شرارات اندلعت واذا بشظاياها تصاب المسؤولين الفاسدين

                                        

                        محمود الوندي

شرارات اندلعت واذا بشظاياها تصاب المسؤولين الفاسدين

يشارك الشبان العراقيون بالآلاف منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة من يوم الأول من شهر أكتوبر (تشرين الأول) في العاصمة وامتدادها سريعا إلى جنوب البلاد. تصدي قوات الأمن للمظاهرات السلمية بإطلاق الذخيرة الحية والرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع مباشرة على أجساد المتظاهرين. إلى أن قتلت ما لا يقل عن 320 شخصا، وجرحت حوالي 15 ألفا، بحسب مكتب الأمم المتحدة في العراق. 

الانتفاضات المتواصلة منذ الشهر الماضي في أنحاء العراق فبعد الفشل الذريع لأحزاب الاسلام السياسي بسبب الفساد والبطالة والتدخل الإيراني في شؤون الحكومة، وكذلك تدخل السعودية وتركيا بشكل حثيث لافشال الدولة المدنية في العراق, وتطالب المنتفضين بتغيير النظام الطائفي في العراق ورحيل الزعماء الذين يعتبرونهم فاسدين.
أن كثيرا من المنتفضين هم من الطبقة العاملة ومن العوائل المسحوقة والذين سيطروا على الحواجز المنصوبة في العاصمة العراقية بغداد والمدن الاخرى في الوسط والجنوب، التي تهز عرش الفاسدين والمتسلطين على شؤون الدولة.
إن العراقيين عانوا لعقود من الحرمان الاقتصادي والاضطهاد السياسي، بالإضافة إلى القمع الحكومي على ايدي الاجهزة الامنية خلال الحكم الديكتاتور صدام حسين، بعد تغيير النظام عام 2003 واخذت هولاء يشعرون بالإحباط من الحكومة الجديدة لأنهم ما زالوا يعانون من الفقر والحرمان والبطالة ورغم الثروة النفطية العراقية، ولم يشعروا بأي تحسن في حياتهم.
وان السبب الرئيسي لمعاناة الشعب، ان دول الجوار سيطروا على اقتصاد العراق ليكون سوقاً لبضائعهم ومنبعا الاولية الوفيرة الرخيصة, وبهذا وضح بكل الوضوح السبب الذي يدفع البعض الى محاربة الصناعة الوطنية والانتاج الزراعي. وهذا بالطبع يفقد الشعب مصدر رزقه وعدم ترويج بضائعه في اسواق العراق . ونجد عملاء دول الجوار يحاربون الصناعة الوطنية والانتاج الزراعي بكل الوسائل المطروحة وغير المشروعة.
هنا تبينت، أن الحكومة العراقية غير مستعدة للعمل بأي ثمن من خدمة المجتمع خدمة صحيحة وانها ليست قادرا على اناطة كل عملها بمصالح الشعب، لانها افلست سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وحتى فكريا وبعد ان استفحلت المتناقضات بين الاحزاب المتنفذة نتيجة للتفاوت بين سرقاتهم. لذلك عصفت بوجه الفاسدين مجموعة من الشباب التي نفخت بهم روح التضحية والنضال بعد ان كاد اليأس يتسرب الى قلوبهم وارشدتهم الى طريق الخلاص من الحكومة الفاسدة والفاشلة والمطالبة ترحيل الحكومة .. من الطبيعي ان تركز الحكومة من خلال الاجهزة الامنية المتنوعة على القمع وبجميع الوسائل الوحشية على المنفضين!!!
شرارات اندلعت واذا بشظاياها تصاب المسؤولين الفاسدين فيحرقهم. واذا بهم مذهولين. خائفين وكيانهم يهتز من هذه الشرارات. لذلك تحاول الطبقة الحاكمة الفاسدة معاملة المنتفضين بكل قساوة وارهابهم بكل وسيلة وحملهم على كسر الانتفاضة والقضاء عليها مهما كانت النتائج المرة. فأخذت الاجهزة الامنية تطلق النار في الهواء اولا وبعد ذلك أخذت توجهه نحو المنتفضين فأخذ الرصاص يخترق اجسامهم, الى جانب اختطاف الناشطين وتعذيبهم .
مطالب المتظاهرين مشروعة، وعلى الحكومة العراقية وان تستجيب لها وتؤمن للشعب العراقي حياة افضل، وابتعاد عن الاجندات الاقليمية التي تفرض نفسها على المشهد السياسي العراقي، ان تكون للعراق اجندته الخاصة به وليست اجندات خارجية !!!

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1382 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع