د. اسعد الامارة
التحليل النفسي مع رابطة الفضاء الفرويدي الدولي
يرى التحليل النفسي أن أعراض الاضطراب عند بعض العصابيين "مرضى النفس" تنطوي على معنى، هذا ما يقوله سيجموند فرويد في كتابه محاضرات تمهيدية في التحليل النفسي، وللاوعي "اللاشعور" منزلة خاصة في دراسة التحليل النفسي وعمقه، فهو محك المعرفة الحقة لما يدور في دواخلنا نحن الأسوياء، وكذلك من يعاني من شعور بعدم الراحة النفسية، أعني لديه معاناة من نفسه، فكل ذلك منشأه اللاشعور:اللاوعي". ورحلة رابطة الفضاء الفرويدي في باريس في دورتها المكثفة عن اللاوعي – اللاشعور هي المدخل لمعرفة ما تم تثبيته وخلق للبعض مشكلات نفسية، فاللاوعي"اللاشعور" يتصل بعالم المكبوت، ويقول فرويد: إن اللاشعور مضمون لغوي وبنية" نمط يحق علينا ان نعرف رسم حروفه وقواعد نحوه، أما جاك لاكان عندما قام بإعادة بناء التحليل النفسي كما يقول "حسين عبد القادر" في موسوعة علم النفس والتحليل النفسي "لاكان" اعاد بناء التحليل النفسي من خلال منظور بنيوي، فبين كيف يتكلم اللاشعور – اللاوعي بما هو لغة وبنية، فيؤدي فهمها الحق إلى فهم الإنسان، إذ اللاشعور- اللاوعي مقال لآخر، وموضوع يتكلم علينا أن نفض شفرته، ويضيف "عبد القادر" أن اللاشعور – اللاوعي في ضوء النظرية الثانية للغرائز أصبح قاسمًا مشتركًا في كافة الأجهزة النفسية، فهو كله لاشعوري-لاواعي والأنا الأعلى جله لاشعوري- لاواعي، بينما الانا في جانب منه لاشعوري- لاواعي، وهو ذلك الجانب الذي يقوم بالتحريف والدفاعات.
تدعو رابطة الفضاء الفرويدي الدولي في باريس لمن يهتم ولديه رغبة في معرفة اللاشعور- اللاوعي في حياتنا اليومية في السواء واللاسواء، في الواقع والرمز، في الحلم وفي الحياة اليومية، إنها رحلة تتعرف بها على معنى العرض المرضي والسوية إن وجدت فعلًا بلا شوائب من هموم الحياة وضغوطها، ويقول" سيجموند فرويد" مؤسس التحليل النفسي العرض اذن نتيجة لعمليات نفسية قاطعها أو تدخل في انسيابها سبب بكيفية ما، فقضى عليها بذلك أن تبقى لاشعورية- لاواعية.
دورة اللاوعي- اللاشعور في رابطة الفضاء الفرويدي الدولي في باريس تحاول أن تدخل مسارات اللاوعي وفك رموزه لكي يكون مدخل لتحويل كل شيء مسبب للمرض في اللاشعور - اللاوعي" إلى منطقة الشعور" الوعي" وهي في الحقيقة معرفة تبدأ من هنا ثم التواصل في البرنامج الموسع عن آليات العلاج ووسائله على وفق نظرية التحليل النفسي. تدعو رابطة الفضاء الفرويدي الدولي في برنامجها المكثف في معرفة دراسة "الميتاسيكولوجية" أي ما بعد علم النفس في التحليل النفسي أعني دراسة خصائص اللاشعور- اللاوعي، أو بعبارة اخرى "سيكولوجية الاعماق" التي تهدف إلى دراسة العمليات النفسية من نواح ثلاث كما يعرضها "اسحق رمزي" مترجم كتاب ما فوق مبدا اللذة لسيجموند فرويد، وهذه النواح الثلاث: الأولى دراسة القوى الدافعة والميول الغريزية التي تنطوي عليها النفس، وهذه من الناحية الديناميكية. أما الثانية دراستها من حيث " المكان" أو الجانب الذي توجد به في النفس، وهذه هي الدراسة المكانية، أو الطبوغرافية. والثالثة هي دراستها من حيث الوظيفة، أي فيما يتصل بالدور الذي تقوم به خاصًا بكمية التوتر الذي تطيقه النفس، أو الاشباع الذي تسعى إليه، وهذه الناحية الكمية، أو الاقتصادية، فمن لديه الرغبة الإبحار في النفس يمكنه الالتحاق في دراسة التحليل النفسي مع رابطة الفضاء الفرويدي الدولي في دورته المكثفة ، أو دورة التأهيل للعلاج النفسي على وفق نظرية التحليل النفسي، أو ما يريد معرفته ما في نفسه، وهي معرفة عز على الإنسان السوي، واللاسوي ممن لديه استبصار في نفسه أن يعرف شيئًا عنها، وعن بناءه النفسي.
559 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع