محمود الوندي
قراءة متأنية في مفهوم الاعلام والهجرة
لوسائل الاعلام دور مهم وخطير في توجيه وعي المتلقي من كافة الأعمار من خلال ضخ الكم الهائل من المعلومات ، يؤكد العلماء في هذا المجال على أن دور هذه المؤسسات الأعلامية يعد من الأدوار الخطيرة في توجيه التطور والحضارة البشرية ومن خلال معرفة المجتمع وفي ما يدور في هذا العالم من أحداث ومتغيرات ، كونها أصبحت في متناول الجميع ومن مختلف المستويات الأجتماعية .
كما ان وسائل الاعلام تلعب دورا مهما لعراقيي المهجر في الحفاظ على الهوية الثقافية والقومية لبلدهم ومجتمعهم ، من خلال تحديد العلاقة بين الجمهور المشاهد في المهجر ووسائل الاعلام وخصوصا عند بث البرامج الحية المباشرة ، بحيث تكون لدى هذه الوسائل برامج خاصة للمهاجر للحصول على معلومات مناسبة حول الاحداث المهمة في البلد ، ، وتكون كل الاحداث العالمية وبالاخص المحلية في متناول اليد ، الى جانب ذلك تستفيد هذه الوسائل من الطاقات الابداعية الكامنة لدى المهاجر للتفاعل مع تلك الوسائل من خلال الأخذ والعطاء بين كلا الطرفين وهذا يعتمد على السياسة الاعلامية التي تتبعها الوسائل الاعلامية لأغناء نفسها والمتلقي في آن واحد ومن ثم جعل المتلقي زبونا طالبا للقنوات التي تكون من المفضلات لديه .
لقد عولجت موضوع الهجرة والمهاجرين من خلال العديد من الدراسات ومن جوانب متعددة للمسألة إلا انه من النادر ان تجد دراسات عالجت هذا الموضوع من زاوية علاقته بوسائل الاعلام ، خاصة القنوات الفضائية التي فرضت نفسها من بين وسائل الاعلام على المشاهد المتلقي بشكل كبير وتأثيرها على حياة الفرد المهاجر اليومي ، بعد ان غزت الفضائيات دور الناس وأحدثت ثورة عملاقة في عالم المعلومات التي كانت سابقا حكرا على الصحافة الورقية والاذاعات ومحطات التلفزة الموجهة .
إن موضوع العلاقة بين الانسان في المهجر والقنوات الفضائية لم تحضى أهتمام الدارسين والباحثين الا قليلا ، ألا أننا ندرك مدى أهتمام الناس في المهجر بهذه الوسيلة وذلك لأسباب عديدة لا يسع المجال هنا لتناولها غير أننا نوجز ذلك في ظاهرة الحنين الى الوطن بكل ما تحمل هذه العبارة من تفاصيل منها اللغة والثقافة التي ترعرع معها منذ الطفولة والرغبة في سماع الموروث الغنائي الى آخر ما يمكن قوله في هذا الصدد .
أهمية التوجية الاعلامي الى أفراد المهاجرين تتناسب طرديا مع عدد المهاجرين ، فكلما زاد عددهم كلما كان التوجه أهم ، فعدد المهاجرين في تزايد مستمر تبعا للتباين الكبير بين الدول الصناعية ومستوى المعيشة فيها وبين دول الشرق أوسطية التي تعاني من فساد أقتصادي وسياسي وأداري وعدم وجود فرص العمل بالاضافة الى الوضع الامني الذي يزداد سوءا يوم بعد آخر .
1067 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع