الجن

                                                                       

                                المهندس عادل العطار

                      


الجن

قال تعالى في سورة الذاريات

( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)
اي ان الله خلقهم ليس لانه يحتاجهم بل ليكونوا عبادا له سواء طوعا ام كرها فهذا ما عليهم ان يفعلوه ،،
قد علمنا ماذا تعني عبادة الأنس اوالبشر فارسل رب العزة الانبياء ليهديهم طريق الرشاد ثم يوم الحساب يكون البشر اما شاكرا او كفورا ،،

# .. لكن ماذا عن الجن ؟
قال تعالى في سورة الجن
( قُلۡ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ ٱسۡتَمَعَ نَفَرٞ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَقَالُوٓاْ إِنَّا سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عَجَبٗا (1) يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلرُّشۡدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦۖ وَلَن نُّشۡرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدٗا (2) وَأَنَّهُۥ تَعَٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَٰحِبَةٗ وَلَا وَلَدٗا (3))

من قرائتنا للآيات الكريمة نجد ان نفر من الجن قد استمعوا الى رسول الله وهو يقرأ القران في أطراف مكة وهو لا يعلم ،، فتعجبوا مما سمعوا ،، ثم امنوا بهذا الكتاب وما جاء فيه والاهم انهم امنوا بالله الواحد الاحد ولم تكن له صاحبة او ولدا ولا يشركوا به الها اخر ،، بمعنى انهم اصبحوا موحدين ومسلمين و مؤمنين بالاسلام وبما جاء به محمد (ص ) و ان هؤلاء النفر من الجن كانوا غير موحدين قبلها ،،

# .. وماذا عن بقية الجن ؟
وقال تعالى ،،
( وَأَنَّا مِنَّا ٱلۡمُسۡلِمُونَ وَمِنَّا ٱلۡقَٰسِطُونَۖ فَمَنۡ أَسۡلَمَ فَأُوْلَٰٓئِكَ تَحَرَّوۡاْ رَشَدٗا (14) وَأَمَّا ٱلۡقَٰسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَبٗا ( 15 ))
ان الجن اصبحوا منهم المسلمين ومنهم القاسطون وهم الكفرة الجائرون الظالمون الذين سيكونون حطب جهنم ،،

# .. هل كان الجن يصلي كحال الأنس ،،؟
قال تعالى
( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ( 18))
هذه الاية الكريمة عن لسان الجن المسلمين وهي دعوة الى باقي الجن عند دخول المسجد و الصلاة فيه لعبادة الله وحده ولا يجب دعاء الحاجة أو المراد او طلب الرحمة الا من عند الله وحده ،، بمعنى انهم كانوا يصلون مع الأنس في المساجد ولا نعلم بهم ،،

# .. وماذا عن ابليس وجماعته من الشياطين والعفاريت ؟
قال تعالى
( وَأَنَّهُۥ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى ٱللَّهِ شَطَطًا )
والمقصود بالسفيه هنا هو ابليس او جماعته و( شططا ) هو القول الجائر البعيد عن الحق في حق الله تعالى
هنا يعترف الجن الذين أمنوا بعد سماع قراءة القران ان وصفوا أقرانهم من ملتهم الجن الشياطين من اتباع ابليس بالسفهاء ورئيسهم بالسفيه ،، فكان هؤلاء السفهاء من غلاظ قوم الجن الذين كانوا يشيعون الكلمة الخبيثة وتكذيب الرسالة وتشجيع على الكفر والشرك بالله وان لله الزوجة والاولاد والحيوانات ،،

# .. كل ما سبق كان الكلام لجماعة او شعب او قبيلة الجن في مكة في زمن البعثة النبوية الشريفة ،،
فكما هو الحال يوجد مسلمين من صحابة رسول الله رضي الله عنهم جميعا فكان هناك من الجن من امن بالله ورسوله وايضا هناك شياطين الجن من اتباع ابليس كما هو الحال في كفار قريش ،،

# .. فرب سائل يسأل ،،
ماذا عن بقية الجن على مر التاريخ فهم موجودين قبل خلق سيدنا ادم بدلالة كفر الجن ابليس بعد ان كان موحدا كحال باقي الملائكة عند خلق سيدنا ادم ولم يسجد له وانه ابى واستكبر ،،
الجواب ،،
في سورة الأحقاف قال تعالى ،،
( وَإِذۡ صَرَفۡنَآ إِلَيۡكَ نَفَرٗا مِّنَ ٱلۡجِنِّ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوٓاْ أَنصِتُواْۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوۡاْ إِلَىٰ قَوۡمِهِم مُّنذِرِينَ (29) قَالُواْ يَٰقَوۡمَنَآ إِنَّا سَمِعۡنَا كِتَٰبًا أُنزِلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٖ مُّسۡتَقِيمٖ (30) )
يتبين من الاية الكريمة ان الجن المذكورين في حادثة اخرى وفي موقع اخر قرب شجرة خارج مكة ان ان استمع نفر اخر من جن اليمن وايضا كان لا يعلم بهم و كانوا يهودا ويتبعون التوراة وعندما علموا بالقران عرفوا ان القران جاء مصدقا لما مذكور بالتوراة وتعاليمه ،، وكذا الحال فان هناك جن في مواقع اخرى من اتباع سيدنا عيسى عليه السلام ،، واخرون من الصابئة وجميعهم موحدين لعبادة الله ،، وايضا هناك واخرون من شياطين الجن يمتهنون مهنة السحر في زمن البابليين ،،

ومن الامثلة الواردة في كتاب الله ان عفريت الجن كان مقربا من نبي الله سليمان بدلالة قول اللع تعالى ( " قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين ) ،
كما ان نبي الله سليمان كان يشغل كفار الجن باشعال شاقة مهينة وبتعذيب بأذن الله ولم ينجوا - من العذاب حتى توفي نبي الله سليمان ،، قال تعالى
( فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14))

الحكمة ،،
1 .. ان الجن يروننا ولا نراهم وبالتالي لا يمكن معرفتهم ويراقبونها ولا نعلم بذلك لكن برحمة الرحمن فانهم يؤثرون فقط على الغير المؤمنين ،،قال تعالى ،،
( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ )
ولكن المؤمنين يؤثرون على الجن بالتعوذ بالله منهم فتزيد العقوبة عليهم ،، قال تعالى
( {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} اي ان الشياطين تخاف من الأنس المؤمنين ،،

2 .. ان سورة الجن لم تنزل لتعلمنا قصص الانبياء او الحكم والموعظة او القوانين كحال باقي السور ،، لكن نزلت لتعلمنا عن احوال الجن وهدايتهم وعبادتهم وكبارهم الى حد تكوين فكرة عنهم دون ان نراهم ،،

3 .. ان الانبياء والرسل والكتب التي انزلت معهم كانوا لهداية البشر والجن على حد سواء ولغاية واحدة وهي عبادته ،،

4 .. ان الجن كما هو الحال البشر بالنهاية في يوم الحساب اما شاكرا او كفورا ،،

5 .. ثم نجد ان من بيننا من الظالمين من لا شرف ولا غيرة ولا ولا دين ولا يخافون من الله ولا حد لظلمهم ،، حتى ان ابليس يستحي ان يقوم بافعالهم ،، ذلك ان ابليس الكافر كبير الشياطين عند ارتكابه خطيئة كبيرة ما يقف عند حده لانه يخاف الله بدلالة قوله تعالى
( وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48)) ،،
اما الظالمين فلا يقفون عند حد و لا يخافون الله ،،

والله اعلم ،، والحمد لله ربالعالمين

……………………
المهندس عادل العطار

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

919 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع