د.مؤيد عبد الستار
الكاظمي والقفازات المخملية
نجح الكاظمي في الوصول الى سدة رئاسة الوزراء بعد أن فشل ثلاثة مرشحين قبله في الحصول على كرسي الرئاسة ، أول الفاشلين كان عادل عبد المهدي الذي رفضته الجماهير منذ مكرمته العدسية التي افتتح بها عهده البائد ، ناهيك عن القتلى والجرحى الذين استشهدوا في ساحة التحرير بسبب مطالبتهم بالاصلاح ومحاسبة الفاسدين .
اما ثاني وثالث الفاشلين في الحصول على منصب رئيس الوزراء فهما محمد توفيق علاوي و عدنان الزرفي، لندع أمرهما جانبا لحين حصولهما على منصب منشود في المستقبل .
وليس من باب المفارقات اننا لم نجد لدى رئيس الوزراء الكاظمي منذ استلامه الرئاسة ما يوحي بمنهج واضح محدد يـسيـر عليه في مكافحة الفساد ونهب المال العام وتقليص الرواتب والمخصصات المليونية لمن هب ودب في الرئاسات والوزارات وغير ذلك من مناصب لا يعلم بها الا الله و الراسخون في العلم .
تقتضي الازمة الملازمة للحكم في العراق منذ سقوط عصابة صدام عام 2003 علاجا فعالا في عدة مجالات اولها القضاء على الفساد وسرقة المال العام وثانيها معالجة الفقر والبطالة المتفشية بين الشباب
ولن يتم ذلك دون شحذ الهمم والاعتماد على قوة جماهيرية ضاغطة تساعد على اتخاذ قرارات سريعة لاعادة الاموال المنهوبة وتقنين الرواتب العالية وايقاف الرواتب الفضائية ولا مناص من الاسراع بتنفيذ الخطوات اللازمة لانهاء الفساد والرشوة والعمل على اعادة العراق الى جادة الصواب واشاعة النزاهة ونظافة اليد في مؤسسات الدولة والدوائر المسؤولة .
أثار التوجيه الاخير للكاظمي بشأن الرواتب ومخصصات رفحاء الامل في أن يتحلى رئيس الوزراء بالشجاعة المطلوبة ويصدر قرارات تنفيذية حاسمة تتجاوز الروتين الوظيفي وتحاسب الفاسدين والمرتشين بشدة وعدم التهاون بشأن مرتكبي جرائم سرقة المال العام وسوء التصرف به .
إن محاولة الكاظمي التعامل مع الفساد وسوء الادارة باسلوب استخدام القفازات المخملية واصدار القرارات السلحفاتية التي تمشي الهوينى سـتجعله ريشة في مهب الريح عاجزا عن تحقيق آمال الجماهير العريضة التي تنتظر الحد الادنى من العيش الكريم في وطن خال من البؤس والفاقة ، عراق يصدر ملايين البراميل النفطية كل يوم ، وتذهب أمواله هباء الى أصحاب اللحى المنفوشة والكروش المنفوخة والعقول المغشوشة .
1107 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع