حكومة الكاظمي على المحـكّ الدامي

                                                

                          د.مؤيد عبد الستار

حكومة الكاظمي على المحـكّ الدامي

أخيرا استطاع الكاظمي الخروج من عنق الزجاجة وجاء بوزرائه الذين جلسوا على صهوة الكراسي الوثيرة في انتظار اكتمال حكومة ما زالت تحاول التقاط انفاسها والخروج ربما بعملية قيصيرية قد يُـستدعى لها أمهر الجراحين من وراء الحدود كي يضعوا المولود الجديد على السكة ليمشي الهوينا عسى أن يحقق بعض المطالب المستعصية على الحل للعراق المدرج على لائحة الافلاس الاقتصادي والازمات الصحية والسياسية .

حاول الكاظمي في لقطات مصورة لاولى ظهوره التعبير عن نواياه من خلال بعض المواقف الايجابية مثل رفض الوساطات والرشاوي مهددا أخـاه بالابتعاد عن الاسلوب السائد بين أوساط المسؤولين في اطلاق أيدي ابنائهم واقربائهم في تلقي الرشوة و جني الارباح والاستيلاء على المناصب دون وجه حق ما تسبب في انتشار الفساد في جميع مفاصل السلطة الحاكمة ، القابضة على مصادر المال والسلاح وريع الانتاج النفطي من أول برميل نفط ينتج في البصرة الى آخر صفيحة - تنكة - بنزين تباع في محطات تعبئة الوقود .
كما أصدر بعض القرارات وأعاد بعض العسكريين المغضوب عليهم من قبل الحكومة السابقة في إشارة الى رغبة في إزالة الظلم الذي لحـق باسماء لها رصيد شعبي وأبلت بلاء حسنا في القيام بالمهام المنوطة بها ، وامتلك الشجاعة في انهاء خدمات من وقف وبرر قتل المتظاهرين في الاحتجاجات المعروفة بانتفاضة تشرين - اكتوبر - التي مازالت جذوتها موقدة رغم اسدال وباء كورونا الستار على عنفوانها ولا شك انه ستار موقت سيرتفع حالما تستجد الظروف المناسبة له إن لم تحقـق حكومة الكاظمي ما تنشده الجماهير من مطالب مشروعة .
الكاظمي أمام مهام لا يـُستهان بها ، ولكن لا أحد يتوهم أنه سيتمكن من تحقيق آمال العراقيين الكبيرة ، حسبه أن يحقق بعض المطالب المستعجله التي تهيئ القاعدة السليمة للمسيرة القادمة التي تقع على كاهل الاحزاب والقوى السياسية الوطنية الديمقراطية والقوى المدنية والشخصيات السياسية النزيهة التي تروم الاصلاح واعادة الامور الى جادة الصواب ، لا السير بعربة السلطة في متاهات الفساد وطرق الجهل والتخلف والخرافات .
ونرى ان من الضروري الاعتماد على مستشارين أكفاء وتشكيل مؤسسات علمية لابداء الرأي ووضع الخطط السريعة لمعالجة الاشكالات القائمة التي تحد من امكانية الاصلاح ، وعلى الخصوص وضع هيكلية للقضاء المستقل حقا كي يصبح الاداة الفعالة لمواجهة الفساد .
ونأمل أن تبادر حكومة الكاظمي الى اتخاذ الاجراءات التالية :
1- تأليف مفوضية نزيهة ومستقلة قدر المستطاع تضمن انجاز انتخابات مقبولة في المستقبل القريب .
2- انشاء محكمة مختصة لمحاكمة اللصوص واستعادة الاموال والممتلكات العائدة للدولة باسرع وقت ممكن ، والاقتصاص ممن هاجم المتظاهرين وقتل المئات وجرح الالاف منهم .
3- تشريع قانون لتحريم الفصل العشائري وإحالة القضايا الجنائية الى المحاكم المختصة للبت فيها .
4- الغاء جميع الوضائف في السفارات العراقية التي استولى عليها أقارب المسؤولين دون كفاءة .
5- تشكيل مجلس اقتصادي علمي لمعالجة المشاكل الاقتصادية الصناعية والزراعية في العراق .
6 - تشكيل لجنة بمشاركة وزارة الري لترشيد استخدام المياه في العراق .
7 - الاستعانة بخبراء النفط العراقيين لمعالجة المشاكل المستحدثة في بيع النفط وتسويقه والبحث عن بدائل للموارد المالية ما دامت أسعار النفط في هبوط مستمر .
8- تأليف لجنة لمعالجة أزمة السكن في العراق ووضع الحلول العملية للنهوض بالمشاريع العمرانية والسكنية .
9- الاستفادة من كفاءات أبناء القوميات والديانات والمذاهب في العراق ومنحهم مناصب وكلاء وزارات مثل الايزديين والمندائيين والكلدان والاشوريين والكرد الفيلين على سبيل المثال .
10 - تأليف لجنة خبراء بالاشتراك مع وزارة الكهرباء لمعالجة نقص الطاقة الكهربائية وايجاد الحلول العملية لمشكلة الكهرباء .
هذا غيض من فيض تستوجب معالجته من قبل حكومة الكاظمي في بداية تأليفها.
ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

725 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع