لماذا حماس والجهاد لا يحلا تنظيماتهما؟!

                                                 

                          سعد السامرائي

لماذا حماس والجهاد لا يحلا تنظيماتهما؟!

بلا أدنى شك ليس الغرض من مقالي هنا هو دعوة للتطبيع فأنا ضد هذه الخطوة فالعدو الصهيوني هو عدوا امبريالي ويحتل دولة فلسطين فلماذا أكافئه بأن أعترف به كدولة! وخصوصا قبل حصول شعبنا الفلسطيني لحقوقه المشروعة. اذن عملية التطبيع ستكون بلا أدنى شك تفريط في حقوق الشعب الفلسطيني نظرا لأن مبدأ الصهيونية التي تحكم ما يسمى بإسرائيل يعتمد ليس فقط على إبقاء الاحتلال قائما وانما على توسيع الرقعة الجغرافية لهذه الدولة العنصرية!! فما الذي ستفعله الدول التي طبعت والتي ستطبع مع الكيان الصهيوني إذا ما قرر احتلال جنوب لبنان مثلا بحجة القضاء على التنظيم الإرهابي العميل للفرس ومن ثم البقاء وضم جنوب لبنان الى الدولة الصهيونية وبحجة كي لا يتجمع الإرهابيين مرة أخرى بهذه المنطقة! الاعتراف بالدولة الصهيونية معناه إعطائها الحق بالدفاع عن دولتها وبذلك نكون قد اعطيناها مبررا لاحتلال جنوب لبنان والاستمرار بضرب قطاع غزة كلما يحلو لها وربما أن مجوس إيران يحاولون عمل بؤرة في الأردن شبيهة بجنوب لبنان فيعطون الحق والمبرر للصهاينة بالتوسع واحتلال أراضي اردنية فلا نستبعد ذلك عند الأشرار.. وغيره من أمثلة كثير! ,ولا أعتقد بصواب فكرة أن الدول المطبعة ستعمل ضغطا على الصهاينة او تتفاوض معهم ندا لند لعودة الحقوق المستلبة للفلسطينيين أو حتى التعايش المشترك لأنها دولة عنصرية مستعلية وهنا نستشهد بالمباحثات الفلسطينية الصهيونية التي دامت عقود دون تحقيق نتائج مرجوة.

اذن الذي جعلني أتساءل لماذا حماس والجهاد لا يحلا تنظيماتهما بعنوان مقالي هنا هو بسبب فشل حركات التحرر العربي من تحقيق أهدافها ومن ضمنهم حماس والجهاد بل انها تحولت الى نقمة وضرر على الشعب ذلك لأن هذه الحركات والأحزاب بدل أن تسعى بشكل دؤوب لتحرير بلدها بدت تتحول شيئا فشيئا الى حركات برجوازية فألفت لها حكومات في المنفى والداخل لغرض الجلوس في مفاوضات مع المحتل! أو مع المفسدين في الأرض وحين تصل هذه الحركات الى هذه المرحلة فاقرأ السلام على أهدافها لتحرير الوطن لأنها ستسعى لحماية نفسها والحصول على مكاسب على حساب الشعب وبعد حصول هذه الحركات على التعاطف الشعبي تبدأ تتحول شيئا فشيئا الى قوى متسلطة أخرى على رقاب الشعب وتبدأ تطلب الدعم والتأييد بالقوة وتخوين الاخرين عداها! وغالبا ما تضطر هذه الحركات للتعاون مع دول أخرى لكي تحصل على التمويل منها فتتحول شيئا فشيئا الى منفذ لمصالح تلك الدول كما شاهدنا هذا جليا مع حماس والجهاد اللتان اصبحتا أداة بيد ايران لتنفيذ اجندات ايران التفاوضية مع المجتمع الدولي فلم يعد يسمح لها بشن حرب عصابات ضد المحتل الصهيوني ولا شن حروب طويلة الأمد أو واسعة الا بإشارة وطلب أو موافقة ايران .فبدل من أن تعمل هاتين الحركتين للتحرر من القمع الصهيوني بدأت هي تمارس هذا الدور وهذا ينطبق على الضفة أيضا ,أما في العراق فلقد تعرضت حركة التحرير الى خيانات عظمى من قبل أطياف كثيرة من الشعب تنتمي الى أحزاب عميلة أصلا للمحتل الفارسي وبذلك بعد أن اقتربت حركات التحرر والجهاد من تحقيق أهدافها جاءتها الطعنة من الداخل فبدل أن تنشأ حركات تحرر أصبح المحتل يؤلف حركات او ميليشيات وأحزاب من أجل ادامة الاحتلال ! هذا الواقع المتخلف الموجود في العراق يختلف قليلا عما موجود في فلسطين فالعدو الصهيوني لم ينشأ ميليشيات تسانده لأن ذلك اشبه بالمستحيل وواقع الفلسطينيين يختلف عن الواقع الطائفي في العراق الذي بغياء عقليه الذيل او التابع يظن انه يحمي طائفته (رغم انها كانت تعيش بسلام وحرية ومنع عنها فقط الممارسات الحيوانية التي نراها الان بضرب الرؤوس ( تطبير ) بأدوات حادة ينزف دما صاحبها حتى يموت بعضهم وممارسات أخرى لأذية النفس والممارسات الهزلية واذلال النفس وجلد الذات ) هذا الاعتقاد الغير عقلاني جعله لا يدرك أنه يدمر بلده ويقتل شعبه ويشرده ومنه طائفته الوطنية الواعية لذلك نرى الحكومة والقوى العميلة هي التي تشجع على هذه الممارسات الحيوانية( لا اعتقد بوجود من يتجرأ فيسميها ممارسات إنسانية ؟!) كلما وعت مجموعة ومدينة وفهمت ما يصنعه المحتل الفارسي. بينما في فلسطين سعى الصهاينة على تقديم الاغراءات الى قادة حماس والجهاد بعدم استهدافهم وتقديم إغراءات السلطة المزيفة التي تكون سيوف إضافية على رقاب الشعب الفلسطيني في الوقت التي هي ذليلة وتابعة للصهاينة ,بينما لكي نطلق عليها حركات تحرر فلا بد وان تستمر بالعمل والجهاد من أجل اذية المحتل وزعزعة استقراره والتضحية بالمقاتلين الاستشهاديين لا ان يكونوا سببا بالتضحية بالشعب وتدمير منازله ..اذن الا يكون سؤالا وجيها ومنطقيا نتج عن استفسارات واقعية لمغزى وجود هاذين التنظيمين الذين أوقفا نشاطهما العسكري ولا حتى هم يبادرون بأي حرب مصغرة بل غالبا ما يكونوا هم من يتلقى الضربات .
عليه فما أراه كوجهة نظري بخصوص هاتين الحركتين هو اما ان يعملا لأجل مسببات انشائهما وهو تحرير فلسطين ويستمرا بعملياتهما العسكرية بدون توقف واتفاقات هدنة ويستمروا بحرب العصابات وإلغاء كل مقراتهما وتصغير ورشهم ونقلها لأماكن سرية خارج المناطق السكانية أو يحلا تنظيماتهما والا في النهاية ستجري عمليات تصفية وحروب داخلية بينهما وهذا ما سعى له المحتل من خلال تحييد حماس عن عدوانه الأخير والاستفراد بالجهاد. اما لماذا لا نؤيد تجميد الحركات التي تحاول تحرير العراق فهي للأسف تم تجميدها أصلا من قبل العملاء والخونة والطائفيين..

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

680 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع