سعد السامرائي
الببغاء وتأثيرها على العراقيين .!
تتكون متماثلة شخصية الشعوب من خلال طبيعة ما يحيط حدودها والعوامل الخاصة والتجارب التي تؤثر فيها وتكاد تنتج هذه التأثيرات تشابه في سلوكيات معينة محددة قد تكون غريبة , كل هذه المؤثرات تضغط تغييرا على فطرة الانسان التي ولد عليها وكونت شخصيته بدءاً من تأثير الوالدين والاهل في البيت و الاصحاب فالمدرسة ,ولأن عقل الانسان حين يولد يكون اشبه بقارورة فارغة يتم ملؤها واستيعابها بتجارب جديدة يتم تخزينها تباعا ووفقا لتأثيرها المباشر عليه , العراقي اضافة لماذكرنا فانه قد تعرض لعقبات كثيرة وضعت تواصله الذهني امام وضع جديد سببه تشضي العقائد والاحداث المتعددة التي مرت عليه خلال فترة طفولته وشبابه ورجولته مما جعلت بعضهم في كثير من الاحيان يفقدون واقع المباديء الحقيقية التي كونوها من محيطهم مما اثرت أحياناعلى مستوى التواصل بينهم وبين الحقيقة والافراد وحتى المجتمع والعقائد الفكرية والعقلية للاخرين فتحول كثير منهم اما لقطيع متبع أو كافرين بالواقع وكل قيمه اضافة للسواد الاعظم المكمل لقوانين الماضي ,فالعراقيون أواخر مواليد الاربعينات صعودا للسبعينيات توالت عليهم افكاراً متعددة كما ذكرنا اضافة لكثرة الاحزاب التي ظهرت الى الحروب التي خاضوها او أثرت عليهم بحيث لم يعود البعض منهم قادرا احيانا على التمييز بين هذا وذاك او هذه وتلك لأن الاحداث كانت تحصل سراعا لا تعطي للبعض فرصة التفكير وتحليل الامور أو حتى الاختيار! فكان دائما يتسائل لماذا وماذا يريد الاخرون منا وما هو الحل وعلى شاكلة هذه التسائلات التي لا تجد جوابا في حينها ولأنه تعرض واستمع وقرأ و حلل اراء وتحليلات كثيرة تولدت لديه حالة مميزة من الكبرياء والغرور والقوة جعلته يعتقد في بعض الاحيان أن تحليله وتفكيره صحيحا بينما انه قد يكون قد استمع له أو قرأه من الاخرين لكنه اعتقد ان هذا تحليله الشخصي بسبب تداخل المعلومات وكثرتها فتشبث به ! فبرأي انه قد يصل بسبب هذه الصفات الى رفض الاعتراف بالحقيقة فيقوم باعادة صياغة الأحداث بما يتلائم مع كبرياءه أو غروره أو نرجسيته فمثل هؤلاء لن يستطعيون الوصول للمرحلة الثانية من بعد الفهم و تحليل الامر بصورة صحيحة ويكونوا قادرين على ايجاد الحلول المناسبة فنتيجة الماسي الكثيرة التي تعرض لها العقل العراقي فان كثيراُ منهم أصبح برأي يفضل (الكذبة العذبة على الحقيقة المرة ) مما يؤدي حتما لفقدان التواصل بينه وبين الحقيقة المجردة أوايجاد الحلول المناسبة للمشاكل . ساذكر مثالين اثنين هنا وهما الاقليم السني و المشاركة بالانتخابات .
هذان الموضوعان يلاقيان معارضة كبيرة تكاد تصل لديكتاتورية القرار فالرافضين لقيام الاقليم السني في الغالب يناقشون ويحللون الامر من منطق اكاديمي جامد او تابع لنظريات صيغت بأوقات وظروف غير التي نعيشها أو من فكرة زرعتها فيهم الجهة العميلة نفسها لأن انشاء الاقليم حدث لا يخدم مصالحهم ولا عقيدتهم او اتباعهم الاعمى للفرس الذين يسعون للهيمنةالكاملة . فمثل هؤلاء الرافضون لا يستطيعون الهروب من الافكار التي خزنت في عقولهم .أما رافضي المشاركة بالانتخابات فاغلقت لديهم بلا شك منافذ النجاة فلذلك هم يرفضون باصرار عنيف أي فكرة تدعوا للمشاركة بالانتخابات بل ايضا يخوّنون من يدعوا اليها .. هؤلاء يفقدون لحس اعطاء الاستحقاق المنصف لدراسة هذا الحدث وفهم ابوابه المتعددة. فلقد سبق وان امتنع العراقيين عن المشاركة بالانتخابات فماذا حدث.؟ (وفقا لعقلية الدارس لمشاكل الشعوب فان الحكومة ستسقط ولن يتعامل معها دول العالم) للأسف ذلك لم يحدث لأن العالم لا يكترث بنا بل انه يعمل من أن لا تقوم لنا قائمة فعليه فالمقاطعة لن تكون نافعة ناهيك عن أن من يرغب في المشاركة بقوة هم شباب الانتفاضة الذين يعملون بجهد كبير من اجل اثبات صدقيتهم واهدافهم بالتخلص من نتائج الاحتلالين الامريكي والفارسي (فلماذا نعمل على ايجاد تقاطع بيننا وبينهم ) لنترك لهم المجال يجربوا بانفسهم ما نعرفه نحن من ان قوى الظلام لن تسمح لهم بازاحتهم وسيكون هناك تزوير وكل شيء من اجل بقائهم وعليه فبرأي وهذا ما يجب أن نسعى عليه كي نبقى بطرف واحد ضد الفساد هو أن نترك مجال المشاركة بالانتخابات مفتوحا بل نشجع أكبر عدد منهم على المشاركة كي تتولد حقيقة الادعاءات المزيفة بالحرية والديمقراطية من أجل أن يفهم الجميع فشل الحراك السلمي فيتحولوا مجبورون للكفاح المسلح طريقا للتحرير او التغيير.
لقد اساء أولئك الرافضون استخدام التعاطف في مرحلتين : الاولى لم يتعاطفوا مع المعاناة من قتل وتعذيب وتشريد والاستيلاء على املاك سكنة المدن ذات الغالبية السنية.. فيفهمون مسببات دعواهم للأقليم مهما سيحمل من فساد وأفرطوا بالثانية بالتعاطف مع الرأي القائل كل ما بني على الاستعمار فهو باطل وهذا صحيح لكنه غلب عليهم ان الاستمرار على هذا النهج لن يغير شيء بل( سيزيد من وتيرة استمرار بقاء الاحتلال وتشكيلاته وتبعاته السيئة ضد الوطن والشعب) وقطعوا ثم رفضوا مناقشة هذه الامور الخطيرة ففقدوا في خضم ذلك اعطاء الاستحقاق اللازم لحل هذه القضية, فأنت حين تطرح هذا الامر عليهم تكون مغالق تفكيرهم كلها تصطدم بكلمة لا, بل يتجاوزوا العقلنة وقبول الرأي الاخر بتكفيرك او اتهامك بانك اخر المنحرفين او المشاركين بالمؤامرة و لا يشعرون بانهم هم انفسهم من يشارك هذه المؤامرة من غير وعي لانهم فقدوا التواصل بين عيونهم وعقلهم فاصبحوا كالببغاء يرددون ما تم تلقينهم! .هؤلاء لن يستيقضوا للاسف الا بعد خراب البصرة.فهل من مدكر ؟!
768 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع