ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
مليحة اسحيق القاصة والكاتبة العراقية اليهودية ١٩٢٥- ٢٠٠١
رحم الله أخي ، وصديقي الكاتب والباحث الكبير الاستاذ سعد الدين خضر ، فقد تحدث يوما عن القاصة والكاتبة العراقية المبدعة المرحومة مليحة اسحيق والتي ملات الدنيا وشغلت الناس في الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي ، وكان لها صالون ادبي في بيتها بالوزيرية ببغداد ، وكان لها كتاباتها ومنها كتابها (ليال ملاح ) طبع في القاهرة سنة 1950 ولها مجموعة قصصية بعنوان (عقلي دليلي ) صدرت ببيروت سنة 1948 ولها رواية بعنوان (رائعة) طبعت في القاهرة سنة 1952 .
كما كانت تكتب في مجلة ( الدنيا ) الدمشقية لصاحبها الصحفي والاديب الاستاذ عبد الغني العطري وكانت لها مراسلاتها مع عدد من الادباء والشعراء العرب والعراقيين منهم الشاعر العراقي الاستاذ عبد القادر رشيد الناصري وكانت تحب الدكاترة زكي مبارك وتناجيه في بعض من اعمالها وهو صاحب كتاب (ليلى المريضة في العراق ) .كما كانت معجبة بشاعر المعرة ابي العلاء وكثيرا ما تحدثت عنه وخاصة في كتابها ( ليال ملاح ) .
عدت الى مصادري فوجدت ان الاخ الاستاذ جواد كاظم عبد المحسن قد كتب عنها في كتابه الجميل (معجم الكواتب والأديبات العراقيات ) ومما قاله عنها انها من مواليد بغداد سنة 1925 وانها اديبة وقاصة وقد نشرت مجموعة من كتاباتها الصحفية في مجلة (دنيا) الدمشقية بين سنتي 1951- 1954 .وانها جعلت من بيتها في الوزيرية صالونا أدبيا حضر فيه أعلام الفكر والأدب .وانه سأل عنها في اواخر التسعينات من القرن الماضي فقيل له انها كانت تعيش ببغداد وان من آثارها المطبوعة : قصتها الطويلة (رائعة ) القاهرة 1952 وكتاب ( عقلي دليلي ) بيروت 1948 وقصة (ليال ملاح ) القاهرة 1950 وان المرحوم الاستاذ الدكتور صباح نوري المرزوك في كتابه (معجم الكتاب والمؤلفين ) عدها من الادباء السريان وهي يهودية وان من كتب عن القصة العراقية المعاصرة وعن الادب النسوي في العراق وعن اعلام اليهود ذكرها .
وقد قرأت في صفحة الاخت الاستاذة ثبات نايف سلطان انها تعرفها وروت جانبا مما تعرفه عنها وقالت انها سكنت لفترة في الوزيرية واحتاجت الى ان تتحدث بالهاتف خلال الستينات من القرن الماضي وطرقت بابا واذا به دار القاصة والكاتبة العراقية اليهودية مليحة اسحيق " ففتحته لي امرأة في الاربعين ، ذات عينينين سوداوين ورموش طويلة كثيفة حالكة السواد ، ولم يكن يومها قد شاع استعمال الرموش الاصطناعية ،كانت ملامحها جميلة متناسقة وشعرها اسود غطى اعلى كتفيها فبدت لي نسخة من ريتا هيوارث ممثلة هوليود الاولى في أربعينات القرن العشرين .ابتسمت في وجهي فاعتذرت لها واخبرتها انني بحاجة ماسة الى استعمال الهاتف .قالت : تفضلي وانسحبت وهي تشير لي الى الهاتف الاسود الموجود على رف عال قرب الباب . اكملت محادثتي ونقرت خفيفا على الباب الداخلي فقامت من مكانها وتلقت شكري وامتناني . قلت لها :
هل انت معلمة مدرسة ؟
ابتسمت برقة وقالت
كلا انا مليحة اسحيق كاتبة قصة قصيرة ...لم اكن قد سمعت باسمها او قرات لها )
قلت لها وانا صحفية ،فتهللت اساريرها وقالت ما احلى العمل الصحفي ، واعطتني رقم هاتفها وقالت اعطيه لمن لك صلة قرابة او عمل معهم .شعرت بامتنان بالغ وشكرتها وخرجت .عندما خرجت قيل لي : انها يهودية تزوجت من مسلم واسلمت ، وهي تعيش مع امها العجوز وابنتها المتبناة .بقيت على علاقة طيبة معها ، فكانت تأتيني بنفسها وقد ارتدت عباءتها لتبلغني ان احدا على الهاتف يطلبني ."
في صفحة المركز الثقافي في كولورادو في الولايات المتحدة الامريكية ورابطه التالي :
https://www.facebook.com/
قرأت عن القاصة والكاتبة مليحة اسحيق رحمها الله ومما قرأته كما وجدت لها صورة رائعة سبق ان نشرتها احدى المجلات العراقية في الاربعينات من القرن الماضي ومما قرأته ان الاستاذة مليحة اسحيق اول أديبه عراقية في الاربعينيات صاحبه ديوان خاص في الوزيرية . كانت مليحة اسحيق جميلة جدا وتتمتع
بشخصية قوية ادبية وقصصية رائدة وكانت متحررة وكانت من عائله أرستقراطية يهودية بغدادية. كان لها ديوان خاص في منطقة الوزيرية في حي الاعظمية الراقي المعروف كان يحضره كبار الادباء والمثقفين في نهاية الاربعينيات و بداية الخمسينيات وهي من معارف الكاتب والاديب الصحفي الراحل الاستاذ سليم البصون وقد عاصرته وعرف عنها بعد أن نُشرت قصصها في الخمسينات حبها للعراق لهذا لم تغادر العراق حتى سنة 1992 وقد سافرت الى العاصمة البريطانية لندن وتوفيت هناك سنة 2001 عن عمر ناهز ال (76) سنة وقد ورد في كتاب الدكتورة خالدة حاتم علوان الموسوم (حفريات انثوية - دراسة في القص النسوي العراقي اليهودي) ، الاستاذة مريم الملا زوجة الصحفي والكاتب الاستاذ سليم بصون وكذلك عن الاستاذة اسيرانس كوهين اخت البروفيسور الراحل شموئيل (سامي ) مورييه واستيرينا ابراهيم زوجة الشاعر أنور شاؤول رحمهم الله جميعا .
علق الاستاذ Ali Mohalsen Aal Ftla وكان واحدا من جيران الاستاذة مليحة اسحيق ، على صورتها فقال :" ان هذه الصورة كانت في الصالون والفستان الذي كانت تلبسه كان لونه زيتوني اللون ... والشامة كانت حقيقية وليست مصطنعة ولون الشعر كان اسود فاحم ...وهي من اليهود المحافظين ... كنتُ صغيرا وكان عمري اربع سنوات ولم أدرك معنى ما جرى ... أصبح عمري (12) سنة.. كنت في بيتهم وكنا نعيش وكأننا عائلة واحدة وكنا نعيش في البيت انا ومليحة واحلام اخت مليحة وكان لها اخت متزوجة اسمها جانيت وكانت تعمل ممرضة وكان لها بنت مقعدة في الفراش وولد ايضا مقعد في الفراش ولديها ولد آخر سليم البنية وكان لديها أخ اسمه كرجي يعمل مصلح تلفزيونات في الميدان وكانت أم مليحة تعمل خياطة وكانت خياطة ماهرة وكان لمليحة اختان واخ كانا مهاجرين لا أعرف الى اين ولم اشاهدهم الا في الصور كان شكلهم آية من الجمال ، وكان بيتهم مفتوحا لمساعدة عدد من الفقراء الذين يقصدونهم "
1390 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع