الحكومة العراقية طريدة ورئيسها يلوذ خلف ظل اصبعه

                                             

                        علي عرمش شوكت

الحكومة العراقية طريدة ورئيسها يلوذ خلف ظل اصبعه

تفجرت عناقيد الغضب الكامنة في صدور الناس جراء الفساد والظلم الاجتماعي المتراكم، ولكن هذه المرة اطلقتها حناجر الشباب المطحون المهمش بألة المحاصصة الطائفية والولاءات العابرة للحدود. فهو صوت لم تكن ثمة اذان تصغي اليه من قبل القوى المتنفذة المتوحشة ذات البراقع الدينية الزائفة. اليوم لقد اختمر الوضع الثوري الذي غدت فيه الازمة تخنق القاعدة " الجماهير " وتزهق انفاس القمة " السلطة " ووصلت الى اللحظة الحرجة التي لن ياتي بعدها سوى الانفجار. وهنا ياتي دور الاداة " القوى القائدة " التي ستقود الجماهير الساخطة الى مبتغاها الصائب.
نتساءل ويتساءل الناس عن " القيادة "، البعض يقول: بلا قيادة، و"الهبّة عفوية" . ان ذلك في علم السياسة لايجلب القناعة، ولكن نرى معظم القوى السياسية في البلد تكاد تكون متفرجة للاسف الشديد. ما عدا الحزب الشيوعي العراقي، حيث بادر مطالباً باستقالة الحكومة، وقرر استقالة نوابه من البرلمان ومن مجالس المحافظات، كما ان جميع انصاره في الشارع مقدماً شهداء وجرحى .. وبالمناسبة يُشكل على الذين يطلقون عبارة " لا تركب الموجة " لكونهم لم يدركوا ان من ياتي للانضمان الى التظاهرات و مساندتها من القوى ذات الارث النضالي في الحراك الجماهير والمطلق لشعارات هذه الانتفاضة بالذات.. بانه يعد من { اهلها } ومفجر للارهاصات الثورية. ولا يعتبر ركوباً للموجة، ان الانتفاضة ليست مجيرة لفئة معيينة فقط لانها لكل من يعان من جور حكم قوى نهج المحاصصة الطائفية المقيتة، المناضلين في سبيل العدالة الاجتماعية.
اما التأييد المتاتي من قبل بعض القوى الوطنية لا يعدو عن اصوات طيبة لا ترقى الى تطيّب جرح، ولكن عزم سائرون والتيار الصدري الذين وضعوا ثقلهم لمساندة الانتفاضة قد غيّر المعادلة في الشارع وسيزيد من مناسيب التفاؤل والاطمئنان اذا مضى باجراء صارمة وتطبيق شعار" شلع قلع " ومن جانب اخر نجد الحكومة قد غدت طريدة بلا ملاذ ورئسها الذي تطارده ارواح اكثر من مئتين شهيد والاف الجرحى، نجده يحاول ان يلوذ بطروحات تعجيزية، فهو يطالب تارة بنصب شبكات تلفزيونية في الشوارع عندما يذهب الى البرلمان، وكأنه يريد يهدد ويكشف عن ما هو مستور من الجرائم، وتارة اخرى يطالب بان يدعوه السيد رئيس الجمهورية للاستقالة، واخرى يطلب من الكتلتين اللتين جاءت به الى الوزارة ان تشكلا حكومة بديلة قبل استقالته. ان ذلك يشبه من يحاول الاختباء بظل اصبعه، و تشبثه هذا بالسلطة فيشابه ايضاً ذلك الذي يحاول القبض على عمود دخان تدفعه رياح عاتية.
بات فعل الانتفاضة يخلق عوامل التغيير واذا ما تم ذلك في الواقع وتجلى باجراءت فعلية . سيتم ليس بايدي شباب الانتفاضة ولا بمن يمثلهم . طالما لم تظهر قيادة الانتفاضة. وعليه ينبغي ان تبرز القيادة الشبابية لتأخذ دورها الحقيقي وتشارك في عملية التغيير، دون ذلك ستتجلى ارادتان في الساحة . ارادة قوى شبابية صنعت عوامل التغيير، وارادة قوى فاعلة مساندة اخذت على عاتقها تبني تجسيد مفردات التغيير. وفي كل الاحوال سيبقى التماهي الضروري بين الطرفين غير متماسك بالمستوى الذي من شأنه صيانة حصيلة الوضع الجديد. وهذا ما يشكل { ثغرة الدفرسوار } في جنوب قناة السويس ابان الحرب . لاشك انها ستستغل من قبل الخصوم لاجهاض عملية الاصلاح .
ان تحول مهمة الحل الى ذات الكتلتين اللتين جلبتا عبد المهدي سوف لن تاتي على الاغلب الا "عبد المهدي" من طراز اخر ولكن من نفس المدرسة المتخلفة ، التي لم تفقه مجريات الواقع الثوري العراقي المصمم على التغيير، واذا ما جرت الامور على هذه الحالة، فبعد حين تعود الامور الى المربع الاول المطوح به بهذه الانتفاضة الباسلة. لقد اصبح من اللازم جداً ان تقدم القوى الثورية الوطنية القريبة التي لها صلات مع الشباب وطروحتهم على خلق المستحيل لوجود القوى القائدة للانتفاضة من بين القوى المحركة " الجماهير الثائرة "، وتوثيق التنسيق معها لابراز القيادة الشبابية والمخلصة للتغيير، لكي تمسك بيد ثابتة قوية لعملية التغيير، وابعاد اي جهة كانت فاسد ومخربة وفاشلة وغير وطنية عن دفة الاوضاع الجديدة.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

669 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع