د.جابر ابي جابر
تعرُّف روسيا على الأفكار الماركسية
أفضى تطور الفكر الاجتماعي السياسي، واتساع نطاق الحركة الثورية داخل البلد وفي المهجر، وإقامة الصلات الأممية إلى انتشار الإيديولوجية الماركسية. فعلى سبيل المثال كان الأناركي المعروف ميخائيل باكونين والممثلان البارزان للتنظيم الثوري الشعبوي "نارودنايا فولا" بيوتر لافروف وجرمان لوباتين من الأعضاء البارزين في الأممية الأولى.
في أواخر الأربعينات من القرن 19 وصلت إلى روسيا المعلومات الأولى حول الماركسية ومؤسسَيها كارل ماركس(1818-1883) وفريدريك إنجلس(1820-1895) و عن أعمالهما الرامية إلى إثبات حتمية حلول الاشتراكية محل الرأسمالية استناداً لعوامل تاريخية واقتصادية. ولكنها آنذاك لم تكن تثير اهتماماً خاصاً في أوساط الانتلجنسيا الراديكالية. ولم يبدأ الانتشار الفعلي لهذه الأفكار الجديدة إلا بعد عشرين عاماً وذلك عقب إلغاء نظام القنانة وتحرير الفلاحين في عام 1861.
ففي عام 1869 ترجم ميخائيل باكونين (1814- 1876) إلى اللغة الروسية "البيان الشيوعي" لماركس وانجلس. وفي تلك الفترة تقريباً عقد شباب روس من أتباع الماركسية أول اتصالاًتهم مع كارل ماركس ومنهم نيكولاي تشيرنيشفسكي وجرمان لاباتين ونيكولاي دانييلسون. وإلى جانب هؤلاء تعرف عدد كبير من الشخصيات الثقافية الروسية على ماركس ومن ضمنهم المؤرخ والناقد الأدبي بافيل آنينكوف، الذي التقى به ماركس في بروكسل ربيع عام 1846 وبعث له في 28 كانون1/ديسمبر من العام نفسه رسالة تضمنت مقدمته لكتاب"بؤس الفلسفة" حول برودون. وفي سنوات الأممية الأولى سارت علاقاته مع غيرتس وباكونين على نحو غير بسيط. كما أن علاقته مع تكاتشوف أيضاً لم تخلو من الخلافات حيث أسفرت المناظرة، التي أجراها مع إنجلس في العامين 1874-1875،عن بداية الانشقاق بين الشعبويين والماركسيين الروس. ورغم ذلك فإن تكاتشوف كان من أوائل مروجي تعاليم ماركس في روسيا. وفي عام 1872 صدر بروسيا المجلد الأول من مؤلف ماركس " رأس المال" بترجمة لاباتين ودانييلسون ولوبوفين. كما أثارت مؤلفات الخبير الاقتصادي نيكولاي زيبير(1844- 1888) اهتماماً ملحوظاً بماركس.
وخلال العقدين الأخيرين من القرن التاسع عشر نشأ في روسيا عدد من المجموعات والحلقات الماركسية، التي تشكلت على أساسها لاحقاً الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية. ففي مطلع الثمانينات ظهرت الحلقات الأولى الهادفة إلى دراسة ونشر مؤلفات ماركس و إنجلس. وقد قام غيورغي بليخانوف والأعضاء السابقون في مجموعة" التقاسم الأسود" المنفصلة عن "إرادة الشعب" ومنهم بافيل أكسلرود وليف ديتش وفيرا زاسوليتش بنشر بيان في 25 أيلول/ سبتمبر عام 1883 حول عزمهم إصدار مكتبة الاشتراكية المعاصرة. وكان ذلك بداية نشاط مجموعة" تحرير العمل" برئاسة بليخانوف وهي أول حلقة ماركسية روسية. وقد عكفت هذه الحلقة على ترجمة ونشر أعمال ماركس وإنجلس في روسيا وقامت أيضاً بإصدار مكتبة العمال وهي سلسلة من الكراسات المبسّطة حول القضايا الاجتماعية الملحة المخصصة للشغيلة. واستهدفت هذه السلسلة أيضاً إطلاع الطبقة العاملة الروسية على نضال الحركة العمالية في الغرب.
وفي غضون عشرين عاماً تسنى لهذه الحلقة نشر العديد من المؤلفات المذكورة إلى جانب إصدار مؤلفات لبليخانوف نفسه. ومن أبرز أعماله، التي لقيت رواجاً واسعاً، "الاشتراكية والنضال السياسي" (1883) و"خلافاتنا"(1885) و"تطور النظرة الأحادية للتاريخ"(1894) و" دور الفرد في التاريخ" (1898). وتضمنت هذه المؤلفات دعاية للأفكار الماركسية مع انتقادات مفصّلة لآراء الشَّعْبويين (جماعة "نارودنايا فوليا").
غير أن الماركسية الروسية، كما هو معروف، نشأت في بلد يسوده نظام سياسي ملكي مطلق ويفتقد إلى أبسط الحريات السياسية. كما أن تعسف أرباب العمل تجاه العمال آنذاك لم يكن له حدود. وكان الفلاحون يشكلون السواد الأعظم من السكان ويعيشون في ظروف علاقات أبوية قديمة يكتنفها نمط اقتصادي شبه طبيعي.
وقد سعى بليخانوف ورفاقه في دراساتهم إلى تكييف الماركسية مع ظروف روسيا التاريخية الملموسة. واستناداً إلى النظرية الماركسية استنتج بليخانوف أن روسيا تتطور بنفس طريق التقدم الاقتصادي الاجتماعي، الذي سارت عليه أوروبا الغربية. ووجه انتقادات لاذعة لتعاليم باكونين ولافروف وتكاتشوف وأتباعهم حول خصوصية تطور روسيا والاشتراكية الفلاحية الروسية. وحسب رأي الماركسيين فإن المستقبل في روسيا، كما هو الحال بالنسبة لأوروبا الغربية، يعود للطبقة العاملة. ولهذا السبب فإن مهمة الثوريين تكمن في تحضير البروليتاريا الروسية الضعيفة ذات العدد القليل للمعارك السياسية المقبلة ورفع مستوى تنظيمها ووعيها. ومن هنا يأتي الاهتمام الخاص بالمسائل النظرية والدعاية والتنوير. وقد وضع أعضاء "تحرير العمل" نصب أعينهم مهمة إنشاء حزب ماركسي في روسيا على غرار الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية الأوروبية الغربية وأعدوا المسودات الأولى للبرنامج الحزبي.
طرح الوضع السياسي بروسيا في مقدمة المهام الملحة مسألة النضال من أجل تحقيق الحريات السياسية وإحلال النظام الديمقراطي. وخلافاً لمعظم الشعبويين كان بليخانوف ورفاقه يعطون الأولوية إلى هذه المهمة. وحسب اعتقاد الماركسيين الروس الأوائل فإن الثورة في روسيا ينبغي أن تمر بمرحلتين : إسقاط النظام القيصري المطلق وإنجاز البناء الديمقراطي للبلد ثم يتبع ذلك فيما بعد الإطاحة بسلطة البرجوازية وإقامة دكتاتورية البروليتاريا. وقد أشار بليخانوف إلى أن الطبقة العاملة الروسية قادرة على غرار بطرس الأكبر أن تبدل تاريخ روسيا وتحولها إلى بلد أوروبي ديمقراطي حديث. وفي سعيهم إلى إحلال الديمقراطية كان الماركسيون الروس في الثمانينات من القرن 19 مستعدين للتعاون مع التيارات الليبرالية المعارضة. وقد بقي بليخانوف حتى اليوم الأخير من حياته على اعتقاد راسخ بالضرورة القصوى لوحدة كافة القوى المعادية للحكم القيصري. وعلى هذا الأساس حدثت قطيعته النهائية مع لينين.
وفي كراسه "الاشتراكية والنضال السياسي" أكد بليخانوف على أن النضال من أجل الاشتراكية يحمل في طياته السعي لتحقيق الحريات السياسية والدستور ويجعل من العمال الصناعيين القوة المحركة في المجتمع. كما عرض هنا أطروحته الأساسية، التي تقول أنه لا بد أن تكون هنالك حقبة تاريخية طويلة بين إسقاط الحكم القيصري والثورة الاشتراكية. وفي كتاب "خلافاتنا"، الذي صدر في عام 1885 ضمن سلسلة "مكتبة الاشتراكية المعاصرة"، أكد بليخانوف على أن روسيا قد دخلت طريق التطور الرأسمالي ولكنه حذّر، في الوقت نفسه، من محاولات التعجيل بالثورة الاشتراكية. كما أنه انتقد بشدة المشاعية الفلاحية، التي ينادي بها الشعبويون، واعتبرها عقبة في طريق تقدم الزراعة مع أن ماركس نفسه كان أكثر تحفظاً في تناوله لهذه المسألة.
وقد أشار بليخانوف في معرض تهجمه على الشعبويين إلى عجز الفلاحين القيام بالثورة على عكس البروليتاريا القادرة، في اعتقاده، على تحقيق ذلك. وكتب بهذا الصدد:" إن الدور التاريخي للبروليتاريا ثوريّ جدّاً بينما دور الفلاحين رجعي محافظ تماماً. فالمعروف أن الأنظمة الاستبدادية الشرقية استندت عبر التاريخ إلى سواعد الفلاحين".(غيوري بليخانوف. المختارات الفلسفية. المجلد (1). موسكو، دار نشر"غوس ايزدات"1956). وعلى العموم درس العديد من الاشتراكيين الديمقراطيين الماركسية من خلال أعمال بليخانوف، بينما ناصبها الشعبويون العداء حتى أنهم كانوا يحرقون مؤلفاتها على الملأ.
في عام 1885 نشأت بمدينة سانت بطرسبورغ حلقة "جمعية صنّاع بطرسبورغ" بمساعي بافيل توتشيسكي، الذي أصبح فيما بعد أحد الشخصيات البارزة في الحركة الاشتراكية الديمقراطية بروسيا. وتركز نشاط هذه الحلقة آنذاك على الدعاية للماركسية في أوساط عمال العاصمة الروسية. كما أسست الحلقة صندوقاً خاصاً لتقديم المساعدة المالية إلى العمال المضربين والمنفيين. وفي عام 1888 افتضخ أمر هذه المجموعة ولكنها استطاعت الاحتفاظ بنواتها حيث شكلت في عام 1889 تنظيماً جديداً باسم " الجمعية الاشتراكية الديمقراطية" وذلك بعد أن انضم إليها عدد غير قليل من طلاب جامعة بطرسبورغ. وكان من أبرز ممثليها ميخائيل بروسنيف وفيودور أفاناسييف.
والجدير بالذكر أنه تسنى لهذه الجمعية في 1 أيار/مايوعام 1891 تنظيم أول مظاهرة في روسيا بمناسبة عيد العمال العالمي. ولكن في العام التالي اكتُشِف أمرها من قبل الشرطة السرية القيصرية. وعلى أثر ذلك توقف نشاطها نهائياً. وخلال تسعينات القرن 19 ظهرت على الساحة السياسية في روسيا مجموعات ماركسية أخرى عملت على نشر الأفكار الماركسية في أوساط الشغيلة. وعلى العموم فإن روسيا شهدت في تلك الفترة اهتماماً بالغاً بالفكر الماركسي.
كما أن عدوى الماركسية لم تصِل إلى الثوريين وحدهم فحسب، بل وطالت أيضاً ليبراليين روس لم يشاطروا ماركس استنتاجاته بخصوص تصفية الطبقة المستغِلّة عن طريق الثورة. وكان هؤلاء يسَمّون أنفسهم بالماركسيين العلنيين. وقد راحوا ينتقدون مواقف الشعبويين في الصحافة العلنية بالاستناد إلى المبادئ الماركسية، التي اعتبروها علمية. ففي كتابه "ملاحظات نقدية حول مسألة تطور روسيا الاقتصادي"(1894) أشار بيوتر ستروفيه إلى امكانية تحقيق الاشتراكية في المستقبل البعيد وطرح كشرط حتمي لبلوغها وجوب اجتياز مرحلة الرأسمالية. وفي هذا السياق دعا إلى الإقرار بتخلف البلد وضرورة التعلم لدى الأنظمة الرأسمالية في الغرب والاستفادة من خبرتها. ومن أبرز الممثلين الآخرين لهذا التيار الفلاسفة سيميون فرانك ونيكولاي بيرديايف وسيرغي بولغاكوف والعالمان الاقتصاديان نيكولاي دانيلسون وميخائيل توغان- بارانوفسكي. و هؤلاء جميعهم ابتعدوا لاحقاً عن الماركسية.
ومن الملاحظ أن صدور أعمال الماركسيين العلنيين ساعد على انتشار الأفكار الماركسية في روسيا. وقد ربط هؤلاء التحولات الاجتماعية بالاقتصاد. أما في المجال الفلسفي فإنهم اهتدوا على نحو رئيسي بنظرية المعرفة للكانطية الجديدة. ولكن الماركسية العلنية كحركة سياسية وتيار فكري اجتماعي لم تستمر طويلاً إذ أخذت تتحول في مطلع القرن العشرين إلى الليبرالية أو الفلسفة الدينية.
وتجلت الأطروحة الرئيسية للماركسيين العلنيين في اعترافهم بالطابع التقدمي للرأسمالية في تلك المرحلة وضرورة تطور روسيا التدريجي عن طريق إشاعة الديمقراطية في كافة مجالات الحياة. وحسب اعتقادهم فإن روسيا لا تعاني من النظام الرأسمالي بحد ذاته وإنما من تطوره غير المكتمل. وقد أكد ستروفيه لـ"أصحاب الإيديولوجية الإقطاعية المحافظة" على أن نظام المقايضة و"الإنتاج المركزي الضخم" له أهمية اقتصادية موضوعية وأن العملية الحضارية في روسيا ترتبط على نحو وثيق بتطور أسلوب الإنتاج الرأسمالي.
أما الناقد الأدبي والباحث الاجتماعي نيكولاي ميخائيلوفسكي فقد عارض أفكار الماركسيين الروس في دراسة نشرتها مجلة" روسكويه بوغاتستفو"( العددان 1و2 لعام 1894). وقد جاء فيها " ليس من الضروري أن يكون البحث عن الحقيقة مرهوناً بالاختيار بين الشعوبية والماركسية". وقد أعلن أن آراء تلاميذ ماركس وضمنهم الروس غالبا ما تكون متباينة. وأشار قائلاً: " إن لدى ماركس كافة المبررات لكي يكرر مراراً بنوع من التهكم بأنه ليس ماركسياً". ويسخر ميخائيلوفسكي من التقيد الدوغمائي الأعمى لدى العديد من هؤلاء التلاميذ بكل سطر من مؤلفات ماركس. وإن هذا التفريق بين آراء أتباعه الروس وبين ماركس نفسه لا يعني البته أن الباحث الروسي يقبل أو مستعد لقبول المذهب الماركسي، إذ أنه دحض بصورة قطعية التفسير"الصحيح والوحيد" والعلمي لقوانين تطور المجتمعات البشرية لدى ماركس وتأكيده على نظرية تعاقب التشكيلات الاقتصادية الاجتماعية التي تذهب إلى حتمية حلول النظام الاشتراكي محل النظام الرأسمالي.
وفي معرض حديثه عن مبالغة الماركسية في تقييمها لدور الصراع الطبقي كمحرك للتاريخ انتقد ميخائلوفسكي عدم تقدير ماركس على النحو اللازم لدور"شيطان الغرور القومي" في تاريخ البشرية وفي المستقبل. كما أنه احتج على وصف الماركسية للفلاحين كطبقة برجوازية صغيرة. وقد اعتبر الباحث مجمل أطروحات ماركس حول جدلية البناء التحتي والبناء الفوقي، والحتمية الصارمة لتعاقب التشكيلات الاقتصادية الاجتماعية، لوحة مبسطة لتطور المجتمع البشري. فالبناء الفوقي لا يمكن أن يتغير تلقائياً مع تبدل الأساس الاقتصادي وعلاقات الانتاج لأنه ناجم عن تراكمات ثقافية وتاريخية ودينية تضرب جذورها في أعماق الماضي البشري السحيق. فهنالك العادات والتقاليد والأعراف والمفاهيم الموروثة عبر الأجيال ولا يمكن إزالتها في غضون بضعة عقود مهما تبدلت الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية. وحسب اعتقاده فإن هذا التبسيط قد ساعد بلا شك على الانتشار الواسع لهذه الاطروحات في أوساط الشبيبة. وهكذا فإن ميخائيلوفسكي ينبذ "الماركسية العلنية" و"الماركسية الثورية" على حد سواء( نيكولاي ميخائيلوفسكي. النقد الأدبي والمذكرات، موسكو، دار نشر"ايسكوستفو"، 1995).
على كل حال استطاعت الحلقات الماركسية الأولى أن تمهد الطريق في المحصلة لنشوء تنظيمات اشتراكية ديمقراطية عديدة. وكان من أبرزها " اتحاد النضال من أجل تحرير الطبقة العاملة"، الذي قام بتأسيسه فلاديمير لينين (أوليانوف) بالاشتراك مع يوليوس مارتوف (سيديرباوم). وقد ضم هذا التنظيم 20 حلقة ماركسية وأقام صلات وثيقة مع عمال مصانع ومعامل بطرسبورغ، وسرعان ما شرع بإصدار صحيفة "قضية العمال". وفي التاسع من كانون 1/ديسمبرعام 1896 جرى اعتقال لينين ومارتوف مع رفاقه من أعضاء الاتحاد المذكور. ورغم ذلك لم يتوقف نشاط التنظيم واستمر حتى شباط/ فبراير 1897. وفي أواخر التسعينات ظهرت على منوال" اتحاد النضال..." المذكور اتحادات اشتراكية ديمقراطية أخرى في عدد من المراكز الصناعية الكبرى بروسيا مثل" اتحاد العمل لجنوب روسيا" بمدينة أوديسا "واتحاد عمال مدينة نيكولايف".(غويدو كاربي. تاريخ الماركسية الروسية. موسكو. دار نشر"كومون بليس".2017).
وعلى العموم لم يرغب الماركسيون الأوائل في الاعتماد على الإنتلجنسيا الثورية أو دور الفرد في التاريخ بقدر ما كانوا يسعون إلى التركيز على العملية الاقتصادية الاجتماعية الموضوعية. لقد كانت الماركسية الروسية تتطلع إلى التحرر من خلال التطور الصناعي للبلد بينما كان الشعبويون يسعون إلى تجنبه. وقد ارتأى الماركسيون أن بإمكان التصنيع الرأسمالي الواسع أن يفضي إلى تشكل وتطور الطبقة العاملة التي اعتبروها طبقة محرِّرة. ولذلك فإنهم دعموا فكرة تحويل الفلاحين إلى بروليتاريا وهو الأمر الذي لم يرد الشعبويون السماح به.
1761 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع