احمد الحاج
حملات تسقيط العلماء هدفها اطلاق مارد سيداو !!
لايختلف إثنان ولايتناطح كبشان على أن الحملة الشرسة الحالية ضد شيخ الأزهر والمؤسسة العريقة التي يمثلها ومن جملة أهدافها غير المعلنة هي تفعيل اتفاقية سيداو مصريا تمهيدا لإطلاقها عربيا في زمن فيفي - هشك بشك - عبده ، و عصر حسن جاكوك ، وحقبة حمو بيكا وزمان جمبر مان المعروف بمحمد رمضان ، كذلك "ألغام شياطين" الشهيرة بإلهام شاهين ، لاسيما وأن الحملة تأتي بعد أسابيع قليلة من الضجة الكبرى التي رافقت عرض فيلم "أصحاب ولا أعز " الذي يروج لأفكار سيداو المسمومة حرفيا ، والتي دخل الأزهر الشريف ومشايخه الأفاضل طرفا فيها معترضين على ما جاء في الفيلم النتفليكسي المشبوه وكل ما تم طرحه من خلاله لافساد الاخلاق ومحاربة الفضيلة ، وألفت عناية كل المدارس الشرعية ومشايخها والتي قد تتقاطع مع توجهات الأزهر وقد تختلف مع شيخه بذريعة أنه "اشعري ، صوفي ، سني ..الخ " وما الى ذلك ، أو تلك التي تتقاطع معه على خلفية مواقفه السياسية السابقة يوم وقف بالضد من هذا الرئيس ، مؤيدا لذاك - ولا داعي للدخول بالتفاصيل فمن يعنيه الكلام يعي ويفهم جيدا ما اقصده - من إن مواقفهم المؤيدة أو الساكتة على الهجمة الحالية ضد الأزهر من باب الشماتة ستصب في صالح -قره قوزات- سيداو لتسهم بشكل فاعل ومؤثر في انطلاق ما يمكنني تسميته بـ "الفوضى الأخلاقية وتفكيك الأسرة وعولمة الجنس !" وأذكرهم جميعا بما جاء في حكم وأمثال العرب "أكلت يوم اكل الثور الأبيض" ويضرب لمن لم يهتم بهلاك صاحبه أملا بالنجاة بحياته فيهلكوا جميعا بالتتابع، ولات حين مندم لأن أحدا الا ما رحم ربك لن ينجو من سطوة المارد السيداوي اذا ما خرج من قمقمه لينشر الفاحشة في كل مكان !
يأتي ذلك كله بالتزامن مع عملية " تعبيد ممنهج " قائمة على قدم وساق لفتح الطريق أمام فقرات سيداو فهذا المطرب اللبناني راغب علامة،يثير الاستياء بعد كشفه في لقاء لصالح احدى القنوات بأنه " وفي احدى حفلاته قد أخبره أحد الحضور بأن زوجته تحبه، وأنه لو لم يقبّلها - يبوسها - فإنها ستطلقه !!" هنا تساءل الازهري محمد العشماوي،قائلا "ترى مالذي يريد أن يروج له علامة من وراء هذا التصريح الشائن المهين المستخف بالدين والأعراف والقوانين..أليست هذه دعوة إلى نشر الدياثة بين الرجال، وإشاعة الفاحشة، وتحريضا عليها، وخروجا على الآداب، وعدوانا على قيم المجتمع؟" نعم هي كذلك يا شيخ .
بعدها بساعات قليلة خرج علينا المخرج هادي الباجوري ، في لقاء متلفز آخر مؤكدا بأنه لايمانع من أداء زوجته الممثلة ياسمين رئيس، لأدوار رومانسية وأنها حرة في إختيار الأدوار التي تناسبها وأنه لن يتدخل في عملها ولن يعترض عليه كما أنه لايمانع من أن يناديه الناس بـ "جوز الممثلة " !!
يحدث ذلك كله ببروز علمين خبيثين خنيثين يخدمان الشعوبية والإستشراق والوجودية والالحاد والتنوير والديانة الوهمية وسيداو حاليا !
سابقا كان عندنا علم أصيل ورصين الا وهو علم الجرح والتعديل وعلم معرفة الرجال وعلم الدراية والرواية ، اليوم خرجت علينا مدارس خلطت حابلا بنابل وابتكرت لنا علمين جديدين ، أولهما هو "علم التسقيط والتشريح " والثاني هو " علم التسفيه والتسطيح " يخدمان الشعوبية والاستشراق والعبثية والوجودية واللا دينية واللا ادرية و الالحاد وما يسمى بالتنوير !
المطلوب وثيقة عهد بين العلماء وروابطهم ومجامعهم واتحاداتهم يتفق فيها الجميع على الكف عن مهاجمة وتشريح وتسفيه أحدهما للاخر ..الكف عن تسطيح وتشويه مدارس الآخرين ..الكف عن النيل من تراث وتأريخ ورموز وأعلام ومشايخ الأخر ، في الفضائيات والاذاعات والصحف والمجلات الورقية والالكترونية علاوة على مواقع التواصل " واذا كان لابد فليكتف كل منهم بالرد على الفتاوى المخالفة للعقل والنقل علميا وبالادلة ولكن بعيدا عن التجريح والتشريح بالسابقين واللاحقين والذي صار عرفا وسجية جرأت العوام والجهال والرويبضات والامعات للنيل من علمائنا ...ذاك أن تجريح وتشريح الشيوخ لايجريء الناس على العلماء فحسب، بل وعلى الدين والثوابت أيضا بما يخدم الشعوبية والعبثية والوجودية والاستشراق والالحاد واللادينية واللا أدرية والتنوير ويصب في مصلحتها كلها من دون إستثناء !
وحسبي هاهنا أن أضرب مثلا واقعيا لتوضيح ماذكرته آنفا يتمثل بالحملة الشرسة التي تقاد حاليا في مصر ضد شيخ الازهر والمؤسسة التي يمثلها ويشارك في تلكم الحملة البشعة التي تستهدف الازهر وشيخه "المستشرقون ،التنويريون ،الشعوبيون ،اللا دينيون ،اللا ادريون ، الوجوديون ، والنسويون " اضافة الى مدرستي " التسقيط والتشريح "و"التسفيه والتسطيح " والأخيران هما من المدرسة الدينية وليسوا من خارجها كسابقيهم من المنتسبين الى المدارس العلمانية والليبرلية والبراغماتية ، وهم كالذئاب ما ان يجرح احد افراد القطيع حتى يمزقونه اربا اربا من دون رحمة ...الهدف غير المنظور من حملة الاعلام المصري التي يقودها - النملة الاعلامية الصاعدة بأجنحة الترفيه - عمرو اديب ، وهذا الأخير أذكره بالمثل العربي الشهير"اذا صار للنمل جناحان فقد دنا اجله "وهذا اللا اديب الترفيهي المريب قد أطلق حملة كبرى لم تهدأ بعد ضد شيخ الأزهر تمهيدا للنيل من الجامع الأزهر العريق أولا ، ولعزل شيخه من منصبه وإستبداله بشيخ آخر ثانيا ولا أستبعد من أن يكون البديل- منبطحا - لنسمع من هذا الجديد المعين بمرسوم جمهوري العجب العجاب بدءا من حرمة النقاب وعدم مشروعية الحجاب كذلك حلية الرقص الشرقي ، وقبلات السينما الحارة ، مرورا بالاجهاض والزواج المدني وعمليات التحول والشذوذ فالتطبيع والتخليع والتخنيع والتركيع وليس انتهاءا بمباركة الديانة الوهمية المسماة بالابراهيمية ، وكلها تصب في مصلحة بنود وفروع وفقرات وملاحق اتفاقية سيداو ، ولاسيما أن الحملة التي تشن ضد شيخ الأزهر كانت شرارتها هي موضوعة " ضرب النساء في الشريعة الاسلامية ..حلال أم حرام ؟!" .
وسيداو لمن لايعرفها هي" اتفاقية ظاهرها مناهضة كل اشكال العنف ضد المرأة ..وباطنها فتح واباحة كل أنواع الرذيلة والعنف ضد الأسرة والمجتمع وتحديد النسل وليس تنظيمه "وبالتالي فإن هناك جهات تريد وعلى ما يبدو ذلك جليا تفعيل بنود سيداو واعتمادها والترويج لها والتشجيع عليها وهي تعلم يقينا بأن الأزهر الشريف متمثلا بشيخه الحالي احمد الطيب بماثبة حصن حصين وقلعة من قلاع الشريعة والفضيلة ،سيقفون سدا منيعا وحجر عثرة في طريق تطبيقها لامحالة ، فكان لابد لهم من اعطاء الضوء الاخضر لأديب ، لإثارة زوبعة وموجة سخط - نسوية - وإمعية عارمة ضد شيخ الأزهر ومن يمثله بحضور واحدة من قيادات المنظمات النسوية - الدكتورة مايا مرسي - وتشغل منصب المدير القطري والاقليمي لصندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة ، إضافة الى واحد من أتباع مدرسة التسطيح والتسفيه صاحب شهادة الدكتوراه المزيفة والذي وصفه اديب خلال تقديمه بـ الباحث الاسلامي الكبير اسلام بحيري ،على خطى شيخ الالحاد اللا سيد القمني الذي أوصى ابنته ايزيس بأن لاتأتي بمن يقف ليقرأ الترهات على قبره على حد وصفه، متعرضا بذلك لأيات الكتاب العزيز وللادعية النبوية ، والقمني هو الذي خط عبارة على شاهد قبره قبل موته غير مسبوقة في المقابر الاسلامية مقتبسة من احدى قصائد محمود درويش ، ونصها"إن الذين ماتوا قد نجوا من الحياة بأعجوبة "، لبداية المشوار الشائك والطويل المحفوف بالمخاطر مع سيداو وما يسمى بالمليار الذهبي واقعا ، وان غدا لناظره قريب ، العجيب ان ملايين البشر يتوهمون بأن المليار الذهبي أسطورة أو حديث خرافة أو نظرية مؤامرة ويعتقدون أن الحروب والأوبئة هي من سيقوم بتقليص أعداد البشرية فحسب وهذا لايمكن بأي حال من الأحوال واقول" سيداو هي مفتاح المليار الذهبي وذلك عن طريق العبث بمنظومة النسل والتكاثر البشري، فبدلا من أن يقلصوا البشرية فقط بالحروب والاوبئة بعيد تكاثرها كما كانوا يفعلون ..فقد خططوا لتعقيم النساء والرجال ، لإكتفاء النساء بالنساء ، والرجال بالرجال ، لعمليات التحول الجنسي من والى بما يعرف بظواهر الجنس الثالث والرابع ،لجنس الدمى ،لجنس الحيوانات ، لجنس الحمادات ، مشفوعة بتحديد النسل وتبغيض الزواج وتعقيده وتأخيره بوجود الجنس المحرم المباح في كل زمان ومكان ، كل ذلك مصداقا لما حذرنا منه صلى الله عليه وسلم-يوم قال ” إذا استحلَّت أمَّتي خمسًا فعليهم الدَّمارُ إذا ظهر التَّلاعنُ وشرِبوا الخمورَ ولبِسوا الحريرَ واتَّخذوا القِيانَ واكتفَى الرِّجالُ بالرِّجالِ والنِّساءُ بالنِّساءِ”.
سيداو بإختصار هي محاولة اممية ليبرالية تغريبية ماسونية لتفكيك العائلة الممتدة ، وتمزيق الاسرة النووية، وتحديد النسل ، وتشجيع الشذوذ والانحلال وفرض الثقافة الغربية المنحلة على البشرية عامة وعلى المسلمين خاصة ومحو الهوية والتراث والاخلاق والفضيلة من على سطح الكوكب واستبدالها بفوضى "جنسانية " و"دستوبيا "عارمة لايعرف فيها الابناء اباءهم ، ولا ولاية للاباء على ابنائهم ، ولا قوامة للازواج على زوجاتهم ، ولا بر للابناء بآبائهم وامهاتهم ، ولكي تمرر المؤامرة السيداوية مشفوعة بالترويج للديانة الوهمية كذلك التطبيع الشامل مع الكيان المسخ لابد من أن تسبقها وتتماهى معها عملية تسقيط وإستخفاف كبرى بالرموز والثوابت والرسل والأنبياء والكتب المقدسة وبعلماء الدين والمجامع الفقهية بالتوازي مع هجمة شرسة أخرى تصب جام غضبها على الفضائل ، والأخلاق الحميدة ، والأعراف والتقاليد المجتمعية الحسنة ليخلو لهم الجو ليبدأ العد التنازلي لكل الموبقات والفواحش والرذائل المقننة والمقبولة اجتماعيا هذه المرة مصداقا للحكمة " خلا لك الجو فبيضي واصفري " وهيهات أن يحققوا مرادهم الخبيث ويتم لهم ذلك بوجود الواعين من أصحاب العقول المبصرة ، وبوجود أصحاب القلوب العامرة ،والاقلام النيرة ، والالسنة الناطقة الخيرة ، والضمائر الحية النظرة .
سيداو وبإيجاز هي اتفاقية أممية تشبه دس السم في العسل ترعاها الأمم المتحدة للقضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة وتتضمن ستة أجزاء يتفرع منها ثلاثون مادة اضافة الى الملحقات وقد صيغت بعبارات مطاطية وبعناوين براقة للتمويه ولتخفيف حدة معارضتها من قبل الشعوب العربية والاسلامية ريثما تتكشف حقيقتها لاحقا، وهي مشروع غربي تغريبي ليبرالي يعد جزءا مما يسمى بصراع الحضارات وحرب الهويات وفرض الارادة والهيمنة ، غايته اشاعة الرذائل ومحو الفضائل والاخلاق والنظم والقوانين والاعراف والتقاليد الحسنة ولاسيما الاسلامية منها واقتلاعها من الجذور تمهيدا لإستبدالها بأخرى وضعية علمانية تغريبية تحاكي المجتمعات الغربية في مجونها وفسقها وانحرافها.
((خارج النص ))
ولمن لايعرف سيداو أنقل جانبا مما اطلعت عليه وجمعته لحضراتكم من هنا وهناك وكما وردت في مصادرها :
- الاتفاقية تنص في المادة الثانية منها على أن تتعهد الدول الموقعة على الاتفاقية بإلغاء كل القوانين والتشريعات السابقة التي تميز الرجل عن المرأة ومنها قوانين الاحوال الشخصية اضافة الى تنقيح المناهج الدراسية وتكييف أساليب التعليم لهذا الغرض .
- تجريم تعدد الزوجات واباحة تعدد العشاق والعشيقات .
- الغاء عدة المطلقة " ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ" ، والغاء عدة الأرملة "أربعة أشهر وعشرة أيام" من تاريخ الوفاة " كما ورد في المادة 16 .
- اباحة الشذوذ الجنسي والانحراف بين النساء ومنحها الحرية الجنسية الكاملة بضمنها العمل في الدعارة المقننة دون قيد او شرط .
- إعتماد ما يسمى بالزواج المدنى بدلا من الشرعي، والسماح بزواج غير المسلم من المرآة المسلمة، ومنع الزواج تحت سن 18 سنة .
- القضاء على الأدوار النمطية للمرأة، كدورها في الامومة والحمل والانجاب والرضاعة وتربية الأولاد واعمال المنزل ومنحها الحق في تكوين أسرة نسوية غير نمطية لايمنع من أن تتألف من سحاقيتين اثنتين .
- مساواة المرأة والرجل في القوامة والولاية والوصاية والميراث والحضانة والتبني و اختيار اسم الأسرة والمهنة .
-الحق في الاشتراك بالأنشطة الترويحية والألعاب الرياضية من دون قيد أو شرط .
- اعتبارالمرأة فرداً مستقلاً وليست جزءا من أسرة أو مجتمع.
- اعطاء المرأة الحق في منح اسمها وجنسيتها الى أطفالها اسوة بالزوج فيسمى الأبناء بذلك بإسمها ويتكنون بكنيتها نحو " سلمان زينب ..سعدون ليلى ..جاسم سحر..عباس رازقية ...علوان هدى " وهكذا دواليك .
- التركيز على اقرار التعليم المختلط - ذكور واناث - من مرحلة رياضة الاطفال فالابتدائية فالمتوسطة فالاعدادية فالجامعية .
- جعل شهادة المرأة الواحدة في جميع المحاكم مساوية لشهادة الرجل .
اودعناكم اغاتي
3212 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع