داود البصري
إستماتة زعيم حزب الله اللبناني/ الإيراني حسن نصر الله في الدفاع عن نظام بشار أسد قد وصلت لحدود خرافية وبما تجاوز كل المتعارف عليه في ضوابط العلاقات التحالفية بين الأطراف السياسية ،
فلقد سخر حسن نصر الله الخطاب الفكري و السياسي و العاطفي الشيعي وجيره بالكامل بكل مضامينه و شعاراته الكربلائية ودلالالته الإستشهادية و الروحية صوب الدفاع عن نظام البعث السوري و بشكل لا رجعة فيه للأبد ! وبما يشكل إهانة حقيقية لذلك الفكر الرافض للظلم و المتمرد على الطواغيت ، فحسن نصر الله وهو يخطب في جنوده في منطقة الهرمل اللبنانية قبل إرسالهم لمحرقة الموت السورية قد إستعار و شوه الخطاب الفكري الشيعي بالكامل وخرج حتى عن الحدود الدنيا للياقة و تحول لتكفيري وهو يحرض ضد أبطال المقاومة السورية و يصفهم بما ليس فيهم بل و يعتبرهم ( كفرة )!! رغم أنه و قواته و من خلفه الحرس الثوري من يعتدي على حرمة الأراضي السورية و من يمارس التطهير الطائفي و العرقي في بلاد الشام ، لقد تعجبت أشد العجب من حالة الضياع الفكري و الإنحدار السلوكي و تيهان البوصلة المفرط و العدواني لدى نصر الله وحيث كشر عن أنيابه و أبرز أظافره و هو يقرر بناءا على أوامر سادته في طهران خوض ( معركة المصير الواحد ) مع النظام السوري و التي يبدو أن نهايتها الوشيكة بإنتصار أحرار الشام ستحول حزب الله لمنظمة بائسة خارجة عن القانون و متمردة على المنطق و مبتعدة عن جادة الحق و الصواب ، لقد اثبت الحزب و تحت قيادة نصر الله بأنه مجرد منظمة إرهابية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني ، و لا يراعي مصالح الطائفة الشيعية و لا مستقبلها و اسس وجودها الكياني في الشرق القديم ، لقد رفض احرار الشيعة في لبنان ذلك التورط القذر في سفك دماء السوريين خدمة لنظام طاغي و باغي و لا علاقة له لا بالعروبة و لا بالإسلام بل بالإستبداد و الهيمنة و التسلط وقهر الناس ، فالشيخ صبحي الطفيلي القائد السابق لحزب الله أدان ممارسات نصر الله باشد العبارات ، وكذلك فعل السيد علي الأمين و اهل التيار الشيعي الحر في لبنان الذين رفضوا أن تكون دماء الشباب الشيعي اللبناني مسفوكة في خدمة القتلة و المجرمين في الشام ، لقد إعتبر نصر الله المعركة القذرة ضد أحرار الشام بمثابة نصرة لأهل البيت!! وهذا منطق إعوج و مرفوض ، كما صرح بأنه لن يسمح بأن تسبى السيدة ( زينب ) رضي الله عنها و أرضاها مرتين!! وهو شعار تدليسي مريض و مشوه لحقيقة الوضع السوري ، فالمعركة في الشام ليس ضد أهل بيت النبوة ابدا بل ضد اهل بيت الخيانة و الإرهاب في السلطة الأسدية الحاكمة ، وضد تسلط وهيمنة حزب البعث و شبيحته و مخابراته المجرمة التي سامت السوريين العذاب طيلة نصف قرن من الزمان ، ولا أدري كيف يتحول الدفاع عن حزب البعث السوري لدفاع عن الإمام الحسين ( رض ) ؟ فهل كان الحسين بعثيا ؟ وهل يرضى اهلنا الشيعة في لبنان أن يكونوا مجرد وقود رخيص لحرب قذرة يشنها نظام القتل الأسدي ضد شعبه ؟ وكيف يرتضي الشباب الشيعي اللبناني لنفسه أن يغيب عقله و يقدم نفسه فداءا لحسن نصر الله الهارب من الأيام و المختبيء في الجحور ، و الذي لا يظهر إلا من خلال الشاشات العملاقة كشبح بعيد ؟ لماذا لا يحمل نصر الله بندقيته و يذهب للقتال في الشام بنفسه بدلا من إرسال الشباب المغرر بهم الذين يعودون جثثا متفحمة في معركة ليست معركتهم و تحت شعارات تدليسية و تكفيرية لجأ إليها نصر الله بعد أن أعيته الحيلة و فقد القدرة على التركيز و التبصر و أضاع البوصلة و أرتضى لنفسه أن يبيع دينه و مذهب أهل البيت الكرام من أجل خدمة المصالح الإيرانية ! ، كل شعارات ( التشبيح ) التي أطلقها نصر الله ليست سوى هراء و هشيم تذروه الرياح ، فقد فاحت الروائح العطنة ، و كشف المستور ، وسقطت آخر أوراق التوت عن عورات أهل الدجل و الخرافة ، وظهر نصر الله على حقيقته كشبيح قاتل و تكفيري بائس وهو يمضغ بشعارات الحرية و الإستشهاد ، لقد خان القتلة مباديء سيد الشهداء الإمام الحسين ( رض ) و تحولوا لبائسين سيلعنهم التاريخ و الشعوب الحرة ، و تبا وبؤسا للقوم الظالمين و الدجالين.....
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1361 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع