نداء عاجل إلى شعب مصر من أحفاد صلاح الدين الأيوبي

 

نداء عاجل إلى شعب مصر من أحفاد صلاح الدين الأيوبي
بقلم أ.د. محمد البرزنجي


 
كاتب المقال يتوسط والده علامة العراق المرحوم طاهر اسماعيل البرزنجي والعلامة مصطفى البنجويني يحفظه الله

هذا نداء إلى حكماء الشعب المصري وما أكثرهم وأكرمهم .
 لقد صار الشعب المصري للأسف قاب قوسين أو أدنى من أن ينشق إلى فريقين (المتجردين و المتمردين)، وكلّ فريق يُعلن نفسه مخلّصاً وحيداً للشعب، ويعتبر الطرف الآخر متآمراً مستبداً،  ولا تلوح في الأفق بوادر لإطفاء نار الفتنة لحد اللحظة، سوى ما اتخذه الجيش المصري من تدابير وقائية..  والحل الصائب - والله اعلم - هو إيجاد أرضية محايدة للحوار وتهدئة الخواطر والمشاعر باقصى سرعة ممكنة، يقوم به وجهاء مصر ممن لا مطمع لهم في الحكم، ولا شك في أن الحوار هو أسهل الطرق واقلها تكلفة وأكثرها حقناً للدماء.
        لقد جرّب الأمريكان قبل عقد من الزمان حملة عسكرية هائلة لمقاتلة طالبان، وها هم اليوم يتفاوضون معهم، لإيجاد مخرج سلمي، بينما هما فريقان مختلفان متناقضان فكرياً ومتباعدان جغرافياً، أفلا يكون باستطاعة الفريقين المتخاصمين المصريين أن يتصالحا (وهم أبناء شعب واحد وهم جميع إما مسلمون من أهل السنة والجماعة، أو اقباط أوصى بهم رسول الله خيراً ولأجدادهم رحم وصهر مع رسول الإنسانية والرحمة عليه وعلى موسى وعيسى افضل الصلوات والتسليم)... والمسلمون والأقباط عاشوا قرونا متلاحمين مع بعض، ولا يزال التأريخ يذكر محطات عديدة لتلاحمهما، منها أن الأقباط كشفوا للسلطان الناصر صلاح الدين مؤامرة الفرنجة لانهم كانوا على يقين أن لو سقطت مصر، فسيغرق الجميع، لأنهم جميعاً في سفينة واحدة.
     واليوم نوجه كلمة سواء إلى الأخ الرئيس د محمد مرسي والإخوة في المعارضة، فنقول لهم: أنتم جميعا في سفينة واحدة، وسفن الأعداء محيطة بكم من كل جانب، فاتقوا الله في شعب مصر، وافعلوا كما فعل سيدنا الحسن الهاشمي حين صالَحَ ابن عمّه معاوية رضي الله عنهم، وسميّ العام بعام الجماعة، فلماذا لا نكرّر ما حصل عام الجماعة مرة اخرى؟ ولنا في ذلك السلف الصالح قدوة ومثل ومعتبر.
أليس بإمكانكم يا ساسة مصر أن تجلسوا جميعا أمام أعين الجماهير المنكوبة الجريحة وتعتذروا لشعبكم شعب مصر، وتطووا صفحة الماضي وتبدأوا صفحة جديدة قبل انحدار البلاد إلى هاوية لا يعلم مداها إلا الله.
عسى أن يراكم  الشعب المصري  صفاً واحداً على منصة واحدة، فتهدأ النفوس وتطيب الخواطر، وتبتعد المخاطر... إنني أوجه النداء إلى كل مصريّ حر شريف من وجهاء القوم كفضيلة الشيخ محمد حسان والشيخ المحلاوي والدكتور راغب سرجاني ومشيخة  الأزهر و وزير الدفاع والضباط المتقاعدين الكبار، وكبير أقباط مصر، وكبار رجال القضاء  في مصر، أن يجتمعوا فوراً ويعلنوا سلسلة من التدابير التصالحية بين الطرفين، فلا زال أمامنا عصر يوم الجمعة المباركة ويوم السبت كاملاً .
اللهم احفظ مصر واحفظ شعب مصر واحفظ جيش مصر...
فكلنا مصريو الهوى والهمّ وإن كنّا لانحمل الجنسية المصرية.
أخوكم المؤرخ العراقي الكردي
 د.محمد نجل العلامة طاهر اسماعيل البرزنجي الأزهري
رحمه الله تعالى

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

943 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع