عائلة جميل الملّا خليل النقيب - الجزء الأول

                                                       

               الأستاذ الدكتور باسل يونس ذنون الخياط

      

عائلة جميل الملّا خليل النقيب -الجزء الأول

جميل الملّا خليل النقيب (١٨٧٥-١٩٥٤م) من شخصيات القرنين التاسع عشر والعشرين، ينتمي إلى عائلة النقيب، وهم من السادة الأشراف ويرجع نسبهم إلى جدّهم الأكبر عبيد الله بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الإمام الحسين (ع).

جميل الملّا خليل من مواليد الموصل، سكنت عائلته بالقرب من الجامع النوري الكبير، وتزوج زوجتان ورُزق من الزوجة الأولى (خليل، جمال، بدرية و صبيحة). وبعد وفاة زوجته تزوج من زوجة ثانية هي (فوزية عبد الله الملّاح)، ومن اقربائها المرحوم الدكتور قًدامة عبد الله صدّيق الملاح، حيث كان والدها ابن عم جد الدكتور قُدامة، وقد رُزق منها: (فوزي، سعدي، زهير، خلدون، زياد، سهاد و سعاد). ولم يبقى على قيد الحياة من أولاده الآن سوى خلدون وسهاد.

لقد كان جميل الملّا خليل مديرا لمال لواء الموصل، ونظرا لكفاءته تم تعينه مديرا لناحية الشرقاط. وفي زمنه تسبب شيوخ العشائر بإشكالات مع الدولة، فقام (جميل الملا خليل) بإرسال (قولجي) لجلبهم الى مقره لمحاسبتهم، و (القولجي) هو من رجال الشرطة، ولكنه لا يرتدي الزي الرسمي. كما عمل (جميل الملّا خليل) قائم مقاما لقضاء عقرة في العشرينات.

لقد كان (جميل الملّا خليل) من الشخصيات الوطنية، وتربطه علاقة وطيدة مع الناشط الموصلي ذو التوجه القومي سعيد ثابت (1883-1941) والذي كان من أقطاب الحركة الوطنية في العراق ومن رفاق الملك فيصل الأول؛ وهو والد المناضلان المعروفان أياد سعيد ثابت ويسرى سعيد ثابت.

لقد كتب (جميل الملّا خليل) رسالة إلى رئيس الوزراء نوري السعيد (1888-1958)، بعد نقاش مع صديقه سعيد ثابت، يطالبه فيها بالاستقالة لاعتقاده أن نوري السعيد كان يعمل ضد مصالح العراق وتغليبه مصالح الإنكليز على مصالح العراق. فقام الأخير بإعفائه من منصبه وأحاله على التقاعد لأسباب سياسية.

      

لقد خلَّف (جميل الملّا خليل) سبعة أبناء؛ منهم مَن ترك بصمات على خارطة العراق والعالم العربي، وهؤلاء الأولاد السبعة هم:

• اللواء الركن خليل جميل (1909-1983) وهو آخر معاون لرئيس أركان الجيش العراقي في العهد الملكي.

• الرئيس (النقيب) جمــال جميــل (1913-1949) الذي قاد (ثورة الدستور اليمنية) سنة 1948م.

• فوزي جميل وهو ضابط خريج الكلية العسكرية وعمل مُدرسا فيها وزامل الرئيس العراقي السابق أحمد حسن البكر.

• سعدي جميل وهو ضابط إداري.

• زهير جميل تطوع في الجيش واشتغل بالأعمال الحرة.

• رجل الأعمال الدكتور خلدون جميل والد الكاتب المعروف الأستاذ زيد خلدون جميل.

• زياد جميل ماجستير لغات (لغة فرنسية)، عمل أستاذا في جامعة الموصل ثم نقل خدماته إلى جامعة بغداد.

       

اللواء الركن خليل جميل (1909- 1983):
اللواء الركن خليل جميل من الشخصيات العسكرية المرموقة، هو أول آمر كتيبة عسكرية هندسية عراقية، ومؤسس معسكر الرشيد ومعسكر التاجي في بغداد، وهو آخر معاون لرئيس أركان الجيش العراقي في العهد الملكي، كما أنه (آمر الفيضان) لإنقاذ بغداد من كارثة الفيضان سنة 1954.

ولد خليل جميل في الموصل ودرس في مدارسها، وكان الأول على العراق في (المدرسة الخُضرية). دخل الكلية العسكرية وكان الأول على الدورة الرابعة في الكلية العسكرية، كما كان الأول على دفعته في الهندسة العسكرية في بريطانيا. ثم دخل كلية الأركان وكان فيها الأول على أقرانه.

تدرج في الرُتب والمناصب العسكرية حتى وصل إلى رتبة عقيد ركن، فأصبح أول آمر لصنف الهندسة في العراق.

عينته الحكومة العراقية في العام 1954 (آمر الفيضان) لإنقاذ بغداد من كارثة الفيضان الذي كاد أن يُدمِّر العاصمة العراقية، ومنحته جميع صلاحيات وامتيازات الحاكم العسكري للعاصمة. وهي مهمة جسيمة نجح في تحقيقها بامتيازه. وقد منحه جلالة الملك فيصل الثاني (1935- 1958) وساما تقديرا لإنجازاته.

رُفع العميد الركن خليل جميل إلى رتبة لواء ركن وعُين أمينا عاما للجنة العسكرية لحلف بغداد عام 1956، وبقي في هذا المنصب حتى انقلاب الرابع عشر من تموز/ يوليو عام 1958.

شغل منصب معاون رئيس أركان الجيش العراقي في أواخر خدمته، وعندما وقع انقلاب 1958 زُج به في السجن لمدة سنة من قِبل عبد الكريم قاسم (1914-1963) قبل أن يُطلق سراحه بطريقة مهينة. وقد قضى بقية حياته متقاعدا وتوفي عام 1983 بعد مرض عضال.

لقد نشر اللواء الركن خليل جميل أحد عشر كتابا في مجال الهندسة العسكرية، منها:
• هندسة الميدان، ثلاثة أجزاء، 1947.
• الموانع لجميع الصفوف، 1948.
• التحصين، 1949.
• حرب الألغام، 1950.
• عبور الأنهر لجميع الصفوف.
• الألغام والمصائد لجميع الصفوف.

   

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

589 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع