الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
البواكير الاولى لتأسيس نقابة الصحفيين في العراق
حتى نتحدث عن البواكير الاولى لتأسيس نقابة الصحفيين في العراق ، لابد ان نعود قليلا الى الوراء ، الى التاريخ القريب ونقول ان اول جريدة صدرت في العراق خلال العهد العثماني كانت جريدة (زوراء ) في 25 حزيران سنة 1869 وبعدها صدرت جريدة (موصل) في ولاية الموصل وجريدة (بصرة) في ولاية البصرة . كما صدرت بعض الصحف والمجلات بعدئذ وخاصة في عهدي الاحتلال والانتداب البريطانيين وبعد تشكيل الدولة العراقية الحديثة 1921 ، ظهرت صحف ومجلات وصدر قانون المطبوعات سنة 1922 لكن لم تكن ثمة (جمعية ) أو (نقابة ) تجمع الصحفيين العراقيين مع أهمية وجود مثل هذه الجمعية او النقابة في لم شمل الصحفيين ومن يعمل معهم وتنظيمهم في جمعية ، أو نقابة تنظم حال الصحافة العراقية وتدافع عن حقوق الصحفيين .
ويبدو ان الحكومات المتعاقبة في العراق ، ومنذ سنة 1921 ارادت ان يكون للصحفيين جمعية أو نقابة حتى تسهل عليها مراقبتهم وتمنع من ظهور بعض حالات الفوضى في هذا الميدان الواسع من ميادين الحياة .وتشير المدونات والسجلات والوثائق التاريخية الى وجود محاولات لإنشاء جمعية او نقابة للصحفيين ، الا ان تلك المحاولات للأسف لم تنجح كما ينبغي الا بعد قيام ثورة 14 تموز سنة 1958 ، والتي اتاحت الفرصة لتنامي التنظيم النقابي ، وتشكيل الكثير من النقابات وفي مقدمتها ( نقابة الصحفيين ) .
وحتى تكتمل امامنا الصورة ، لابد ان نقف عند البواكير الاولى لإنشاء جمعية او نقابة للصحفيين ، فنقول ان مجلس الوزراء العراقي وجه كتابا الى وزارة الداخلية في العاشر من آب سنة 1932 ، كما تشير الى ذلك الاستاذة سعاد محمد التميمي في رسالتها الموسومة( كامل الجادرجي واسهاماته الصحفية) ، وتناول الكتاب مسألة تشكيل (نقابة للصحفيين ) ، الا ان الموضوع ترك ولم تتم العودة اليه على الرغم من متابعة الديوان الملكي له. وفي السادس من كانون الاول سنة 1932 وجه رئيس الديوان الملكي إلى سكرتير مجلس الوزراء كتابا حول إعلامه بما تم من إجراءات بشأن كتاب مجلس الوزراء الموجه إلى وزارة الداخلية حول تأليف نقابة للصحفيين لكن شيئا من هذا لم يتحقق .
ويشير الدكتور فراس محمد الى المحاولة التي جرت سنة 1936 ، لإنشاء جمعية للصحفيين ويقول في مقال له منشور في الانترنت ورابطه التالي :
http://drfmim.com
انه في يوم الأحد الموافق 15/11/1936 ، اجتمع عند الأستاذ رزوق غنام صاحب جريدة (العراق) 13 صحافيا ، وصاحب جريدة بعد دعوة وجهها لهم، وصار مجموعهم (14 ) صحفيا ، و كان سبب الاجتماع مناقشة فكرة تأسيس نقابة للصحفيين العراقيين، وكان الحضور كلا من الاساتذة رزوق غنام – صاحب جريدة العراق ، و يونس بحري – صاحب جريدة العقاب ، و عبد الرزاق الناصري – صاحب جريدة الأنباء ، وتوفيق السمعاني – رئيس تحرير جريدة الطريق (صاحب جريدة الزمان فيما بعد) ، ويوسف هرمز – صاحب جريدة صوت الشعب ، وميخائيل تيسي – صاحب صحيفة الناقد ، ونجم الدين الكرخي – جريدة الكرخ لصاحبها الملا عبود الكرخي ، وأنور شاؤول – صاحب مجلة الحاصد ، وعبد الأمير الناهض – ابن أخ الملا عبود الكرخي ، ونوري ثابت – صاحب جريدة حبزبوز، وعبد الغفور البدري – صاحب جريدة الاستقلال ، ورفائيل بطي – صاحب صحيفة البلاد ، وسليم حسون – صاحب صحيفة العالم العربي ، وفاضل قاسم راجي – صاحب مجلة فتاة العراق .
وقد تحدث الاستاذ رزوق غنام عن الموضوع وأكد ضرورة التكاتف والتعاضد لاجل اقامة نقابة للصحفيين تحمي حقوقهم حتى لو اختلفت الآراء وقال ان مهنة الصحافة تحتاج هذا التعاضد ولو كان للصحافيين نقابة كان وضعهم صار أفضل، وقد قرر الجميع تشكيل لجنة تقوم بإعداد نظام النقابة ثم تعرضه على الحضور وبعد الاتفاق يعرض على الحكومة ، وكانت اللجنة مؤلفة من الاساتذة رزوق غنام – صاحب جريدة العراق والاستاذ يونس بحري – صاحب جريدة العقاب والاستاذ أنور شاؤول – صاحب مجلة الحاصد والاستاذ توفيق السمعاني – رئيس تحرير جريدة الطريق والاستاذ نوري ثابت – صاحب جريدة حبزبوز وبعد موافقتهم على انتخاب اللجنة القى الاستاذ نوري ثابت كلمة سريعة بالمناسبة و كانت هذه أول لجنة في تاريخ العمل النقابي الصحفي في العراق وأول محاولة موثقة لتأسيس نقابة الصحفيين العراقيين، لكن المشروع فشل بسبب وقوع انقلاب للفريق بكر صدقي في 29 تشرين الأول 1936 .
ان من المناسب القول ان الاستاذ عبد الغفور البدري كان ايضا من المنادين والداعين الى تأسيس نقابة للصحفيين ففي 3 و17 من تشرين الثاني سنة 1937 أي بعد شهر من انقلاب الفريق الركن بكر صدقي اثار مسألة تأسيس نقابة للصحفيين . ولابد ايضا من التأكيد على ان (جماعة الاهالي) والاستاذ كامل الجادرجي سعت من اجل تأسيس نقابة للصحفيين في الثلاثينات كما كان الاستاذ عبد القادر اسماعيل البستاني وهو ايضا من جماعة الاهالي من الداعين لتأسيس نقابة للصحفيين وقد اشرت الى الاجتماع الذي عقد في 17 من تشرين الثاني 1936 في مقر جريدة (العراق) لكن تلك المحاولات لم تنجح .
وقد شهدت السنة 1944 محاولة جديدة لتأسيس نقابة للصحفيين عندما اجتمع عدد من اصحاب الصحف العراقية يوم 12 من كانون الاول سنة 1944 في مقر جريدة ( صوت الاهالي ) التي اصدرها الاستاذ كامل الجادرجي وناقشوا المشروع ونشرت الجريدة في اليوم التالي ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع .
في جريدة (المدى ) وفي واحد من ملاحقها ، واقتباسا من رسالة الاخت الاستاذة سعاد محمد التميمي والتي اشرت اليها آنفا وعنوانها ( كامل الجادرجي واسهاماته الصحفية) والرابط هو : :
https://www.almadasupplements.com/print.php?cat=20871
هناك اشارة الى دور الاستاذ كامل الجادرجي من جماعة الاهالي ومؤسس الحزب الوطني الدمقراطي في تشكيل نقابة للصحفيين ، ومن ذلك انه لم يقف عند ما كانت تنشره جريدة الأهالي من الاهتمام بالتوعية السياسية والاجتماعية لأبناء الشعب، بل سعى جاهدا لجمع شمل الصحفيين في جمعية من شأنها ان تكون منهم سدا منيعا ضد استبداد الحكم ، وطغيانهم ولفتح باب الحوار فيما بينهم للتداول في أمور مهنتهم المقدسة. وقد نظر الجادرجي إلى مسألة تجمع الصحفيين من الزاوية العريضة لمبدأ (حرية الصحافة) ، وهكذا عقد العزم منذ الأربعينيات لتكوين (جمعية الصحفيين ) التي تولى رئاستها منذ تكوينها وظل فيها حتى سنة 1951. وتفصيل ذلك انه
عقد في مكتب ادارة جريدة ( صوت الاهالي) في بغداد اجتماعا لأصحاب الصحف بشأن النقابة حضره كلا من الاساتذة رزوق غنام ، ومحمد مهدي الجواهري ويحيى قاسم ، ونور الدين داود ، وصدر الدين شرف الدين ، ورفائيل بطي ، وكامل الجادرجي في الثاني عشر من شهر كانون الاول سنة 1944 . وقرروا ما يلي:
أولا : الشروع بتأليف نقابة للصحفيين في بغداد وحمل الحكومة على إصدار النظام المتعلق بتأليف النقابة.
ثانيا : الاحتجاج على الحكومة على تجاوز سلطة الرقابة على الصحف حدود سلطتها القانونية ، وتقرر رفع مذكرة تفصيلية مع الاحتجاج بمدى هذا التجاوز.
ثالثا : تقرر ان يعقد الاجتماع الثاني للصحافيين في 17/كانون الأول/1944م في ادارة جريدة العراق .
كان من جملة الذين كانوا وراء تأسيس نقابة الصحفيين فضلا عن الاستاذ كامل الجادرجي صاحب جريدة ( صوت الاهالي) . ومن الموقعين على الاتفاق على تأسيس النقابة الاساتذة نور الدين داؤد صاحب جريدة ( النداء) ، ويحيى قاسم صاحب جريدة (الشعب) ، وصدر الدين شرف الدين صاحب جريدة (الساعة ورزوق غنام صاحب جريدة (العراق ) وروفائيل بطي صاحب جريدة (البلاد) وسليم حسون صاحب جريدة (العالم العربي) ومحمد مهدي الجواهري صاحب جريدة (الرأي العام) وتوفيق السمعاني صاحب جريدة (الزمان) وعادل عوني صاحب جريدة (الحوادث) .
نشرت جريدة صوت الأهالي مقالا تحت عنوان ( احتجاج اصحاب الصحف) ، على اثر انعقاد الصحف اجتماعا لهم يوم 17 من كانون الاول سنة 1944م، جاء فيه : "ان الصحف التي عانت من الرقابة ما عانته من التصرفات الكيفية منذ مدة طويلة والتي لم ترفع صوتها الا على انفراد بالاحتجاج والاستياء، نجد الآن الحالة التي بلغت حداً لا تستطيع معه السكوت لاسيما بعد ان وجدت ان المساعي الانفرادية لم تثمر الثمرة المطلوبة لإرجاع الرقابة إلى حدودها القانونية وإلى الحدود المعقولة التي تتناسب ومكانة الصحافة في النظام الديمقراطي". لذلك دعتها هذه الحال إلى الاحتجاج لرفع صوتها، وهي مغتبطة، إلى معاليكم مطالبة بحقوقها الطبيعية، وتتلخص هذه المطاليب:
أولا : الغاء ماله مساس بحرية النشر من هذه المراسيم المشار اليها.
ثانيا : وحتى يتيسر وضع التشريع اللازم لذلك، نطلب إصدار تعليمات صريحة بكيفية ممارسة الرقابة عملها ضمن احكام القوانين .
ثالثا: الغاء التعليمات الصادر سنة 1940 ، بموجب السيطرة على وسائل دفاع المملكة بمنع اصحاب الصحف من ابقاء بياض في محل ما تمنع الرقابة نشره. واضاف ملاحظة : أنّ الرقابة حذفت اربعة اسطر من الاحتجاج .
نشرت مجلة (الوطن) كلمة حول جمعية الصحفيين، خلاصتها ان وقف حق الانتماء إلى هذه الجمعية على اصحاب الصحف السياسية وحده ليس له مبرر، وان الصحف سواء كانت سياسية او أدبية أو فنية وسائل ديمقراطية، وان التفريق بين هذه الصحف عمل رجعي مناقض للديمقراطية.
جاء إيضاح رئيس جمعية الصحفيين حول هذا الموضوع ، عندما شعر الصحفيون بالحاجة الماسة إلى إيجاد ( رابطة ) تجمع بينهم ، كانت النية متجهة إلى تأليف نقابة لهم على غرار نقابة المحامين وغيرها، لكنهم وجدوا في أول اجتماع عقدوه لهذا الغرض ان هنالك مانعا قانونيا يحول دون تأليف النقابة، وبما أنهم كانوا يعتقدون بأن وضع مثل هذا التشريع يستغرق وقتا طويلا فقد وجدوا حلا مؤقتا لتأليف جمعية على ان يسعوا لقلبها إلى نقابة و أضاف إلى ان غاية الجمعية في هذا الصدد كما جاء في نظامها الأساس هي ، توحيد جهود الصحفيين لتأسيس نقابة لهم ، ورفع مستوى الصحافة ، وتحسين كفاءة المحررين والمخبرين وكل ما يساعد على تقدم الصحافة بصفة عامة من النواحي الأدبية والمادية، وهنا "أود ان أذكركم بان الجمعية لابد لها ان تضم عناصر من مختلف المبادئ فهي إذن ليست حزبا سياسيا ذا مبدأ معين يمكن ان ينطبق عليه نقاشكم".
أرسل الجادرجي ، بصفته رئيسا لجمعية الصحفيين العراقيين ، كتابا إلى وزير الداخلية ، بشأن تعطيل جريدة الرأي العام في 4 من آب سنة 1945م جاء فيه : "ان جمعية الصحفيين تلقت باستغراب قرار معاليكم بتعطيل جريدة الرأي العام إلى اجل غير مسمى اعتبارا من 1من آب سنة 1945 حسب منطوق مرسوم صيانة الأمن العام وسلامة الدولة رقم 56 لسنة 1940 ، ولما كان من جملة أهداف جمعيتنا بذل كل مجهود لتدعيم النظام الديمقراطي وتطبيقه بانسجام في العراق" .
وقد رفعت الجمعية مذكرة إلى رئيس الوزراء آنذاك حول حرية الصحافة ذكرت فيه "ان اسرة الصحافة العراقية، على اختلاف مبادئ أفرادها ونزعاتهم ، ترى ان كل عمل إجرائي ضد الصحافة من دون ان يستند إلى دلائل مادية قاطعة تقع حصرا تحت طائفة القوانين العقابية يعتبر من التصرفات الكيفية التي لا يقرها الدستور العراقي، ويخلق بيئة سيئة لا تعرقل نمو حرية الصحافة في العراق فحسب، وانما تؤخر الصحافة العراقية الناشئة ... وبذلك تحرم الدولة من ركن أساسي من أركان الديمقراطية".
لقد اثيرت فكرة تأسيس نقابة للصحفيين قبل الحرب العالمية الثانية عدة مرات ، الا ان كل ذلك فشل بسبب الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية السائدة، وكما هو معروف فالحكومة سعت الى انشاء النقابة ومن اجل تنظيم هذا القطاع المهم الذي له علاقة بشؤون الشعب وهمومه ، ويأتي هذا طبعا في اطار قوانين المطبوعات وما تضمنته من مواد كفلت حق الصحفيين في اقامة تنظيم نقابي لهم وفق المادة (40) من قانون المطبوعات الذي وافق عليه مجلس النواب، في 13 من ايار سنة 1931 وكما هو معروف فان هناك عدد من الصحفيين الرواد كانوا وراء الدعوة الى انشاء نقابة او جمعية للصحفيين اذكر منهم الاستاذ رزوق غنام صاحب جريدة (العراق) والاستاذ نوري ثابت صاحب جريدة (حبزبوز) والاستاذ كامل الجادرجي صاحب جريدة ( صوت الاهالي) وقد كتب كل هؤلاء عن اهمية ان يجتمع الصحفيين في تنظيم يحميهم وينظم شؤونهم ويدافع عن حقوقهم واذكر مثلا ما كتبه الاستاذ نوري ثابت في يوم 10 من تشرين الثاني سنة 1931 وفيه يشير الى ان قيام نقابة للصحفيين سيسهم في " انقاذ الصحافة العراقية من الفوضى التي كانت تعاني منها " .
وكما سبق ان قلت قان الظروف السياسية والصراعات بين القوى وتدخل الجيش في السياسة ووقوع انقلاب الفريق الركن بكر صدقي 1936 اعاق ذلك .
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945 ، نجح الصحفيون في تأسيس اول تنظيم نقابي صحفي هو ما كان يسمى ( جمعية الصحافة العراقية) ، وروادها الاستاذ كامل الجادرجي زعيم (الحزب الوطني الدمقراطي ) ، المؤسس سنة 1946 والاستاذ سلمان الصفواني صاحب جريدة (اليقظة ) ، وهو احد قادة ( حزب الاستقلال) المؤسس منذ سنة 1946 . وقد اصبح سكرتيرا للجمعية ، وقد حصلت الجمعية سنة 1948 على حق توزيع الاعانات الحكومية والقضائية على الصحف مع خصم بنسبة (10% ) .
وللأسف ايضا الجمعية هذه ، لم يكتب لها النجاح ، وتعطلت في تشرين الثاني سنة 1952 بعد احداث انتفاضة 1952 ، وتولي الفريق الركن نور الدين محمود الحكومة ، وصدور مراسيم 1954 الجائرة في عهد وزارة نوري السعيد .
بعد ثورة 14 من تموز سنة 1958 توفرت الظروف لقيام النقابات . وذكر الاستاذ فائق بطي في (الموسوعة الصحفية العراقية) ، ان (45) صحفيا اجتمعوا في (نادي المحامين ) ، واختاروا هيئة تأسيسية ضمت (11) صحفيا بهدف اعداد الترتيبات الاولية لإنشاء نقابة للصحفيين ، واستحصال الموافقات الحكومية ومن اعضاء اللجنة الاستاذ محمد مهدي الجواهري صاحب جريدة ( الرأي العام) والاستاذ يوسف اسماعيل البستاني (اتحاد الشعب ) والاستاذ عبد الله عباس (الاهالي) والاستاذ عبد المجيد الونداوي رئيس تحرير جريدة الاهالي والاستاذ صالح سليمان ( صوت الاحرار) والاستاذ فائق بطي ( البلاد) والاستاذ موسى جعفر اسد (الثورة ) والاستاذ حمزة عبد الله (خه بات) والاستاذ صالح الحيدري (خه بات ) والاستاذ حميد رشيد وهو صحفي معروف ، والاستاذ عبد الكريم الصفار ، وهو صحفي معروف .
وفي سنة 1959 تم الاعلان عن تأسيس اول نقابة للصحفيين العراقيين بشكل رسمي وتم انتخاب الاستاذ محمد مهدي الجواهري اول نقيب للصحفيين .وقد توالى على رئاسة النقابة بعده عدد من الاساتذة منهم الحاج محمد طه الفياض والاستاذ عبد العزيز بركات ، والاستاذ سعد قاسم حمودي ، والاستاذ طه البصري ، والدكتور صباح ياسين والاستاذ شهاب التميمي وعند كتابة هذه السطور فان رئيس نقابة الصحفيين هو الاستاذ مؤيد عزيز جاسم اللامي .
طبعا صدرت الكثير من الوثائق والمراسيم والقوانين التي تنظم عمل النقابة وتحتاج الى جمع ودراسة واشير الى (قانون نقابة الصحفيين ) رقم (178) لسنة 1969 ويعد من اشمل القوانين التي تنظم العمل في النقابة . وتضمن اهداف النقابة وهيئاتها وواجباتها ونظامها الداخلي وصلاحيات مجلس النقابة والنقيب والشؤون الادارية والمالية . وكان من ابرز ما تضمنه القانون اهداف النقابة ومنها : الدفاع عن حرية الصحافة ، وحقوق الصحفيين ، وتوفير الحصانة اللازمة للصحافة لتتمكن من التعبير بصدق عن رسالتها وللنمو والازدهار ، ومساعدة الصحفيين الاحرار المضطهدين بسبب نضالهم والعمل على تسهيل معاملة اللجوء السياسي لهم . والسعي لتسهيل حرية التنقل للصحفي ومساعدة اعضاء النقابة المحتاجين على قدر ما تسمح به مالية النقابة ، والسعي لإيجاد عمل صحفي للعاطل منهم .وبناء مساكن وتمليك اراضي سكنية للأعضاء ، والعمل على رفع مستوى الصحافة الى المستوى الفني للصحافة في البلاد الراقية ، وانشاء المطابع الحديثة وتوفير الورق وتأسيس دور للنشر والتوزيع وذلك باسمها مباشرة أو عن طريق المشاركة مع الاهلين أو منهما مع الحكومة حسب القوانين المرعية ، و العمل على الاتفاق مع المنظمات والهيئات الصحفية العربية والاجنبية للحصول على تبادل زمالات ، وبعثات لدراسة الفن الصحفي ، وكذلك الحصول على كل ما من شأنه أن يساعد على الارتقاء بصحافتنا الى المستوى الفني المطلوب .
تمنياتي لنقابة الصحفيين العراقيين ، ولقيادتها ، ولمنتسبيها ، وأعضاءها ، بالتوفيق والتقدم .
356 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع