لماذا كردستانية كركوك خطر على الكركوكيين ؟

                                                 

                          صالح شهرزوري

لماذا كردستانية كركوك خطر على الكركوكيين ؟
بقلم / محمد نوري أحمد( 1 )
ترجمة / صالح شهرزوري
( عن موقع لفين بريس 25 / 4 / 2019 )

‎الجملة التي تتكرر الان وباستمرار هي : ان كركوك مدينة محتله ..! بالاضافة الى وجود سطر فارغ من افرازات فكرالخطاب المغلق لـ ( كوردايه تي ) ( 2 ) وهذه لاتحمل اي معنى ولا هوية ‘ عندما يقال : يجب تحرير كركوك ..! واعادة السلطة الى الكركوكيين ‘ وهي جملة تطرح فقط لتحريك العواطف ‘ إنما السؤال هنا : تحرر من من ؟ واذا تم ترجمة هذا السطر الى اي لغة تصبح نكته ‘ويشبهه القول : يجب تحرير موسكو من الروسيين ..! او تحرير اسكندرية من المصريين ..!
( 1 )
كركوك مدينة عراقية ‘ لامحتله ولا هي تحت سيطرة قوة أجنبية ‘ كلمة محتل تستعمل لمنطقة اوبلد مسيطر عليها قوة اجنبية عن طريق قوة عسكرية و فرض سيطرتها عن هذا الطريق ‘ ولكن الذي حصل في كركوك لم يكن احتلال ‘ لذلك فأن كركوك حالها كالبصرة وبابل مدينة عراقية ومن حق الدولة العراقية ان تمارس فيها تحركاتها وتخطط لتشكيل هيئاتها لادارتها وضمان أمنها ‘ لذلك أن كل الامور تختزل في سطر بسيط وهو : ان كركوك ليست محتله وليست مدينة بلا صاحب ‘ وأن كركوك تدار ادارتها حالها ككل المدن العراقية ‘ ولكن الذي يخلق الازمة لادارة هذه المدينة و الذي يريد اعطاء صورة تظهر فيها انها مدينة مليئة بالازمات ‘ هو خطاب ( كوردايه تي ) التي لاتريد العيش المشترك مع العرب و التركمان ‘ وتعمل على الدوام باتجاه تكثيف الحرب النفسيه بين الكرد و القوميات والاقليات الاخرى ...
ان توجهات ( كوردايه تي ) أوجد وخلال الخمسين سنة الماضية وباسم كركوك ظاهرة زرع الحقد الكبير بين ساكني كركوك وتحاول باسم كردستانية كركوك وضع التركمان والعرب في حالة ينظرون الى الكرد كعدو ..! ‘ لذلك ان الذي خلق النزاع بين التركمان و العرب والكرد ليست كركوك وهويتها الكردية ‘ بل الخطاب الذي ينشر باسم ( كوردايه تي ) التي تريد مسح كل معاني الاعتراف بالمقابل ..! ‘ وبالمقابل نرى انه وخلال نفس الفترة الزمنية ( الخمسين سنة الماضية) يلجؤن الى المساومات في قضايا اخرى مقابل بغداد ‘ ولكن وفي الشارع الكردي وعن طريق دغدغة المشاعر والحس القومي و قدسيتها يشعلون نار الازمات ..!
2
يؤشر ( ديفيد ماكدول ) في كتابه المشهور عن التاريخ المعاصر للكرد الى القول لـ ( عبيدالله ) الابن البكر للبارزاني الاب صرح في احد لقاءته عندما قال : ( حتى ولو اعطو كل نفط كركوك لوالدي ‘ فهو لايسمح بتنفيذ قانون الحكم الذاتي ‘ الهدف الوحيد لوالدي هو ان يكون الحاكم المطلق في كردستان ..! ) أن هذا القول يعكس حقيقة لم تكون وعلى مدى كل الاعوام الممارسة فكرية لهوية ( كوردايه تي ) ‘ بل كان هدف من كل المعارك هو الحفاظ على ( الهيبة من اجل السيطرة ) للقادة المتنفذين ‘ الان اذا استطاع ( الاتحاد – يه كيتي ) طرد كل العرب والتركمان من كركوك ‘ لايعتبر شيء عند ( البارتي ) و لايعتبر التزاما بالفكر القومي ( كوردايه تي ) ‘ وبالعكس اذا استطاع ( البارتي ) جعل مدينة سنجار عامرا ومدينة حية و نموذجية ‘ يعتبر ( يه كيَتى – الاتحاد ) هذا العمل فقط مزايدة ليس الا ...! إذ ان مايحدث الان في كركوك هو وضع اعتيادي وطبيعي ‘ ولكن غير ألأعتيادي وغير الطبيعي هو أن ( الاتحاد والبارتي ) لايريدون ان يبقى الوضع في كركوك هكذا ‘ لايريدون أن تكون نموذج للتعايش والمساوات بين القوميات في هذه المدينة ‘ هم يريدون : إما ان تكون ذو اللون ألاصفر كدهوك أو ذو اللون الاخضر كالسليمانية ..! لايريدون ان يديرها شخص تركماني او يعمل فيها عربي ‘ هم يريدون ان يكون القرار الاول بيد الاتحاد او البارتي ‘ اذا فان المعركة الاساسية هي من اجل المسك بمصدر القرار الاول و الوحيد الجانب وليس الهدف الحفاظ على هوية كركوك والكرد الكركوكي ..!
• من المناسب ان نطرح هذا السؤال : ماذا يحصل عندما يكون شخص
عربي محافظا لكركوك ؟ او ان يكون شخص تركماني مديرا عاما للتربية ؟ اذا حصل هذا ‘ ليس فقط بداية جيده للتعايش المشترك بل سيكون خطوة باتجاه تلين التشنجات التي تشتد تحت عنوان ( كوردايه تي ) في هذه المدينة ومنذ خمسين عاما ويهدف الى مزيد من سفك الدماء بين مكونات مدينة كركوك ‘ بالاضافة أنه يؤدي الى اعادة الهدوء والاطمئنان لتوجه اهل كركوك انفسهم ‘ خصوصا الكرد منهم لازالة صدأ التوجهات القومية الواحده على وجه كركوك وليكون للتركمان وكذلك العرب نفس الاعتزاز الكردي بانتمائهم لكركوك ‘سيكون بدايه جيدة لحياة افضل ضمن كركوكية كركوك وليس فقط كردستانيته ‘ أنها مشكلة معقدة ان تكون كركوك بين رحا صراع الاتحاد والبارتي ويكون التركمان وكذلك العرب كحال تركمان اربيل يتم صبغهم بصغبة الاصفر و تشديد حقد العرب تجاه الكرد ‘ لذا فان بقاء كركوك خارج سيطرة سلطة الاقليم سيزيل اثار الحقد بين الكرد والعرب والتركمان ( ان بقاء الاصرار على ادعاء التمسك بالتوجة القومي الوحيد الجانب لايعني الا سحقنا تحت رحا البلاء ‘ اذا ان اختيار الافضل هو ان تكون هوية كركوك كركوكية وليست كردستانية )
هذه قصة قصيرة ولكن اعادة حدثها في مدينة كركوك بعد عام 2003 : ( سيريل بوتر ) الذي كان مهندس كهرباء و بقى في العهد الملكي فترة طويلة في العراق ومن ضمنها عاش فترة في كركوك و قامت مؤسسة النشر في العراق بطبع رسائله التي كتبها وارسلها من العراق لمعارفه ‘ يروي في احد رسائله الحادثة التالية والتي حدثت في كركوك وتقول الرساله: ( في الاسبوع الماضي قامت زوجة متصرف كركوك بدعوة عقيلات ووجهاء و الاغوات والمسؤولين لبيتها ‘ وبعد ان تجمعت السيدات ‘ فاجأت احداهن بالصراخ امام الضيوف: هذه الزولية المفروشه ‘ زوليتنا سرقت من بيتنا ...
انتشرت الحكايه و بعد ذلك عرف الناس ان ظاهرة السرقة انتشرت منذ فترة في كركوك ‘ وان المتصرف له علم بذلك وان السيد المتصرف هو العقل المخطط والمدبر للسرقات لذلك قامت الحكومة وبسرعة بابعاد المتصرف من المدينة – وها نحن رأينا تكرر الحكاية : ان المحافظ هو السارق في المدينة ..!!! )
نفس القصة ‘ ولكن هذه المرة ليس المتصرف ‘ بل الحزبين وبعد 2003 تم نهب كل الثروات الثمينه على وتحت ارض كركوك ‘ تحت شعار كبير للفكر القومي بعنوان ( كوردايه تي ) ‘ كان يتم تحويل تنكرات النفط الى دولارات ويدخل خزينة الحزبين ‘ لذلك وعندما ارتفع صوت اهل كركوك مثل تلك السيدة من المفروض ان لايسمح ان يحصل وباسم ( كوردايه تي ) ان تنهب المدينة وحجة الانتماء الكوردستاني يكون سيف مسلط على رقاب اهل المدينة ‘ ان هؤلاء الان ينشطون لدفع اهل كركوك وتحت عنوان القومية ليواجهون القوميات الاخرى وهم انفسهم في الجانب الاخر من ضفة هذه الارض المنكوبه يقفون صغارا امام ( اية الله ) و ساداتهم الاخرين صغارا صغارا ......!!!
..............
(1) مقال نشر باللغه الكرديه في مجلة ليفين بريس وتم ترجمته نصا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

677 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع