الکوارث الطبيعية وإرتفاع نسبة الخسائر المادية والروحية ذلك عمليا. في ظل کل ذلك، فإن الانتفاضة الاخيرة التي إندلعت في 28 ديسمبر/کانون الاول2017، وعندما هتفت بالموت لخامنئي أو بالاحرى جوهر وأساس النظام في إيران والهتاف بالموت لروحاني الذي يتم تقديمه على أساس إنه يمثل الاصلاح والاعتدال، فإن ذلك يعني إن الشعب قد صار يرفض النظام القائم تماما، ولم يعد يرضى بإستمراره.
الشعب لم يعد بقضية الاصلاح من داخل النظام کما سعى ويسعى لطرحه النظام في إيران والذي کما يبدو قد إنبهر وصدق به البعض، وإن هتاف الموت لروحاني يعني إنتهاء ثقة الشعب الايراني بالاصلاح المزعوم والذي لم يتمکن طوال أکثر من عقدين القيام بأي إصلاح ملموس يمکن تقديمه للشعب، ولذلك فقد أعلن الشعب الايراني ومن خلال هذا الشعار رفضه الکامل لمزاعم الاصلاح وإن روحاني ليس سوى مجرد وجه وبيدق يسعى من أجل خدمة النظام والمحافظة عليه من الاخطار والتهديدات التي تحدق به.
رفض التغيير من داخل النظام والذي وکما تٶکد عليه مريم رجوي، زعيمة المعارضة الايرانية من إنه کذبة مفضوحة لأن هذا النظام لايحتمل أي تغيير حقيقي يقود الى التأسيس لأجواء الحرية والديمقراطية، ولذلك فإن المطلب الذي صار الشعب الايراني يصر عليه هو التغيير من خارج النظام وليس من داخله أي تماما کما تقول المقاومة الايرانية، أي التغيير الشامل ورفض نظام ولاية الفقيه جملة وتفصيلا.
951 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع