مؤيد عبد الستار
المدينة السومرية .. البيت السومري
ما أن نذكر اسم او مصطلح المدينة يتبادر الى ذهننا البيت والقرية والناحية والقضاء ومن ثم المدينة،لان الوحدة الاساسية للمدينة هي البيت ومن ثم تأتي المميزات الاخرى التي تضفي على الموقع السكني مصطلح (مدينة) وهي أكبر من قرية لا بعدد البيوت فقط وانما بالميزات التي تمتاز بها،مثل الخدمات وتلبية احتياجات مجموعة كبيرة من الناس الذين يقيمون بموقع محدد بحاجة الى عدة مرافق وخدمات مثل الطرق،والمدارس للاطفال،ودورالعبادة لعدد كبيرنسبيا من الناس الذين يقيمون بموقع واحد،والادارة -البلدية- التي تنظم الشؤون العامة مثل الحراسة من اللصوص والاعداء والحماية من هجوم الحيوانات الوحشية،وخدمات رفع القمامة والازبال،وانشاء قنوات ومجاري لتصريف مياه الامطار والمياه المستخدمة لمستلزمات البيوت من غسيل ملابس واستخدام مياه الصرف الصحي،وايصال المياه الى الساكنين بالبيوت والتي كانت مستخدمة حتى اواسط القرن العشرين في العراق وهي نقل الماء عن طريق السقاء الذي ينقل المياه اما عن طريق حملها بقرب محمّلة على ظهور الحميرأو ينقلها بنفسه على ظهره.
ورغم صعوبة تقديرعدد سكان المدينة السومرية،الا انه يتراوح بين عشرة الاف وخمسين الفا،ونستطيع التخمين من خلال الساحات وبعض الطرقات معرفة ان شوارع المدن كانت ضيقة،متعرجة وغير منتظمة،الجدران العارية العالية تنـتصب على جانبيها،وهي غير معبدة وغير مستوية ولا توجد فيها مجاري تصريف مياه،والسير فيها اما على الاقدام أو على الحمير.
البيت السومري بيت صغير يتكون من طابق واحد ، مشيد من الطين - اللبن - ومن عدة غرف حول فناء الدار .
أما أغنياء السومريين،فعلى الاغلب يسكنون في بيوت ذات طابقين،ويشتمل على مجموعة من الغرف ، مشيد بالطابوق المفخور ، ومطلي الجدران بالجص الابيض من الداخل والخارج .
يتكون الطابق الارضي من غرفة استقبال ، مطبخ ، حمام ، غرفة أو قاطع لاقامة العبيد ، واحيانا معبد خاص .
أما اثاث البيت السومري فيتكون من مناضد واطئة ( تختة )،وكراسي ذات ظهر(مسند عالي)،وسرير له اطار من الخشب .الاواني مصنوعة من الطين والحجروالنحاس والبرونز.
السلال والحقائب مصنوعة من القصب والخشب،وتفرش الارض بحصران من القصب ،والجدران تغطى بالجلود والافرشة الصوفية .
مدفن الأسرة
عادة مايكون مدفن الأسرة تحت المسكن،مع إنه في عصر مبكر كانت هناك مقبرة خاصة للموتى خارج المدينة.
يعتقد السومريون إن روح الميت ترحل الى العالم السفلي،وتستمر الحياة هناك بشكل ما كما هي فوق الارض،لذلك دفنوا مع الموتى لوازمهم،مثل الاواني والاسلحة والمجوهرات،كما دفنوا مع بعض الملوك رجالهم وعبيدهم ومحظياتهم وعرباتهم.
المعابد والفنون
عُرف السومريون بمنحوتاتهم التي كانت منذ عصور مبكرة (حوالي 2600 قبل الميلاد) تجريدية وانطباعية،وتظهر تماثيل المعابد لتلك العصورالقوة العاطفية والروحية،ولكنها تفتقر الى المهارة في الشكل. أما المنحوتات في العصور المتأخرة فهي متطورة جدا من الناحية التقنية ولكنها تفتقر الى التعبير والالهام الذي تمتكله التماثيل الاصلية،كما أظهر الفنان السومري قدرة في نقش الاشكال على الالواح والجرار والاواني.
من تلك المنحوتات والنقوش استطعنا معرفة قدر كبير من المعلومات عن هيئة السومريين وملابسهم،فالرجل إما حليق اللحية أو له لحية كثة وشعر طويل مفروق من الوسط ويرتدي تنورة تغطيها احيانا عباءة طويلة،فيما بعد أخذت الدشداشة ( القميص الطويل ) مكان التنورة وفوقها شال طويل يُحمل على الكتف الايسر ليترك الذراع اليمنى حرة .
أما النساء فيرتدين ملابس طويلة تغطيهن من الرأس الى القدم ويتركن الكتف الايمن فقط عاريا،وشعرهن عادة ما يفرق من وسط الرأس ويلف الشعر بعصابة تُـلف حول الرأس،وفي المناسبات الهامة يرتدين غطاء رأس مزين بالخرز والاشرطة .
حل السومريون في مناطق شرق دجلة حوالي الالف الرابعة قبل الميلاد ولم تتحدد مناطقهم الاصلية بالضبط وهناك دلائل تشير الى انهم في طريقهم الى بلاد الرافدين استوطنوا لحقبة زمنية غرب ايران ( بلاد عيلام ) .
وانهم حين استوطنوا بلاد الرافدين كان لوصولهم تأثير كبيرفي نهضة ثقافية بالاشتراك مع السكان الاصليين كان لها صداها العظيم في تاريخ الحضارة البشرية .
البيت السومري
من اجل القاء نظرة على البيت السومري وكيف كان يعيش المواطن السومري خلال آلاف السنين الماضية لنتجول في مدينة جنوب نهر الفرات،مدينة اورالشهيرة.
هناك آثار باقية ورقم والواح طينية منقوشة تدل على ما نريد معرفته من معلومات عن تلك البيوت والمساكن.
لقد تمت المحافظة على مساحة من الارض تقدر بـ 8000 ثمانية آلاف متر مربع من البيوت والطرق التي اكتشفت من قبل السير ليونارد وولي Leonard Woolley
1059 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع