داود البصري
الخطوات الجريئة للأجهزة الأمنية في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين بشأن تفعيل مقررات مجلس التعاون الخليجي الأمنية و السيادية حول التعامل مع الخلايا الإيرانية الشيطانية السرية بما فيها مصادر التمويل و التعبئة و الحشد اللوجستي..
قد أثمرت نتائجا سريعة تمثلت في محاصرة أنشطة حزب الشيطان الإيراني و التضييق الفعلي على مساحات تحركه مما أدى لتسلل العديد من حلقاته و تحولها نحو مسارب أخرى و آفاق جديدة ، والتسلل الإيراني معروف عنه تاريخيا أنه يتحول و يتشكل بنعومة وسلاسة ووفقا لمقتضيات المرحلة و ظروفها و متطلبانها التي تفرض توجهات جديدة تحاول إستغلال الثغرات المتواجدة أو الفرص السانحة لإستغلالها و بناء رؤوس جسور و مواقع متقدمة تتحقق من خلالها الأهداف ، فالسفارات الإيرانية في الخارج هي بمثابة ( عين الولي الفقيه ) ومركز تعبوي إستخباري متقدم يتم من خلالها و تحت غطاء العمل الدبلوماسي إختراق العديد من المواقع و بناء الكثير من الخلايا السرية و حتى العلنية و توظيف اللوبيات وجماعات المصالح في خدمة الأهداف الإيرانية ، وما من شك في أن الحملات الأمنية الخليجية في الإمارات و البحرين قد لعبت دورا حاسما في إعادة توجيه العمل الإستخباري الإيراني من خلال الوكلاء و شبكات العلاقات الخاصة في التركيز على مناطق عمل جديدة يتم خلالها إستغلال مساحات التسامح و الإنفتاح و أجواء الإستثمار في تأسيس مصالح عمل إستخبارية إيرانية ذات مردود مالي و إستثماري و نفعي وحتى مستقبلي على الأجهزة الإيرانية المختصة ، حدث ذلك في المملكة المغربية و في مدنها الكبرى كالدار البيضاء ( كازابلانكا ) تحديدا ، وحيث تسللت مجموعة المصالح المالية الإستثمارية التابعة لحزب خدا الإيراني اللبناني لإنشاء مطاعم و مخابز و أفران للخبز اللبناني إضافة لشركات أخرى في مدن مغربية أخرى تصب حصيلتها في خزانة حزب حسن نصر الله و تعود بفوائدها المباشرة على النظام الإيراني! من خلال تأسيس خلايا مذهبية إيرانية الولاء في شمال المغرب تحديدا! وهذه معلومات خاصة مستقاة من مصادر أمنية خاصة وليست مجرد تكهنات! ، ومعروف أمر العديد من الشركات الإيرانية و بعض أصحاب رؤوس الأموال من اللبنانيين المرتبطين بحزب الله أو بالمخابرات السورية الذين يتخذون من بعض دول الخليج العربي قاعدة إستثمارية لهم بل و يمتلكون لوبيات خاصة ضمن أروقة بعض مؤسسات السلطة في الخليج العربي!! و تلك أمور معروفة وليست بحاجة للتفصيلات المملة ، و اللبيب من الإشارة يفهم..!.. اليوم وضمن إطار الهجمة الإيرانية الشرسة ضمن قاعدة بيانات الحرب الطائفية المجنونة التي أشعل فتيلها حزب حسن نصر الله اللبناني و المهددة لقواعد و أسس و أنظمة الحكم في دول الخليج العربي و لحالة السلام الأهلي تبدو مجموعة المصالح المالية و الإستثمارية في غاية الأهمية كسلاح نوعي و عصري يمكن من خلاله التجاوز على نقاط المراقبة الأمنية و بالتالي إختراق الحصون الداخلية للمجتمعات الخليجية من خلال البوابة المالية وهي مهمة و فاعلة للغاية في حروب فرض الإرادة السائدة حاليا ، و قيام الحرس الثوري الإيراني الإرهابي من خلال وكلائه الإقليميين المعروفين بإنشاء الشركات المالية و العقارية وحتى الإعلامية في بعض دول الخليج العربي و التي تمول و تساند حركات التخريب الطائفية معروف أمرها و مفضوح بالكامل ملفها العامر بالفضائح !! ، و لكن الأسلوب الحركي الجديد للوبي الإيراني في الخليج العربي بات اليوم محددا بشكل واضح في تسلل إيراني من خلال غطاء حزب الله اللبناني و من خلف شركات إستثمارية لتأسيس المطاعم و الأفران الأوتوماتيكية الإيرانية و اللبنانية في سلطنة عمان التي تشهد اليوم أجواء إنفتاحية مرتبطة بالدبلوماسية الخاصة التي تمارسها السلطنة وفق أسلوب نوعي مختلف عن بقية دول الخليج العربي ، فاللسلطنة والعمل الدبلوماسي سوابق و ثوابت و مواقف مختلفة نوعيا ، فهي مثلا تحاول المحافظة على مسافة واحدة من جميع أطراف الصراع الإقليمي المتشابكة! ، كما أن علاقتها التاريخية و الخاصة جدا بإيران سواءا أيام نظام الشاه الراحل أو النظام الحالي تفرض عليها توجهات دبلوماسية مختلفة ، و تلك النظرة الإنفتاحية و التي تحاول تجنيب المنطقة الخليجية نتائج ردود أفعال متعصبة و غير محمودة العواقب ، و تلك النظرة السلطانية المتميزة التي رسمت ملامحا لدبلوماسية مختلفة ومميزة إستغل الإيرانيون وحلفاؤهم مساحات التسامح فيها ليحاولوا دخول الساحة العمانية و توفير ملاذات آمنة لشركاتهم المرتبطة بالحرس الثوري وحزب الله في السلطنة و إستعدادا و إنتظارا لتأسيس خلايا سرية و لوبيات سياسية و إقتصادية تحقق الأغراض الإيرانية المشبوهة ، فهنالك العديد العديد من المطاعم و المخابز و الشركات الإيرانية أو تلك المعنونة لبنانيا ولكنها إيرانية التمويل تحاول اليوم التغلغل الهاديء في سلطنة عمان و تجنب صخب الملاحقات الأمنية و الإستخبارية لدولتي الإمارات و البحرين... الإيرانيون وعبر التاريخ يتسللون للمخادع العربية كالأفعى الناعمة... فالحذر ثم الحذر....!.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
890 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع