لماذا القناص يغلق عين ويفتح عين بالرمي ؟

                                             

                           د.منير الحبوبي

   

         لماذا القناص يغلق عين ويفتح عين بالرمي

هذا الموضوع أعجبني لأن جوابه مقرون بالمعرفه بعلم الضؤيات في الفيزياء ولكن قبل الدخول بتفاصيله ضحكت على نفسي لأن أحدهم بالفيس بوك للنكته وللدعابه الحلوه يتساؤل لماذا العسكري المحترف او السنايبر عند التصويب ببندقيته يسد عين ويغمض عين !!؟ ! ههههههه

جوابي سيكون لماذا السنايپر عند الرمي يغمض عين ويفتح عين وليس يغمض عين ويسد عين هههه حيث بالحقيقه الصوره المتكونه بالعين تكون احسن شي عندما تقع على شبكية العين وليس امامها او خلفها وحيث انه دائما الصوره المتكونه خلف العدسه هي صوره ناتجه من تركيبة صوررتين لأن كل عين تكون صوره خاصه بها وحيث انه في اغلب الأحيان وخاصة بتقدم العمر فنلاحظ والبرهان على ذلك ان طبيب العيون بفحصه لنظر مراجعيه تراه يعطي قياس لكل عين وهو يفحص كلتا العينين اي انهما عموما غير متشابهتين اي غير متماثلتين وهذا يعود بالحقيقة لفسلجة كل عين فكل واحده منهما ليس لها نفس التحدب فلهذا الصوره المتكونه بالشبكيه هي عباره عن صوره مركبه من صورتين فأن اختلفت العينين فالصوره النهائيه ستكون مشوهه اي غير واضحة المعالم وغير فعليه فلهذا لو اغلقنا احدى العينين سنتعامل مع صوره واحده صحيحه ليس بها تشوه وبالتالي الأصابه وتطبيق الفرضه والشعيره للبندقيه مع الهدف بالبنادق القديمه الكلاسيكيه كالكلاشينكوف يكون افضل وأحسن

ايضا للمعلومات فلكل واحد منا احدى عينيه اما اليسره او اليمنه يرى بها بشكل جيد افضل من الأخرى وتسمى ب "العين الموجهه" وهذا يعتمد على قوة العين للبصيره بشكل افضل ونادرا او قليلا ما يكون كل واحد منا عينيه متشابهتين صحيا او لهما نفس القياس 6/6 ولهذا كل واحد منا وبشكل أكيد عنده الرؤيا تكون بأحداها احسن من الأخرى

اي هي نفس الشيء كحال شخص خطه بالكتابه احسن باليد اليسرى افضل من اليد اليمنى والعكس صحيح وللمعلومات في القتال والمعارك وعند استخدام البنادق فنسبة الأصابه بالعدو عند التصويب تكون جدا قليله فلهذا بالمعارك ترى المقاتلين يرمون الكثير من الرصاص وتقريبا بشكل عشوائي وتفرغ جعبتهم من الأطلاقات وهم بعض الأحيان لم يصيبوا الهدف وهذا موضوع كارثي من الناحيه الأقتصاديه العسكريه

أضيف انه للتصويب من قبل القناص فلا يستوجب استخدام فقط عين واحده بل يجب تطبيق ما نسميه ب "محاذات البصر " اي "خط الأفق "اي خلال التصويب يجب ان نعمل على تحريك البندقيه بشكل بحيث تتوافق الفرضه والشعيره للبندقيه مع الهدف واسناد كعب البندقيه بشكل قوي وجيد بالكتف لكي لا يهتز او يتحرك جذع القناص بشكل كبير بفعل "رد فعل" الأطلاق ولا ننسى ان نتوقف عن التنفس لحظة الضغط على الگاشيت اي الزناد للبندقيه اي هناك عند وضع الأصبع على الزناد بالبدايه يوجد انسحاب بسيط لعتلة الأطلاق فبهذه اللحظه فعلا يجب التوقف عن التنفس وعندها التصويب بالأطلاق بسحب الزناد كليا للخلف


عملية القنص بصوره عامه تتم لأكثر العسكريين بغلق العين اليسرى والمراقبه والتصويب بالعين اليمنى وأخمس البندقيه يحكم اسناده بالكتف الأيمن اما للأشخاص العسرين اي الأعسر فيجب عليه وضع كعب البندقيه على كتفه الأيسر ويغلق عينه اليمنى ويراقب باليسرى


اما فيما يتعلق بالتطور الحديث للأسلحه المستخدمه حاليا بالقنص فلا يوجد تطبيق للفرضه مع الشعيره وخاصة لتلك من بنادق القنص التي تحتوي على منظار فيكفي وضع الهدف او اي جزء من جسمه وسط عدسة المنظار والتحكم برد فعل البندقيه والتصويب

ما احب ان اذكر به هنا انه بكل عمليات التصويب فلا يراعى بعد الهدف او قربه " المسافه" من القناص اي لا نراعي مشكلة الجاذبيه الأرضيه للأطلاقه ولا نهتم لأنحناء الطلق الناري خلال مسيره بالجو لأن هذه العمليه او الوقت الذي تصل به الطلقه الناريه للهدف هي اقل من ثانيه لأن سرعة الطلق او سرعة رمي هذه البنادق قد تصل الى 800 متر بالثانيه اي انها اسرع من سرعة الصوت بحوالي مرتين ونص ناهيك عن القناصات الحديثه جدا وهي تلك التي بها "دليل ضوئي" اي ضوء الليزر فحال سقوط او رؤية نقطة شعاع الليزر على الهدف يصح القنص او التصويب والأصابه ستكون مئه بالمئه ان تم احترام كل التعليمات بالقنص

للعلم بخصوص السلاح والطلق الناري فالعديد من مصانع الأسلحه وآلة الحرب تعمل حاليا على تصنيع مسدسات وبنادق بحيث لا تخلف الطلقه الخارجه من السلاح ما نسميه بال "الظرف الفارغ " او بالعاميه نسميها " القوانه او البوش" حيث عادة القوانه في مقدمتها يوجد الطلق الناري الذي يخرج باتجاه الهدف وطبعا في داخل القوانه يوجد البارود فباحتراقه تندفع الطلقه للامام بسرعه عاليه واما القوانه او البوش تخرج جانبيا من السلاح وتسقط على الأرض

وهناك مثل عراقي نقوله على ا لصياد الماهر الذي لا يخطأ ابدا بالتصويب ويستطيع صيد الطيور الطايره او قنص حتى الهدف المتحرك وهذا طبعا اصعب جدا من القنص على هدف ثابت وعندنا بالعاميه نسمي هذا النوع من الصيادين بأنه " يصيد الطاير" وبمناسبة الكلام عن السلاح والبندقيه فيوجد عندنا بالعرف الشعبي مثل يقول هذا "عمره عمر التفگه" وهو يقال للرجل الذي يعمر طويلا اي اكثر من تسعين او مائة عام وسبب هذه التسميه هو لأنه التفگه اي البندقيه شيء ثمين يعتز به كثيرا وهو يورث من الآباء للأبناء فحيازة هذا السلاح بالبيوت تتجاوز المائة عام ومنها هذا المثل وهناك مثل آخر يقول "التفگه العوجه تصح بيها رميه" اي حتى لو كان السلاح غير جيد فأن الصياد او القناص البارع والذكي يستطيع ان يصيد بها

قبل ان انهي الموضوع أذكر بأن التسميه القناص تعني هو القاتل المحترف والذي يجيد التهديف والذي يتربص للقتل عن بعد اي هو معزول عن جماعته وايضا بعيد جدا عن ضحيته وطبعا يتميز بأستخدامه آخر تقنيات التصويب والتكنلوجيا بالقتل وعموما يستخدم رصاصه واحده للقتل ويتمعن كثيرا ويستلذ بأختيار النقطه التي يرغبها في جسم ضحيته كأن يكون الرأس او القلب وأسلوبه بالقتل هو نفس اسلوب الحيوانات الجارحه كالأسد والنمر في تتبع ضحيتها والتواري واختيار اللحظه الملائمه والأنبطاح والتركيز وقطع النفس والقناصين معروف عنهم ولعهم بزيادة رصيده الشخصي في زيادة عدد ضحاياه اي انهم لا يجدون الراحه النفسيه ان بقى عدد ضحاياه على نفسه ولم يتغير فلهذا نرى الآن بعضهم من يروي انه قنص عدة مئات من الجند او من المواطنين البسطاء العزل وانا لله وانا اليه راجعون الى اي حضيض وصلت الأنسانيه

هذه المعلومات هي فقط للفهم والعياذ بالله من استخدام السلاح فهو بكل الأحوال نقمه وانتقام ولغة الجهله والظالمين والذين لا يحتكمون للقول الحق وتفكيرهم يكون بأيديهم وليس بعقولهم وأختم بالصلاة والسلام على نور الهدى محمد المصطفى الذي دعى الى المحبه والود والتفكير العقلاني وزرع السلام بين كل البشر وبين ابناء العراق الحبيب وأمنيتي ان نرى يوما ان يحرم السلاح لفض النزاعات بين البلدان والشعوب والأفراد ويا رب السلام السلام لبني البشر. 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1374 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع